دور الشهيد سليماني في تقوية المقاومة الفلسطينية
دور الشهيد سليماني في تقوية المقاومة الفلسطينية
  قبل أن تنضج فصائل المقاومة في قطاع غزة، كان علی سكان هذه المنطقة والضفة الغربية أن يواجهوا العدو الصهيوني بـ "الحجارة" فقط وبأقل الإمكانيات خلال الانتفاضة الأولی. وفي ذلك الوقت، كان لدی الجيش الصهيوني المدجج بأحدث المعدات والسلاح، إمكانية دخول المناطق الفلسطينية بأقل تكلفة ومقاومة، حيث كانوا يمارسون الضغط علی السكان الأصليين في هذه المنطقة لمغادرة منازلهم أو الخضوع لإرادة ورغبة تل أبيب. لكن بعد الانتفاضة الثانية، حدث تطور في ساحة المعركة وتراجعت قوة الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد أتيحت الفرصة للقائد السابق لفيلق القدس وحزب الله اللبناني لتدريب وتجهيز القوات المنفية التابعة لحركة حماس في لبنان في مجال صنع الأسلحة ومحاربة العدو الصهيوني، وذلك في أواخر التسعينيات. والآن، وبعد مرور أكثر من عقدين من الزمن علی بدء المساعدات العسكرية التي تقدمها طهران للمقاومة في قطاع غزة، وجدت الجماعات الفلسطينية القدرة علی الدفاع عن نفسها من خلال الاعتماد علی أنواع الصواريخ والطائرات الاستطلاعية والأسلحة المضادة للدروع وتدمير آلة الحرب الصهيونية في غزة. وعلی هذا الأساس، سنحاول في ما يلي إلقاء نظرة علی الدور الذي اضطلع به الشهيد قاسم سليماني في مجال تعزيز قوة محور المقاومة في فلسطين المحتلة. دور الشهيد سليماني في دفع عملية الدعم المالي والتسليحي للمقاومة الفلسطينية بعد انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة، سيطرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)علی هذه المنطقة. وعلی الرغم من أن إيران بدأت بتقديم الدعم المادي والمعنوي للفصائل الفلسطينية بعد انتصار الثورة الإسلامية، إلا أننا يمكننا أن نری نقطة انطلاق هذه المساعدات بعد اتفاقية أوسلو، حيث بدأت فعالية الجيل الجديد من المقاومة واكتساب شرعية الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني. وكانت نقطة البداية في تطور العلاقات بين إيران وحركة حماس هي حضور كبار قادة هذه المجموعة الفلسطينية في مؤتمر طهران (1990-1991). وبعد عام واحد فقط من تشكيل هذه العلاقة الاستراتيجية، قام رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك، إسحاق رابين، بنفي ما يقرب من 420 شخصية بارزة في حماس إلی الجارة الشمالية لبنان، وذلك بسبب الدور البارز الذي اضطلعت بها هذه المجموعة الفلسطينية خلال الانتفاضة. في ذلك الوقت، لعب فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية والمجاهدون اللبنانيون دورًا مهمًا في تدريب قوات حماس علی صناعة الأسلحة، والتكتيكات القتالية، وإنشاء الأنفاق السرية، وحرب المدن وما إلی ذلك. وتری بعض الشخصيات المرتبطة بمحور المقاومة وضباط صهيونيين أن اللواء سليماني سافر إلی قطاع غزة عدة مرات سرًّا ولعب شخصيًا دورًا في تعزيز قوة الردع في غزة ضد الهجمات المحتملة للجيش الصهيوني. القوة الصاروخية للمقاومة في غزة، هي الإرث الخالد للشهيد سليماني وبسبب الحصار الكامل للأراضي الفلسطينية من قبل جهاز الاستخبارات العسكري للكيان الصهيوني، لم يكن من الممكن انتاج أو شراء الأسلحة بشكل مباشر داخل الضفة الغربية وقطاع غزة. وعلی خلفية ذلك، وضع الشهيد سليماني استراتيجيتي "إنشاء شبكة سرية لنقل الأسلحة" و"إنتاج أنواع الأسلحة الدفاعية بأقل التسهيلات" علی جدول الأعمال، وكانت شبكة نقل الأسلحة إلی المقاومة تتابع عملية نقل الأسلحة إلی المجاهدين الفلسطينيين من خلال ثلاث طرق وهي: السودان ومصر وليبيا. وفي إحدی هذه الحالات، أعلن جهاز الأمن المصري عن نقل 138 صاروخ غراد من ليبيا إلی قطاع غزة. ووفقاً لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنی، فإن قوات فيلق القدس وحرس الثورة تركت في بعض الأحيان معدات صنع الصواريخ بالقرب من المياه المتاخمة لغزة، حتی يتمكن المجاهدون الفلسطينيون من التقاط هذه المعدات بالقرب من الشاطئ. وعلی سبيل المثال، تم تدريب بعض القادة العسكريين لحماس والجهاد الإسلامي في لبنان وإيران علی إنتاج صواريخ "القسام" قصيرة المدی من مواد بسيطة مثل الأنابيب والسكر وغيرها. واليوم، تتسلح كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس بأسلحة مثل طائرات "شهاب" و"القاصف" و"القسام" و"الفجر" و"بدر" و"القاسم" و"غراد" و"براق" وغيرها، والتي يمكنها تحدي نظام "القبة الحديدية" الدفاعي وإزالته من مسافة بعيدة. ويقدر مدی صواريخ المقاومة ما بين 3 و250 كيلومتراٌ، مما يعني أنها قادرة علی استهداف أجزاء مختلفة من أراضي فلسطين المحتلة. وتشير الإحصائيات الصادرة إلی أنه تم إطلاق ما بين 4 إلی 5 آلاف صاروخ فلسطيني باتجاه الأراضي المحتلة منذ 7 أكتوبر إلی حد الآن. ميراث "سليماني" هو كابوس الكيان الصهيوني إن أهم إنجاز وإرث تركه الشهيد سليماني في مسار تمكين الجماعات الفلسطينية هو إنشاء الشبكة والإستراتيجية لتجهيز المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة بطرق مختلفة. وبينما حاولت تل أبيب وبعض منافسي إيران الإقليميين توجيه ضربة خطيرة لعلاقات طهران الاستراتيجية مع المقاومة الفلسطينية من خلال "الفتنة الدينية" أو "الحرب الأهلية في سوريا"، لم يتوقف الشهيد سليماني قط عن تقديم المساعدات العسكرية والمالية لقوات حركة حماس بكل بصيرة ويقظة. ولم تكن القضية الفلسطينية بالنسبة للشهيد قاسم سليماني مرهونا بـ"المصلحة الوطنية" أبداً، حيث أنّه اعتبر دعم فصائل المقاومة "واجباً دينياً". والآن، يمكن رؤية نتيجة بصيرة الفريق سليماني بوضوح خلال معركة طوفان الأقصی. نجاح عملية "طوفان الأقصی" هو نتيجة سنوات من نضال الشهيد سليماني بعد حرب سيف القدس، كانت قوات حماس تستعد لليوم "الموعود"، 7 من أكتوبر، وتعزيز ترسانتها، وذلك من خلال استخدام طاقتها الإنتاجية للأسلحة، ونقل بعض الأسلحة إلی قطاع غزة. والآن، أصبحت قوات المقاومة قادرة علی التوغل بعمق 24 كيلومتراً في الأراضي المحتلة، وتوجيه ضربات قاضية للبنية العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني، وفرض حرب استنزاف طويلة ضد هذا العدو. وبحسب تقديرات المؤسسات الاقتصادية التابعة للكيان الصهيوني، فقد تجاوزت تكلفة حرب إسرائيل ومقاومة قطاع غزة حدود الـ 50 مليار دولار. كما أنه بعد تطبيق سياسة "توحيد الساحات"، أدی الأداء المناسب للجيش الوطني اليمني ضد مدينة "إيلات" وحزب الله اللبناني في "الجبهة الشمالية" إلی تعطيل الحياة الاقتصادية في الأراضي المحتلة. والآن يمكن أن نعتبر العملية الناجحة والخاطفة لـ "طوفان الأقصی" والأداء الممتاز لمحور المقاومة في مختلف الجبهات، من بركات الاستراتيجية التي اعتمدها الشهيد سليماني تجاه القضية الفلسطينية. خلاصة القول: كان التغلب علی الاختلافات المظهرية والعرقية والأيديولوجية هو نقطة البداية لنضال الشهيد سليماني في مسار تعزيز قوة الفصائل الفلسطينية الموجودة في قطاع غزة والضفة الغربية. فمنذ مؤتمر طهران الذي انعقد في عام 1990-1991 وصولاً إلی حرب الـ 22 يومًا في غزة، سعی الشهيد سليماني دائمًا إلی تقديم المساعدات المالية والأسلحة للفصائل الفلسطينية وإنشاء "غرفة عمليات مشتركة" فيما بينها من أجل توفير الأرضية المناسة لتدمير العدو الصهيوني. وقد أدت هذه المساعدات إلی الاعتراف تدريجياً بفصائل المقاومة الفلسطينية كلاعب مؤثر في تطورات بلاد الشام. وكان هذا القائد العظيم يؤمن بهذا المسار بشدة، لدرجة أنه طلب في رسالة إلی المسؤول المالي في فيلق القدس، تخصيص حقوقه للقضية الفلسطينية حتی تحقيق النصر النهائي لـ "الاخوة الفلسطينيين" علی الكيان الصهيوني. إن مساعدة الشهيد سليماني الصادقة والمتواصلة للفصائل الفلسطينية جعلت هذه الفصائل تكتفي ذاتياً وتدريجياً في إنتاج المعدات الدفاعية والدفاع عن وطنها الأم وقبلة المسلمين الأولی. سنوات من النضال والجهود التي بذلها الشهيد سليماني من أجل الدفاع عن قضية القدس جعلت قائد الثورة الإسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي يتحدث عن دور هذا الشهيد في تجهيز المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد ساعات من استشهاد هذا القائد الإيراني.
