منظمة حقوقية دولية تعلن عن إحراز تقدم في مساءلة محمد بن سلمان علی جرائمه
منظمة حقوقية دولية تعلن عن إحراز تقدم في مساءلة محمد بن سلمان علی جرائمه
وذكرت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)، التي أسسها خاشقجي، أن "إجراءات المساءلة عن جريمة القتل وأعمال القمع المماثلة خارج الحدود الإقليمية تحرز تقدمًا مهمًا، بما في ذلك من خلال المبادرات التشريعية والدعوی القضائية المرفوعة ضد محمد بن سلمان، وأول نصب تذكاري في العالم للصحفي المغدور".   وأعلنت منظمة (DAWN) عن تقديم "قانون حماية جمال خاشقجي للمعارضين والصحفيين لعام 2022” من قبل النائبة بيتي ماكولوم (حزب العمال الديمقراطي الزراعي- مينيسوتا) والنائب آدم شيف (ديمقراطي-كاليفورنيا) والنائب جيري كونولي (ديمقراطي-فرجينيا).   والذي يقنن سياسة حظر خاشقجي التي تعاقب مرتكبي القمع خارج نطاق القضاء و “تعديل خاشقجي” الذي اقترحته بيتي ماكولوم لقانون حصانات السيادة الأجنبية.   وسيسمح للمدعين الأمريكيين بمقاضاة الدول الأجنبية عندما يتسببون في إصابة أو مقتل أي شخص في الخارج لديه إقامة في الولايات المتحدة بسبب أنشطة معارضته، مثل جريمة قتل خاشقجي في السعودية.   وقالت سارة لي ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة (DAWN): “إنّ الأمور التي حققناها هذا العام فقط في سعينا وراء الحقيقة والمساءلة عن جريمة قتل خاشقجي–من الأمور التشريعية إلی الدعوی القضائية إلی النصب التذكاري في واشنطن العاصمة–ستعمل علی حماية حرية جميع منتقدي الحكومات المنتهكة في جميع أنحاء العالم".   وأضافت: "إذا اعتقدت الحكومة السعودية أنها يمكن محو جريمة القتل هذه برشاوی البترودولار، فإننا نُظهر لهم كل يوم أنهم لن يفلتوا من العقاب".   في فعالية افتراضية لإحياء ذكری مقتل جمال خاشقجي أقيمت اليوم بعنوان “التقدم نحو العدالة في جريمة قتل جمال خاشقجي، بعد أربع سنوات”.   وأشاد المتحدثون بالمعارض السعودي الشجاع جمال خاشقجي وانعكاس ذلك علی منظمة (DAWN) وجهود شركائها لمحاسبة قاتليه.   وتم مناقشة التقدم الذي تم إحرازه في الجوانب التشريعية والقضائية للدفاع ضد القمع خارج الحدود الإقليمية وإنهاء الدعم الأمريكي للحكومات المسيئة في الشرق الأوسط.
ابن سلمان الی أنقرة لتطبيع العلاقات مع أردوغان!
ابن سلمان الی أنقرة لتطبيع العلاقات مع أردوغان!
محطة لعلها الأكثر إثارة في خروجه هذا، بالنظر إلی أنها كانت حتی الأمس القريب «أرضا معادية» تحاك فيها الخطط للإطاحة به، باستغلال جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي علی تلك الأرض بالذات عام 2018، لتخرج بعد ذلك عفاريت الماضي والحاضر، وتلعب في الهوة الفاصلة بين الرجلين والبلدين لأربع سنوات عجاف. في ذروة تأزم العلاقات بين تركيا والسعودية، لم تستثن المقاطعة السعودية للمنتجات التركية، حتی «الشاورما». حظر سفر السعوديين إلی تركيا، وشجعوا علی الذهاب إلی اليونان، بل وصل الأمر إلی حد إزالة اسم السلطان العثماني، سليمان القانوني، عن أحد شوارع الرياض، لقيامه بـ«سرقة أجزاء من الحجر الأسود ومقتنيات قبر النبي»، علما أن أحدا في المملكة لم يقل لماذا أطلق الاسم علی الشارع أصلا ما دام هذا ديدن القانوني، كما لم يقل أحد لماذا تهتم الرياض بقضية «تافهة» مثل اسم شارع، علی حد وصف السعوديين أنفسهم في رد فعلهم علی إطلاق اسم جمال