الضحية الأولی لسلطة المقاومة في الأراضي المحتلة/من هو أهارون حاليفا؟
الضحية الأولی لسلطة المقاومة في الأراضي المحتلة/من هو أهارون حاليفا؟
لقد تسببت عملية طوفان الأقصی، مثل كل معارك التاريخ الحاسمة، في صعود وسقوط العديد من الأشخاص من هرم السلطة في الأراضي المحتلة. لقد كانت ضربة هيبة السابع من أكتوبر ثقيلة ومؤلمة للحكومة والمجتمع الصهيونيين، لدرجة أن العديد من المحللين لقضايا فلسطين المحتلة، في إشارة إلی مقابلات وتعليقات المسؤولين الإسرائيليين، يتحدثون عن تسونامي الاستقالات والتسوية السياسية في النظام الصهيوني. في غضون ذلك، أدی الهجوم غير القانوني علی مبنی القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال كبار القادة العسكريين والمستشارين الإيرانيين في منطقة الشامات، إلی تصعيد التوتر بين طهران وتل أبيب. وبينما كانت السلطات الصهيونية تتوقع، بناء علی تقديرات عسكرية أمنية، استمرار سياسة "الصبر الاستراتيجي" من جهات صنع القرار في طهران، فإن هذا التقييم الخاطئ تسبب في ظهور رد مؤلم أطلق عليه اسم "عملية الوعد الحق" ضد أهداف عسكرية عميقة في الأراضي المحتلة. ويقف أهارون حاليفا قائد الطابور الثاني في الجيش الإسرائيلي في موقع الخط الأول المتهم بهذا الفشل العسكري الكبير بسبب الخطأ في عملية 7 أكتوبر والتنبؤ غير الصحيح بقوة وأبعاد طهران القاسية. إجابة. مثل هذا الخطأ الفادح فقط بعد 200 يوم من عملية طوفان الأقصی أدی أخيرا إلی استقالة حاليفا، رئيس أمان. وبناء علی ذلك، سنحاول في استمرار هذه المذكرة التعريف بأهارون حاليفا ودراسة أسباب استقالته والتبعات المترتبة علی هذا القرار. من هو أهارون حاليفا؟ ولد اللواء أهارون حاليفا، القائد البالغ من العمر 57 عاما، في مدينة حيفا لأبوين مغربيين. وكان لرئيس دائرة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي خبرة في العمل في قسم التكنولوجيا واللوجستيات، وكتيبة المظليين تسفا، واللواء 55 وفرقة المظليين 98، وإدارة العمليات في الجيش الإسرائيلي. إضافة إلی ذلك، فهو يتمتع بخبرة القتال في معارك لبنان وغزة. وبصرف النظر عن سجلاته العسكرية، فإن إحدی الحوادث البارزة خلال فترة ولايته كانت سرقة أسلحة غير مسبوقة من قاعدة للجيش الإسرائيلي في يناير/كانون الثاني 2021، مما عرضه للمحاسبة أمام لجنة الشؤون الخارجية والحرب. وكان حاليفا من بين الداعمين لاتفاقية إبراهيم مع الدول العربية ودعم اتفاقية الغاز مع لبنان في حقل غاز قانا / كريش. وعلی عكس المسؤولين الإسرائيليين اليمينيين، رأی أن النظام ليس أمامه خيار آخر سوی تعزيز منظمات الحكم الذاتي للتعامل مع فصائل المقاومة في الضفة الغربية. كما كان أحد الركائز الأساسية لحرب سيف القدس في قطاع غزة لاستهداف فصائل المقاومة في مايو 2021. إحدی الاستراتيجيات الكبری التي اتبعها هاليفا لإضعاف وتغيير سلوك أعداء إسرائيل كانت تتمثل في توجيه ضربات دقيقة إليهم. وبناء علی ذلك، يبدو أنه بعد طوفان الأقصی كان مسؤولا عن اغتيال كافة العناصر المشاركة في عملية 7 أكتوبر، وخاصة اغتيال قادة وشخصيات بارزة في حزب الله اللبناني وحركة حماس في الضفة الغربية. جيش النظام. الوعد الصادق وتغيير الموازين لصالح المقاومة في البنية الاستخباراتية العسكرية للنظام الصهيوني، يشكل "أمان" إلی جانب "الموساد" و"الشاباك" الركائز الثلاث المهمة لاستخبارات تل أبيب للتفوق علی الأعداء الأجانب وعامل المبادرة ضد التهديدات الحيوية. إن الخطأ الحسابي والتقييم الخاطئ لكل عضو من أعضاء المثلث يمكن أن يسبب ضربات موجعة للصهاينة. وعليه، أعلن رئيس أمان، أهارون حاليفا، استقالته يوم الاثنين 22 أبريل، بسبب فشل عملية 7 أكتوبر، وقال إنه سيترك هذا المنصب سريعا بعد العثور علی بديل. وادعی كذلك أنه قبل نشر هذا الخبر، قام بالترتيبات اللازمة مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش ويواف غالانت، وزير الحرب في النظام. وعلی الرغم من أن هاليفا يشير إلی يوم 7 أكتوبر بـ "اليوم الأسود"، إلا أنه وفقًا لصحيفة التايمز أوف إسرائيل، كان في إجازة بدلاً من أن يكون في مركز قيادة حساس في يوم الحادث! ورغم أن حليوة ووسائل الإعلام العبرية أشارت إلی أن عملية 7 أكتوبر هي السبب الرئيسي لاستقالة أمان، إلا أنه يبدو أن سببا آخر دفعه للتخلي عن مهمة القتال علی سبع جبهات مختلفة، مثل غيره من مسؤولي وقادة الأمن الإسرائيليين. يعلن استقالته من الحرب. ويبدو أن تقديراته الخاطئة بشأن الرد الإيراني المحتمل علی الهجوم علی دمشق وفي أعقاب العملية غير المسبوقة لـ "فادا صادق" ضد قاعدة نواطم الجوية في صحراء النقب، تسببت في خلافات داخلية بين القادة والسياسيين الصهاينة وأدت في النهاية إلی استقالة رأس أمان. يجب أن يكون هاليفا مستعدًا للرد علی الرأي العام للنظام الصهيوني، لماذا لم يكن لديه تقييم صحيح للقوة الهجومية لأعداء إسرائيل وكشف عن ضعف النظام الصهيوني أمام جميع أعدائه الأجانب ومنافسيه بتقييمات خاطئة. فائدة الكلام ومن المؤكد أن أهرون حليوة لن يكون الضحية الأخيرة لعملية 7 أكتوبر وعملية الوعد الحقيقي. وكما ورد في بيان استقالة حليفا، فإنه مع قبوله مسؤولية الفشل أمام المقاومة، طالب بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بهدف إجراء تحقيق "عميق ومفصل وشامل" في فشل عملية طوفان الأقصی. ويبدو أنه بعد انتهاء الحرب، اختفی العديد من الشخصيات الحالية في النظام الصهيوني، مثل رونان بار رئيس الشاباك، ويواف جالانت وزير الحرب، وهيرتسي هاليفي رئيس هيئة الأركان المشتركة. من أركان الجيش الإسرائيلي، سيقومون بإعداد رسائل استقالتهم مثل رئيس أمان. وعلينا الآن أن ننتظر لنری ما إذا كانت مغامرة نتنياهو الجديدة في رفح ستصل إلی نهاية واضحة أم أنه ومسؤولون إسرائيليون آخرون يجب أن يستعدوا لسيناريو سقوط الحكومة وإجراء انتخابات جديدة في المناطق المحتلة.