من بناء الجدار إلی الاحتلال العسكري؛ خطة إسرائيل لفصل غزة عن مصر
من بناء الجدار إلی الاحتلال العسكري؛ خطة إسرائيل لفصل غزة عن مصر
84 يوماً مضت علی حرب غزة، أطول معركة دخلتها إسرائيل حتی الآن، وبحسبهم قد تستمر أشهراً؛ في غضون ذلك، تتحدث مصادر إسرائيلية عن خطتين لهذا النظام لإغلاق طريق الاتصال الوحيد بين غزة والعالم الخارجي، وهو الحدود المصرية؛ إن الحواجز الخرسانية تحت الأرض والاحتلال العسكري لخط "فيلادلفيا"، وهو الإجراء الذي تعتزم إسرائيل تنفيذه بدعم من الولايات المتحدة، من شأنه أيضاً أن يضع قدم مصر في قصة غزة بشكل أكبر. جدار تحت الأرض وبحسب مصادر إخبارية إسرائيلية، فإن يوآف غالانت، وزير الحرب في هذا النظام، اقترح في لقاء حديث مع نظيره الأميركي لويد أوستن، الذي كان قد سافر إلی الأراضي المحتلة، بناء جدار خرساني ذكي تحت الأرض بين غزة ومصر. ما هي المساعدات المالية الأمريكية التي ستقدم. وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت في هذا الصدد أن هذا الجدار الذي يبلغ طوله 13 كيلومترا سيتم تجهيزه بتقنيات استشعار وكاميرات متطورة وأدوات أخری لمنع حفر الأنفاق بين غزة ومصر، وسيتم توفير معلومات يومية عن حركة المرور حول الجدار وعمليات حفر الأنفاق المحتملة. سيتم إرسالها إلی كلا الجانبين، وسيقدمها الإسرائيليون والمصريون. وبطبيعة الحال، قامت القاهرة ببناء جدار عازل بين غزة ومصر في السنوات الماضية، هذا الجدار يبلغ ارتفاعه ستة أمتار فوق سطح الأرض وستة أمتار تحت الأرض، ومؤخراً بدأت في تركيب جدار خرساني إضافي. لكن فيما يتعلق بالجدار الذكي المذكور، فإن مجلس الوزراء الإسرائيلي سيراجع هذا الموضوع قريبًا، وفي الوقت نفسه يستطلع رأي الحكومة المصرية.   وردا علی أسئلة أعضاء هذه اللجنة حول سير العمليات العسكرية في إطار الحرب علی قطاع غزة، بما في ذلك التهديدات الأمنية التي يواجهها هذا النظام علی جبهات أخری، ادعی يوآف غالانت أن تل أبيب تقوم بإجراء مشاورات مع القاهرة لبحث إمكانية إنشاء جدار حدودي متطور مزود بمعدات تكنولوجية لفصل قطاع غزة عن الأراضي المصرية بهدف مكافحة تهريب الأسلحة. وذكرت شبكة "كان" (من وسائل الإعلام الرسمية الإسرائيلية) أيضًا أنه وفقًا للخطة الأولية، سيتم تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين إسرائيل ومصر لتحديد كيفية الرد بناءً علی المعلومات الواردة من التحركات علی حدود غزة. ومن ناحية أخری، في وضع استخدم فيه النظام الإسرائيلي كل الوسائل الممكنة لتحقيق هدفه في غزة وأسقط عشرات الآلاف من القنابل والصواريخ علی السكان، وقد مضی 63 يومًا منذ دخول قواته البرية إلی المنطقة. لكن السلطات العسكرية الإسرائيلية تدعي أنه من غير الممكن هزيمة حماس دون قطع الطريق الوحيد أمام سكان غزة للتنفس، وهو الحدود مع مصر. وفي هذه الأثناء، يحاول النظامان الإسرائيلي والأمريكي إقناع مصر بخططهما من خلال تخويف مصر فيما يتعلق بالعمليات البرية في رفح. وحذرت القاهرة مرارا وتكرارا من العملية البرية للجيش الإسرائيلي في رفح وقالت إن هذه العملية ستجلب تدفقا من اللاجئين الفلسطينيين إلی صحراء سيناء. في غضون ذلك، تقول تل أبيب إنه إذا كانت القاهرة لا تريد عملية برية في رفح، فعليها أن تتعاون لقطع الطريق من غزة إلی مصر. ومع ذلك، ففي عملية اقتحام الأقصی في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، أظهرت حماس جيدًا أنها قادرة علی المرور عبر الجدار الذكي الإسرائيلي الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات والمزود بأجهزة استشعار وأبراج مراقبة. وكما كتب "أمير بوحبوط"، محلل الشؤون العسكرية في موقع "واللا" الإسرائيلي، حينها، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن "عقلية الجيش الإسرائيلي" كانت تتمثل في أن الجدار المبني علی حدود قطاع غزة "سيؤدي بشكل كبير إلی منع دخول أي قوة تحاول الدخول إلی الأرض أو تحت الأرض للوصول إلی المستوطنات؛ لقد انهارت هذه العقلية". وأظهرت التحقيقات الإسرائيلية اللاحقة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول أن قوات حماس تمكنت من اختراق الجدار الحدودي من 60 نقطة، بينما كان النظام الأمني ​​الإسرائيلي نائماً. العمليات علی خط فيلادلفيا خط فيلادلفيا عبارة عن منطقة عازلة يبلغ طولها 14 كيلومترًا تم إنشاؤها بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 بين مصر وإسرائيل لتكون بمثابة منطقة عازلة بين غزة وصحراء سيناء. وفي عام 2005، تم تسليم السيطرة علی هذه المنطقة إلی حماس، وتقرر أن تنشر مصر 750 من قوات شرطة الحدود هناك. والآن تقول مصادر إسرائيلية وعربية إن إسرائيل تنوي احتلال خط فيلادلفيا والسيطرة عليه. لكن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالانت قال في اجتماع لجنة الأمن والشؤون الخارجية بالكنيست: "الجيش لا ينوي حاليا السيطرة علی رفح أو محور فيلادلفيا، سننفذ عمليات في هذه المدينة ونستخدم مختلف المرافق لمنع ذلك". سنستخدم عمليات التهريب". كما نفت مصادر رسمية مصرية أنباء طلب إسرائيل من هذه الدولة سحب قواتها من منطقة رفح الحدودية. ومع ذلك، في 23 ديسمبر/كانون الأول، قال بنيامين نتنياهو في اجتماع مغلق للجنة الأمن والشؤون الخارجية بالكنيست إن حكومة الحرب تعتزم السيطرة علی محور فيلادلفيا. علی أية حال، في حال قيام إسرائيل بأي تحرك عسكري علی الحدود بين غزة ومصر، فإن قدم القاهرة أيضاً سوف تنجر إلی القتال؛ لا ترغب الحكومة المصرية أبدًا في فرض حصار شديد وكامل علی غزة، وقد سعت دائمًا إلی الحفاظ علی قناة تنفس لسكان هذا القطاع لتجنب عواقبه الأمنية. ومن ناحية أخری، فإن إمكانية قطع الشريان الحيوي بين غزة وصحراء سيناء مهمة صعبة للغاية بالنظر إلی التركيبة الديمغرافية والقبلية لسيناء، التي لديها اتجاهات قوية معادية لإسرائيل، وبالنظر إلی حقيقة أن الجيش المصري تضامنا مع أهل غزة. وفي يونيو/حزيران من الشهر الماضي، أطلق صلاح محمد إبراهيم، وهو جندي مصري يبلغ من العمر 23 عاماً، النار علی جنود إسرائيليين وقتل ثلاثة منهم عند النقطة الحدودية، ليُظهر أن الجيش المصري لا يزال غير راضٍ عن الاحتلال الإسرائيلي.