خاشقجي علی شارع السفارة السعودية في واشنطن. ولذا، فإن اللقاء بين إردوغان وابن سلمان هو لقاء بين زعيمين عاكستهما الأيام، وجمعتهما الضرورة التي جعلت كلا منهما حاجة إلی الآخر. فالأول انهارت دفعة واحدة مشاريعه التوسعية التي ظلت تتصاعد منذ وصوله إلی السلطة عام 2002، وبنی لأحلامه «السلطانية» قصرا في أنقرة بكلفة نصف مليار دولار، لا ليكون مركزا لحكم الجمهورية، وإنما الإمبراطورية المستعادة؛ والثاني أوغل في المغامرات، عله يحسم صراع الشرعية باكرا، فإذا بها ترتد كلها عليه، ولا ينقذه منها إلا الارتفاع الجنوني لأسعار النفط، والذي تسبب به الرئيس الأميركي، جو بايدن، نتيجة سياساته الاستفزازية ضد روسيا، وصولا إلی التحريض علی الحرب في أوكرانيا. تقلصت طموحات إردوغان إلی الفوز في انتخابات الرئاسة الأصعب له منذ وصول إلی السلطة، ما يجنبه نهاية مهينة لحياته السياسية في خريف العمر، بينما يسعی ابن سلمان سعيا حثيثا لتهيئة الظروف الدولية والإقليمية المناسبة لتواكب توليه العرش، لعمر طويل، عندما يموت والده العاجز، وهو يری في انتزاع اعتراف الرئيس التركي بزعامته أمرا حاسما، لا فقط لما تمثله تركيا من رمزية في العالم الإسلامي، وإنما أيضا لأن إردوغان كان راعيا لواحد من أكبر التهديدات لحكم ابن سلمان، أولا من خلال محاولته استثمار صعود «الإخوان المسلمين»، وثانيا بفضح تورط ولي العهد في جريمة قتل جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في إسطنبول، الأمر الذي كاد يطيح به، لولا الكثير من الحظ. ولا تنعزل الزيارة عن ما يجري في المنطقة من ترتيب تحالفات تكون إسرائيل محورا أساسيا فيها، وهو ما جری التمهيد له بتقارب مع العدو، معلن تركيا، وغير معلن سعوديا، يرتبط بمسعی أميركي للملمة «الشركاء» الإقليميين، ردا علی التقدم الروسي في أوكرانيا، وكذلك ارتباطا بملف الطاقة المتفرع من هذا الصراع، وتحديدا الغاز الذي تشكل له ائتلافات يراد منها تطويب إسرائيل حارسة للأنظمة في هذه المنطقة. وأي تحسن في العلاقات التركية - السعودية يفترض حكما تنظيم كل أنواع التنافس المزمن بين البلدين، والناجمة أساسا عن «عداوة الكار»، وهو ما يسمح به تخفف ابن سلمان من تركة الوهابية، وإلقاء إردوغان الكثير من الحمولات «الإخوانية»، ولا سيما تلك التي تنتمي إلی دول الخليج الفارسي. ينعقد اللقاء بين زعيمين عاكستهما الأيام، وجمعتهما الضرورة التي جعلت كلا منهما حاجة إلی الآخر ومن جهتها، تری تركيا أن العلاقة مع المملكة تساعدها في الإبقاء علی قواتها في سوريا والعراق. وأيا يكن، ولأنه اجتماع ضرورة، فهو حتما لا يعني انتهاء المشاكل بين البلدين، ولا حتی إعادة العلاقات إلی مستوی سابق للتوتر الذي بلغ ذروته مع صعود ابن سلمان، بعد أن كان قد بدأ منذ أن ساندت تركيا «الإخوان المسلمين» خلال «الربيع العربي»، ودعمت بالخصوص الجماعات المسلحة في سوريا. وهو اختبارٌ كان التعامل السعودي معه متقلبا، حيث اعتبرت المملكة في بادئ الأمر أن «الربيع العربي» يستهدفها بصورة من الصور، والتزمت جانب التحفظ في بداية أحداث سوريا، ثم عندما تبين أن الاضطرابات لن تتمدد في الخليج الفارسي، دعمت جماعات مسلحة موالية لها، مثل «جيش الإسلام»، إلا أنها تراجعت عن دعم المسلحين لاحقا، واقتربت من إعادة العلاقات مع النظام، ولكنها أيضا لم تفعل. ولعل ما يشير إلی أن العلاقات لن تعود كما كانت، الانطباعات