ما هي أهداف أردوغان الثلاثة من زيارة العراق؟
ما هي أهداف أردوغان الثلاثة من زيارة العراق؟
زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العراق بعد 13 عاما. ورافق أردوغان في هذه الرحلة العديد من الوزراء ورئيس جهاز استخبارات الأرصاد الجوية وبعض المستشارين العسكريين والاقتصاديين. وبإلقاء نظرة علی قائمة الاتفاقيات الموقعة بين أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يتبين أنه تم تسليط الضوء علی الاقتصاد والأمن باعتبارهما ركيزتين مهمتين لأهداف أنقرة في هذه الرحلة، وأن تركيا تريد الاستفادة القصوی من قدرات العراق الاقتصادية. ووقع العراق وتركيا 26 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات الأمن والتجارة والمياه والتنمية وغيرها من المجالات. محاولة تحقيق أهداف مشروع "مسار التنمية" من أهم أهداف تركيا في العراق، ومن المفترض أن يربط ميناء الفاو العراقي بتركيا وإنشاء ممر تجاري جديد من الفاو إلی ميناء مرسين التركي علی الضفاف البحر الأبيض المتوسط ​​وقطر والإمارات العربية المتحدة لها مشاركة مالية. ولهذا السبب، بالإضافة إلی عبد القادر أورال أوغلو وزير النقل والبنية التحتية التركي، ورزاق محبس السعداوي وزير النقل العراقي، وجاسم بن سيف السليطي وزير النقل والاتصالات القطري، وسهيل. كما حضر محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات العربية المتحدة حفل توقيع مذكرة التفاهم. وعقب لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أعلن أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك: "إن هذه الرحلة والاتفاقيات الموقعة ستكون نقطة تحول جديدة في العلاقات التركية العراقية". إن اتفاقية الإطار الاستراتيجي للتعاون المشترك التي وقعناها مع دولة رئيس الوزراء العراقي المحترم هي خارطة طريق قيمة ومتينة. وكان التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب من أهم المواضيع المطروحة علی جدول أعمالنا. الإشارة الرسمية العراقية إلی حقيقة أن ب.ك. وهي جماعة محظورة، ونحن نرحب بها، وناقشنا الإجراءات المشتركة التي يمكن تنفيذها ضد جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وفروعها التي تستهدف تركيا من الأراضي العراقية. وقال أردوغان أيضًا عن هجمات النظام الصهيوني المستمرة علی غزة: "لقد بحثنا مع السلطات العراقية آثار القمع الإسرائيلي في فلسطين علی منطقتنا وناقشنا الخطوات المشتركة التي يمكننا اتخاذها". كما ربط رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بين أمن العراق وتركيا وأعلن: "اتفقنا في هذا اللقاء علی التعاون الأمني ​​الذي يضمن استقرار تركيا والعراق". لا يمكننا أن نسمح بشن هجوم علی دولة أخری عبر الأراضي العراقية». علی مدی السنوات الماضية، أصبح العراق أحد أهم وجهات التصدير والشركاء التجاريين لتركيا. وخلال زيارته إلی بغداد، قال أردوغان عن حجم التجارة: "بلغ حجم التجارة بين بلادنا والعراق نحو 20 مليار دولار العام الماضي. نريد زيادة هذا الحجم إلی مستويات أعلی. وتحدثنا مع رئيس الوزراء حول الإجراءات التي سيتم اتخاذها في هذا الصدد. مثلث أهداف تركيا في العراق وخلقت تركيا خلال السنوات الماضية مشاكل خاصة للعراق في المجال الحساس المتعلق بالمياه والأمن. مكافحة الحركات الإرهابية لـ P.K. ومن جانب القوات الجوية والبرية التركية، فقد أهالي قری المناطق الحدودية الشمالية للعراق مراراً وتكراراً أمنهم وإمكانية التنقل والأنشطة اليومية، كما تعرض أمن المدنيين في المنطقة للخطر. كما أن تركيا من خلال بناء السدود والتحكم في كمية المياه التي تدخل العراق، قد وضعت جارتها عملياً في مأزق، فيما أصبحت مساحات واسعة من شمال العراق وجنوبه سوقاً للبضائع التركية. ولذلك يمكن القول باختصار إن الاقتصاد والأمن والمياه هي الأطراف الثلاثة لمثلث أهداف تركيا في العراق. تركيا تتطلع لشراء النفط من العراق وتريد نقل غاز العراق في المستقبل وبالإضافة إلی مشاريع البناء الضخمة، فإنها ستحصل علی امتيازات كبيرة في سوق المواد الغذائية والملابس والأثاث العراقي، وفي قطاع المياه، ستستخدم أيضا استخدام بطاقة الضغط. وفي الوقت نفسه، وبالتعاون والمرافقة مع الجيش العراقي وقوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق، تسعی إلی مواجهة التهديدات الإرهابية لحزب العمال الكردستاني. إلی النهاية لكن لا يزال من غير الواضح في ميدان العمل إلی أي مدی تستطيع اللجنة العملياتية المشتركة خلق إمكانية تنسيق القوات وتغيير الأوضاع علی الأرض. رحلة أردوغان إلی أربيل وبعد انتهاء لقاءاته في بغداد، توجه الرئيس التركي إلی أربيل للالتقاء والتحدث مع قادة إقليم كردستان العراق. ومن النقاط المهمة في زيارة أردوغان إلی أربيل أنه التقی برئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ورئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني وأعضاء الحكومة المحلية، لكنه لم يلتق بافل طالباني، زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي. وأعلن بعض الصحافيين والمحللين الذين رافقوا أردوغان في هذه الرحلة، أن أنقرة اتخذت موقفا ضد الطالباني بحجة حرية عمل حزب العمال الكردستاني التركي في السليمانية، وفي الأسابيع الأخيرة، تولی أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان شؤون حكومته الخارجية. وقد حذر الاتحاد الوطني مرارا وتكرارا وانتقد طالباني. لكن علی الرغم من وجود علاقة متنامية وراسخة بين تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة بارزاني، إلا أن السيطرة علی النفط العراقي أصبحت في يد الحكومة المركزية في بغداد، وبعد حكم المحكمة، أصبحت تركيا وإقليم كردستان العراق لا يمكن بيع النفط العراقي إلی العراق لبيعه بشكل غير قانوني. نتيجة وباعتباره أحد أغنی دول المنطقة إلی جانب النفط والطاقة، فقد حظي العراق باهتمام الحكومة التركية والقطاع الخاص في قطاعات أخری مثل الزراعة والسوق الاستهلاكية. ومن المتوقع أنه في ظل الوضع الذي عصفت فيه الأزمة الاقتصادية بتركيا وواجه التضخم وعدم القدرة علی تمويل اقتصاد البلاد مشاكل كبيرة، فإن العراق سيصبح عمليا قناة تنفس وستحل حكومة أردوغان جزءا من مشاكله الاقتصادية بالهدايا والهدايا. ينبغي حل العراق.
لماذا يعارض الأردن تسليح الضفة الغربية؟
لماذا يعارض الأردن تسليح الضفة الغربية؟
إن عملية طوفان الأقصی كمحفز فعال تعمل علی كسر القذائف القديمة للنظام العربي السابق في الشرق الأوسط وتسريع تشكيل النظام الجديد في المنطقة. وفي العصر الجديد، تحاول كل من القوی الدولية والإقليمية أن تصبح "اللاعب العادي" في غرب آسيا من خلال متابعة خططها للتطورات في غرب آسيا. خلال العقدين الأخيرين، قررت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باعتبارها إحدی أكبر القوی وأكثرها نفوذا في المنطقة، تشديد الحصار علی الأراضي المحتلة من خلال اتباع سياسة "حلقة النار" من أجل الحد من التهديد الكيان الصهيوني. وفي هذه الاستراتيجية، وبعد نشوء قوی المقاومة في الحدود الجنوبية لسوريا وشمال لبنان وتمكين قوی المقاومة في غزة، أصبح الآن تسليح آخر معقل للمقاومة (سلسلة الحصار) أي الضفة الغربية علی جدول أعمال طهران وأعضاء المقاومة. لكن المصالح المختلفة والمتضاربة أحياناً لبعض الجهات الفاعلة في المنطقة، مثل القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، وأعضاء الكتلة السنية المحافظة والأردن الهاشمية، تسببت في أن يصاحب إتمام هذه العملية بعض التحديات. الضفة الغربية، القاعدة المستقبلية للمقاومة الإسلامية الفلسطينية بعد أسبوع واحد فقط من العملية الإرهابية التي استهدفت مبنی القنصلية الإيرانية في دمشق، بتاريخ 9 نيسان 2024، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مقالاً حول خطة المقاومة السرية لنقل الأسلحة مثل البنادق الخفيفة والصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ. وأطلقت قذائف صاروخية علی الضفة الغربية بهدف تكثيف الاضطرابات في فلسطين المحتلة. وبحسب المعلومات التي نشرتها مصادر الاستخبارات الأميركية الإسرائيلية، فإن قوی المقاومة تنقل الأسلحة إلی الأردن عبر العراق وسوريا، ومن ثم تقدم هذه الأسلحة إلی خلايا المقاومة في الضفة الغربية بالتعاون مع بدو هذه المنطقة. ومن الواضح أن الغربيين، مثل السلطات الصهيونية، قلقون للغاية بشأن التطورات الجارية في الضفة الغربية لنهر الأردن ولا ينوون التعامل مع تحدي أكبر من مقاومة غزة. إن وجود المستوطنات الصهيونية في قلب الضفة الغربية جعل من المواطنين العاديين والمسؤولين الصهاينة أهدافاً سهلة لقوی المقاومة. إن تسليح هذه المنطقة ليس هو الاهتمام الوحيد لقوات الأمن الإسرائيلية أو منظمات الحكم الذاتي، لكن الأردن الهاشمي غير مهتم أيضاً بظهور ونمو جماعات المقاومة في هذه المنطقة لكونها تسير علی طريق نقل الأسلحة، استضافة ملايين الفلسطينيين، وأخيراً الالتزامات الأمنية