الأردن؛ صوت أميركا في المنطقة و درع إسرائيل في مواجهة المقاومة
الأردن؛ صوت أميركا في المنطقة و درع إسرائيل في مواجهة المقاومة
ولم تكن السلطات الأردنية خلال العقود الماضية سوی "صوت أمريكا" في المنطقة، في حين كان بوسعها علی الأقل أن تتبنی موقفا محايدا بدلا من إهانة إسرائيل في الظاهر ودعمها في الخفاء. وكتب موقع الخندق التحليلي في مذكرة أنه في خضم حرب غزة التي مضی عليها الآن 81 يوما، ساعد الأردن واشنطن وتل أبيب في استهداف طائرات بدون طيار جاءت من سوريا أو العراق أو حتی اليمن لاستهداف منشآت إسرائيلية. فهو يدعم ما يعتقد المحللون والمراقبون السياسيون أنه "خيانة وتواطؤ في الجريمة ضد غزة". لكن الأخطر من كل هذه الحالات هو احتمال استخدام تل أبيب الطريق البري ضد استراتيجية "التطويق مقابل التطويق" التي تنتهجها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، والتي تسمح للنظام الصهيوني بإرسال الشحنات اللازمة عبر دبي داخل حدودها. اسبوع والمملكة العربية السعودية وأخيرا الأردن. منذ الأيام الأولی لحرب غزة، قررت الولايات المتحدة الأمريكية إنشاء جسر جوي لتزويد إسرائيل بجميع أنواع الصواريخ والذخيرة، واستخدام الأردن كدولة رئيسية لهبوط طائراتها. الطائرات التي وصل عددها إلی نحو 230 طائرة (رغم أنها لم تهبط جميعها في الأردن). في هذه الأثناء، كان الشعب الأردني من أوائل المؤيدين لمقاومة غزة في الأيام الأولی لحرب غزة، وخرج عشرات الآلاف منه في مظاهرات تطالب بإغلاق السفارة الإسرائيلية وإنهاء معاهدة السلام مع تل أبيب. لكن ملك الأردن اكتفی بإلغاء اللقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي كان قد سافر إلی المنطقة، وأعلن سلاح الجو في الجيش الأردني، من أجل احتواء الاحتجاجات الداخلية، ذلك في الأسابيع الأخيرة، في سبع مناسبات. من خلال تنفيذ عمليات طائرات الهليكوبتر فوق غزة، وشحنات المواد الغذائية، وتسليم العديد من الأدوية للاجئين الفلسطينيين. إجراءات أمان ضد المقاومة بدأت منذ سنوات، وبعضها مستمر. - بعد اشتداد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، بدأت القوات الأمنية والعسكرية الأردنية بتحييد أي محاولة لتهريب أسلحة وإمكانيات عسكرية خاصة من سوريا إلی المقاومين في الضفة الغربية بحجة مكافحة تهريب المخدرات.   - وكانت الحكومة الأردنية تتجنب ذلك منذ فترة طويلة بسبب الخوف من تنامي شعبية حركة حماس بين مواطنيها، ومنذ عام 1999 قامت بطرد الممثلين السياسيين لهذه الحركة من البلاد وأرسلتهم إلی قطر. وفي الثمانينيات، لعبت السلطات الأردنية دورًا مؤثرًا في إقناع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات بالتخلي عن الكفاح المسلح لصالح المفاوضات مع نظام الاحتلال، والتي أسفرت عن اتفاقيات أوسلو عام 1993. واستغل الحكام الأردنيون اتفاقات أوسلو ليوقعوا أخيرا "معاهدة سلام" مع إسرائيل عام 1994، وهي المعاهدة الأولی من نوعها بين نظام الاحتلال ودولة عربية منذ اتفاقية كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر عام 1979. - في عام 1996، اعترفت الحكومة الأميركية بالأردن حليفاً رئيسياً لها خارج حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي فتح المجال أمام سلطات عمان لإقامة تعاون أمني واستخباراتي وعسكري كبير مع الولايات المتحدة، والذي كانت حركات المقاومة هي الهدف الرئيسي له.
من سينتصر في الخلاف بين السعودية والإمارات؟
من سينتصر في الخلاف بين السعودية والإمارات؟
  سمية نصر، بي بي سي نيوز عربي ونقلت وكالة بلومبرغ الإخبارية عن مسؤولين يمنيين وسعوديين قولهم إن أبو ظبي تؤيد عملا عسكريا ضد الحوثيين، في حين أن الرياض تخشی من أن تصعيدا كهذا ربما يؤدي إلی استفزاز الحوثيين وتعريض الهدنة الهشة في اليمن للخطر، وتقويض محاولات المملكة الرامية إلی التوصل إلی وقف دائم لإطلاق النار في البلاد. وهذه ليست المرة الأولی التي تبرز فيها علی السطح خلافات بين الحليفتين الخليجيتين العربيتين. فلطالما كانت هناك شراكة اقتصادية وسياسية واستراتيجية بين الإمارات والسعودية جاءت كنتيجة طبيعية لموقع الجارتين الخليجيتين وتقاطع مصالحهما، فضلا عن التحديات المشتركة التي مرت بها المنطقة، والتي جعلت منهما حليفتين تنسقان في العديد من القضايا الإقليمية والدولية. ولكن نظرا لأن السعودية والإمارات هما أكبر دولتين في مجلس التعاون الخليجي من حيث حجم الاقتصاد وعدد السكان، ربما كان من الطبيعي أيضا أن تكون هناك منافسة بينهما، ولا سيما مع وجود جيل جديد من الحكام في البلدين، والذي أحيانا ما تتعارض أهدافه وطموحاته ورؤيته مع نظرائه في البلد الآخر. ورغم أن تلك المنافسة تجري بشكل عام خلف الكواليس، إلا أن هناك حالات اتضح فيها تعارض مصالح البلدين أو تصادمها، وهو ما دفع مراقبين إلی الإشارة إلی حدوث صدع في العلاقات بينهما. خلافات نفطية ربما كان من أبرز الخلافات الاقتصادية العلنية التي حدثت خلال العقدين الماضيين بين البلدين، اعتراض الإمارات علی اقتراح استضافة الرياض لمقر البنك المركزي لمجلس التعاون الخليجي وانسحابها من اتفاق الوحدة النقدية الخليجية، وهو ما أسهم في تعطيل مشروع إصدار عملة خليجية موحدة وبنك مركزي تابع للمجلس. وفي يوليو/تموز 2021، أرادت السعودية تمديد قرار تخفيض إنتاج الدول الأعضاء بمنظمة أوبك بلس الذي كان من المفترض أن تنتهي مدة سريانه في أبريل/نيسان 2022 إلی نهاية العام ذاته للتعويض عن الخسائر التي تكبدتها الدول الأعضاء جراء الانخفاض الحاد في أسعار النفط خلال أزمة وباء كوفيد- 19 والحفاظ علی استقرار السوق. لكن وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، أصر علی زيادة حصة بلاده من الإنتاج، قائلا في تصريحات إعلامية: "لا يعقل أن نقبل باستمرار الظلم والتضحية أكثر مما صبرنا وضحينا"، حيث اعتبر الاقتراح غير عادل ومن شأنه تكبيد بلاده خسائر فادحة. ورغم أنه تم التوصل إلی حل وسط بعد ذلك بشهر، إلی أن التوترات ظلت قائمة وانتشرت تكهنات وشائعات حول وجود نية لدی الإمارات للانسحاب من أوبك بلس، وهو ما نفاه مسؤولون إماراتيون. ويری الدكتور تشارلز دَن الدبلوماسي الأمريكي السابق والزميل غير المقيم بالمركز العربي واشنطن دي سي، أنه علی الرغم من أن "كافة الأطراف قللت من شأن الخلاف، فإنه كشف عن غضب الإمارات إزاء ما اعتبرته رغبة سعودية في الهيمنة علی قرارات المنظمة، وربما علی قضايا أخری. هذه الواقعة تلتها توترات أخری بين الدولتين الخليجيتين صاحبتي الثقل السياسي، داخل الأوبك وخارجها". رؤی اقتصادية متنافسة تسارعت في الأعوام الماضية الخطوات السعودية الرامية إلی تنويع مصادرها الاقتصادية وتقليل الاعتماد عن النفط وتوسيع دورها الإقليمي والدولي في قطاعات كالبنية التحتية والطيران والسياحة والرياضة، وذلك في إطار رؤية 2030 التنموية. وبدا حتميا أن يخلق ذلك تنافسا بينها وبين الإمارات علی أن تكون كل منهما مركزا للتجارة والاستثمار في الخليج والشرق الأوسط بشكل عام. علی سبيل المثال، أعلنت المملكة في وقت سابق من العام الحالي تدشين شركة طيران جديدة، هي طيران الرياض المملوكة من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي. وستنافس الشركة جيرانها الخليجيين، ولا سيما شركتي طيران الإمارات وطيران الاتحاد، إذ تهدف إلی تسيير رحلات تصل إلی أكثر من 100 وجهة بحلول عام 2030. وفيما اعتبره خبراء تحديا اقتصاديا آخر لجارتها الخليجية، قررت الرياض عام 2021 إلغاء الامتيازات الجمركية الممنوحة للبضائع الواردة من مناطق اقتصادية حرة، وهو ما اعتبره الخبراء بمثابة ضربة لاقتصاد الإمارات الذي يعتمد بشكل كبير علی تلك المناطق، وتعتبر الإمارات من أكبر الدول الموردة للسعودية. كما أعلنت المملكة أنها ستستثني من تلك الامتيازات البضائع "التي يدخل فيها مكون من إنتاج إسرائيل، أو صنعته شركات مملوكة بالكامل أو جزئيا لمستثمرين إسرائيليين أو شركات مدرجة في اتفاقية المقاطعة العربية لإسرائيل". المعروف أن الإمارات والبحرين هما العضوتان الوحيدتان في مجلس التعاون الخليجي اللتان ترتبطان