ما أسباب رغبة البحرين في إحياء العلاقات مع إيران؟
ما أسباب رغبة البحرين في إحياء العلاقات مع إيران؟
القسم الدولي: انه أكد الشيخ حمد بن عيسی آل خليفة ملك البحرين خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو: "علی تطبيع العلاقات مع إيران". وأضاف: "كانت لدينا مشاكل مع هذا البلد في الماضي، لكن الآن لا توجد مشاكل عملياً ولا نری أي سبب لتأخير تطبيع العلاقات مع إيران". يجيب هذا المقال بإيجاز علی هذا السؤال: لماذا طلب ملك البحرين رسميًا بإعادة العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ البحرين دولة صغيرة في منطقة الخليج الفارسي، تبلغ مساحتها 786 كيلومترًا مربعًا فقط، ويبلغ عدد سكانها أقل من 1.5 مليون نسمة، نصفهم من الأجانب. حوالي 60% من سكان البحرين هم من الشيعة. إن الجغرافيا السياسية للبحرين مهمة لأنها تجاور المملكة العربية السعودية وإيران كقوتين إقليميتين مهمتين وهي مركز الأسطول البحري الأمريكي الخامس، وهو أكبر قاعدة بحرية أمريكية خارج هذا البلد. ولذلك فإن الأسباب الثلاثة لأهمية البحرين هي أغلبية السكان الشيعة، والجوار مع إيران والمملكة العربية السعودية، واستضافة الأسطول البحري الأمريكي الخامس. العلاقات بين إيران والبحرين؛ تخضع لسياسة قوتين اخرتين البحرين هي أصغر دولة عضو في مجلس التعاون الخليج الفارسي، وسياستها الخارجية في الأساس تابعة لسياسات المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. وقطعت العلاقات بين البحرين والجمهورية الإسلامية الإيرانية في عام 2016. وبعد أن قطعت السعودية علاقاتها مع جمهورية إيران الإسلامية في يناير/كانون الثاني 2016، أعلنت البحرين أيضًا أنها ستقطع علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية إيران الإسلامية بعد يوم واحد فقط من قرار الرياض. علاوة علی ذلك، فإن تزايد التوتر بين إيران والسعودية، وكذلك بين إيران والولايات المتحدة، كان له تأثير سلبي علی العلاقات بين طهران والمنامة ووسع الفجوة بين البلدين. ومن أسباب تأثر العلاقات الإيرانية البحرينية بسياسات الدول الأخری تجاه إيران هو أن حجم العلاقات التجارية بين المنامة وطهران عند مستوی صغير. وبحسب تقرير مركز أبحاث غرفة إيران، فإن صادرات إيران إلی البحرين في الأعوام من2017 إلی 2021 تعادل 11.7 و12.1 و9.9 و8.4 و9.7 مليون دولار علی التوالي، ولم تمثل هذه الدولة في عام 2021 سوی 0.02 بالمئة من صادرات إيران، وفي هذا الصدد، احتلت المرتبة 68 بين شركاء إيران التجاريين. وفي مجا ال الواردات، استحوذت هذه الدولة علی 0.002% فقط من واردات إيران وتحتل المرتبة 90. لماذا تريد البحرين إعادة العلاقات مع إيران؟ ويمكننا ذكر ثلاثة عوامل حول سبب رغبة البحرين علناً في إعادة العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي: 1- إحياء العلاقات بين إيران والسعودية بعد استعادة علاقات المملكة العربية السعودية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مارس 2023 تمت مناقشة إعادة علاقات البحرين مع إيران أيضًا في مارس 2023، بعد أيام قليلة من عودة العلاقات بين الرياض وطهران، التقی أحمد بن سلمان المسلم، رئيس مجلس النواب البحريني، أيضًا بوفد برلماني من الجمهورية الإسلامية علی هامش الدورة 146 لمجلس النواب. وكان الاتحاد البرلماني الدولي قد أعلن في المنامة عن بدء المفاوضات بين طهران والمنامة من أجل استئناف رحلات طائرات الركاب بين البلدين. ومع استمرار عملية تحسين العلاقات بين إيران والسعودية وتقارب البلدين، زاد إصرار البحرين علی إحياء العلاقات مع إيران. وفي هذا الصدد، وبينما لا تقيم البحرين علاقات دبلوماسية رسمية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد أرسلت وزير خارجيتها إلی طهران لتكريم الرئيس الإيراني ووزير الخارجية الشهيد. وزار وزير خارجية البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني طهران يوم الخميس الماضي في مراسم تكريم الرئيس الشهيد السيد إبراهيم رئيسي والشهيد حسين أميرعبد اللهيان وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية. في غضون ذلك، أكد ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسی آل خليفة، علی ضرورة إحياء العلاقات بين المنامة وطهران، وذلك في لقائه مع فلاديمير بوتين. 2- الجهود الدبلوماسية للشهيد إبراهيم رئيسي والشهيد حسين أميرعبد اللهيان كانت أهم استراتيجية في السياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة برئاسة الشهيد رئيسي هي تطوير العلاقات مع الدول المجاورة والإسلامية والمتحالفة. ومع مرور الوقت، لاقت هذه السياسة قبولاً لدی الدول الأخری لأنها لم تبقی علی مستوی الكلمات فحسب، بل اكتسبت جانباً تنفيذياً أيضاً. وتشير هذه المسألة إلی 28 رحلة إلی 23 دولة خلال 34 شهرا من رئاسة السيد إبراهيم رئيسي، والتي كانت رحلات هادفة لتنفيذ سياسة تطوير العلاقات. في الواقع، توصلت دول، بما في ذلك دول مثل السعودية والبحرين، إلی أن الإدارة الثالثة عشرة لديها نوايا حسنة لتحسين العلاقات وتتصرف بصدق وتتجنب المواقف المتسرعة. ولهذا السبب تراجعت حدة التوتر في العلاقات الثنائية مع دول الجوار، بما فيها البحرين، والآن يؤكد ملك البحرين أنه لا يوجد سبب لتأخير تطبيع العلاقات مع إيران. 3- تراجع النفوذ الأمريكي في غرب آسيا أما العامل الثالث المؤثر في هذا المجال فهو تراجع النفوذ الأمريكي في غرب آسيا. ومع تنصيب جو بايدن في أميركا، من جهة، توترت علاقات البلاد مع السعودية، ومن جهة أخری، ركزت واشنطن أكثر علی شرق آسيا. وفي الوقت نفسه، يبدو أن أمريكا لا تريد المزيد من الفوضی وانعدام الأمن في غرب آسيا، وليس لديها أي اعتراض علی تحسين العلاقات بين دول المنطقة، بما في ذلك مع جمهورية إيران الإسلامية. أحد أسباب هذه المسألة هو أن الولايات المتحدة لم يعد لديها المكانة التي كانت عليها في العقود الماضية، كما تراجعت قدرتها علی ممارسة الضغط علی الدول الأخری، بما في ذلك دول غرب آسيا. إن رفض السعودية الانصياع للسياسة الأمريكية فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، ومعارضتها زيادة إنتاجها النفطي، من بين الأدلة علی تراجع النفوذ الأمريكي في غرب آسيا. والآن، تحاول البحرين إعادة العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمزيد من الجهد. ملخص إن تأكيد ملك البحرين علی ضرورة إحياء العلاقات مع إيران يدل قبل كل شيء علی فشل سياسة امريكا لعزل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخلق الفجوة بين إيران والدول العربية. كما أدی تراجع النفوذ الأمريكي في غرب آسيا إلی حصول الدول العربية علی مزيد من الاستقلال في سياستها الخارجية اليوم. ورغم أن السيد إبراهيم رئيسي، رئيس الحكومة الثالثة عشرة، وحسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية هذه الحكومة، لم يحضرا الساحة السياسية واستشهدا، إلا أن حكومة الدول الإسلامية لا تزال تسعی إلی تطوير العلاقات مع جمهورية إيران الاسلامية، وهي القضية التي ناقشها سماحة قائد الثورة أيضاً في اللقاء مع المسؤولين من مختلف الدول الذين جاءوا إلی طهران للمشاركة في مراسم تأبين شهداء الخدمة. كما انه ترحب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإعادة العلاقات مع البحرين باعتبارها دولة مجاورة، بل وتدعو إلی توسيع العلاقات الاقتصادية في نفس الوقت الی جانب العلاقات السياسية.