لواشنطن. وبعد عملية طوفان الأقصی، بدأ الجيش الإسرائيلي موجة جديدة من القمع والاعتقالات غير القانونية في هذه المنطقة بحجة تسليح شباب الضفة الغربية بالأسلحة الخفيفة. ووفقا لجماعات حقوق الإنسان في تل أبيب، وتحت ذريعة نزع السلاح، تم حبس العديد من المراهقين والشباب من الضفة الغربية في سجون النظام دون محاكمة رسمية. وللأسف، الشاباك ليس وحده في هذه العملية، ويتم تنفيذ هذا الإجراء غير القانوني بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأردنية الهاشمية والسلطة الفلسطينية. ويمكن رؤية بيان فتح الأخير المناهض لإيران والموجه إلی إيران ومحاولة قمع خلايا المقاومة المنظمة في هذه المنطقة، يتماشی مع تعاون هذا المثلث الأمني ​​للتعامل مع نقل الأسلحة إلی الضفة الغربية. علی سبيل المثال، في عام 2022، اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية أحد أعضاء البرلمان الأردني بتهمة إرسال 200 قطعة سلاح إلی الضفة الغربية. وفي أغسطس من العام الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشاف أكثر من 300 قطعة سلاح من الحدود المصرية والأردنية لنقلها إلی قطاع غزة والضفة الغربية. وتزعم الشرطة الإسرائيلية أنها أحبطت خلال العام 2022 نحو 35 محاولة تهريب أسلحة من الأردن، بالإضافة إلی 800 قطعة سلاح. وبعد ذلك بقليل، في سبتمبر 2023، وجه جهاز الموساد أصابع الاتهام إلی إيران وأعلن تصعيد الأسلحة من الحدود الأردنية إلی الضفة الغربية. وبناء علی ذلك، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببناء جدار علی طول الحدود بين فلسطين المحتلة والأردن (300 كيلومتر) لمنع نقل الأسلحة إلی الضفة الغربية. يعتقد بعض المحللين أنه ربما يكون أكثر من إسرائيل ضد إرسال الأسلحة إلی الضفة الغربية، هو الجار الشرقي الذي، بتنسيق مع القيادة المركزية الأمريكية، غير مهتم بنقل الأسلحة من الحدود العراقية السورية. إن المملكة الأردنية تشعر بقلق بالغ إزاء تسليح المقاومة في الضفة الغربية وما يترتب علی ذلك من تنشيط العناصر النائمة المناهضة للصهيونية في هذا البلد العربي. تظهر مظاهرات مئات الآلاف من الأردنيين أمام السفارتين الأمريكية والإسرائيلية أن حكام هذا البلد شعروا بظل المقاومة أكثر من أي وقت مضی، ويعتقدون أن صعود الجماعات المسلحة المؤيدة للفلسطينيين يمكن أن يشكل تحديًا خطيرًا لحياة هذه المملكة . وفي المائتي يوم الماضية، حاولت السلطات الأردنية إظهار نفسها علی أنها مؤيدة سياسياً وأمنياً للشعب الفلسطيني، حتی أنها استدعت سفيرها من الأراضي المحتلة؛ لكن في الجانب العسكري الأمني، يبدو أن هناك تعاوناً وثيقاً بين المخابرات العامة الأردنية والموساد والشاباك لضرب جوهر المقاومة ومنع نقل الأسلحة إلی الضفة الغربية. فائدة الكلام إن مستقبل المقاومة الإسلامية في فلسطين يعتمد بشكل مباشر علی تعزيز قوة المقاومة في الضفة الغربية. بعد العملية المفاجئة لحركة حماس ضد المستوطنات الصهيونية والهجوم الوحشي لآلة حرب النظام علی قطاع غزة، تغيرت الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة حتماً علی المدی القصير وأصبح من الضروري أن تدخل جبهة الضفة الغربية مرحلة الجهاد ضد الغزاة. وقد تم تسهيل هذه العملية بشكل أكبر بعد تعاون الأردن المباشر مع النظام الدفاعي للحكومات الغربية وإسرائيل للتعامل مع عملية "الوعد الصادق" الإيرانية. وعلی هذا الأساس فإنه من الضروري أن يقوم أعضاء شبكة المقاومة بالإسراع بعملية إرسال الأسلحة إلی الضفة الغربية وتسليح مجموعات المقاومة المتمركزة في هذه المنطقة وذلك بالاستفادة من قدرات قوی المقاومة المخلصة والمؤيدة للإسلام في الأردن. . ومما لا شك فيه أن زيادة عدد عمليات عناصر المقاومة في منطقة الضفة يمكن أن يكون له آثار خطيرة علی مستقبل تطور المستوطنات الصهيونية وإدارة المسجد الأقصی وظهور ظاهرة المقاومة في الأردن الهاشمي.
رئيسي: لن يبقی للكيان الصهيوني أيّ أثرٍ إذا تجرّأ علی أيّ خطوةٍ خاطئة
رئيسي: لن يبقی للكيان الصهيوني أيّ أثرٍ إذا تجرّأ علی أيّ خطوةٍ خاطئة
ان في إطار اليوم الثاني من زيارته لباكستان، التقی الرئيس الإيراني آية الله السيد إبراهيم رئيسي، ظهر اليوم الثلاثاء، بالنخب العلمية والثقافية في اقليم البنجاب، وذلك خلال زيارته لجامعة "جي سي يو" في لاهور. وأعرب الرئيس الإيراني عن سعادته لوجوده في مدينة لاهور التاريخية والثقافية الجميلة، ووصف العلاقات بين إيران وباكستان بأنها تتجاوز كونهما جارتين، بل هي علاقات دينية وثقافية وحضارية عميقة، تُشكل رابطًا وثيقًا بين الشعبين. ووصف رئيسي الشاعر والفيلسوف الباكستاني المعاصر "إقبال لاهوري" بأنه رمزٌ وتجسيدٌ للإنسان العالم المؤمن، حيث أنّ الكثير من الصفات السامية وُجدت في شخصيته البارزة. وأعرب عن إيمانه الراسخ بأنّ شعوب الشرق، وبشكلٍ خاصّ الشعب الباكستاني الشقيق والشعب الإيراني العظيم، يمتلكان القدرة الفكرية والعقلية علی تقديم أفكارٍ جديدةٍ للعالم في مجال الابتكارات التقنية والعلمية. وأشار الرئيس الإيراني إلی ادعاءات الأمريكيين والغربيين الدائمة بالحرية الفكرية، وقال: "لكن ما نراه علی أرض الواقع هو طرد العديد من الطلاب من الجامعات لمجرد دعمهم للشعب المظلوم في غزة، فما هو المنطق وراء ذلك؟ هل يُمكن تسمية ذلك بالحرية الفكرية؟!" واعتبر آية الله رئيسي ادعاءات الغربيين في الدفاع عن حقوق الإنسان باطلة كادعاءاتهم في دعم الحرية الفكرية، وقال: "إنّ دعم أمريكا والغرب لمقتل وإصابة أكثر من 100 ألف فلسطيني في غزة المحتلة، يُظهر جليًا أن أكبر منتهكي حقوق الإنسان اليوم هم الأمريكيون والغربيون، وأنّ ادعاءاتهم في الدفاع عن حقوق الإنسان واهية". وأكد أن "قضية تحرير القدس" باتت قضيةً إنسانيةً تهمّ البشرية جمعاء، معرباً عن إيمانه الراسخ بأنّ مقاومة الشعب الفلسطيني المناضل ستُؤدّي إلی تحرير غزّة وفلسطين والقدس الشريف. وأضاف: "لا شكّ أنّ الكراهية التي تُكنّها الشعوب الإسلامية، بل وجميع شعوب العالم، للصهاينة والأمريكيين اليوم، ستتحول لأداة بيد الأمم للانتقام من هذا الكيان القاتل للأطفال وستكون بمثابة نقطة النهاية له." كما أكد علی أن الشعب الإيراني يقف اليوم صامداً في وجه فساد وجشع وظلم هذا الكيان، وسوف يستمر في ذلك، مشيراً إلی أنّ الشعبين الإيراني والباكستاني يدافعان عن الشعب الفلسطيني المظلوم، وسوف يستمران في ذلك بكل فخر واعتزاز. وتابع رئيس الجمهورية الإيرانية: "إن الشعب الإيراني العظيم قد عاقب هذه المرة الكيان الصهيوني علی جريمته واعتدائه علی قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي يعدّ انتهاكًا صارخًا لجميع القوانين الدولية والمعاهدات وميثاق الأمم المتحدة." وأضاف: "إذا قام الكيان الصهيوني مرة أخری بأيّ عدوان أو تجاوز علی الأراضي الإيرانية المقدسة، فسيكون الوضع مختلفًا تمامًا، ولا أحد يعلم ما إذا كان سيبقی شيء من هذا الكيان." وفي ختام كلمته، أكّد آية الله رئيسي علی أنّ زيارته لباكستان أفضت إلی تفاهمات طيّبة، مُشدّدًا علی أنّ "إرادة قادة البلدين تتجه نحو تطوير العلاقات في جميع المجالات، وأنّ تنفيذ هذه التفاهمات سيُساهم بالتأكيد في الارتقاء بمستوی التعاون"، مضيفاً: "لقد بذلت بعض الدول جهودًا كبيرة لتقويض العلاقات الودّية بين إيران وباكستان، لكنّ الروابط القلبيّة بين الشعبين ستظل قوية إلی الأبد."
لقد استمرت الحرب في غزة 200 يوم؛ إصرار تل أبيب علی مواصلة حرب الاستنزاف
لقد استمرت الحرب في غزة 200 يوم؛ إصرار تل أبيب علی مواصلة حرب الاستنزاف
توشك الحرب في غزة علی دخول شهرها السابع مع استئناف المقاومة البرية للمعركة البرية مع الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة. لا تزال مقاتلات الكيان الصهيوني تقصف مناطق مختلفة من قطاع غزة المحاصر، خاصة الجزء الشمالي منه، قصفت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، المناطق الوسطی من قطاع غزة ومدينة رفح في هجمات منظمة، مهددة ببدء عمليات برية كل يوم. اليوم، وتسبب في ارتفاع عدد الشهداء والجرحی. وفي الوقت نفسه، لا تزال جرائم نظام الاحتلال تنكشف في كل منطقة تراجعت. وتل أبيب ليست مستعدة لإنهاء حرب الاستنزاف هذه، التي لم تحقق بعد أياً من أهدافها المعلنة، رغم إنفاق عشرات المليارات من الدولارات، وشهدت انهياراً اقتصادياً، وخسائر عسكرية كبيرة، وتزايد موجات الانتحار، والهجرة العكسية. وعلی المستوی السياسي، توقفت مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسری بعد استجابة حماس للاقتراح الأمريكي بوقف الحرب مؤقتا. وتزعم الولايات المتحدة أن حماس غيرت مطالبها، وهو ما يصاحبه إنكار المقاومة الفلسطينية وإصرارها علی مبادئها الثابتة المتمثلة في الوقف الدائم للحرب وحذرت غزة، خاصة بين المرضی والجرحی والأطفال، من انتشار الأمراض المعدية والفتاكة، وأصدرت بيانا حول "الكارثة الصحية التي تفاقمها استمرار جرائم النظام الإسرائيلي وأعمال الإبادة الجماعية".