باتفاقيات تطبيع وتعاقدات اقتصادية وتجارية مع إسرائيل (ناتجة عن اتفاقات أبراهام التي وقعت برعاية الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2020 والتي لم تنضم إليها السعودية). كما قررت السعودية في 2021 "تحدي الإمارات بوصفها الوجهة المفضلة لإقامة مقرات الشركات الأجنبية العاملة في الخليج"، علی حد قول الدكتور دَن، حيث اشترطت أن تنشأ تلك الشركات مقرات لها في المملكة بحلول عام 2024. ويضيف دَن أن "المسؤولين السعوديين أشاروا إلی أن الهدف من ذلك هو ضمان التزام الشركات الدولية بالبقاء في المملكة علی المدی البعيد، لكن من غير المرجح أن يتقبل المسؤولون الإماراتيون هذا التفسير، نظرا لأن إمارتي أبو ظبي ودبي تستضيفان في الوقت الحالي نحو 76 في المئة من المقرات الإقليمية للشركات الكبری العاملة في الخليج". تبدل في التحالفات ربما كانت التحديات الإقليمية المشتركة من الأسباب الرئيسية لتنحية البلدين الخلافات والمنافسات جانبا. علی سبيل المثال، لطالما وحدت السعودية والإمارات مواقفهما إزاء ما اعتبرتاه خطرا قادما من جارتهما إيران. وكانت الإمارات شريكا رئيسيا للمملكة في التحالف العربي الذي شكلته عام 2015 لمحاربة حركة أنصار الله الحوثية الموالية لإيران في اليمن، ودعم حكومة الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي. غير أن الإمارات أعلنت عام 2019 تخفيض وإعادة نشر قواتها في اليمن، ثم أعلنت في عام 2020 احتفالها بعودة جنودها بعد المشاركة في الحرب هناك. وآثرت الإمارات دعم ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي ذي التوجهات الانفصالية، الذي وقعت اشتباكات عنيفة بينه وبين القوات التابعة لحكومة هادي – وهو ما جعل السعودية والإمارات فعليا علی طرفي النقيض من الصراع في اليمن. وتحدثت تقارير إعلامية عديدة ومسؤولون يمنيون عن إنشاء الإمارات قاعدة عسكرية في جزيرة سقطری التي تقع بالقرب من مدخل خليج عدن، وقاعدة جوية في جزيرة ميون الواقعة في مضيق باب المندب ذي الأهمية الاستراتيجية والتجارية الهائلة – "وهو ما أثار فزع الحكومة اليمنية والسعودية التي تدعمها"، علی حد قول الدكتور دَن، ومكن الإمارات، بحسب الكثير من التقارير الإعلامية، من تعزيز وجودها بالقرب من باب المندب ومنطقة القرن الأفريقي التي سعت منذ سنوات إلی توسيع نفوذها بها من خلال تحالفات سياسية واستثمارات وإقامة قواعد عسكرية. منافسة متصاعدة في السودان يمثل السودان أهمية كبيرة لكل من الإمارات والسعودية نظرا لموقعه الاستراتيجي المهم، فهو يطل علی البحر الأحمر ويعتبر حلقة وصل بين الشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي، فضلا عن غناه بالموارد الطبيعية مثل الذهب والفضة والزنك والحديد والنحاس والنفط والغاز الطبيعي، بالإضافة إلی ثرواته الزراعية والحيوانية الكبيرة. وقد لعبت الدولتان الخليجيتان دورا مهما في السودان منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019، حيث قدمت كل من الرياض وأبو ظبي حزمة كبيرة من المساعدات للمجلس العسكري الانتقالي، كما أن البلدين يستثمران منذ سنوات في قطاعات سودانية كالبنية التحتية والزراعة والتعدين، ووقعت الإمارات اتفاقا مع الحكومة السودانية لتطوير وتشغيل ميناء أبو عمامة المطل علی ساحل البحر الأحمر. وكان السودان من أوائل الدول التي دعمت التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، حيث أرسل نحو 15 ألف جندي للمشاركة في الحرب. وتوترت العلاقة بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" الذي يقود ما يعرف بقوات الدعم السريع التي شاركت في حرب اليمن وتتهمها جماعات حقوقية بارتكاب فظائع في إقليم دارفور، وتحول ذلك التوتر في أبريل/نيسان الماضي إلی صراع مسلح أسفر عن مصرع أكثر من عشرة آلاف شخص، وفق الأمم المتحدة. وتحدث الكثير من المراقبين عن أن السعودية تدعم البرهان، في حين تدعم الإمارات حميدتي لتعزيز مصالحهما في البلاد. بل وذهب الأكاديمي طلال محمد إلی حد القول بأن "السودان أصبح ساحة للحرب بالوكالة بين السعودية والإمارات"، في مقال كتبه في مجلة فورين بوليسي في يوليو/ تموز الماضي. ورغم أن الإمارات لم تتحدث علنا عن تحالفها مع حميدتي وقواته، إلا أنه في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتهم عضو مجلس السيادة السوداني، الفريق ياسر العطا، الإمارات علنا بمساندة قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني، وبعد ذلك بنحو أسبوعين، أمر السودان 15 دبلوماسيا إماراتيا بمغادرة البلاد. وتقول المحللة السودانية خلود خير إن "التصدعات التي شهدتها العلاقة بين حميدتي والبرهان، اللذين قادا انقلاب عام 2021، وتباين مصالحهما، كل ذلك يعكس تباين المصالح السعودية الإماراتية. ويمكن القول بأن الحرب في السودان كانت انعكاسا للتنافس بين الدولتين للسيطرة علی حوض البحر الأحمر، وهو ما يعني أن حل الأزمة في السودان يكمن في تخفيف حدة التنافس بين السعودية والإمارات. أعتقد أن هناك الكثير من الجهود الدبلوماسية التي تجری في الوقت الحالي من أجل تخفيف حدة التوتر بين القوتين الخليجيتين بغية التوصل إلی اتفاقية لوقف الأعمال العدائية أو وقف إطلاق النار بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية". يقول الدكتور تشارلز دَن إن "الاقتصاد والسياسة هما المحركان الرئيسيان للمنافسة بين السعودية والإمارات..لكن الاختلاف بين نموذجي القيادة في البلدين والسعي إلی تحقيق الريادة الجيوسياسية يشعلان فتيل المنافسة بكل تأكيد". كثيرا ما يسعی المسؤولون السعوديون والإماراتيون إلی التقليل من شأن ما يقال عن وجود خلافات بين بلديهما، وإلی الإشارة إلی أن التنافس بين الجارتين الخليجيتين أمر عادي وليس بجديد ولا يؤثر علی العلاقات القوية بينهما. لكن ما يثير مخاوف البعض هو أن يؤدي هذا التنافس إلی عرقلة تحقيق السلام والاستقرار في دول في المنطقة هي في أمس الحاجة إلی السلام والاستقرار – وإن كان هناك من يرون أن ثمة بصيصا من الأمل، نظرا لجهود الوساطة التي تبذلها السعودية لحل الأزمة في كل من اليمن والسودان.
اعتقال عدد من جواسيس الكيان الصهيوني من قبل المقاومة الفلسطينية
اعتقال عدد من جواسيس الكيان الصهيوني من قبل المقاومة الفلسطينية
نجحت المقاومة الفلسطينية في اعتقال عدد من جواسيس الكيان الصهيوني. أعلن مصدر في الدائرة الأمنية للمقاومة الفلسطينية أن قادة المقاومة تعرفوا علی عدد من جواسيس الكيان الصهيوني في قطاع غزة وألقوا القبض عليهم بعد الاطلاع علی الوثائق الأمنية التي تم الحصول عليها خلال عملية طوفان الأقصی. وأشار المصدر المذكور إلی أن قادة المقاومة حصلوا علی كنز استراتيجي يتضمن معلومات أمنية حساسة حول كيفية تواصل أجهزة الأمن الداخلي الشاباك التابعة للكيان الصهيوني مع جواسيسها في قطاع غزة وطريقة عمل هؤلاء الجواسيس، وهذا هو الموضوع. من عمل المخابرات الصهيونية في غزة، وقد واجه مسار معركة طوفان الأقصی الكثير من الصعوبة والصعوبة. وقبل ذلك بساعة، اعترفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الناطقة بالعبرية، أنه في 7 تشرين الأول (أكتوبر) (بداية عملية طوفان الأقصی)، استهدف جيش الكيان الصهيوني المستوطنين الصهاينة. وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تفاصيل هذا الحادث: استهدفت دبابة تابعة للجيش 12 إسرائيليا في مكان سكنهم في مستوطنة بيري وقتلتهم. ومن المثير للاهتمام، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، أن ذلك حدث بينما كان الجيش الصهيوني علی علم بوجود هؤلاء المستوطنين الصهاينة الـ 12 في المبنی المستهدف. وتابعت هذه الصحيفة العبرية: أن الجنرال "باراك حيرام" هو الشخص الذي أصدر الأمر باستهداف هذا المبنی والأشخاص الذين بداخله. وأصدر هذا الأمر مدعيا أن عناصر حماس يختبئون في هذا المبنی. تجدر الإشارة إلی أنه كانت هناك في وقت سابق تصريحات حول استهداف المستوطنين الصهاينة من قبل الجيش الصهيوني يوم 7 أكتوبر وبدء عملية طوفان الأقصی، ومقال صحيفة يديعوت أحرونوت المذكور أعلاه يؤكد هذا الكلام.