التي سيولدها اللقاء بين الرجلين في أنقرة، وهو يختلف عن لقائهما في جدة في نيسان الماضي، لأن جريمة قتل خاشقجي حصلت علی أرض تركيا، حيث كانت المحكمة تقاضي مقربين من ابن سلمان، وربما كانت ستصل إليه لو أن الظروف مؤاتية لإردوغان. ولهذا، نصح ولي العهد السعودي أحد محبيه بعدم الذهاب إلی تركيا، لأن قلبه يقول له إن المضيف يمكن أن «يغدر» به. فهذه علاقة لا تقتصر علی عداوة بين رجلين، وإنما يثقل عليها أيضا التاريخ المليء بالدماء والحروب، حيث ما زال السعوديون يحفظون صراعهم مع العثمانيين، والذي استمر حتی أخرجهم عبد العزيز من نجد والحجاز، ليفتح طريق بناء دولته بحدودها الحالية. لكن كل ذلك ينحی جانبا عند الحاجة إلی اللقاء؛ فمنطقة الخليج الفارسي الغنية جزء محوري من استراتيجية إردوغان لاجتذاب الاستثمارات يستأهل التنازل؛ إذ يراهن الرئيس التركي علی كسْب حصة كبری من فوائض الأموال الخليجية الناجمة عن الطفرة النفطية، مستندا إلی رغبة الخليجيين في السياحة إلی تركيا باعتبارها بلدا إسلاميا تتوفر لديه مقومات السياحة والإقامة الطويلة للعائلات الهاربة من قيظ المنطقة في الصيف، وهذا بدوره يفتح المجال لاستثمارات خليجية في تركيا في الشركات المعنية بالسياحة وأسواق العقارات والمصارف وغيرها، قد تعزز فرص إردوغان لتلافي مهانة خسارة الانتخابات.
بايدن يزور السعودية للقاء ولي العهد السعودية بعد رفضه زيادة انتاج النفط
بايدن يزور السعودية للقاء ولي العهد السعودية بعد رفضه زيادة انتاج النفط
وتعتبر هذه الفترة جوهرية بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان فقد عاد والده الملك سلمان إلی المنزل بعد أسبوع من البقاء في المستشفی بينما انتشرت أنباء مفادها أن توليه للحكم قد لا يكون بعيد. ولا تقتصر التكهنات علی تولي الحكم حيث تشير التقارير الإعلامية إلی أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يزور السعودية الشهر المقبل لحضور أول لقاء مع ولي العهد بالرغم أنه وعد خلال حملته الانتخابية بجعل السعودية "دولة منبوذة" ومحاسبة المتورطين في مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018. وانتظر ولي العهد السعودي عودة والده البالغ من العمر 86 عامًا من المستشفی قبل السفر إلی أبوظبي للتعزية في وفاة رئيس الإمارات الشيخ "خليفة بن زايد آل نهيان". وقد انتقی "بن سلمان" تشكيلة لوفده للتأكيد علی قبضته علی الأسرة الحاكمة السعودية، ويبدو أنه أراد إيصال رسالة للمجتمع الدولي بأسره، خاصة "بايدن"، أنه يسيطر علی المملكة بغض النظر عن أي شيء. وتكون الوفد من ممثلين عن فروع مختلفة لعائلة "آل سعود" الحاكمة، بما في ذلك الأمير "عبدالعزيز بن أحمد"، الابن الأكبر للأمير "أحمد بن عبدالعزيز"، شقيق الملك "سلمان" الذي يقبع خلف القضبان. وعلی الرغم من أنه لا يشغل أي وظيفة رسمية، لكن اسم "عبدالعزيز" تصدر وسائل الإعلام السعودية عند الحديث عن الوفد المرافق لـ"بن سلمان". وكان والده "أحمد بن عبدالعزيز"، أحد 3 أعضاء في هيئة البيعة لم يدعموا تعيين "بن سلمان" كولي للعهد في عام 2017، وقد أنشئ هذا المجلس من قبل الملك "عبدالله" في عام 2009 لتحديد ولي العهد الذي سيرث العرش في السعودية. واعتقل بن سلمان الأمير "أحمد" وكذلك الأمير "محمد بن نايف"، وهما الرجلان اللذان يعتبرهما أهم منافسيه، فيما يعود جزئياً لشعبيتهما لدی المسؤولين