العفو الملكي الأخير: لماذا المعارضة رحّبت بحذر؟
العفو الملكي الأخير: لماذا المعارضة رحّبت بحذر؟
كان من الملاحظ أن غالبية القوی المعارضة رحبّت بالخطوة، لكن بحذر شديد، دون إفراط في التفاؤل ولا تقليل من الخطوة الكبيرة، ويعود الأمر في حقيقته إلی عدم فهم دوافع الملك التي أدت لاتخاذ هذه الخطوة. فمنذ عامين تقريباً كثر الحديث علی لسان مسؤولين أبرزهم وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة عن الترتيبات المكثّفة الهادفة إلی الإفراج عن المعتقلين السياسيين ضمن "العقوبات البديلة" و"السجون المفتوحة"، وحينها خيض نقاش موسّع بين أطياف المعارضة حول الموقف من هذه الإجراءات، حيث اعتبرها آية الله الشيخ عيسی قاسم "ظلم مضاعف"، فيما فضّل كثيرون عدم إبداء موقف، وترك الخيار للمعتقل وعائلته. حينها كان التوجه الحكومي واضحاً، الإفراج سيتم عبر بوابة العقوبات البديلة والسجون المفتوحة، ولم تكن هذه الخطوة بالاتفاق مع أي طيف من أطياف المعارضة، بل فضّل النظام ممثلاً بالملك ومن يعملون بإمرته، المضي قدماً بشكل منفرد بهذا المشروع، علی قاعدة، من أعجبه أهلاً وسهلاً ومن لم يعجبه فالأمر راجع له. واليوم تكرر الأمر مع العفو الملكي، إذ جاء كخطوة من طرف واحد، لم يطلب عليها الملك رصيداً من المعارضة، ولم يطالبهم بتثمين الخطوة أو تقديم وكيل المديح له، وكأنه يقول لهم، أنا لست بحاجة لكم ولا لترحيبكم، لذا كان من المستغرب حقّا خروج أصوات تطالب المعارضة بتقديم خطاب جديد بناءً علی هذه الخطوة. تری المعارضة نفسها اليوم في الموقف التالي: هي بالطبع فرحة بخروج حوالي نصف المعتقلين السياسيين من السجن، لكنها تريد تبييض السجون، وإن ما حصل لم يكن نتاج حوار معها، بل كان بصورة منفردة، بقيت دوافعه مجهولة، ولا أحد يعلم إن كانت هذه الخطوة ستتبعها خطوات أخری مماثلة، أم أنها تمت وفق قراءة لمعطيات إقليمية معينة، أو كانت محاولة جادّة لنزع فتيل أزمة شارفت علی الانفجار في شهر رمضان المبارك داخل سجن جو. أما بالنسبة لمن طالب المعارضة بطلب لقاء مع القصر، لرفع المطالب التي بات يعبر عنها بشكل شبه رسمي منبر الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، فإن ذلك أيضاً مردود عليه، فاللقاءات التي تمت مع الملك في الفترات الماضية، لم تكن من أجل شرب الشاي والسؤال عن الصحة والأحوال، بل كان لمناقشة هموم هذه الطائفة وفي مقدمتها قضية المعتقلين، وقد تلقی من كانوا في هذه الاجتماعات وعوداً صريحة بحلحلة هذه الملفّات لكن شيئاً لم يتغيّر حتی أصبحت هذه اللقاءات وكأنها لأخذ صورة ونشرها في وسائل الإعلام ضمن حملة العلاقات العامّة الخاصة بالسلطة. لهذه الأسباب وغيرها، تبقی المعارضة مرحبّة لكن بحذر، هي تريد المضي قدماً في مشروع حقيقي للمصالحة الوطنية، لكنها حتی الآن لم تتلق أي إشارات تدعوها لتقديم خطاب مختلف، أو القيام بأي خطوة في هذا السياق المصدر: مرآة البحرين
صفي الدين: إيران بدأت لتكمل
صفي الدين: إيران بدأت لتكمل
أن السيد صفي الدين أكد انه "لو ان اسرائيل ومعها امريكا يعرفون ان الرد القوي علی ايران سوف يمضي دون رد اقوی لكانوا ردوا ودعم الرد الامريكيين والاوروبيون لانهم جميعا خبثاء ويكيدون للجمهورية الاسلامية كما يكيدون للمقاومة في فلسطين وكل المقاومات في المنطقة". خلال حفل تأبيني في بلدة بريتال، لفت صفي الدين الی ان "الاسرائيلي منذ خمس سنوات يعمل علی بناء معادلة حيث انه يقتل هنا ويلحق شاحنة هناك ويقصف علی الايراني هنا فكان يبني معادلة داخل سوريا باستهداف الايرانيين او حتی في الداخل الايرانيين الی ان تمادی ، وبضربة واحدة من الايراني قد تهدم كل ما بناه الاسرائيلي للمعادلة في هذه المنطقة علی مدی ست سنوات مع الايراني ، حيث تمت الاطاحة به بليلة ليلاء في يوم السبت الماضي". واعتبر صفي الدين ان "العدو بدأ يشعر بالعجز ويسلم به ويری ان اعادة المستوطنين الی ما يسمی بشمال فلسطين اصبح بالنسبة اليهم امر مستحيل او من شبه المستحيل وهذا ما كنا نطمح اليه" . و تابع قائلا:" ليعرف هذا العدو تماما ان المقاومة التي لم تتخذ قرارا بتوسعة الحرب مع انها جاهزة لذلك والتي دخلت في هذه المعركة علی قاعدة الاسناد لاهل غزة المظلومين والتي قاتلت بمعركة استنزاف علی مدی سبعة اشهر بطول جبهة 100 كلم وهذا امر غير مسبوق تماما ، وان هذه المقاومة التي تمتلك هؤلاء الابطال و السلاح والامكانات والتي اخرجت عن بعض من سلاحها في هذه المعركة ، وهذه المقاومة التي ما دخلت هذه المعركة الا لتفرض علی الاسرائيلي شروط والا لتقول له انه ان كنت قد جربت في معركة واسعة سيكون الجواب اوسع وامضی واكثر عمقا واكثر تاثيرا علی كل كيانك الغاصب". ورأی صفي الدين أن "بعد الطوفان وبعد الهجوم الايراني الصريح والواضح علی الكيان الغاصب فان المستقبل سيتغير فيه الكثير من الامور والمسائل ولنكن جاهزين لتلك اللحظة ولتلك الايام عسی ان يجعلها الله تعالی قريبة جدا وغير ذلك هو مضيعه للوقت".  