نائب وزير الخارجية الروسي: نتطلّع إلی تحقيق تقارب بين البحرين وإيران
نائب وزير الخارجية الروسي: نتطلّع إلی تحقيق تقارب بين البحرين وإيران
وقال بوغدانوف، اليوم الأحد 26 مايو/أيار 2024: "‏نحن نتطلّع إلی تحقيق تقارب بين البحرين وإيران علی أساس المبادئ المقبولة للطرفين، مع الأخذ بعين الاعتبار العلاقات الطيبة التي تجمع ما بين البحرين وروسيا، وننطلق من المبادئ ذاتها المتَّفق عليها والتي تقوم علی احترام سيادة الدول، وعدم التدخُّل في الشؤون الداخلية للدول". وتابع قوله: "قبل سنوات طرحنا موضوع المنظومة الجماعية لأمن الخليج، وقد قمنا بتسليم هذه الرؤية لشركائنا من الدول العربية وغير العربية، ومن بينهم أصدقاؤنا في البحرين الذين تعاملوا مع هذه المبادرة باهتمام كبير"،د. وأكد أنّ "روسيا تدعم تطوير علاقات حسن الجوار ما بين الدول العربية وإيران، حيث إنّ دول الخليج وإيران في المنطقة ذاتها ولديهم مصالح متشابهة، وهناك مبدأ عدم تقسيم الأمن، بل يجب أنْ يكون الأمن مشتركاً". ولفت الانتباه إلی وجود "آلية ما بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي عبر الحوار الاستراتيجي ما بين دول الخليج وروسيا"، كاشفاً عن إجراء بلاده "لقاءات علی مستوی الوزراء". بدوره، تحدث أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي، عن وجود "إشارات إيجابية" بين دول الخليج وإيران. وقال قرقاش، في منشور علی منصة "إكس" يوم أمس الأول الجمعة: "إشارات إيجابية بين دول الخليج وإيران تعكس رغبة مشتركة لتعزيز العلاقات وخفض التصعيد بالمنطقة، بدءاً من الحضور الخليجي الواسع في جنازة الرئيس الراحل، إلی التصريحات البناءة المتبادلة بشأن سياسة حُسن الجوار". وأضاف قرقاش "فرصة قد تكون تاريخيّة يجب البناء عليها بما يخدم استقرار وازدهار المنطقة". وفي السياق نفسه، ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، الجمعة، أن "الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الإماراتي قدّم، في مقر سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، واجب العزاء والمواساة في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له إثر تحطم الطائرة المروحية". وكان بعض قادة ومسؤولي دول الخليج، من بينهم أمير قطر تميم بن حمد، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، قد قدّموا العزاء في استشهاد الرئيس الإيراني الراحل وعدد من مرافقيه، في طهران.
السيّد الغريفي: نقدّم تعازيه لصاحبِ العَصْرِ «عج» وللشَّعبِ الإيرانيِّ باستشهاد السيّد رئيسي ورفاقه
السيّد الغريفي: نقدّم تعازيه لصاحبِ العَصْرِ «عج» وللشَّعبِ الإيرانيِّ باستشهاد السيّد رئيسي ورفاقه
ورأی سماحته في حديث الجمعة (637)، تحت عنوان: «كيف نحافظُ علی المُستوی الرُّوحيُّ؟ – المطالبة بإصدارِ مذكَّرة اعتقال – كلمةُ عزاء إلی الشَّعبِ الإيرانيِّ برحيل السيد إبراهيم رئيسي ومرافقيه في حادث أليم»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 23 مايو/ أيّار 2024 أنّ حراسة الأوطانِ كما هي مسؤوليَّة وُلاة الأمرِ والحُكَّام هي كذلك مسؤوليَّة الشُّعوب، بكلِّ نُخبِها، وبكلِّ جماهيرها، فالنُّخب تُمثِّل مواقعَ الوعي في الأُمَّة ولها تأثيراتها الكبيرة في توجيه مسارات الأوطان، وفي أمنها، وصلاحها، واستقرارها، وحماية كلِّ أوضاعها. وحول دور الشُّعوب، أكّد سماحته أنّه دور ليس هامشيًّا، فالشعوب لها حقوق مشروعة مطلوبٌ مِن الجماهير أنْ تطالبَ بها، ومطلوبٌ مِن النُخبِ أنْ تدافعَ عنها، ومطلوبٌ مِن الأنظمةِ أنْ تُوفِّرَها. وفي العنوان الثاني من حديث الجمعة، قال السيّد الغريفي إنّ المدَّعي العام في محكمةِ العدلِ الدُّوليَّة تقدّم بطلب إصدارِ مذكَّرة اعتقال بحقِّ صُنَّاع الجريمة الصَّهاينة، نتيجة ما ارتكبوه مِن جرائم الإبادة بحقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ في غَزَّة، وهي خطوة لو تحقَّقتْ تُشكِّل موقفًا جادًّا في التَّصدِّي للطُّغيان الصُّهيونيِّ بكلِّ شراستِهِ وجنونه، لافتًا إلی أنَّ الموقف الأمريكيّ الدَّاعم بقوَّة للكيان الصُّهيونيِّ فور سماعه بهذه الخطوة هدَّد باتخاذ إجراءاتٍ وعقوباتٍ ضدَّ المحكمة الجنائيَّة الدُّوليَّة، وفي هذا السِّياق ضغط علی المحكمة الدُّوليَّة ممَّا دفعها أن تتقدَّم بطلب اعتقال بعض القيادات الفلسطينيَّة المناضلة ضدَّ العدوان الصُّهيونيِّ، موضحًا أنّها بذلك تساوي بين الجُناة والمجاهدين الأشراف، المدافعين عن الأرض والمقدَّسات وعن عزَّة الشَّعبِ الفلسطينيِّ المجاهد عن أرضهِ وكرامتِهِ وشرفِهِ ومُقدَّساتِهِ. وفي ختام حديثه قدّم السيّد الغريفي تعازيه لصاحبِ العَصْرِ والزَّمانِ «عج»، ولمراجعِ الدِّينِ العِظام، وللشَّعبِ الإيرانيِّ باستشهاد رئيس الجمهوريّة الإسلاميّة السيّد رئيسي ورفاقه، قائلًا إنّهم قضَوا حياةً مملوءةً بالخيرِ والصَّلاحِ، وحافلةً بالعطاءِ لشعبهم، ولأُمَّتِهم، ولكلِّ قضايا الحقِّ في العالم، ولكلِّ أهدافِهم الكبری في عصرٍ ازدحمت كلُّ قوی الشَّرِّ في العالم المعادية للإسلام وللأمّة ولشعوب المنطقة ممَّا يفرضُ أنْ تتلاحم كلُّ القُدُرات في حراسةِ أهدافِ هذه الأُمَّةِ، وأهدافِ هذه الشُّعوب، مؤكّدًا أنّ قضيَّة فلسطين، وقضيَّة القُدسِ، وقضيَّة غَزَّةَ كانت تأتي في قمَّة الأولويَّاتِ التي شكَّلتْ همًّا كبيرًا لدی هؤلاء النَّفرِ مِن الصَّالحين والأخيار.
