نقل موقع الجزيرة الإخباري نقلا عن بعض المصادر المطلعة، أن طائرة يافا المسيرة التي استهدفت عمق تل أبيب في الأراضي المحتلة يوم الجمعة الماضي، تشبه مجموعة طائرات صماد المسيرة التي كشفت عنها القوات المسلحة اليمنية في وقت سابق. . وبالإشارة إلی المسار الذي قطعته هذه الطائرة البالغ طوله 2000 كيلومتر، أكدت هذه المصادر أن الطائرة المذكورة استخدمت طرقًا جديدة لتضليل أنظمة الدفاع الصاروخي للكيان الصهيوني.
وفي إشارة إلی تنوع الطائرات بدون طيار التابعة للقوات المسلحة اليمنية، أكدت الجزيرة أن بعض هذه الطائرات تستخدم للرصد وجمع المعلومات، والبعض الآخر طائرات بدون طيار متفجرة. كما تعد طائرة يافا الجديدة من النوع المتطور من طائرات صماد 1 و2 و3 و4، وجميعها قادرة علی أداء مهام مختلفة.
وبحسب هذا التقرير، فإن صاروخ صمد 1 تم إنتاجه عام 2017 ويتراوح مداه بين 150 و200 كيلومتر. وصمد 2، الذي تم الكشف عنه في العام التالي وزاد مداه إلی 1000 كيلومتر، قادر علی حمل رؤوس حربية يتراوح وزنها بين 40 و50 كيلوغراماً.
"صمد 3" هي طائرة بدون طيار بعيدة المدی يمكنها الطيران لمسافة تزيد عن 1500 كيلومتر. تم تجهيز هذه الطائرة بدون طيار بكاميرا تقليدية وكاميرات متقدمة تعمل بالأشعة تحت الحمراء للمهام النهارية والليلية وتستخدم معدات متقدمة لنقل المعلومات. الحمولة الإضافية التي يمكن أن تحملها هذه الطائرة بدون طيار هي حوالي 50 إلی 70 كجم.
تم الكشف عن صمد 4 في عام 2021 ووضع المهام المزدوجة للمراقبة الاستخباراتية والهجوم علی جدول أعماله. من المحتمل أن يصل مدی هذه الطائرة بدون طيار إلی أكثر من 2000 كيلومتر وتتمتع بميزة تجنب الرادار.
جيل طائرات الصمد يظهر الخبرة العالية لأنصار الله في اليمن في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار ويظهر كيف انتقل اليمنيون إلی مرحلة استخدام الطائرات بدون طيار في المهام المتقدمة.
كما كشفت أنصار الله عن الطائرة بدون طيار من طراز "Vaid" التي يصل مداها إلی 2500 كيلومتر، والتي يمكن استخدامها لمهاجمة أهداف أرضية من مسافة بعيدة. يمكن استخدام هذه الطائرة بدون طيار كطائرة بدون طيار متفجرة وتنفجر بعد إصابة الهدف.
ويبلغ طول الصاروخ "Vaid" 3.5 متر وعرضه 2.5 متر، وهو مزود بزعانف مثلثة، ويتراوح وزن رأسه الحربي بين 30 و50 كجم. يتم تضمين المحرك في السعر وراء هذه الطائرة بدون طيار.
تكتيكات أنصار الله في ضربات الطائرات بدون طيار
لقد حقق أنصار الله تقدما كبيرا في حرب الطائرات بدون طيار، وبرامجهم في هذا الصدد لها ميزتان خاصتان. الميزة الأولی هي الهجمات بعيدة المدی. في تطوير قدراتهم في مجال الطائرات بدون طيار، يعطي اليمنيون أولوية خاصة للمدی البعيد للطائرات بدون طيار، وهذه المسألة تظهر بوضوح في تطوير قدراتهم الصاروخية، وكما نری فإن مدی صواريخهم بدأ من 250 و400 كلم عام 2015، ومع صواريخ باركان عام 2016 وصل مداها إلی 800 كلم وفي عام 2023 تم الكشف عن صاروخ أجيل الباليستي الذي يصل مداه إلی أكثر من 1000 كلم.