مجلة الغارديان؛ انهيار الكيان الصهيوني من الداخل
مجلة الغارديان؛ انهيار الكيان الصهيوني من الداخل
في السنوات الأخيرة، كان التنظيم الرئيسي لاستراتيجية الجيش الإسرائيلي يعتمد علی فكرة أنه من غير المرجح أن تضطر إسرائيل إلی القتال بقوات برية تقليدية. لأن الجيش الإسرائيلي، استناداً إلی تجاربه من حرب لبنان الثانية عام 2006 والصراعات السابقة في غزة، خلص إلی أن أعداءه الرئيسيين هم "الجيوش المشتتة ذات الصواريخ". وأضاف التقرير: "المفهوم العملياتي للنصر" الذي تناوله المخططون في هذا السيناريو كان يتصور أن إسرائيل تخوض حروباً صغيرة، لكنها في الوقت نفسه ذكية وحاسمة وسريعة. ولكن الآن، وبعد مرور ستة أشهر علی الحرب في غزة، أصبحت فكرة أن تل أبيب عازمة علی شن حرب سريعة وصغيرة موضع تساؤل جدي. وعلی الرغم من وعود القادة الإسرائيليين، لا تزال حماس موجودة في غزة والعديد من كبار قادتها علی قيد الحياة. ومن ناحية أخری، فإن الحملة الإسرائيلية في هذه المنطقة عالقة وليس لها أهداف محددة. وكتبت صحيفة الغارديان عن سلوك الإسرائيليين في غزة: إن الطريقة التي تقاتل بها إسرائيل منذ 7 أكتوبر جعلتها غير قادرة علی الحفاظ علی الدعم الدولي السابق لهذا النظام. إن المستوی الواسع من الدمار والخسائر في صفوف المدنيين في هذه المنطقة يظهر أيضاً أن الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة لم تكن ذكية علی الإطلاق. ومن ناحية أخری، علی الحدود الشمالية، أدی تبادل إطلاق النار المستمر مع حزب الله، وهو قوة أقوی بكثير من حماس، إلی إجبار إسرائيل علی إجلاء المدنيين من المنطقة. ويتقبل معظم المخططين العسكريين الإسرائيليين الآن أن حزب الله قد يلحق ضرراً جسيماً بالنظام في صراع واسع النطاق. وتوقع تامير هيمان، الرئيس السابق للمخابرات في الجيش الإسرائيلي، مباشرة بعد 7 أكتوبر، في مقابلة مع مجلة فورين بوليسي، بعض التحديات التي ستواجهها إسرائيل في حرب متعددة الجبهات. وزعم أن إسرائيل قادرة علی إدارة أكثر من جبهة. ولكن هايمان قال: "المشكلة ليست في الجيش الإسرائيلي. المشكلة داخل البيت . المشكلة هي الضرر الذي لحق بالمجتمع الإسرائيلي ومقاومة المجتمع الإسرائيلي. موضوع المشكلة الاجتماعية هو المرونة والدفاع الداخلي. وكتب التقرير: إن القضية الرئيسية بالنسبة لإسرائيل هي أنه علی الرغم من صحة التنبؤ بالطبيعة الشبكية للصراعات التي قد يواجهها هذا النظام، إلا أن الواقع الفعلي لخوضها كان أكثر إرباكًا واستنزف الموارد العسكرية والاجتماعية. وفي الوقت نفسه، فإن حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، الذين اتخذوا ذات يوم خطوات ضد إيران، فرضوا الآن عقوبات جديدة لمعاقبة المستوطنين المتطرفين، ويشيرون إلی أن هذه الإجراءات العقابية من المحتمل أن تتزايد. واختتمت صحيفة الغارديان بالإشارة إلی أن إسرائيل متورطة في حملة فوضوية متعددة الجوانب أصبحت أهدافها غير واضحة بشكل متزايد: لم يعد المراقبون يتساءلون عما إذا كانت إسرائيل لديها القدرة علی القتال علی جبهات متعددة. والسؤال الآن هو: لأي غرض يفعل ذلك؟ وبأي ثمن؟
آيةالله الخامنئي: القضية الأساسية في الرد علي الصهاينة هي ظهور قوة الإرادة لدي الشعب الإيراني علی الساحة الدولية
آيةالله الخامنئي: القضية الأساسية في الرد علي الصهاينة هي ظهور قوة الإرادة لدي الشعب الإيراني علی الساحة الدولية
أن قائد الثورة الإسلامية أعرب في اللقاء عن شكره لخالص الجهود والنجاحات في القضايا الأخيرة، وأكد ان القوات المسلحة وبفضل الباري تعالي أبدت صورة جيدة من قدراتها وإمكانياتها وكذلك أظهرت صورة تستحق الثناء من الشعب الإيراني وأثبتت ظهور قوة الإرادة لدي الشعب علي الساحة الدولية. كما هنأ سماحة قائد الثورة باليوم الوطني للجيش الإيراني وذكري تأسيس حرس الثورة الإسلامية وشدد أن الإنجازات الأخيرة للقوات المسلحة خلقت شعورا بالفخر والاعتزاز بشأن إيران الإسلامية بأعين العالم والمراقبين الدوليين. وأضاف: قضية عدد الصواريخ التي تم إطلاقها أو الصواريخ التي أصابت الهدف والتي يركز عليها الجانب الآخر هي مسألة ثانوية وفرعية، القضية الأساسية هي ظهور قوة الإرادة لدي الشعب الإيراني والقوات المسلحة علي الساحة الدولية وإثباتها، وهو ما يزعج الجانب الآخر . وثمن قائد الثورة الإسلامية مراعاة التدبير والحنكة في أعمال القوات المسلحة، وقال: إن الحوادث المختلفة ترتبط بالتكاليف والإنجازات، ومن المهم تقليل التكاليف وزيادة المكاسب بالتدبير، وهذا ما التزمت به القوات المسلحة في الأحداث الأخيرة وأبلت بلاء حسنا. كما ثمن آية الله الخامنئي بجهود ونشاطات الحرس الثوري والجيش والشرطة، ونصح القوات المسلحة بمواصلة الجهود والتحرك لمواجهة الأعمال العدائية والأعداء، اعتمادا علي الإبداع والمبادرة، مردفا: لا ينبغي التوقف للحظة واحدة حتي لأن التوقف بمعني الانسحاب إلي الوراء، لذا يجب الاعتماد علي الابتكار في الأسلحة والأساليب، فضلاً عن معرفة أساليب العدو، وضرورة وضع هذه القضايا علي جدول الأعمال دائما. وشدد علي أن مكانة الشعب الإيراني يجب أن تكون بارزة في أعين العالم، وأضاف: مع التعرف علي المواهب والقوي القوية والمبدعة، ثقوا بالله تعالي وتوكل عليه واعلموا أن وعد الله بالدفاع عن المؤمنين شأن مؤكد ولن يخيب. كما أعرب قائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء عن شكره الخاص لأسر القادة ومختلف الرتب في الجيش والحرس الثوري والشرطة وأشار إلي أن عبء العمل الرئيسي يقع علي عاتق الزوجات وأبناء القوات المسلحة الذين يتحملون المشاق.
إنكار الأزمات أسهل من حلها
إنكار الأزمات أسهل من حلها
الأمطار كشفت كعادتها الفشل علی مستوی الإنشاءات، فالضرر الذي وقع علی مشروعات إسكانية حديثة كان أكبر في بعضها من الضرر الذي وقع علی مناطق قديمة من حيث تجمعات مياه الأمطار وتسربها داخل البيوت. حركة المرور تعطلت في الكثير من الشوارع التي بلغ فيها منسوب المياه أكثر من متر، فيما تم إغلاق بعض الأنفاق والطرقات بشكل مؤقت خوفا علی سلامة مرتاديها، وكذلك تم تعطيل الدراسة تفاديا لحوادث خطيرة كالتي وقعت في عمان. الأمطار أظهرت في جانب آخر، حجم البيروقراطية في البلاد واعتياد الحكومة تعطيل كل ما يتعلق بمصالح المواطنين، إذ أخفقت الحكومة في صرف التعويضات التي وعدت بصرفها للمتضررين من تجمعات الأمطار التي وقعت العام الماضي. وعن اختناق سماء البحرين بغازات أدت إلی اختناقات ونزلات معوية للكثيرين، لا يبدو الأمر غريبا علی أهل المعامير،العكر، النويدرات وسترة، حتی وإن بدا غريبا للقاطنين في مناطق أبعد تصلها تلك الغازات لأول مرة. لقد بُح صوت المعامير والمناطق المجاورة لخزانات وخط تكرير بابكو وشركة ألبا من الدعوة، علی مدی عشرات السنين، لإيجاد حلول جذرية لأزمة التلوث التي تعيشها منطقتهم إلا أنه لا أحد يستجيب لدعوادتهم وإنقاذهم من هذه السموم. الجديد هذه المرة، أن الغاز انتشر في سماء البحرين ووصل حتی المحرق ومناطق غرب المنامة، حيث اشتكی ساكنون في الدراز من «رائحة غاز خانقة يصعب التنفس معها». المجلس الأعلی للبيئة اكتفی بإصدار بيان قال فيه «إن الرائحة المنتشرة بالأجواء نتيجة انبعاثات تشغيلية طبيعية وفي حدود الاجراءات المعمولة بها بشكل اعتيادي ولا تستدعي القلق». إذا كانت هذه الانبعاثات تشغيلية طبيعية كما يدعي المجلس، فيفترض أن تصل هذه الانبعاثات كل يوم للمحرق والدراز وهذا ما لا يحدث بشكل طبيعي. إن انتشار هذه الغازات خلال الأيام الماضية علی رقعة واسعة من البحرين وبهذه الكثافة يؤكد أن الانبعاثات ليست تشغيلية وإنما نتيجة خلل في مكان ما، وهو ما عاد المجلس الأعلی للبيئة للاعتراف به علی استحياء. بعد الضغوط الكبيرة من قبل المواطنين للوقوف علی حقيقة هذه الانبعاثات والتعامل معها بشفافية، قال المجلس في بيان «إن تسرب حدث في أحد خزانات النفط التابعة لشركة بابكو إنرجيز في منطقة سترة ، إثر خلل فني محدود ناتج عن الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة التي شهدتها مملكة البحرين خلال اليومين الماضيين.» مجرد خلل «فني محدود» لكنه أدی لاحتباس سماء البحرين بغازات خانقة علی مدی أيام. إن إنكار المشكلة من قبل المجلس الأعلی للبيئة يشبه سلوك الحكومة في إنكار الأزمات، فهي تعتقد أن إنكار وجود أزمة سياسية يعني عدم وجودها أو غياب آثارها علی الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد. لقد كشف الحادثان هذا الأسبوع مشكلات الحكومة المستعصية، من الفساد في تنفيذ المشروعات الإسكانية والإنشاءات وحتی التعامل مع أزمة متكررة مثل الأمطار. أما تسريبات الغاز فقد بينّت للقاطنين شرقا وغربا حجم المعاناة اليومية التي يعانيها المحاذون لخزانات وخطوط بابكو وغيرها من المصانع هناك، وهي معاناة تنكر وجودها الحكومة أصلا. المصدر: مرآة البحرين
هتافات حاشدة في المنامة:
هتافات حاشدة في المنامة: "لا سفارة صهيونية علی الأرض البحرينية"
طالب المشاركون في التجمّع الجماهيري "لن ينفعكم التطبيع" الذي أُقيم يوم الجمعة 19 أبريل/نيسان 2024 في وسط العاصمة المنامة، حكومة البحرين بإنهاء التطبيع مع الكيان الصهيوني وإغلاق سفارته في البلاد. وخلال كلمة للقيادي في جمعية "الوفاق" عبدالجليل خليل أمام التجمّع الجماهيري، أطلقت هتافات "كلا كلا للتطبيع" و"لا سفارة صهيونية علی الأرض البحرينية" و"ولا قواعد أميركية عل الأرض البحرينية". وأشار خليل، في كلمة له خلال التجمّع الجماهيري "لن ينفعكم التطبيع"، إلی أنّ "المسؤولية الأولی هي وقف الأكاذيب المستمرة منذ 75 سنة بشأن التطبيع"، مؤكداً أنّ "هذه الثقافة يجب أنْ لا تدخل نفوسنا مرة أخری، فالعدو لم ييأس وما زال يحاول، وها هو يقول إنّ قرار 7 أكتوبر (بدء معركة طوفان الأقصی) كان قراراً حماسياً وانفعالياً أخذ غزة إلی الجحيم، ويستدل علی ذلك بأنّ هناك 30 ألف شهيد تتحمَّل حماس مسؤولية مقتلهم، 70 في المئة منهم أطفال ونساء". وتابع قائلاً: "نسُوا (المطبّعين) الإنجازات ويحاولوا التسلُّل من باب العواطف إلی أفكارنا. يجب أنْ لا نسمح للذين يبثّون روح الياس أنْ يتسلَّلوا إلی قلوبنا". ولفت الانتباه إلی أنّ "المسؤولية الثانية هي رفض التطبيع"، فـ "لا نريد سفارة صهيونية في هذا البلد العزيز. وماذا نريد من الكيان الصهيوني بعدما دُمِّر اقتصاده وتقنياته وهو إلی زوال"، مشدّداً علی أنّ "التطبيع لا يجب أنْ يستمر مع هذا الكيان، وهذا صوت الشعب البحريني بمختلف فئاته". 