خطيب الجمعة: لا ننسی مواقف السيّد رئيسي ووزير خارجيته في دعم الشعبِ الفلسطينيّ ومؤازرته
خطيب الجمعة: لا ننسی مواقف السيّد رئيسي ووزير خارجيته في دعم الشعبِ الفلسطينيّ ومؤازرته
واستنكر سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في الدراز غرب العاصمة المنامة، يوم الجمعة 24 مايو/ أيّار 2024 أن تعمد هذه المؤسَّسات الدوليَّة وسائرِ الدول علی تفهّم قسوتَه ووحشيّته، وتصنيفهما في إطار الدفاع عن النفس، فضلًا عن تصنيف منتقديه والمقاومين بالمُعادين للساميَّة المستحقِّين للتجريم والوصم بالإرهاب وفرض أقسی العقوباتِ علی شخوصهم وكياناتِهم ودولِهم. وأضاف الشيخ صنقور أنَّ ما وقع مِن طلب إصدار محكمة الجنائيّات الدوليّة مذكّرة اعتقال لعددٍ من قيادات الكيان الغاصب جاء خارج السياق التاريخي لهذه المؤسّسة وسائر المؤسسات الدوليَّة مع هذا الكيان الغاصب، فجرائمُ هذا الكيان لم تبدأ بعد «طوفان الأقصی» بل هي ممتدَّة لأكثر من سبعينَ سنة لم يوفِّر فيها جريمةً إلّا ارتكب منها أقصاها وأشدَّها وحشيّة، فإباداته الجماعيَّة تفوق الإحصاء ومذابحُه تمتنع في بشاعتها علی التوصيف، والتهجيرُ القسريُّ والتطهيرُ العرقيُّ والفصل العنصريُّ والحصارُ والتجويعُ والفتكُ والتدميرُ والتعدِّي علی دول الجوار دون حسابٍ هو النهج الذي سار عليه طوال عقوده السبعة بمرأی ومشهدٍ من العالم، بل لم يكتفِ العالمُ ومؤسَّساتُه بالصمت عن جرائمه بل كان يتودَّدُ له ويستفرغُ الوسع في دعمه بمختلف أشكال الدعم وتحسين صورته وإظهاره زورًا في مظهر الضحيّة، ووصم منتقديه ومقاوميه بالإرهاب وملاحقتهم والتضييق عليهم؛ موضحًا أنَّ منشأ صدور هذا القرار الخجول- رغم عدم جدَّيته وعدم جدواه- نشأ عن ضغط صحوة الشعوب العالميَّة والتي أحدثها «طوفانُ الأقصی» فوضع مصداقيَّة هذه المؤسَّسات الدوليَّة علی المحك. واستغرب سماحته مساواة هذه المؤسّسة الدوليّة بين الجلاد والضحيَّة، وتناست ما أقرَّته وأقرَّه العقلاء والأعرافُ الدوليَّة من أنَّ لأيّ شعبٍ احتُلَّت أرضه حقًّا أصيلًا في مقاومة المحتلّ بمختلف الأشكال. وأكّد سماحته أنّ الشعبَ الفلسطينيَّ المظلوم والشعوبَ الإسلاميَّة لا تنتظر إنصافًا من هذه المؤسّسة، مشدّدًا علی أن لا طريق لاسترداد الأرضِ والحقوق المغتصبة بعد الاستعانةِ بالله تعالی سوی المقاومة، والثباتِ عليها واحتضانها. وختم الشيخ صنقور بتقديم واجبِ العزاء والمواساة للشعب الإيراني وقيادتِه بالمُصاب الجلل والفاجعة الأليمة التي ألمَّت به إثر سقوط مروحيَّة السيّد رئيس الجمهوريَّة الإسلامية ورفاقه الكرام، مستذكرًا مواقف السيّد رئيسي ووزير خارجيته في دعم الشعبِ الفلسطينيّ ومؤازرته ودعم قضيّته في مختلف المحافل والميادين.