أبرز الشركات التي علقت أو غيّرت مسار سفنها بالبحر الاحمر
أبرز الشركات التي علقت أو غيّرت مسار سفنها بالبحر الاحمر
تصاعدت قرارات شركات وهيئات ملاحة بحرية دولية وعالمية خلال الأيام الأخيرة بإيقاف وتعليق وتغيير مسار مرور سفنها عبر البحر الأحمر، في أعقاب هجمات شنتها حركة أنصار الله اليمنية علی سفن متجهة لـ"إسرائيل". سي إتش روبنسون المجموعة اللوجيستية العالمية قالت يوم الجمعة إنها غيّرت مسار ما يربو علی 25 سفينة لتبحر حول طريق رأس الرجاء الصالح الأسبوع الماضي، ومن المرجح أن يستمر هذا العدد في النمو. وأضافت "من المتوقع إلغاء المرور بموانئ أو مناطق في مسارات السفن، وارتفاع الأسعار فيما يخص العديد من تحركات التجارة في الربع الأول من 2024". سي إم إيه- سي جي إم بدورها، قالت مجموعة الشحن الفرنسية "سي إم إيه- سي جي إم" الاثنين الماضي إنها أعادت توجيه بعض السفن عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وأصدرت تعليمات لجميع سفن الحاويات الأخری التي كان من المقرر أن تمر عبر البحر الأحمر للوصول إلی مناطق آمنة وإيقاف رحلاتها حتی إشعار آخر. كما أوضحت المجموعة يوم الخميس أنها ستفرض رسوما إضافية علی عمليات الشحن بسبب طول المسافة. يوروناف وفرونت لاين قالت شركة ناقلات النفط البلجيكية "يوروناف" الاثنين الماضي إنها ستتجنب منطقة البحر الأحمر حتی إشعار آخر، في حين قالت مجموعة "فرونت لاين" لناقلات النفط -ومقرها النرويج- في اليوم نفسه إن سفنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن. إيفرغرين من جهتها، قالت شركة إيفرغرين التايوانية لشحن الحاويات الاثنين الماضي إن سفنها في الخدمات الإقليمية المتجهة إلی موانئ البحر الأحمر ستبحر إلی المياه الآمنة القريبة في انتظار إشعار آخر، في حين ستتم إعادة توجيه السفن المقرر أن تمر عبر البحر الأحمر إلی طريق رأس الرجاء الصالح، كما توقفت مؤقتا عن قبول نقل البضائع الإسرائيلية. غرام كاريرز وهاباغ لويد شركة الشحن النرويجية المتخصصة في ناقلات شاحنات السيارات قالت اول أمس الخميس إن سفنها مُنعت من المرور عبر البحر الأحمر، في حين أعلنت شركة شحن الحاويات الألمانية هاباغ لويد في اليوم نفسه أنها ستعيد توجيه 25 سفينة بحلول نهاية العام لتجنب قناة السويس والبحر الأحمر، مشيرة إلی أنها ستتخذ قرارات أخری نهاية العام. شركة "إتش إم إم" كما قالت شركة شحن الحاويات الكورية الجنوبية "إتش إم إم" الثلاثاء الماضي إنها أمرت منذ 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري جميع سفنها القادمة من أوروبا والتي عادة ما تمر من قناة السويس بأن تغيّر مسارها إلی طريق رأس الرجاء الصالح لمدة زمنية غير محددة. هوغ أوتولاينرز من جانبها، قالت شركة الشحن النرويجية "هوغ أوتولاينرز" الأربعاء الماضي إنها ستوقف العبور في البحر الأحمر بعد أن رفعت هيئة الملاحة البحرية النرويجية مستوی الإنذار بالنسبة للجزء الجنوبي من البحر إلی أعلی مستوی. ميرسك وأوقفت مجموعة الشحن الدانماركية جميع الشحنات عبر البحر الأحمر مؤقتا حتی إشعار آخر في أعقاب "حادث وشيك" كاد يقع لسفينة تابعة لها. وذكرت "ميرسك" الثلاثاء الماضي أنها ستغير مسار سفنها لتبحر حول طريق رأس الرجاء الصالح، وأنها ستفرض رسوما إضافية علی نقل الحاويات في المسارات المتأثرة بذلك. إم إس سي قالت شركة البحر المتوسط للشحن "إم إس سي" يوم 16 ديسمبر/كانون الأول الحالي إن "سفنها لن تمر عبر قناة السويس، وإن بعضها تم تحويل مساره بالفعل لرأس الرجاء الصالح بعد يوم من إطلاق الحوثيين (أنصار الله) صاروخين باليستيين علی إحدی سفنها." أوشن نتورك إكسبرس قالت "أوشن نتورك أكسبرس" (وان) -وهي مشروع ياباني مشترك بين شركات ميتسوي أو إس كيه لاينز ونيبون يوسن وكاواساكي كيسن كايشا- الثلاثاء الماضي إنها قررت تغيير مسار السفن بعيدا عن قناة السويس والبحر الأحمر. بدلا من ذلك، ستبحر سفنها حول رأس الرجاء الصالح، أو توقف رحلاتها مؤقتا وتنتقل لمناطق آمنة. أورينت أوفرسيز كونتينر لاين وأعلنت شركة "أورينت أوفرسيز كونتينر لاين"، ومقرها هونغ كونغ، الخميس أنها أمرت سفنها بتغيير مسارها أو وقف الإبحار إلی مياه البحر الأحمر، كما أوقفت شركة الشحن المملوكة لشركة "أورينت أوفرسيز (إنترناشونال)" المحدودة قبول البضائع من "إسرائيل" وإليها حتی إشعار آخر. ولينيوس فيلهلمسن كما قالت مجموعة "ولينيوس فيلهلمسن" النرويجية الثلاثاء الماضي إنها ستوقف جميع رحلاتها في البحر الأحمر حتی إشعار آخر، مشيرة إلی أن تغيير مسار السفن إلی رأس الرجاء الصالح سيزيد زمن الرحلات من أسبوع إلی أسبوعين. يانغ مينغ بدورها، قالت شركة الشحن البحري التايوانية "يانغ مينغ" يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الحالي إنها ستحوّل مسار سفنها المبحرة عبر البحر الأحمر وخليج عدن إلی رأس الرجاء الصالح خلال الأسبوعين المقبلين. يذكر أن الولايات المتحدة أعلنت عبر وزير دفاعها لويد أوستن الثلاثاء الماضي تشكيل تحالف متعدد الجنسيات، تشارك فيه بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج والبحرين وسيشيل وإسبانيا، عبر دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك ضمن ما أطلق عليها عملية "حارس الازدهار". كما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس إن أكثر من 20 دولة في المجمل وافقت علی المشاركة في التحالف الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية حركة التجارة في البحر الأحمر. ومع ذلك، فإن العدد الإجمالي الجديد يشير إلی أن 8 علی الأقل من الدول التي قررت الانضمام لتلك الجهود ترفض الكشف عن مشاركتها علنا، في إشارة إلی الحساسيات السياسية للعملية مع تصاعد التوترات الإقليمية نتيجة الحرب بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي. كما ردت أنصار الله أن هذا التحالف لن يوقف عملياتها بالبحر الأحمر، التي تأتي بهدف مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي علی قطاع غزة، و"ليست استعراضا للقوة ولا تحديا لأحد"، وفق المتحدث باسم الحركة محمد عبد السلام. المصدر : رويترز  
عاجل
تحضير الجيش الإسرائيلي لانسحاب القوات البرية من غزة
تحضير الجيش الإسرائيلي لانسحاب القوات البرية من غزة
ذكر تلفزيون إسرائيل (كان) أن الجيش الإسرائيلي يستعد لبدء "المرحلة الثالثة" من الحرب في قطاع غزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، والتي ستشمل نهاية التحركات البرية في غزة. وكتب خان الذي نشر هذا التقرير في الساعات الأخيرة من مساء الجمعة نقلا عن مصادر مجهولة: "المرحلة الثالثة تشمل إنهاء المناورة البرية في القطاع، وتقليص عدد القوات، وإراحة قوات الاحتياط، وتحويل للضربات الجوية وإقامة منطقة عازلة إقليمية علی حدود غزة وإسرائيل.   وأعلنت مصادر إخبارية إسرائيلية، الخميس الماضي، أن لواء جولاني - لواء المشاة في الجيش الإسرائيلي - قرر الانسحاب من هذه المنطقة بعد 70 يوما من الحرب في غزة. لكن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية زعمت أن الهدف من رحيل لواء جولاني هو إعادة تنظيم القوات والحصول علی راحة قصيرة الأمد. الهمسات تتردد في وسائل الإعلام الرسمية الإسرائيلية حول بداية المرحلة الثالثة من الحرب، فيما لم تحقق المرحلة الثانية من العملية العسكرية في غزة أهدافها المعلنة بعد. وأعلن مجلس الوزراء الحربي الصهيوني في مؤتمر صحفي عقده يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني، هدف الدخول في المرحلة الثانية أو بدء العملية البرية في غزة "الاستمرار حتی النصر وعودة (الأسری) المختطفين". كما قال "بنيامين نتنياهو"، رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، في الأيام الأولی للعملية البرية في غزة، إن الحرب ستستمر حتی تحقيق ثلاثة أهداف، وهي "النصر الحاسم، وتدمير حماس، وهزيمة حماس". عودة المختطفين (الأسری الإسرائيليين) وضمان أن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل. يمكن سماع التغيير الناعم والتدريجي للمرحلة الثانية والحديث عن بداية وشيكة للمرحلة الثالثة بينما "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وفصائل المقاومة الأخری المتمركزة في غزة وتنشر بيانات يومية وصور عديدة عن استمرار عملياتهم في غزة تقارير عن تدمير مدرعات للجيش الإسرائيلي وهزيمة الجنود الصهاينة. وفي استمرار لتقريرها، ذكرت شبكة خان أيضًا هدفًا ليس جديدًا سعی الجيش الإسرائيلي دائمًا إلی تحقيقه. يكتب خان أنه في المرحلة الثالثة، سيشن الجيش هجمات مستهدفة، والتي ستشمل اغتيال قادة حماس. ومؤخراً، تناول إيهود أولمرت، رئيس الوزراء السابق للكيان الصهيوني، الموضوع نفسه في مذكرة نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تحت عنوان وقف الحرب فوراً وإعادة المختطفين أحياء، وقال إن نتنياهو نفسه يعلم أنه لا يستطيع أن يتم القضاء علی حماس. وقال أولمرت إن أمام نتنياهو خيارين فقط، وهما "إما الموافقة علی وقف إطلاق النار وإعادة أسراه باتفاق تبادل، أو مواصلة الحرب بحيث تنتهي هذه الحرب دون تحقيق هدف القضاء علی حماس دون إعادة السجناء".