الشيخ الصنقور: الرد علی العدوان الصهيوني هو رد مشروع ومبرَّر، والكيان لا يفهم إلا هذه اللغة
الشيخ الصنقور: الرد علی العدوان الصهيوني هو رد مشروع ومبرَّر، والكيان لا يفهم إلا هذه اللغة
وأضاف الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة اليوم 19 أبريل/نيسان 2024، أنّ "المنتظَر هو استكمال هذه الخطوة الإفراج عن بقية السجناء وتطمين عوائلهم وإغلاق هذا الملف الإنساني الملحِّ، والشروع بعده في معالجة الملفَّات السياسية والمعيشية"، مبيّناً أنّ "ذلك هو ما يسهم في المزيد من الاستقرار المنتِج لتركيز الجهود في التطوير والبناء والإعلاء من شأن الوطن وأبنائه وقيمه وثوابته". وتابع قائلاً: "لا ريب أنّ الإفراج عن بقية السجناء مُتاح وميسور حين نعقد العزم ونعمل علی خلق الأجواء والمناخات الملائمة والبيئة الحاضنة، فإنّ الوطن يستحق منّا العمل علی تجاوُز مشكلاته". من جهة ثانية، جزم الشيخ صنقور بأنّ "الهزيمة الشاملة والماحقة للكيان الصهيوني واندحاره من أرض الإسلام هو المآل الذي سينتهي إليه"، مشيراً إلی أنّ "الدعم غير المحدود الذي يحظی به لن يستنقذه من هذا المصير البائس". وشدّد علی أنّ "الرد علی العدوان الصهيوني الغاشم والغادر علی القنصلية الإيرانية هو رد مشروع ومبرَّر، والكيان لا يفهم إلا هذه اللغة".   
ضغوط أمريكية لمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
ضغوط أمريكية لمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
وجاء في وثيقة دبلوماسية مؤرخة في 12 نيسان/أبريل أنه يجب إقناع أعضاء مجلس الأمن برفض أي خطة لإقامة دولة فلسطينية. وذكرت وكالة رويترز أن 15 عضوا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيصوتون علی العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة يوم الجمعة في مشروع القرار الذي قدمته الجزائر إلی الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة أن تصبح فلسطين عضوا في الأمم المتحدة، لكي تتم الموافقة علی هذا القرار، يجب أن يحصل علی 9 أصوات مؤيدة علی الأقل، وألا يستخدم حق النقض (الفيتو) من قبل أي من الأعضاء الدائمين. ولم يتمكن أعضاء مجلس الأمن من التوصل إلی توافق في الآراء بشأن العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة في تصويتهم السابق يوم الخميس الماضي. ويحاول الفلسطينيون، الذين أصبحوا أعضاء مراقبين في الأمم المتحدة منذ عام 2012، أن يصبحوا أعضاء كاملي العضوية في هذه الهيئة الدولية منذ عدة سنوات. وستكون العضوية الكاملة في الأمم المتحدة معادلة للاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة. أي طلب لكي تصبح عضوا في الأمم المتحدة، يجب أولا أن يوافق عليه مجلس الأمن ثم توافق عليه الجمعية العامة. وفي مجلس الأمن تتمتع الولايات المتحدة، باعتبارها الحليف الرئيسي لإسرائيل، بحق النقض، وقد استخدمت حتی الآن هذه السلطة لمنع الموافقة علی قرارات مناهضة لإسرائيل. وفي ضوء الهجمات الإسرائيلية علی غزة في الأسابيع الأخيرة، قدم الفلسطينيون مرة أخری طلبهم للحصول علی العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وقد نوقش هذا الطلب يوم الخميس في لجنة خاصة ضمت أعضاء في مجلس الأمن، لكن لم يتم التوصل إلی توافق. وقالت "فانيسا فرايزر" ممثلة مالطا في الأمم المتحدة، وهي الرئيسة المؤقتة لمجلس الأمن، بعد انتهاء الاجتماع الثاني لهذه اللجنة لمراجعة العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة: "كان هناك لا يوجد إجماع." ورغم ذلك قال إن أغلبية أعضاء هذه اللجنة وافقت علی العضوية الكاملة لفلسطين. وقال: "أثارت العديد من الدول حقيقة أن فلسطين تستوفي جميع معايير معاهدة مونتيفيديو وكذلك المادة 4 الميثاق." وعقد الاجتماع خلف أبواب مغلقة يوم الخميس. وقال فرايزر، دون أن يذكر أي دولة بالاسم، إن ثلثي الأعضاء يؤيدون الطلب الفلسطيني. ولم يكن التقدم بطلب فلسطين في اللجنة الخاصة ممكنا إلا من خلال التوافق، لكن وكالة فرانس برس أفادت أنه يمكن لأي عضو في مجلس الأمن الآن تقديم قرار للتصويت علی هذا الطلب. ويتوقع المحللون أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار حتی لو حصل علی الأصوات التسعة اللازمة من أصل 15 في مجلس الأمن. وتقول واشنطن إن الأمم المتحدة ليست المكان المناسب لاتخاذ قرار بشأن تشكيل دولة فلسطينية، وإن ذلك يجب أن يتم من خلال اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين.