ما سبب كراهة السلطة البحرينية من حسين أميرعبداللهيان؟
ما سبب كراهة السلطة البحرينية من حسين أميرعبداللهيان؟
تطلق الصحف الغربية علی عبداللهيان لقب "سليماني الدبلوماسية" لعلاقته الوثيقة بقائد فيلق القدس الراحل الجنرال قاسم سليماني. لم يكن غريبا إذن أن لا يتصدّر رئيس الدبلوماسية الإيرانية مشهد المصالحة بين الرياض وطهران في أولی حلقاته (كلّف بها أمين عام المجلس الأعلی للأمن القومي علي شامخاني). لا تحب السعودية عبداللهيان، الذي لم يكف لسانه عنها حتی بعد أن غادر الخارجية الإيرانية عام 2016، سواء في ملف البحرين، أو سوريا، أو اليمن، أو العراق. ربّما تمنّوا بأنّه لم يخرج أبدا من البحرين، ليرقّی إلی منصب وكيل وزارة الخارجية لشؤون الخليج العربي والشرق الأوسط 2010. كان عبد اللهيان الدبلوماسي الوحيد الذي حافظ علی منصبه الرفيع بعد فوز الإصلاحيين بالانتخابات الإيرانية عام 2013، حيث احتفظ به وزير الخارجية الجديد جواد ظريف حتی العام 2016.   سيطرة السعودية علی القرار البحريني علی مدار عشر سنوات وجّه السفير السابق انتقادات حادة ولاذعة للسعودية علی دورها في قمع انتفاضة البحرين وقتل المحتجين والتنكيل بالناس والغالبية الشيعية تحديدا. اعتبر عبداللهيان الوجود العسكري السعودي احتلالا للبحرين، ومساسا بسيادتها، وأنّه وراء إهدار فرص التفاوض السياسي بين الحكومة والمعارضة. قال إن حصار منزل الشيخ عيسی قاسم كان بدعم سعودي وضوء أخضر أمريكي، وإن حكام البحرين ليس لديهم القدرة علی اتخاذ القرارات وهم تحت سيطرة السعودية بالكامل، ورأی بأن ملك البحرين كان بإمكانه إقامة علاقات بناءة مع شعبه، لو لا احتلال السعودية العسكري للبحرين.   أينما ذهب منذ سحق المحتجين في دوار اللؤلؤة مارس/آذار 2011، ودخول القوات السعودية البلاد، اعتنق عبد اللهيان قضيّة البحرين. صار يحملها علی عاتقه أينما ذهب. ورغم أنّه اعتبر الأزمة شأنا داخليا، قال عبد اللهيان صراحة بأن "البحرين قضية مهمة في سياسة إيران الخارجية". كان ينطلق من أن ما يحدث في البحرين تهديد وإخلال بأمن واستقرار المنطقة. من لندن، وموسكو، وبغداد، ومسقط، كرّر عبد اللهيان عشرات المرات مفردة "حوار حقيقي" مع المعارضة، وطالب العالم والدول الخليجية بالتدخّل لحل الأزمة. بدا عبد اللهيان وكأنّه قد كرّس نفسه لقضية البحرين (رغم اتّساع مشاغله التي تمتد إلی كل ملفات المنطقة)، ليحمل ملف البحرين في محادثات مباشرة أجراها مع السعودية، وتحدث عنها حتی خلال زيارة أمير الكويت إلی طهران 2014.   الوساطة الإيرانية في السنوات الأولی للانتفاضة حاول عبداللهيان أن تعمل إيران كوسيط بين الحكومة والمعارضة (بعد تلقيها طلبات للمساعدة والوساطة من ملك البحرين ووزير خارجيته)، لكن جهوده باءت جميعها بالفشل. تقدّم بمبادرة أطلعها بشكل مباشر علی المعارضة والحكومة، ووعد النظام باستخدام إمكانيات إيران في تسهيل وتسريع الحوار، و"مد يد العون لحل النزاع". حاول عبداللهيان في تصريحات ناعمة أحيانا، بلا فائدة ترجی، أن يقنع حكومة البحرين عبر السياسة والأمل بضرورة وقف قمع المحتجين، لأنه "لن يصب في مصلحة البحرين ولا في مصلحة المنطقة"، وبوجود "فرصة للحل السياسي"، وبإمكان تحقيق "مصالحة وطنية"، وبأن مطالب المعارضة سقفها منخفض جدا. أكّد مرارا بأن طهران لا تسعی لإسقاط نظام الحكم في البحرين، وكذّب بشكل قاطع مزاعم المنامة عن إرسال إيران أسلحة ومتفجرات، مشدّدا علی دعم الحل السياسي فقط.   الحكومة تشكو عبداللهيان للأمم المتحدة عبد اللهيان الذي أعيا المسئولين في البحرين بكثرة وشدة تصريحاته، كان موضوع شكوی قدّمتها حكومة المنامة إلی الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ضد ما سمّته «التهديدات الإيرانية» للبحرين. في العام 2013 جال وزير الخارجية البحريني العالم حاملا تصريحات عبداللهيان كأدلّة علی التدخّل الإيراني. كانت القصّة التصعيد الشديد في تصريحات عبداللهيان ضد البحرين بعد اقتحام قوات الأمن منزل الشيخ عيسی قاسم. حذّر عبد اللهيان الحكومة من رد غير متوقّع واعتبر أنّها «تجاوزت الخطوط الحمر». قال إن قضية قاسم «تخص العالم الإسلامي» وليست شأنا داخليا بحتا. ومع استمرار التراشق علی تويتر قال عبد اللهيان للوزير «تعرف جيدا أن إيران لم ولن تتدخل في البحرين لأنها لو تدخلت لكانت الأمور غير ما هي عليه الآن» ودعاه مرة أخری «للمصالحة بدل ترويج الفتنة»   في كل مفصل لم يوفّر عبداللهيان مناسبة إلا وداس فيها «بطن» الحكومة البحرينية. علّق علی تصاعد نفوذ «داعش» في البحرين بأنه نتيجة سياسات الحكومة. صعّد عبداللهيان من شدة تصريحاته بعد اعتقال زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان، واعتبر أنه «مؤشر علی حدة الأزمة في البحرين وعدم منطقية تصرفات نظام آل خليفة»،  وطالب بالإفراج عنه فورا. وهكذا في كل مفصل برز عبداللهيان مدافعا عن الشعب في البحرين، ومهاجما سياسات الحكومة و«السلوك الطائفي الذي ينتهجه متطرفون في الحكم ضد الشيعة». زادت حدة التصريحات التي يطلقها عبداللهيان بعد إسقاط جنسية الشيخ عيسی قاسم «يكشف اعتماد حكام المنامة علی الأجانب وعلاقاتهم السرية مع الكيان الصهيوني والتي ستلحق الضرر البالغ بنظام آل خليفة». غادر عبداللهيان الخارجية الإيرانية عام 2016، لكنه لم يغادر السياسة الدولية. استطاع سريعا تأمين وظيفة مساعد لرئيس البرلمان الإيراني للشئون الدولية (الخارجية). ومن موقعه هذا استمر بلا توقف في مهاجمة النظام في البحرين، خصوصا بعد محاكمة الشيخ عيسی قاسم ومحاصرة منزله وفض الاعتصام الجماهيري حوله بالقوة (2017)، مطالبا الأمم المتحدة بالتدخّل لحماية الشيخ عيسی قاسم..   