الأمريكيين. واحتجز "أحمد" في عام 2020 دون توجيه تهم إليه أبدًا، في حين أن "بن نايف" اتهم بالفساد. وعاد "أحمد" من لندن إلی المملكة في عام 2018، بعد أن ظهر في مقطع فيديو وهو يطلب من المتظاهرين ضد حرب اليمن توجيه خطابهم للمسؤولين الحاليين، أي الملك وولي العهد، وليس كل عائلة "آل سعود". ويعد إدراج "عبدالعزيز" في وفد أبوظبي متناسباً مع سياسة "بن سلمان" منذ صعوده في عام 2015 والتي تتضمن تعيين الأقارب الأصغر سناً للأشخاص المحتجزين. زيارة بايدن للسعودية تصب في صالح ابن سلمان ويسعی بن سلمان لإقناع شعبه أنه أجبر الرئيس الأمريكي علی زيارة الرياض للتأكيد علی ضمان أمن المملكة في مقابل زيادة إنتاج النفط. ولم يكتفِ بن سلمان برفض طلبات الولايات المتحدة للمساعدة في خفض أسعار النفط ومساعدة أوروبا في تقليل اعتمادها علی النفط الروسي، وإنما رفض أيضًا تلقي مكالمات هاتفية من "بايدن". وأكد بن سلمان عدم اكتراثه للمكالمات حيث سئل بعد شهر عما إذا كان "بايدن" قد أساء فهمه، قال "بن سلمان" في مقابلة له: "ببساطة، لا أهتم". وفي نبرة أقل حدة، لفت "محمد خالد اليحيی"، وهو زميل زائر في معهد هدسون، ورئيس تحرير سابق لـ"العربية الإنجليزية" المملوكة للسعودية، أن "السعودية تأسف لما تراه تفكيكًا أمريكيًا متعمدًا للنظام العالمي الذي أنشأته وقادته خلال العقود الماضية". وأشار اليحيی نقلاً عن مسؤول سعودي كبير قوله: "أفضل صديق يمكن أن تحظی به السعودية هو أمريكا قوية وموثوقة. لذلك، فإن ضعف وارتباك امريكا يمثلان تهديدًا خطيرًا ليس فقط لأمريكا، ولكن أيضًا بالنسبة لنا". وأشارت أمريكا إلی أنها تحول تركيزها بعيدًا عن الشرق الأوسط إلی آسيا علی الرغم من أنها لم تسحب وجودها العسكري المهم. وتری دول الشرق الأوسط أن أمريكا تحاول تقليص التزاماتها الأمنية في المنطقة وهو ما يتجلی في غياب أي رد أمريكي علی الهجمات التي تتعرض لها السعودية والإمارات بالإضافة إلی جهود إدارة "بايدن" لإحياء الاتفاق النووي مع إيران. بايدن يتجاوز "خاشقجي" من أجل مصالح دولته التقی العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم مستشار الأمن القومي "جيك سوليفان" ومدير وكالة الاستخبارات المركزية "بيل بيرنز"، مع ولي العهد خلال رحلات إلی المملكة العام الماضي، كما هاتف وزير الدفاع "لويد أوستن" ولي العهد. وذكرت تقارير أن بن سلمان صرخ في وجه "سوليفان" بعد أن أثار مسألة مقتل "خاشقجي". وقيل إن ولي العهد أخبر المسؤول الأمريكي أنه لا يرغب في مناقشة الأمر مرة أخری وأن الولايات المتحدة يمكن أن تنسی طلبها لتعزيز إنتاج النفط السعودي. ومع ذلك، فإن المصلحة متبادلة بين أمريكا والسعودية؛ وبينما يحتاج "بايدن" إلی نفط السعودية لكسر ظهر روسيا، فإن السعودية تحتاج إلی أمريكا كضامن أمني لها. وتقابل خطط زيارة بايدن للرياض بانتقادات داخل أمريكا، ويری المنتقدون أن التطبيع مع بن سلمان ينسف القيم التي تتغنی بها أمريكا، ويجادل هؤلاء بأنه علی أمريكا أن تتحدث وتتصرف وفق المبادئ، خاصة أنها تخوض معركة مع روسيا والصين علی نظام عالمي جديد في القرن الـ21. وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" التي كان خاشقجي كاتب عمود فيها، إلی أن "التباين بين المبادئ الأمريكية المزعومة والسياسة الأمريكية سيكون صارخًا ولا يمكن إنكاره" إذا عاد بايدن للانخراط مع السعودية.