حكام العرب قبة حديدية للكيان الصهيوني
حكام العرب قبة حديدية للكيان الصهيوني
لكن ووفق ما أكد عليه أصحاب الرأي من الغرب، فإن الاصطفاف العربي الأخير إلی جانب إسرائيل بُعَيد العمليات التي نفذتها إيران علی أراضي فلسطين المحتلة، شكّل وجهاً جديداً ومباشراً من أوجه “التعاون” المُرتجی من اتفاقيات التطبيع. من تقديم معلومات استخباراتية للكيان إلی تطويع المعسكرات الأميركية علی أراضيها لصدّ الصواريخ والمسيرات القادمة من إيران باتجاه فلسطين المحتلة. ووسط كلّ ما تم تسريبه في الإعلام الغربي -الأميركي والبريطاني علی وجه التحديد- عن تعاون عربي مع أميركا لضمان أمن الكيان المحتلّ؛ بدت السعودية كالدخيل، تقدم كل ما يمكنها تقديمه لكيان لم يجرِ إلی اليوم توقيع اتفاق تطبيع رسمي معه ولم تأخذ منه مقابلاً لا علی المستوی الداخلي ولا علی المستوی العربي. فقد كشفت صحيفة الديلي ميل البرطانية أن السعودية قامت بتزويد إسرائيل بمعلومات استخباراتية حيوية حول النوايا الإيرانية حتی تتمكن إسرائيل من الاستعداد للهجوم. وفي المضمار ذاته، تنقل وول ستريت جورنال عن مسؤولين سعوديين ومصريين أنه بعد عملية اغتيال الجنرال محمد رضا زاهدي ومسارعة طهران للتعهد بالرد، بدأ كبار المسؤولين الأمريكيين في الضغط علی الحكومات العربية لتبادل المعلومات الاستخبارية بشأن خطط إيران لضرب إسرائيل والمساعدة في اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تطلق من إيران ودول أخری باتجاه إسرائيل. وتتابع وول ستريت جورنال في تقييمها للرد الأولي من العديد من الحكومات العربية بأنه كان حذراً، تخوفاً من أن المساعدة المقدمة لإسرائيل قد تورّطهم مباشرة في الصراع وتخاطر باحتمالية أن يكونوا في مواجهة الانتقام من طهران وما سيتلو ذلك من رد ايراني محتمل يضعهم في مهبّ الريح. وتقول الصحيفة الأمريكية أنه بعد مزيد من المحادثات مع الولايات المتحدة، قال المسؤولون إن السعودية والإمارات وافقتا بشكل خاص علی تبادل المعلومات الاستخبارية، بينما قال الأردن إنه سيسمح باستخدام مجاله الجوي للطائرات الحربية الأمريكية وطائرات الدول الأخری وسيستخدم طائراته الخاصة للمساعدة في اعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية. وأفاد المسؤولون إنه قبل يومين من الهجوم، أطلع المسؤولون الإيرانيون نظراءهم من السعودية ودول الخليج الأخری علی الخطوط العريضة وتوقيت خطتهم لتوجيه ضربات واسعة النطاق علی إسرائيل حتی تتمكن تلك الدول من حماية مجالها الجوي، ليتم نقل المعلومات بعد ذلك إلی الولايات المتحدة، مما أعطی إسرائيل تحذيرًا مسبقًا حاسمًا. وقالت ياسمين فاروق، الزميلة غير المقيمة في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، ومقرها واشنطن، إن الدول العربية عرضت المساعدة في الدفاع ضد الهجمات الإيرانية لأنها رأت فوائد التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل، طالما ظل ذلك بعيدًا عن الأنظار. ونوّهت إلی أن “دول الخليج تعرف أنها لا تزال لا تحصل علی نفس المستوی من الدعم الذي تحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة، وتری أن ما فعلته يوم السبت هو وسيلة للحصول عليه في المستقبل”. وفي تفاصيل الحدث فقد تم تعقب الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية منذ لحظة إطلاقها بواسطة رادارات الإنذار المبكر في دول الخليج العربي المرتبطة بمركز العمليات الأمريكية في قطر، والتي نقلت المعلومات إلی الطائرات المقاتلة من عدة دول في المجال الجوي فوق الأردن ودول أخری أيضًا وكذلك إلی السفن الحربية في البحر وبطاريات الدفاع الصاروخي في إسرائيل. وتشير وول ستريت جورنال إلی أن “العرض الهائل للدفاع الجماعي” كان تتويجًا لهدف أمريكي دام عقودًا ولكنه بعيد المدی وهو إقامة علاقات عسكرية أوثق بين إسرائيل وخصومها التاريخيين العرب في محاولة لمواجهة التهديد المشترك المتزايد من إيران. لكن الجهود التي قادتها الولايات المتحدة لحماية إسرائيل في الأيام والساعات التي سبقت الهجوم الإيراني كان عليها أن تتغلب علی العديد من العقبات، بما في ذلك مخاوف دول الخليج من أن يُنظر إليها علی أنها تهب لمساعدة إسرائيل في وقت توترت فيه العلاقات بشدة بسبب الحرب في غزة. وكان لا بد من إعداد الكثير من التعاون الذي أدی إلی إسقاط القصف الموجه من إيران ليلة السبت بسرعة، والعديد من التفاصيل بشأن الدور الذي لعبته السعودية والحكومات العربية الرئيسية الأخری يتم الاحتفاظ بها كي لا تتسرب إلی الإعلام. لقد تمكنت القوات الإسرائيلية والأمريكية من اعتراض معظم الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية جزئيا لأن الدول العربية قدمت بهدوء معلومات استخباراتية بشأن خطط طهران الهجومية، وفتحت مجالها الجوي أمام الطائرات الحربية، وتبادلت معلومات التتبع بالرادار، أو في بعض الحالات، زودت قواتها الخاصة للمساعدة، حسبما قال المسؤولون. قال مسؤول إسرائيلي كبير: “اتفاقيات أبراهام جعلت الشرق الأوسط يبدو مختلفا… لأننا نستطيع أن نفعل أشياء ليس فقط تحت السطح، بل فوقه”، وقد أتاح الانضمام إلی القيادة المركزية المزيد من التعاون الفني مع الحكومات العربية وأضاف المسؤول: “هذا ما خلق هذا التحالف”. ووفق تقييم مسؤولين فإنه علی الرغم من التقدم المحرز، فإن هدف الولايات المتحدة المتمثل في مشاركة إسرائيل والدول العربية بسلاسة بيانات التتبع الخاصة بالتهديدات الإيرانية في الوقت الفعلي، لم يتحقق بالكامل أبدًا بسبب المخاوف السياسية. من جانبها أفادت “ذا أنترسبت” أن الجيش الأمريكي نشر بطاريات باتريوت وطائرات مقاتلة في السعودية وعدة دول منها الإمارات العربية المتحدة والكويت والأردن وقطر والتي تعمل سويا لتوفير قبة فوق إسرائيل لحمايتها. إلی جانب أربع سفن أمريكية شاركت بصد الهجوم والتي رسی عدد منها بهدوء بالموانئ السعودية والعمانية. ووفق “ذا أنترست” فبينما كان العالم يركز – ويؤكد البنتاغون – علی مجيء وذهاب حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة لتكون بمثابة “رادع” ضد إيران، قامت الولايات المتحدة بهدوء ببناء شبكة من الدفاعات الجوية لخوض حربها الإقليمية. وفي بيان للرئيس الاميركي جو بايدن يوم السبت أشار فيه إلی هذه الشبكة: “بناء علی توجيهاتي، ومن أجل دعم الدفاع عن إسرائيل، قام الجيش الأمريكي بنقل طائرات ومدمرات للدفاع الصاروخي الباليستي إلی المنطقة علی مدار الأسبوع الماضي”، “بفضل عمليات النشر هذه والمهارة غير العادية لجنودنا، ساعدنا إسرائيل علی إسقاط جميع الطائرات بدون طيار والصواريخ القادمة تقريبًا”. الاصطفاف إلی جانب إسرائيل لم يكن الأول لم تكن هذه المرة الأولی التي تحامي “السعودية” فيها عن “إسرائيل”، فقد سبق أن لعبت هذا الدور “بهدوء” كذلك حين كان اليمن يرسل مسيراته إلی أراضي فلسطين المحتلة، قبل تصاعد المواجهة واندلاع حرب البحار، حيث ساهمت في تعطيل مسارها. وسبق أن كشفت وكالة “بلومبيرغ” نقلا عن أشخاص مطلعين لم تكشف عن هويتهم، أن السعودية “اعترضت صاروخا أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل، حلق فوق أراضيها. إلی جانب تسخير أجواهئها لعبور الطائرات الحربية الأميركية التي تنقل الذخيرة لكيان الاحتلال، هذا ونشرت قيادة المركزية الأمريكية الوسطی، علی حسابها علی منصةX، أن طائرة KC-135 Stratotanker نفذت عملية تزويد بالوقود جوا في سماء المنطقة لقاذفة القنابل الاستراتيجية b1- لانسر والتي أرسلتها واشنطن لدعم كيان العدو الإسرائيلي. وتبع ذلك تدقيقا من إعلامي يمني، نشر أنه من خلال تتبع مسارات التحليق لهذه القاذفة المخصصة لحماية ودعم كيان العدو الإسرائيلي تم الكشف عن قيامها برحلة ذهاب وإياب إلی سماء “السعودية” وتحديدا العاصمة الرياض. وألحق صورة أخری تثبت رصد طائرة KC-135 تحلق في سماء الرياض لتنفيذ مهمة التزويد بالوقود ثم اتجهت شمالا. وأضاف الصحفي زكريا الشرعبي، أنه تم رصد طائرتين أيضا من نفس النوع تقلعان من قاعدة الأمير سلطان في الرياض وتتجهان غربا لتزويد الدوريات الجوية القتالية الإسرائيلية والإمريكية في سماء البحر الأحمر. وجدير بالذكر ما تناولته صحيفة فايننشال تايمز مسألة التصادم الحاصل في “السعودية” بين سياسة “النظام” مع الموقف الشعبي، تجاه فلسطين بشكل عام وما يحصل في غزة اليوم علی وجه الخصوص. حيث تستعرض بعضا من مقابلاتها مع مدنيين سعوديين يعكسون الرأي العام الحقيقي “المقموع” في البلاد تجاه هذه القضايا. كما أشارت الصحيفة إلی أن “العديد من السعوديين يشعرون بالتضامن العميق مع الضحايا الفلسطينيين للعدوان الإسرائيلي الذي استمر خمسة أشهر علی غزة،” ولكن تلفت إلی أن “القلق يسيطر علی القيادة السعودية، التي كانت تقترب قبل الحرب من التوصل إلی اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. فإن قادة السعودية يشعرون بالقلق إزاء التهديد الذي يفرضه الصراع المطول في غزة علی فرصها في استئناف هذه العملية، فضلاً عن خططها الطموحة للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي وتماسك المملكة”.
بني جمرة شاهدت تظاهرة تطالب بالإفراج عن الأسری
بني جمرة شاهدت تظاهرة تطالب بالإفراج عن الأسری
شهدت قرية بني جمرة اليوم الإثنين (15 ابريل/نيسان 2024) تظاهرة انطلقت من مسجد أبو ذر وسط البلدة الواقعة غربي العاصمة المنامة بعد صلاة العشائين. وتقدم التظاهرة الأسير المفرج عنه مؤخرًا سماحة الشيخ عيسی القفاص، والشيخ محمد صالح القشعمي. وشارك فيها جمع من ذوي الأسری والنشطاء. وهتف المشاركون باسم الأسری، ورفعوا صور الأسری، ولافتات كتب عليها “أطلقوا أسرانا فورًا”. وتتواصل التظاهرات اليومية في البحرين المطالبة بالإفراج عن الأسری الذين أعلنوا اعتصامهم داخل سجن جو المركزي منذ 26 مارس/آذار الماضي بعد حادثة استشهاد الأسير حسين الرمرام داخل السجن نتيجة الإهمال الطبي. وتلی الاعتصام داخل السجن اطلاق سراح أكثر من 600 أسيرًا، ونقل آخرون للسجون المفتوحة، فيما لا يزال أكثر من 500 أسيرًا رهن الاعتقال في سجون البحرين ومستمرين بالاعتصام الذي يطالبون فيه بانهاء اعتقالهم التعسفي، وحقهم الثابت في الحرية.