التطبيع مع إسرائيل اعتبر عبد اللهيان اتفاق التطبيع بين النظام في البحرين والكيان الصهيوني "خيانة كبری" للقضية الإسلامية والشعب الفلسطيني في تحرير القدس. حين دافع وزير خارجية البحرين عن اعتداءات الكيان الصهيوني علی سوريا ولبنان والعراق معتبرا إياها «دفاعا عن النفس» وصفه عبداللهيان بأنه بات «الناطق الرسمي للكيان اللقيط» وحين زار وزير خارجية الكيان الصهيوني المنامة، قال عبد اللهيان «لا شك أن تل أبيب لن تجلب سوی انعدام الأمن للمنطقة و البحرين».   عودة الكابوس عودة عبد اللهيان لوزارة الخارجية في منصب الدبلوماسي الأول، كانت أشبه بكابوس لحكومات الخليج والحكومة البحرينية تحديدا، وبالفعل لم يوفر عبد اللهيان لقاء دوليا إلا وتحدّث فيه عن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، بدءا بلقائه نظيرته البريطانية. ورغم عودة العلاقات بين إيران والسعودية منذ أكثر من عام، لكن إيران رفضت علی ما يبدو إعادة العلاقات الدبلوماسية مع البحرين بسهولة. يدل علی ذلك تصريح أدلی به عبد اللهيان وموظفون آخرون عن "عقبات" و"معوقات" تحول دون عودة العلاقات.   سعادة سفير البحرينيين كان آخر تصريح لحسين أمير عبد اللهيان عن البحرين، قبل 6 أيام فقط من استشهاده. رحّب عبداللهيان بالإفراجات عن المعتقلين السياسيين في البحرين نهاية رمضان الماضي، ووصفها بالخطوة بالإيجابيّة نحو عودة العلاقات لحالتها الطبيعيّة. لم يكن من السهل أبدا حصر تصريحات عبداللهيان عن البحرين، ومحاولة تجميعها وتوثيقها، تخليدا لذكری سعادة السفير/معالي الوزير الراحل، شهيد العمل المخلص والدئوب. لكن البحرين اليوم تحتاج في زمن "إيتان نائيه" (السفير الإسرائيلي في المنامة) أن تتذكر دوما حسين أمير عبداللهيان، فرحمة الله علی ذلك الرجل الإيراني الشريف الذي عمل سفيرا للبحرينيين في كل العالم! المصدر: مرآة البحرين
لماذا لن ينسی البحرينيون حسين أمير عبداللهيان؟
لماذا لن ينسی البحرينيون حسين أمير عبداللهيان؟
وجد الراحل حسين أمير عبد اللهيان البحرين بلدا خليجيا مختلفا جدا عن أي بلد آخر، حين وصل إليها سفيرا عام 2007. كانت المنطقة تعيش أوج "الصحوة الشيعية" إثر سقوط النظام البعثي في العراق 2003، ونظام طالبان في أفغانستان 2001، وإثر اندحار الاحتلال الإسرائيلي عن جنوب لبنان 2000، ثم هزيمته في حرب تموز 2006، ليبرز الشيعة كلاعب إقليمي كبير. حين وصل عبداللهيان البحرين، كانت جمعية الوفاق الشيعية المعارضة تدخل البرلمان للمرة الأولی (2006). مثّل الحضور الشيعي الرسمي في الدولة حاضنة لعمل دبلوماسي إيراني أوسع. وقتها كانت البحرين أيضا الدولة الخليجية الوحيدة التي تصدر فيها صحيفة محسوبة علی الشيعة. حتی وإن لم يخرج ذلك للعلن وقتها، إلا أن عبد اللهيان مثّل بلا شك نقطة اتّصال رسمية بين قيادة الجمهورية الإسلامية والمجتمع الشيعي في البحرين. وقد صرّح لاحقا بأنّه كان قد التقی خلال فترة عمله بالمرجع الروحي للشيعة في البحرين آية الله الشيخ عيسی قاسم "رأيته عالما جليلا ومناضلا شجاعا، ويؤمن بشدة بالوسائل الديموقراطية". عبداللهيان الذي لم يعيّن سفيرا في كل سيرته المهنية إلا في المنامة، تعلّم الكثير من السنوات الثلاث التي قضاها في البحرين. ورغم كل الظروف المأساوية التي عاشتها البحرين علی مدار عقد منذ 2011، غير أن البحرينيين شعروا بالفخر ربما حين عّين "سفيرهم" وزيرا لخارجية طهران، إذ كانت البحرين إحدی أهم محطّاته للوصول إلی سدّة الوزارة، والبلد الذي تخرّج منه دبلوماسيا رفيعا بعد سنوات قضاها في الدبلوماسية المتخصّصة بالخليج والعراق تحديدا في عهدي الرئيسين محمد خاتمي وأحمدي نجاد. اتّخذ عبد اللهيان البحرين، برضا قيادتها السياسية، منصّة للدبلوماسية الإيرانية في الخليج والعالم. ربّما كان أكثر دبلوماسي صرّح والتقی وعقد مؤتمرات صحافية في البحرين وقتها. لم يكن يمثّل فقط مصالح بلاده في البحرين، بل كان متحدّثا وممثّلا للسياسة الخارجية الإيرانية في كل ملفاتها الدولية والإقليمية، انطلاقا من المنامة. سنجد عبد اللهيان يتحدّث من البحرين عن ملفّات إقليمية شائكة أهمّها النزاع الأوّل بين الحوثيين ونظام الحكم في اليمن، ومحكمة الحريري، والأوضاع السياسية في العراق، والمباحثات مع أمريكا بشأنه. وكذلك عن الملف النووي الإيراني، والعقوبات الاقتصادية، بل حتی عن الشأن الداخلي الإيراني بما فيها موجة الاحتجاجات التي اندلعت عام 2009 إثر فوز نجاد بالانتخابات مجددا. سنجده يرد علی التهديدات بشن حرب ضد إيران بسبب المفاعل النووي، ومشروع المنظومة الصاروخية الأمريكي في المنطقة، ثم المحادثات النووية في عهد أوباما. ومن المنامة أطلق عبداللهيان تحذيرات عدة لإسرائيل باسم الحكومة الإيرانية. استخدم عبد اللهيان موقعه في البحرين لنفي الشائعات التي تبث عن إيران في الإعلام الخليجي، بما فيها نفي ارتباط الحرس الثوري بأي جماعات في الخليج، والرد علی أي هجوم ضد إيران في الصحف. نجح عبداللهيان في نفي شائعات عن وجود خلايا إيرانية نائمة في البحرين والخليج، باستصدار نفي رسمي من وزارة الداخلية البحرينية. علی مستوی العلاقات بين البحرين وطهران، كاد عبد اللهيان أن ينجح في تنفيذ مشروع كبير لتصدير الغاز الإيراني للمنامة، ونجح في توقيع اتفاقية أمنية بين البلدين. من ضمن المشاريع التي عمل علی تحقيقها كان مشروع مستشفی ميلاد الإيراني (سُحبت تراخيصه لاحقا)، ومشروع مدرسة دولية تعتمد ثلاث لغات (الفارسية، العربية، والإنجليزية)، ومشروع تصدير مواد بناء للبحرين. علی مدی سنوات عمله التقی رجل الدبلوماسية الإيراني الملك ورئيس الوزراء أكثر من مرة، كما عقد