بالطبع، اختبر أنصار الله في عام 2019 صاروخ بركان 3 الذي يصل مداه إلی 1200 كيلومتر، ولكن تم استخدام صاروخ باليستي آخر من قبل أنصار الله خلال عملية اقتحام الأقصی، والذي من المحتمل أن يتراوح مداه بين 1350 و1900 كيلومتر، وتفجيره الرأس الحربي يتجاوز طن واحد.
وتعد صواريخ كروز، بما في ذلك صاروخ القدس الذي يبلغ مداه أكثر من 1650 كيلومترًا، من بين القدرات الصاروخية الأخری لأنصار الله، والتي تمكن من شن هجمات دقيقة بعيدة المدی. هذا الصاروخ قادر علی التحليق علی ارتفاعات منخفضة حتی لا يتم كشفه وتدميره بواسطة الرادار. ومن الممكن تجهيز هذه الصواريخ برأس حربي تقليدي أو رأس نووي موجود، ويمكن التحكم فيه بعد إطلاقه.
مجموعة متنوعة من الهجمات التكتيكية غير القابلة للكسر
السمة الأساسية الثانية لبرنامج الصواريخ والطائرات بدون طيار للقوات اليمنية هي تنوع المنتجات الهجومية في المجال الجوي، مما يمنحها المزيد من قوة المناورة التكتيكية. إن استخدام الأسلحة المتنوعة والمشتركة هو أسلوب قتال يستخدم في إطار دمج الأسلحة المختلفة لتطوير هذه الأسلحة. علی سبيل المثال، تستخدم القوات اليمنية الطائرات بدون طيار لمهاجمة أنظمة الرادار قبل شن هجوم كبير، ومن ثم تتم الهجمات بالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز بحيث لا تمتلك أنظمة الدفاع الصاروخي القدرة علی اعتراضها رغم تنوع تكتيكات الهجوم. أن يكون كل من هذه الأسلحة ويمكن أيضاً في مثل هذه العملية الاستعانة بفريق ثالث، يكون مسؤولاً عن مهمة المراقبة والتحقيق في آثار التأثير المحتمل علی معدات العدو.
القوة الصاروخية لليمن لا تقهر
ويقول جيمس روجرز، أستاذ دراسات الحرب في جامعة جنوب الدنمارك، إن الهجمات المشتركة والمتنوعة تتم لهزيمة أنظمة الدفاع المتقدمة للعدو، ورغم أنه كان هناك احتمال للنجاح ضد هذه الهجمات في الماضي، مع تقدم الطائرات بدون طيار التي حققتها بعض الأطراف الدولية مثل القوات المسلحة اليمنية وحزب الله ولديها القدرة علی إعادة إنتاجها أو خلق الابتكار والتنوع في إنتاجها، أصبح من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، التعامل مع هذا الأسلوب الحربي.
وكان هذا أحد أهم العوامل التي جعلت أنص
ا
ر الله يركزون منذ البداية علی تطوير قوتهم من الطائرات بدون طيار وتوسيع تقنياتهم في هذا المجال.
إن استيراد وإنتاج تكنولوجيا الطائرات بدون طيار رخيص نسبيا ويسهل الوصول إليه، وقد أصبح تحديا خطيرا للمقاتلين في الحروب غير المتكافئة.
وأكد روجرز أنه مع بداية عام 2040، ستتمكن تيارات مثل أنصار الله في اليمن وحزب الله في لبنان من أتمتة طائراتها بدون طيار بشكل كامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهذا سيجعل تهديدات الطائرات بدون طيار أكثر خطورة، وبالإضافة إلی الطائرات بدون طيار، ستوفر الأرض للطائرات بدون طيار البرية والبحرية يفعل.