نقلا عن موقع أكاديمية الحوار العراقي، تناول الكاتب السعودي عبد العزيز الغشيان، في مقال نشره معهد أوبزرفر للأبحاث، وهو مركز أبحاث غير ربحي في نيودلهي، آفاق التقارب بين إيران ودول الخليج الفارسي في عام 2025 وبحث فرص هذا التقارب. وبحسب هذا التقرير، فإن الغويشيان هو باحث في الشؤون الجيوسياسية ومدير الأبحاث في مؤسسة ميدل إيست أوبزرفر للأبحاث في دبي.
ويری أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد سلسلة من الصدمات في بداية عام 2025، أهمها استمرار الإبادة الجماعية في غزة ولبنان، ودخول سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد، وهو ما يصاحبه من فرص ومخاوف.
وبحسب هذا التقرير، فإن العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي ستواجه في عام 2025 اختبارا جديا. وأعلنت بعض دول الخليج، ومن بينها الإمارات، استعدادها للتقارب مع إيران، في حين تواصل دول أخری، مثل المملكة العربية السعودية، تبني نهج متحفظ تجاه هذا التقارب.
وبحسب هذا المقال فإن طبيعة التحسن في العلاقات بين إيران والسعودية لا تتعلق بتغيير إطار العلاقة فحسب، بل تهدف أيضاً إلی تغيير طبيعة هذه المفاوضات بشكل جذري، الأمر الذي من شأنه أن يحول هذه العلاقات من علاقات قد تتأثر بالضغوط الخارجية إلی علاقات ذات جذور عميقة.
ويری القوشيان أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أهم العوائق أمام التقارب بين دول الخليج وإيران، ويری أن الخطاب المتطرف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب قد يزيد من المخاوف بشأن إيران، وأن دولة مثل السعودية تفضل تجنب الوقوع في هذه الصراعات.
وأشار الخبير في الشؤون العربية إلی أن هناك فرصاً لا تزال قائمة يمكن استغلالها لتعزيز التقارب بين إيران ودول الخليج، واعتبر التعاون الاقتصادي من بين هذه الفرص، والذي من شأنه في ظل بناء الثقة بين الطرفين أن يعزز العلاقات التجارية والاقتصادية بشكل أكبر.
وتضيف المقالة أن فتح قنوات الحوار المستمر بين الجانبين من شأنه أن يساعد في حل القضايا بينهما وتقليل التوترات. ويمكن اعتبار التقارب بين دول الخليج الفارسي وإيران مصدرا أمنيا مهما يجب الحفاظ عليه. إن هذا التقارب ليس حيويا بالنسبة لإيران ودول الخليج الفارسي فحسب، بل يمكن أن يصبح أيضا الأساس لإرساء الأمن في المنطقة بأكملها، لأنه مرتبط بشكل فعال بقضايا إقليمية أخری.