عشرات الاجتماعات منها مع وزير الداخلية، ورئيس مجلس النواب، والنائب صلاح علي، ومسئولين في طيران الخليج، فضلا عن تنسيق زيارة رسمية للرئيس الإيراني أحمدي نجاد ومسئولين رفيعين آخرين. بلغ الأمر بأن يزور البحرين، بتنسيق من عبد اللهيان، وفد عسكري إيراني، للمشاركة في معرض البحرين للطيران، ليعقد لقاءات مع مسئولين سياسيين وعسكريين. في فترة سفارته نشطت أيضا اللجنة العليا المشتركة بين البحرين وإيران، ومجلس الأعمال الإيراني - البحريني المشترك، ولجنة الصداقة البرلمانية البحرينية الإيرانية. لم يخل عمل عبد اللهيان من الأوقات الشائكة والعصيبة في البحرين، خصوصا إثر قضية التصريحات التي أطلقها رئيس مجلس الشوری الإيراني الأسبق والتي قال فيها إن البحرين كانت المحافظة رقم 14 من إيران. عمل عبد اللهيان بذكاء دبلوماسي رفيع علی تبريد موجة الاحتجاجات الواسعة علی هذا التصريح (والتي امتدّت إلی دول خليجية وعربية)، واعتبر ما حدث بأنه «سوء فهم» مؤكّدا احترام استقلال البحرين وسيادتها. أما تعليقاته علی الأوضاع السياسية الداخلية في البحرين فقد كانت لا تتجاوز وقتها بث الأمل والإشادة والثناء علی «الحرّيات الدينية» و«الإصلاحات السياسية» والسياسة المتوازنة والحكيمة للملك، معتبرا بأنها «انطلاقةً جيدة» ومشجّعا علی الانخراط في الحياة السياسية والمشاركة الشعبية «البحرين نموذج للأسرة الواحدة المترابطة علی رغم محاولات الأعداء إفشال هذا الترابط». غادر عبد اللهيان البحرين محمّلا بثناء خاص من الملك في لقائه الأخير به، والشكر والترحيب بدعوته إلی زيارة إيران، كان ذلك كله قبل 5 أشهر فقط من اندلاع انتفاضة 14 فبراير، التي غيّرت كلّ شيء، بما فيها صورة الرجل الودود! المصدر: مرآة البحرين
قوی المعارضة البحريني معزيّاً بإستشهاد مسؤولي الجمهورية الإسلامية: لقد عاشوا ومضوا في طريق الجهاد ومناصرة المستضعفين في كل العالم، ولاسيما القضية الفلسطينية
قوی المعارضة البحريني معزيّاً بإستشهاد مسؤولي الجمهورية الإسلامية: لقد عاشوا ومضوا في طريق الجهاد ومناصرة المستضعفين في كل العالم، ولاسيما القضية الفلسطينية
وفي نفس السياق، أعرب السجناء السياسيون في البحرين عن حزنهم العميق لهذه الخسارة الجسيمة في بيان أصدروه، الاثنين 20 مايو، قالوا فيه، ” نشعر بفقدان قاماتٍ كبيرةٍ من قامات الجهاد مع رفاقهم، الشهيدين السعيدين السيد إبراهيم رئيسي – رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية – والدكتور حسين أمير عبد اللهيان – وزير خارجيته. لقد عاشوا ومضوا في طريق الجهاد ومناصرة المستضعفين في كل العالم، ولاسيما القضية الفلسطينية.” ومن جهته، عبّر المعارض السياسي ابراهيم شريف عن أسفه ومواساته للشعب الإيراني مشيراً إلی “أنها خسارة للمقاومة وخسارة للشعب الفلسطيني الذي حظي بدعم ايراني من أعلی المستويات حين توقف الاشقاء عن دعمهم”. كما شارك آية الله الشيخ عيسی قاسم في مراسم العزاء التي أُقيمت في مدينة قم المقدسة، مشددًا علی عمق الروابط بين الشعبين البحراني والإيراني. والجدير ذكره أن الشعب البحراني يشيد بمواقف الجمهورية الإسلامية في دفاعها عن غزة وفلسطين، ومعارضتها للهيمنة الأمريكية والإمبريالية في المنطقة. وكان النظام الخليفي قد أرسل برقية تعزية بحسب ما نقلت الجرائد الرسمية. وتجدر الاشارة الی أن وزير الخارجية الإيراني الراحل قد صرح قبل بضعة ايام من أن إيران والبحرين تفكران بعودة العلاقات الدبلوماسية، وجاء ذلك في ترحيبه لخطوة اطلاق سراح سجناء سياسيين في البحرين. وكان الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي ومن معه علی متن مروحية رئاسية حيث تعرضت لحادث مؤسف تسبب بسقوطها وارتقائهم، وذلك أثناء عودتهم من جلسة عمل في أذربيجان الشرقية.
وداعاً ... صديق شعب البحرين
وداعاً ... صديق شعب البحرين
صحيح إن الحادث الذي حصل يحرّك المشاعر الإنسانية لأي إنسان يحمل ضميراً حيّاً ولا يمتلك ضغائن وأحقاد في قلبه، لكن ثمة شعور مختلف لدی شعب البحرين تحديداً تجاه الجارة إيران. فهم رأوها الدولة التي ساندتهم حين تركهم العالم، ودافعت عن مظلوميتهم في كل مكان ومن علی كل منصّة. ولوزير خارجيتها عبداللهيان علاقة خاصة بالبحرين تحديداً، حيث شغل فيها منصب سفير إيران (2007 - 2010)، وشهدت العلاقات البحرينية الإيرانية استقراراً ملحوظاً خلال فترة توليه المنصب، نظراً لعدد من الصفات التي ميّزته عمن سبقه ممن شغلوا هذا المنصب. لدی ابن مدينة دامغان الشهيرة بفستقها، صفات كان يمتاز بها، ويتذكرها كل من التقاه، فهو هادئ ومبتسم علی الدوام، متواضع جداً علی الصعيد الشخصي، ومتديّن يمكن للجالس معه إدارك ذلك من المفردات التي يستخدمها أثناء الحديث، كما أنه يتعمد التحدث ببطء ليعطي نفسه الوقت الكافي لوزن كل كلمة أو جملة يتفوّه بها وكأنه يتبع "سياسة الفستق" التي تحدث عنها وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم. كان لدی عبداللهيان أيضاً صفات أخری مهمة، أبرزها قدرته علی نسج العلاقات إلی جانب إجادته للغة العربية، وقد انعكس ذلك علی عمله مؤخراً في وزارة الخارجية ودوره الواضح في إعادة العلاقات بالدول الخليجية وتحديداً المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتوطيد العلاقات بدول عربية مثل الأردن ومصر. لكن عبداللهيان السياسي الهادئ والمحنّك، كان يتسّم أيضاً بالوضوح والمبدئية، يعبّر فيها عن قناعاته وإن أزعجت الآخرين، وهي الصفة التي لازمته حين شغل منصب مساعد وزير الخارجية، والذي تصادف مع اندلاع ثورات الربيع العربي، فكان السند الدائم للبحرينيين، ويعبّر بشكل مستمر عن ظلامتهم، وسعی في أكثر