ماذا يحدث في
ماذا يحدث في "غوانتانامو" بغزة؟
"يتم احتجازهم في أماكن مثل أقفاص الدجاج والديكة في الهواء الطلق، دون ماء وطعام، ومقيدين ومعصوبي الأعين خلال النهار". هذا هو تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن المدنيين الذين اختطفهم جنود إسرائيليون من قطاع غزة ونقلوهم إلی ثكنة في جنوب فلسطين المحتلة منذ أسابيع. ودعت هذه المنظمة الحقوقية، يوم الثلاثاء 19 ديسمبر/كانون الأول، إلی إجراء تحقيق دولي محايد في قضية المدنيين الفلسطينيين المحتجزين في قطاع غزة، وأعلنت أن الأدلة التي جمعها تقرير الأمس لصحيفة "هآرتس" العبرية بشأن الإعدام الميداني لـ "الأسری الفلسطينيين" "في ثكنة "سعدية تيمان" الواقعة في المسافة بين بئر الصباح وقطاع غزة، قيد التحقيق، الأمر متطابق تماماً". وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الجيش الإسرائيلي يدعي أن المعتقلين يشتبه في تورطهم في عملية اقتحام الأقصی، وبعد التحقيق معهم، إذا ثبت عدم تورطهم في هذه العملية، فسيتم إطلاق سراحهم وإعادتهم إلی المسجد الأقصی. قطاع غزة. لكن المنظمة اعتبرت هذا المعسكر الإسرائيلي بمثابة "غوانتانامو" جديد يتم فيه استجواب السجناء الفلسطينيين من صغيرهم إلی كبيرهم وأعينهم وأيديهم مقيدة في منطقة مسيجة. وفي ساعات الليل، تضاء الأضواء أيضًا علی رؤوسهم. وكان النظام الصهيوني قد اختطف 1200 مدني فلسطيني من المناطق السكنية والملاجئ التي أنشئت لإيواء النازحين منذ بداية التوغل البري في قطاع غزة. وفي السابع من ديسمبر/كانون الأول بث التلفزيون الصهيوني صوراً لعشرات الفلسطينيين في قطاع غزة، وأعلن أن هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يجلسون عراة علی الأرض في برد الشتاء المبكر، تم أسرهم خلال عملية شمال قطاع غزة. وتم نقلهم إلی مراكز الاعتقال الإسرائيلية. وبعد نشر هذه الصور التي أعادت للأذهان، بحسب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، معاملة تنظيم داعش لأسراه في سوريا والعراق، ادعی جيش الاحتلال أن هؤلاء الأشخاص هم من قوات حماس، لكن هذا بحسب العديد من المحللين والمراقبين. مجرد محاولة للاستفادة من تل أبيب، وبعد أسابيع كانت الحرب. خاصة وأن بعض هؤلاء الأسری قالوا بعد إطلاق سراحهم إن المحتلين أجبروهم علی حمل السلاح وقاموا بالتقاط صور لهم لإعطاء الانطباع بأن الأسری ليسوا مدنيين. "تعرض كبار السن للضرب المبرح والمعاملة المهينة، وكانت أيدينا وأرجلنا مقيدة حتی أثناء نقلنا إلی مركز الاحتجاز، وإذا طلب منا أحد أي شيء، كانوا يقابلون بالعنف والشتائم. وشاهدت بأم عيني أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار بشكل مباشر علی خمسة من المعتقلين وقتلوهم". وهذه مجرد واحدة من الشهادات المسجلة في منظمة هيومن رايتس ووتش الأورومتوسطية. كما أكدت صحيفة هآرتس وفاة بعض هؤلاء الأسری بسبب ظروف الاعتقال القاسية. إلا أن هذه الصحيفة لم تقدم إحصائيات دقيقة بهذا الخصوص، وكتبت: أحد المعتقلين، والذي كان يعمل سائقا في قطاع غزة، كان بحاجة إلی الرعاية الطبية، التي حرم منه، وتوفي في النهاية.
"طوفان الأقصی".. السعودية أين؟
تسارعت بعد ملحمة "طوفان الأقصی" العروض علی إيران كي لا تتوسع الحرب الإقليمية التي لا تريدها دول المنطقة وقواها السياسية والعسكرية، وكان آخرها ما نشرته "فرانس 24"، نقلاً عن وزير المالية السعودي محمد الجدعان، يوم الأربعاء الماضي، عن أن "استثمارات بلاده في إيران قد تبدأ سريعاً"، ما يطرح أسئلة متعددة حول التوجهات السياسية للسعودية، رغم استمرار الجرائم الصهيونية في غزة المترافقة مع سقوط عسكري وسياسي وأخلاقي للكيان الصهيوني. شكلت السعودية منذ لحظة التأسيس ركناً أساسياً من النظام العربي الذي تأسس بعد نهاية الحرب العالمية الأولی وتبلور بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، مرتبطاً بنتائج الحربين المتتاليتين وفرض شروط المنتصرين بها، ما منحهم القيمومة علی بناء هذه الدول ورسم حدودها وتحديد طبيعة العلاقة فيما بينها، بما يخدم استمرار هيمنة النظام الغربي علی مقدرات العالم واستنزافه بالسيطرة علی أهم مناطق الجغرافيا السياسية في العالم والإمساك بمصادر الطاقة الأهم التي تشكل عصب استمرار الحياة الحديثة. مع مجيء ولي العهد محمد بن سلمان وتحوّله ليكون أقوی رجل في المملكة وصانع سياساتها الجديدة، في ظل الصراع الأعنف في سوريا بين النظام الدولي القائم والقوی الجديدة التي تعمل علی بناء نظام دولي جديد، بدأت ملامح سياسة سعودية جديدة تحاول القطع مع كل المراحل التاريخية للمملكة، بما يلبي الطموحات الشابة، فكانت المغامرة غير المحسوبة في اليمن، بما انعكس سلباً علی الدور الطموح الذي يبحث عنه، في ظل عالم متغير بتسارع كبير. مع صعود كل من الصين وروسيا والمزيد من الانكفاء الأميركي، توسع الهامش لصاحب القرار السياسي السعودي محمد بن سلمان، وبدأ بتنويع خياراته السياسية والاقتصادية بين الغرب والشرق والعمل علی الانزياح التدريجي نحو كلٍ من الصين وروسيا والبحث عن دور أساسي في نظام إقليمي جديد في منطقة غرب آسيا، وهي المنطقة التي ستحسم الصراع الدولي، والتي تعد بمنزلة بيضة القبان المُرجِّحة لمستقبل العالم خلال العقود القادمة. أمام طموح الدور المرتجی بعنوان السعودية 2030 عقبتان أساسيتان تقفان حائلاً أمام تحقيقها ذلك، وتعتبرهما بمنزلة مخاطر، ليس علی الدور الإقليمي فحسب، إنما علی بنيتها السياسية بوجهيها الجديد والسابق أيضاً. العقبة الأولی يشكلها محور طهران- بغداد- دمشق- بيروت- غزة- صنعاء، الذي استطاع أن يثبت نفسه في واقع الجغرافيا السياسية العالمية كأهم قوة صاعدة في منطقة غرب آسيا، رغم الحروب والحصار والعقوبات والضغوط الاقتصادية الهائلة وما يعانيه من سوء الإدارة المتباين بحجمه بين أطرافه المتنوعة البنی السياسية، ورغم التهديدات الداخلية لقواه، ولكنه في المحصلة استطاع أن ينجز خطوات متتابعة علی طريق تحديد دوره الإقليمي الأكبر، بما يمكنه من أن يؤدي دوراً دولياً إذا ما استطاع أن يُكامل إنجازاته العسكرية بإنجازات داخلية إدارياً واقتصادياً، بما يقطع الطريق علی أن تكون المملكة صاحبة الدور الإقليمي الأبرز بإمكانياتها المالية الهائلة واحتياج القوی العظمی إلی الدور الطاقوي السعودي الذي أدی، وما زال، دوراً مهماً في في الصراع فيما بينها، وهذا ما عملت عليه في الحرب الأوكرانية، إذ استطاعت مع الإمارات العربية المتحدة أن تؤدي دوراً مهماً بإفشال العقوبات علی روسيا. يشكّل الإخوان المسلمون العقبة الثانية أمام المملكة، فهي تعتبرهم الخطر علی بنيتها السياسية رغم علاقتها الجيدة معهم إلی ما قبل تصدرهم المشهد السياسي بعد أحداث "الربيع العربي" الذي كان من المقرر أن يصل إلی الدول الخليجية في حال نجاحهم في سوريا، ما دفعها إلی المساهمة في إسقاط حكمهم في مصر بعد حسم البنتاغون الأميركي خياراته والتخلِّي عن الإسلاميين. بعد العجز عن إسقاط صنعاء جنوباً، والتي تنامت قوتها وقدرتها وإرادتها بشكل كبير، بما يهدد المملكة داخلياً بضرب قدراتها الاقتصادية والعجز عن إحداث تغيير في الجغرافيا السياسية علی الحدود الشمالية للمملكة، كان الخيار الوحيد أمامها هو استنساخ فكرة التوازن بين الشرق الغرب بالعمل علی التوازن الإقليمي بين إيران و"إسرائيل"، الذي يقتضي الانفتاح علی إيران من البوابة الصينية، وهذا ما حصل في بكين في شهر آذار/مارس الماضي، والبدء التدريجي المتصاعد للتطبيع مع "إسرائيل"، بما يشكل حالة توازن بين خصمين