إيران تخيط قواعد اللعبة ضد الولايات المتحدة و
إيران تخيط قواعد اللعبة ضد الولايات المتحدة و"إسرائيل"
بعدما انتهت حالة الترقب الدولية والإقليمية التي استمرت علی مدی أسبوعين، للرد الإيراني علی استهداف القنصلية في دمشق، نفّذ حرس الثورة عملية قلّ نظيرها في التاريخ القديم والحديث. وعليه، دخلت المنطقة بأكملها، في سياق جديد، عنوانه المواجهة المباشرة بين إيران و"إسرائيل". وتبيّن في هذه المواجهة، من عنوانها الأولي، بعد الهجوم، أنّ "إسرائيل" أضعف من أن تكون قادرة، منفردةً، علی مواجهة استراتيجية متكاملة، وهجوم بمزايا متنوّعة من قبل أطراف محور المقاومة. ومن شبه المؤكد، أنّه لولا أميركا وفرنسا وبريطانيا ومعها الأردن، لكانت تداعيات الهجوم الإيراني أكبر بكثير مما حصل. واليوم، الولايات المتحدة الأميركية "ممزّقة في الشرق الأوسط، وإسرائيل مهانة". توصيف أوردته مجلة "إكونوميست" وموقع "والا"، شارحين كيف باتت إيران، قبل العملية الأخيرة وبعدها، تمارس الردع تجاه كلتيهما. وعلی الرغم من استخدام طهران، في عملية "الوعد الصادق"، جزءاً صغيراً فقط من قدراتها، أجمع المحللون والمسؤولون الإسرائيليون علی أنّ إيران لا تخاف "إسرائيل"، بل هي تثق بقدراتها وتغيّر قواعد اللعبة بالفعل. منذ أكثر من ثلاثة عقود، لم تجرؤ أي دولة علی الاقتراب من حدود كيان الاحتلال، ناهيك بتنفيذ هجوم بداخلها. وعليه، كسرت إيران خطاً أحمر، مؤكدةً لإدارة الحرب الإسرائيلية، وفق "فايننشال تايمز"، أن طهران أكثر جنوناً مما تدركون، "ونحن علی استعداد لتحمل عواقب الحرب إذا لزم الأمر". وقبل 4 سنوات، بعيد اغتيال واشنطن لقائد قوة القدس الشهيد قاسم سليماني، فعلت طهران الأمر نفسه مع الولايات المتحدة. وكرست معها قواعد جديدة. استهداف "عين الأسد".. كسر للخطوط الحمر منذ الهجوم الياباني علی ميناء "بيرل هاربور" عام 1941، لم تشنّ دولة من قبل، هجوماً علی قواعد عسكرية أميركية من دون أن تكون واشنطن قد بدأت حرباً ضدّها أو احتلت أرضها. لا قاعدة ولا جندي، ولا داخل الحدود أو خارجها. لكن، وفي سابقة تاريخية، استهدفت إيران في عام 2020، بشكلٍ مباشر، قاعدة "عين الأسد" في كانون الثاني/يناير، رداً علی اغتيال الشهيد قاسم سليماني. ومذ ذاك، كثر الحديث الغربي عن تأكّل الردع الأميركي في الشرق الأوسط ووصوله إلی مستوی منخفض. حينها، تم الاستهداف بـ13 صاروخاً باليستياً، علی مدی نحو 80 دقيقةً، ملحقةً أضراراً كبيرةً في المنشأة العسكرية المحصّنة. ووُصف الهجوم بأنّه "أكبر هجوم باليستي ضدّ الأميركيين علی الإطلاق"، حيث لم تتعرّض قوة برية لهذا الكم من الصواريخ الباليستية من قبل. وبشأن "عين الأسد" بالتحديد، مثّل الهجوم الإيراني عليها جرأةً كبيرة، حيث كانت تلك المرة هي الأولی التي تستهدف فيها دولة هذه القاعدة، التي بُنيت عام 1980، علماً أنها الثانية من حيث الحجم في العراق، وتضمّ ما يتراوح بين 1500 إلی 2000 جندي أميركي. إيران تردّ علی "إسرائيل".. فصل جديد للمتنافسين القدامی علی مدی أسبوعين، ترقّبت "إسرائيل" بقلق بالغ رد إيران علی استهداف قنصليتها، حتی جاء الـ14 من نيسان/أبريل، الذي شهد "الوعد الصادق"، حيث حلّقت في أجواء فلسطين المحتلة أسراب من المسيّرات والصواريخ الإيرانية، استهدفت نقاطاً تابعةً لـ"الجيش" الإسرائيلي. رسمت إيران في خطوتها غير المسبوقة، خطاً أحمر تجاه "إسرائيل"، وفرضت معادلةً جديدة - بعد أن هاجمت الكيان للمرة الأولی من أراضيها- مفادها أنّ أي هجوم إسرائيلي علی أراضيها، سيُقابل برد مباشر منها، لتفتح "فصلاً جديداً للمتنافسين القدامی". ويأتي ذلك علی الرغم من أنّ إيران لم تستخدم أفضل وكل ما لديها من قدرات، كماً ونوعاً، ما يعني أنّ طهران قادرة فعلاً علی أن ترد بهجوم مضاعف، في حال أقدمت "إسرائيل" علی شنّ عدوان آخر ضدّها. ورغم تعمّد الاحتلال، ومعه الغرب والمطبّعون من العرب، كالعادة،  التقليل من أهمية الإنجاز الإيراني وحجمه، أكد الصحافي الإسرائيلي المقرب جداً من جهاز الموساد، ⁧رونين برغمان⁩، أنّه لو تم تصوير وقائع اللقاءات هذا الأسبوع وبثّها بشكل مباشر علی "يوتيوب"، "لكان هناك 4 ملايين شخص (نصف مستوطني الكيان) في إسرائيل يبحثون عن سبيل للفرار". ما هي المواقع التي طالتها الصواريخ الإيرانية؟ الرد الإيراني الموجّه ضد الاحتلال الإسرائيلي، تمكّن من تخطي الدفاعات الغربية والأردنية المستنفرة لاعتراض الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، التي تمكّنت من إلحاق الأضرار بقاعدة "نيفاتيم"، والمقر الاستخباري في جبل الشيخ. قاعدة "نيفاتيم" الجوية، التي كانت أحد أبرز الأهداف، تبعد نحو 1100 كلم عن الأراضي الإيرانية، وتقع علی بعد 15 كلم، جنوبي شرقي مدينة بئر السبع المحتلة، وتُعدُّ المقرّ الأساس لطائرات "F-35" الأحدث، التي امتلكها سلاح الجو الإسرائيلي بعد صفقة مع الولايات المتحدة. وتحتوي القاعدة مطاراً بثلاثة مدرجات، وقد تمّ تحديثه مؤخراً لاستقبال هذا النوع من الطائرات، وهي تعمل برادار "band-X"، القادر علی كشف التهديدات الجوية من مسافة تبعد نحو 5000 كلم. كما أنّها كانت إحدی الوجهات الرئيسة في "إسرائيل"، التي مدّها الجسر الجوي الأميركي غير المسبوق بالأسلحة، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر. المقرّ الاستخباري في جبل الشيخ يقع علی ارتفاع نحو 2100 م، وتعمل فيه الوحدة 8200 بصورة خاصة، وهي الوحدة الأكبر في "الجيش" الإسرائيلي. ويضمّ الموقع العديد من تجهيزات القوة الجوية، ويتم التنصّت عبرها علی المحادثات باللغة العربية، بهدف استخراج المعلومات منها. ردود إيرانية بتداعيات استراتيجية تاريخياً، استوعبت إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية، الضربات التي تعرّضت لها، من دون أن تنجرّ إلی ردود فورية عشوائية أو متهوّرة، متّبعةً ما سمي منذ وقتها بـ"الصبر الاستراتيجي"، وراسمةً خططها بتأنٍّ ودقة. لكن بعد أسبوع من اغتيال الشهيد سليماني، دكّت الصواريخ "عين الأسد". وبعد أسبوعين من استهداف القنصلية، حلّقت المسيّرات والصواريخ فوق "إسرائيل". وفي الحالتين، تكمن أهمية الرد الإيراني في التداعيات الاستراتيجية، المتمثّلة بتعزيز الردع الإيراني، وإعادة رسم التوازن الإقليمي والدولي في التعامل مع إيران. يثبت الردان الإيرانيان، علی محدوديتهما المتعمدة، قدرة طهران علی مواجهة قوة عالمية عظمی، هي الولايات المتحدة، و"إسرائيل" التي تحتشد في صفها عدة قوی عالمية وإقليمية. الردان، اللذان تخلّلتهما ضربات دقيقة ومدروسة من مسافات كبيرة، يرغمان واشنطن و"تل أبيب"، علی التفكير ملياً في ما قد يستتبعه أي عدوان ضدّ إيران، الماضية قدماً في تعزيز قدراتها، والتي أكدت أن ردّها المقبل علی أي هجوم إسرائيلي مقبل، سيكون أشد قسوة، وأكثر دماراً. وفي أي مواجهة مقبلة، قد لا يتهدّد الخطر القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في المنطقة أو "إسرائيل" فقط، بل إنّه قد يطال أيضاً البنية التحتية الحيوية لشركاء واشنطن، التي تقدّم التسهيلات للاحتلال في هجماته.