من مرة وخلال أكثر من لقاء مع مسؤولين خليجيين لرعاية حوار بين المعارضة والحكم في البحرين. لم تكلل محاولات عبداللهيان بالنجاح في هذا الأمر، لكن ذلك لم يعني أبداً التخلّي عن شعب البحرين الذي أشعرهم بأنه صديق وفيّ لهم ولقضيتهم، فكان دائماً من أوائل المسؤولين والدبلوماسيين الذين يصرحون بمواقفهم خلال أي حدث مهم في البحرين. ويمكننا أن نری مواقفه في محطّات مهمة أبرزها اعتقال الشيخ علي سلمان الذي بقي يطالب بالإفراج عنه بشكل مستمر، واستهداف آية الله الشيخ عيسی قاسم، الذي رأی في محاكمته لاحقاً "عدم اكتراث بمشاعر المسلمين". من منصبه نائباً في وزارة الخارجية، إلی شغله منصب المستشار لرئيس مجلس النواب الإيراني، وصولاً إلی تعيينه وزيراً للخارجية في 2021، بقي عبداللهيان وفياً لقضية البحرين وشعب البحرين وظلامته، وبالتأكيد فإن شهادته خسارة لشعب البحرين لا تقل عن خسارة الشعب الإيراني. رحم الله الشهيد عبداللهيان وأسكنه فسيح جناته، وجزاه الله خيراً عن موقفه من شعب البحرين وظلامته طوال السنين الماضية. المصدر: مرآة البحرين
عاجل
ظهور المقاومة في البحرين ورسائلها المهمة / كيف فوجئ الصهاينة؟
ظهور المقاومة في البحرين ورسائلها المهمة / كيف فوجئ الصهاينة؟
 في نفس الوقت الذي استمرت فيه حرب غزة، فتحت جماعة المقاومة البحرينية جبهة جديدة في معركة المقاومة ضد هذا الكيان من خلال القيام بعمل عسكري ضد الكيان الصهيوني. في هذا المقال، نناقش بإيجاز طبيعة مقاومة البحرين وعواقب عملها ضد نظام احتلال القدس. ومع استمرار النظام الصهيوني في الإبادة الجماعية ضد أهل غزة، نفذ حزب الله اللبناني وجماعات المقاومة العراقية وأنصار الله في اليمن أيضًا عمليات عسكرية ضد النظام الصهيوني في ظل صمت الدول الإسلامية. في غضون ذلك، فإن عمل المقاومة الإسلامية في البحرين ضد النظام الصهيوني هو أكثر أهمية لأنه علی عكس لبنان والعراق واليمن، فإن حكومة البحرين لديها علاقات جيدة مع النظام الصهيوني وقد قامت بتطبيع العلاقات مع هذا النظام وهي الوحيدة الدولة العربية التي انضمت إلی التحالف الأمريكي ضد اليمن دفاعاً عن النظام الصهيوني. والسؤال المهم هو كيف قامت المقاومة البحرينية بعمل عسكري ضد النظام الصهيوني وما هي رسائل هذا العمل للمقاومة البحرينية؟ حركة المقاومة البحرينية؛ التحول الوظيفي في المقاومة وكانت المقاومة الإسلامية في البحرين والتي سميت سرايا الأشتر أعلنت عن وجودها عام 2012، وكانت نقطة انطلاق نشاطها ضد حكومة آل خليفة في البحرين. وحددت السلطات البحرينية هذه المجموعة علی أنها جماعة إرهابية تعمل خارج البحرين. وتم تصنيف لواء الأشتر كمنظمة إرهابية من قبل الإمارات العربية المتحدة وكندا ومصر والمملكة العربية السعودية والكويت في عام 2014. كما أضافت الولايات المتحدة هذه المجموعة إلی قائمة المنظمات الإرهابية في عام 2018. وبينما لم تكن هذه المجموعة نشطة في السنوات الماضية، إلا أنها استهدفت مؤخرًا مبنی شركة النقل Trucknet وأهدافًا حيوية أخری في ميناء إيلات جنوب فلسطين المحتلة. ويعتبر هذا الإجراء بمثابة تغيير في أداء المقاومة التي تم تنفيذها من الأراضي العراقية. كما أعلنت سفارة البحرين في واشنطن أن كتائب الأشتر تعمل خارج أراضي البحرين. وحتی الآن، لم تختر أي من مجموعات المقاومة أراضي دولة أخری لممارسة أنشطتها، ولم تقم بأي عمل عسكري ضد النظام الصهيوني أو الولايات المتحدة من أراضي دولة أخری. إن هذا التصرف الذي قامت به كتائب الأشتر يعني أيضًا أن كونهم محاصرين في بلد يواجه حكومة استبدادية وديكتاتورية وله علاقات وثيقة مع النظام الصهيوني، لا يمنع شباب ذلك البلد من سلوك طريق المقاومة. كما أن تشكيل جماعة المقاومة في دولة مثل البحرين، التي تتمتع ببيئة سياسية منغلقة وسلطوية، يدل علی أن مكانة محور المقاومة في منطقة غرب آسيا آخذة في الاتساع، وهذا يعتبر من التبعات الاستراتيجية. للحرب الحالية في غزة. رسائل العمل المقاوم البحريني ضد الكيان الصهيوني إن عمل كتائب الأشتر البحرينية يحمل عدة رسائل مهمة. الرسالة الأولی هي أنه من وجهة نظر العديد من الشعب والجماعات البحرينية، فإن تطبيع العلاقات بين هذا البلد والكيان الصهيوني ليس أمراً غير مقبول فحسب، بل يمكن أن يؤدي حتی إلی تشكيل نوی مقاومة جديدة ضد النظام الصهيوني. الرسالة الثانية هي أن السياسة الرسمية للحكومات العربية تجاه القضية الفلسطينية ورغبتها في تطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني لا يمكن أن تؤدي إلی مزيد من الأمن لهذا النظام، خاصة إذا استغل النظام الصهيوني تطبيع العلاقات كفرصة. للعمل ضد فلسطين. الرسالة الثالثة هي أن الحكومات التي تقوم بتطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني أو تدعم جرائم هذا النظام ضد الفلسطينيين، لا توفر المزيد من الأمن لنفسها فحسب، بل تخلق أيضًا المزيد من التهديدات لنفسها، وخاصة من شعوبها. إن الدفاع عن فلسطين جزء مهم من مطالب الشعوب في الدول العربية والإسلامية. وقد ثبتت هذه المسألة عملياً مع تشكيل المقاومة البحرينية. وفي هذا الصدد ذكر المرشد الأعلی للثورة الإسلامية الإيرانية في لقاء مع المعلمين يوم 12 مايو 1403: "إن البعض يظن أنهم سيجبرون الدول المحيطة علی تطبيع علاقاتهم مع النظام الصهيوني، وسوف تحل المشكلة؛ لا، إنهم مخطئون. ولنفترض أن دولاً مختلفة، وعلی رأسها الدول العربية، قامت بتطبيع علاقاتها مع النظام الصهيوني، فإن هذا لن يحل المشكلة، لكنه سيوجه المشكلة إلی حكوماتها. أي أن تلك الحكومات التي غضت الطرف عن هذه الجرائم وصادقت ذلك النظام رغم تلك الجرائم، فإن الأمم ستسقط بحياة