يخوضان صراعاً وجودياً. أتت ملحمة "طوفان الأقصی" في ظل ركون المملكة إلی خيار التوازن الذي يتيح لها تجاوز العقبتين الأساسيتين المانعتين لها من تحقيق طموح الدور الإقليمي الكبير الذي يحميها، وفق تصورها، فقيام حركة حماس بهذا العمل العسكري الضخم، ومعها بقية حركات المقاومة، يكسر رهانات التوازن بشكل نهائي بتهشيم أحد أساسَي هذا التوازن، وهو "إسرائيل"، بما يدفع إلی تصاعد دور محور المقاومة في غرب آسيا بشكل كبير. والأمر الثاني الذي تتخوف منه هو إعادة تعويم حركة الإخوان المسلمين من جديد، بفعل ما يمكن أن تُنجزه بهزيمة الجيش الإسرائيلي وإعادة إحياء القضية الفلسطينية التي تشكل القاسم المشترك لوجدان العرب، والتي تعدّ عنواناً لتغيير مسارهم التاريخي. بعد مضي أكثر 70 يوماً علی أطول حرب في تاريخ "إسرائيل" منذ احتلال فلسطين عام 1948، بدأت ملامح الإقرار بالهزيمة بالظهور، وأن هناك واقعاً جديداً سيفرض نفسه في ظل معادلات جديدة للقوة، ليس في غرب آسيا فقط، إنما في العالم أجمع، وسيدفع خلال السنوات القادمة نحو رسم خرائط جديدة للأدوار وفقاً لميزان النصر والهزيمة. كان رهان التوازن بين إيران و"إسرائيل"، وفقاً لتصور المملكة، غير صحيح في الأساس، فالإيرانيون جزء أساسي من نسيج المنطقة، ومثلهم مثل الترك والكرد والعرب، يجمعهم تفاعل حضاري تاريخي اجتماعي مشترك، وهم كدولة في أهم المواقع الجيوسياسية العالمية لا يمكن تجاوزهم، بخلاف "دولة إسرائيل" التي لا جذور لها، والتي تشكل تهديداً للجميع، وأولهم المملكة التي يُطمع بثرواتها ومواردها. كما أنَّ الخوف من إعادة تعويم حركة الإخوان المسلمين من بوابة حركة حماس غير صحيح أيضاً، فهي من حيث الواقع الفعلي، بالرغم من الجذور الإخوانية، حركة وطنية فلسطينية مشبعة بالثقافة الفلسطينية التاريخية المشتركة مع الجذور الإسلامية العامة، وخصوصاً بعد تورط بعضها في الحرب السورية، فإن العامل الوطني الفلسطيني يؤدي دوراً مهماً في تحديد ساحة عملها. وقد أصبحت قوة إقليمية لها تأثيراتها في حركات التحرر العالمية المتنوعة السياسات. يمكن للمملكة أن تؤدي دوراً إقليمياً كبيراً، إذا ما نظرت إلی السياق التاريخي المشترك لحضارات المنطقة وشعوبها وإقامة التوازن بين كل دولها بشكل مباشر، فهي تستطيع من بوابة فلسطين أن تساهم في بناء نظام إقليمي جديد يحقق الاستقرار والتنمية للجميع.
509 عملية حزب الله لتقويض الكيان الإسرائيلي علی الجبهة الشمالية
509 عملية حزب الله لتقويض الكيان الإسرائيلي علی الجبهة الشمالية
"الحياة هنا مشلولة... لم نشهد مثل هذا الخوف من قبل... النوم هنا يساوي الرعب... لسنا مستعدين للعودة". وما هذه الجمل إلا أجزاء من خطابات الصهاينة الذين اضطروا إلی إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية تحت نيران هجمات حزب الله اللبناني. حزب الله اللبناني، الذي تسبب، بحسب رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الصهيوني، هرتسي هاليفي، في جعل الوضع الأمني ​​في الجبهة الشمالية لا يطاق، اليوم، مشدداً علی أن عملياته في الجنوب لن تتوقف أبداً، آخر الإحصائيات لعملياتها العسكرية ضد مقرات الجيش الإسرائيلي وتجمعات الجنود الإسرائيليين منذ اليوم الأول لانطلاقة عملية "طوفان الأقصی" التي تنفذها حركة حماس. في هذه الأثناء، تشهد حدود لبنان وفلسطين المحتلة، منذ بداية حرب غزة يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، توتراً وتبادلاً لإطلاق النار بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال. ونشرت صحيفة "العالم الحربي" اللبنانية في الثاني من كانون الأول/ديسمبر تقريراً مفصلاً عن خسائر وأضرار جيش النظام الصهيوني في عمليات قوات المقاومة اللبنانية حتی 22 تشرين الثاني/نوفمبر (اليوم السابع والأربعين للحرب) وأعلنت أنه تم تدمير ما لا يقل عن 40 قاعدة عسكرية إسرائيلية، وإخلاء 43 مستوطنة صهيونية بشكل كامل، وتم خلال هذه الفترة استهداف 354 جنديًا صهيونيًا. أعلنت مجموعة العالم الحربي الإعلامية التابعة لحزب الله في بيان لها أنه خلال الفترة من 7 تشرين الأول/أكتوبر (15 تشرين الأول/أكتوبر) إلی 14 كانون الأول/ديسمبر (23 كانون الأول/ديسمبر)، تم تنفيذ 509 عمليات لاستهداف 59 قاعدة وثكنة عسكرية للكيان الإسرائيلي. ومن إجمالي 509 العمليات المذكورة، 209 عملية إطلاق صاروخ موجه، 131 عملية قصف مدفعي، 48 عملية قنص، 43 عملية إطلاق راجمة صواريخ، 35 عملية إطلاق صاروخ بركان، 20 عملية دفاع جوي، 14 عملية إطلاق نار مباشر و9 عمليات إطلاق صواريخ تم عمل الطائرة بدون طيار.
صنعاء: الموقف العسكري اليمني مستمر في التصاعد طالما العدوان الصهيوني مستمر علی غزة
صنعاء: الموقف العسكري اليمني مستمر في التصاعد طالما العدوان الصهيوني مستمر علی غزة
قال الفريق الرويشان في تصريح لمراسل قناة المسيرة: إنه لا يمكن لليمن التراجع عن تنفيذ العمليات ضد العدو الصهيوني في ظل استمرار العدوان والحصار علی قطاع غزة. وشدد الرويشان علی الموقف العسكري اليمني سيتصاعد طالما العدوان والحصار الصهيوني مستمر علی قطاع غزة. من جانبه قال الناطق باسم حكومة تصريف الأعمال ضيف الله الشامي للمسيرة: إن قرار منع عبور السفن إلی الكيان الصهيوني يمثل فيتو يمني مقابل الفيتو الأمريكي المعارض لوقف العدوان علی غزة. وأكد الشامي أن الشعب اليمني لن يتأخر عن تفعيل أوراق الضغط التي يملكها في وجه السياسات الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني. وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، تنفيذ عملية عسكرية نوعية ضد سفينة تابعةٍ للنرويج كانت محملة بالنفط ومتجهةً إلی كيان العدو الصهيوني، وذلك بعد رفض طاقم السفينة لكافة النداءات والتحذيرات الموجهة لها. وأوضح بيان تلاه الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيی سريع، أن "القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ نفذت عمليةً عسكريةً نوعيةً ضدَّ سفينةِ "استريندا" تابعةٍ للنرويج، كانت محملةً بالنفطِّ ومتجهةً إلی الكيانِ الإسرائيلي وقد تمَّ استهدافُها بصاروخٍ بحريٍّ مناسب". وأكد أن العملية جاءت "انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ في هذه الأثناءِ للقتلِ والتدميرِ والحصارِ في قطاعِ غزة، واستجابةً لنداءاتِ الأحرارِ من أبناءِ شعبِنا اليمني العظيمِ وأبناءِ أمتِنا". وأشار إلی أن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ نجحتْ خلالَ اليومينِ الماضيين في منعِ مرورِ عدةِ سُفُنِ استجابتْ لتحذيراتِ القواتِ البحريةِ اليمنيةِ ولم تلجأْ لاستهدافِ السفينةِ النرويجيةِ المحملةِ بالنفطِ إلا بعدَ رفضِ طاقمِها كافةَ النداءاتِ التحذيرية. وشدد علی أن "القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ لن تترددَ في استهدافِ أي سفينةٍ تخالفُ ما وردَ في البياناتِ السابقة"، مضيفا "أن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكدُ استمرارَها في منعِ كافةِ السفنِ من كلِّ الجنسياتِ المتجهةِ إلی الموانئِ الإسرائيليةِ من الملاحةِ في البحرينِ العربي والأحمرِ حتی إدخالَ ما يحتاجُه إخوانُنا الصامدونَ في قطاعِ غزةَ من غذاءٍ ودواءٍ". وكانت القوات المسلحة قد أعلنت، السبت الفائت 09 ديسمبر 2023، منع مرور السفن المتجهة إلی الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء، موضحة أن هذا القرار جاء نتيجة لاستمرار العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار بحق إخواننا في غزة.
حملة لمقاطعة منتجات مؤيدي النظام الصهيوني في تونس
حملة لمقاطعة منتجات مؤيدي النظام الصهيوني في تونس
  ويحاول جواهر شنة، أحد نشطاء حملة مقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني، وزملاؤه تشجيعهم علی مقاطعة بضائع ومنتجات الدول الداعمة لهذا النظام من خلال التواصل المباشر مع المواطنين داخل إحدی المحلات التجارية. أماكن في العاصمة التونسية. وقال وهو أحد أعضاء حملة مقاطعة البضائع والمنتجات الداعمة للكيان الصهيوني لمراسل العالم: ذهبنا إلی المكان لنقول للأهالي قاطعوا البضائع الإسرائيلية، قاطع 99 بالمئة تقريباً من الأهالي هذه البضائع . إن شاء الله سيستمر الحظر ولن يكون مرحلياً أو دورياً، ويجب حظر أي منتج يمول النظام الصهيوني لقصف الشعب الفلسطيني واحتلال فلسطين. منذ بداية عملية اقتحام الأقصی، نشر الأهالي التونسيون علی نطاق واسع صورا ومعلومات عن حملة المقاطعة علی شبكات التواصل الاجتماعي، مما أدی إلی انخفاض واضح في الأنشطة التجارية في المناطق الداعمة لنظام الاحتلال، وأدی إلی إصابة البائعين من هذه السلع أن يبيعوا بضائعهم بتخفيضات أن يبيعوها بسعر مرتفع جداً. وقال زبير الدالي الخبير الاقتصادي لمراسل العالم: إن حظر البضائع الإسرائيلية سيسبب خسائر كبيرة للكيان الصهيوني وداعميه، لأن هذه الشركات تستفيد من المبيعات ولدولها المسؤولة عن تمويل الصهيونية النظام.إنهم يدفعون الضرائب. ومن المتوقع أن تكون حملة العقوبات طويلة الأمد لتحقيق النتائج المرجوة.
الأردن: لدی إسرائيل أهداف تتجاوز غزة
الأردن: لدی إسرائيل أهداف تتجاوز غزة
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم (19 كانون الأول/ديسمبر) خلال لقاء في العاصمة القطرية الدوحة، إن أهداف إسرائيل لا تقتصر علی غزة. وبحسب وكالة أنباء عمون الأردنية، قال في اجتماع "ماذا الآن بالنسبة للشرق الأوسط" الـ11، الذي عقد بحضور وزراء خارجية ومثقفين ومسؤولين من عدة دول عربية وغربية: "إن حرب غزة يمكن اعتبارها "محاولة مستهدفة من قبل إسرائيل لإخلاء غزة. "ومع العلم بسكانها، فإن سياسة الاحتلال الإسرائيلي تصر علی التحرك في اتجاه ترحيل سكان غزة". كما تحدث أيمن الصفدي عن جهود وقف الحرب في غزة وإنهاء معاناة سكان هذا القطاع والكارثة الإنسانية التي حدثت هناك، وأكد علی ضرورة حماية المدنيين والتزام إسرائيل بالقوانين الدولية. وأضاف وزير الخارجية الأردني: "إسرائيل ضد العالم وتنتهك القوانين الدولية وترتكب جرائم حرب في غزة". ثم طلب من أمريكا ممارسة المزيد من الضغوط علی إسرائيل. من ناحية أخری، استخدمت واشنطن، مساء الجمعة، حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن بشأن ضرورة وقف الحرب في غزة، ما أثار ردود فعل حادة من العديد من الدول. وقال أيمن الصفدي إنه طالما استمرت إسرائيل في احتلالها فلن يكون هناك أمن والسلام لن ينتهي إلا بانتهاء الاحتلال. وأكد: أن "إسرائيل خلقت موجة من الكراهية ستنتقل إلی الأجيال القادمة في المنطقة". لقد مر 65 يومًا علی الحرب في غزة، واستشهد حتی الآن أكثر من 17 ألف شخص، وأصيب عشرات الآلاف، وما زال الآلاف تحت الأنقاض. ويتسبب القصف المتواصل وإصرار إسرائيل علی مواصلة الحرب في وضع يعيش فيه 2.3 مليون من سكان هذا القطاع في أسوأ الظروف الممكنة دون ما يكفي من الماء والغذاء والدواء.
إعلام إسرائيلي: التهديد اليمني هو مشكلة أمنية وخطر استراتيجي
إعلام إسرائيلي: التهديد اليمني هو مشكلة أمنية وخطر استراتيجي
علّقت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس السبت، علی التهديدات اليمنية التي تمنع السفن المتوجهة إلی الموانئ الإسرائيلية من المرور في البحرين العربي والأحمر، والتي تبنّت القوات المسلحة اليمنية الالتزام بتنفيذها في حال لم تدخل قطاع غزة حاجتُه من الغذاء والدواء. وقال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في كيان الاحتلال "أمان"، تامير هايمن، إنّ التهديد اليمني هو مشكلة للأمن القومي الإسرائيلي وهو "تهديد خطير جداً علی المستوی الاستراتيجي لحريّة الملاحة الإسرائيلية". وأشار إلی أنّ التهديدات اليمنية ستنعكس علی الإسرائيليين من حيث غلاء المعيشة، مُضيفاً أنّها عكست أيضاً أنّ "اليمنيين أصبحوا أكثر تبجحاً ضدنا". ومن جانبه، أكّد المعلّق العسكري في القناة "الـ12" الإسرائيلية، نير دفوري، أنّ "إسرائيل" تحاول أنّ توجّه رسالة إلی الولايات المتحدة الأميركية مفادها أنّ التهديدات اليمنية ليس مشكلتنا بل هي مشكلة عالمية، لافتاً أنّ الرسالة الإسرائيلية تعمل علی الدفع باتجاه أنّ "المعالجة لا ينبغي أن تكون من قبلنا فقط، بل من الآخرين أيضاً". ولفت دفوري إلی أنّ "إسرائيل" تحاول تصدير الأمر بأنّ التهديدات اليمنية تلحق الضرر بمسار الملاحة والتجارة العالمية ككل، لذلك من المهم أن تتم معالجة الأمر عالمياً وليس من قبل "إسرائيل" لوحدها. من ناحيته، قال كبير الاقتصاديين في شركة BDO الاستشارية، لحِن هرتسوغ إنّ "تهديد الحوثيين للشحن البحري إلی إسرائيل يمكن أن يؤدي إلی ثمن اقتصادي باهظ لتكلفة المعيشة وسلسلة التوريد. فحجم واردات البضائع إلی إسرائيل يبلغ نحو 400 مليار شيكل سنوياً، 70% منها تأتي عن طريق البحر". ويوضح هرتسوغ أنّ تأثير التهديد اليمني يتجلی في ثلاثة مستويات: الأول هو زيادة تكاليف التأمين علی النقل البحري إلی "إسرائيل"، نتيجة زيادة المخاطر، المستوی الثاني هو تأثير تغيير مسار السفن من الشرق إلی "إسرائيل"، حيث بدلاً من المرور عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، ستضطر إلی استخدام مسار إبحار مختلف يدور من حول القارة الأفريقية. وهذا يعني تمديد وقت الإبحار لمدة 30 يوماً، وزيادة سعر الشحن البحري. ويمكن التعبير عن المستوی الثالث في حقيقة أن شركات الشحن الأجنبية ستتجنب الوصول إلی الموانئ الإسرائيلية كلياً، من أجل تجنب المخاطر، أو بسبب قيود شركات التأمين. وأمس السبت، أعلنت القوات المسلحة اليمنية منعها السفن المتوجهة إلی الموانئ الإسرائيلية من المرور في البحرين العربي والأحمر، إذا لم تدخل قطاع غزة حاجتُه من الغذاء والدواء، مؤكدةً أنّ المنع يأتي لأيّ سفينة من أي جنسية كانت. وجاء الإعلان اليمني بعد تنفيذ صنعاء عدداً من العمليات ضدّ سفن إسرائيلية، دعماً للمقاومة الفلسطينية، التي تواجه العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من شهرين. إذ استهدفت، الأحد الماضي، سفينتين إسرائيليتين في باب المندب، هما "يونِتي إكسبلورر" وسفينة "نمبر ناين"، بُعيد استئناف الاحتلال عدوانه علی قطاع غزة. وفي الـ19 من الشهر الماضي، نجحت القوات البحرية اليمنية في احتجاز سفينة "غالاكسي ليدر" الإسرائيلية في البحر الأحمر، والتي كان علی متنها 52 شخصاً، الأمر الذي أثار مخاوف من أن يؤدي ذلك إلی إلغاء خطوط الشحن إلی الأراضي المحتلة.