تلك الحكومات. إذا كانت دول المنطقة ضد النظام الصهيوني اليوم، فإن دول المنطقة ستكون ضد حكوماتها". الرسالة الرابعة هي أن تشكيل قوة شعبية في سياق المقاومة يمكن أن يشكل تهديداً جديداً لأميركا، كما أنه يحد من دائرة المناورة الأميركية في منطقة غرب آسيا. المنامة، عاصمة البحرين، تستضيف المقر الرئيسي للأسطول الخامس للبحرية الأمريكية. وإذا استمرت سياسة أمريكا المناهضة للمقاومة أو تصاعدت، فإن تشكيل قوات مثل كتائب الأشتر يمكن أن يسبب مشاكل للوجود العسكري الأمريكي في المنامة في المستقبل. الرسالة الخامسة هي أن الانحياز إلی غزة ودعم شعب غزة يمتد إلی شعوب الدول التي تكون حكوماتها صديقة للكيان الصهيوني. وأعلنت المقاومة الإسلامية البحرينية في بيان لها يوم 13 مايو: دعما للقضية الفلسطينية ومساندة لشعب غزة المقاوم، تم استهداف مقر شركة النقل البري الصهيونية تراك نت بطائرة بدون طيار في مدينة أم البحرين. الرشارش في فلسطين المحتلة (إيلات). وأكدت هذه المجموعة كذلك أنها ستواصل دعم شعب غزة الصابر والمقاوم علی كافة المستويات، ولن توقف عملياتها حتی يتوقف عدوان النظام الصهيوني. الرسالة العملية السادسة لفصائل المقاومة البحرينية ضد النظام الصهيوني هي أيضاً اليد العليا للمقاومة في منطقة غرب آسيا. وفي العقد الأخير علی وجه الخصوص، حاولت الولايات المتحدة وبعض الدول العربية والنظام الصهيوني وبعض الدول الأوروبية مواجهة محور المقاومة ومنعه من تعزيز مكانته في منطقة غرب آسيا. والآن، فإن ما قامت به المقاومة البحرينية ضد النظام الصهيوني يثبت أن هذه الجهود لم تفشل فحسب، بل إن المقاومة لا تزال تتقدم في منطقة غرب آسيا. سيد رضي العمادي؛ خبير في قضايا غرب آسيا
الشيخ الصنقور: طوفان الأقصی يضع العالم أمام حقيقةٍ وهي أنَّ الكيان الصهيوني يجبُ أنْ ينتهي
الشيخ الصنقور: طوفان الأقصی يضع العالم أمام حقيقةٍ وهي أنَّ الكيان الصهيوني يجبُ أنْ ينتهي
ولفت سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في الدراز غرب العاصمة المنامة، يوم الجمعة 17 مايو/ أيّار 2024 إلی أنّ الإعلان لحِقه تطهيرٌ عرقيٌّ وتهجيرُ ما يقربُ من 800 ألف فلسطينيّ قسرًا وهو ما يقرب من 80% من السكّان آنذاك، ووقع ذلك بعد عشرات المجازر والمذابح والإبادات الجماعيَّة وبعد تدميرٍ كاملٍ لِما يزيد علی 530 مدينة وقرية فلسطينيَّة من أصل 700 هي مجموعُ المدنِ والقری التي قامت عليها «دولةُ إسرائيلَ» الغاصبة، وقد عمدت العصاباتُ الصيونيَّة إلی طمس الهويَّة الفلسطينيَّة، وذلك من طريق إنشاء مستعمراتٍ ومُدن علی أنقاض المُدن والقری التي تمَّ تدميرُها بالكامل وتحويل أسمائها إلی أسماء عبريَّة، ومن طريق تدمير ما يصلُ أو يزيد علی 80% من مساجد فلسطين التأريخيَّة وغيرها وتدمير المتاحف والآثار الإسلاميّة وسرقة التُّحف والمحفوظات والمخطوطات، مضافًا إلی تحويل من تبقَّی من الفلسـطينيين إلی مشرَّدين في أرض 48 بعد تجريدهم من هويّتهم العربيَّة ومصادرة مزارعهم ومنازلهم، وأمَّا الذين تمَّ تهجيرُهم قسرًا وهم أكثر من ثلثي السكان الأصليّين فقد نزحَ الكثيرُ منهم إلی الضفة وقطاع غزَّة والقدس الشرقيَّة والبلدان المجاورة، ومات الكثيرُ منهم في الصحاري والطرق الوعِرة من الجوع والظمأ وشدَّة الإعياء وملاحقة العصابات الصهيونيَّة. وأوضح سماحته أنّ بوصول النازحين إلی مواضع لجوئهم بدأت قصَّةُ الشتات والمخيَّمات التي تفتقرُ إلی أبسط مقوِّمات الحياة، وامتدَّت المأساةُ العصيةُ علی التوصيف إلی ما يقربُ من العقدين من الزمن قبل أنْ تتضاعفَ المأساةُ بقيام حرب حزيران «حرب الأيام الستة» والتي تمخَّضت عمَّا يُعبَّر عنه بالنكسة واحتلال «إسرائيل» المدعومة من الدولِ الكبری ما تبقَّی من أرض فلسطين -الضفّة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزَّة- مضافًا إلی احتلالها لأراضٍ عربيَّة وهي شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان. ومن ذلك التاريخ بدأ ترويجُ ثقافة أنَّ «إسرائيل» واقعٌ يجبُ الإقرارُ به وأنَّ جيشَها لا يُقهر، ولذلك أخذت في تهويد القدسِ والضفةِ وقطاع غزَّة من طريق التجريف وإشعال الحرائق والمصادرةِ للمزارعِ والمنازل والبناء علی أنقاضها مستوطناتٍ شاسعة في عموم أراضي 67 والتكثيف من عمليَّة الاستيراد لليهودِ من أوربا وأمريكا والاتِّحاد السوفيتي ومِن مختلف أصقاعِ الأرض. ونوّه الشيخ صنقور إلی أنّ كيان الاحتلال لكي يستريحَ من صداع المعترضينَ والمقاومينَ فتح أبوابَ المعتقلات علی مصراعيها وكدَّس فيها آلافَ الفلسطينيين والعرب من الرجال والنساء والمراهقين، وعمد إلی ملاحقتِهم في الدول المجاورة، فكان ذلك هو الذريعة التي تذرَّع بها لاجتياح بيروت والجنوبِ اللبناني، وهكذا أخذ يتمدَّد ويعربد ويرتكبُ المذابحَ والمجازر مثل «مذبحة دير ياسين ومجزرة مخيم تلِّ الزعتر ومجزرة صبرا وشاتيلا البشعة إلی مجزرة قانا»، وما بين هذه المجازر الدامية والرهيبة عشراتُ المجازرِ والمذابحِ التي راح ضحيتَها آلافُ المدنيّين والنساء والشيوخ والأطفال الفلسطينيين والعرب. كلُّ هذه الجرائم والفظائع كان الهدفُ منها التعزيزُ لثقافة فرضِ الأمر الواقع وأنَّ جيش إسرائيل لا يُقهر، وفق تعبيره. ورأی سماحته أنّه بعد اطمئنان العدوّ الصهيوني لقوَّته وعُدَّته وتفوّقه المصطنع أظهر من موقع الاستعلاء استعداده لأن يتفضل علی العرب فيهبُ لهم السلام ولكن في مقابل الأرض والهويّة والنفوذ، فأذعنت الأوساط لهذه الثقافة وقبلوا وادعين بهذا العَرض، ووحدهم المقاومون مَن أبی عليه القبول بوجوده فضلًا عن الخضوع لإملاءاته، فنهضوا بإمكانيّاتهم المحدودة يستمدُّون العَونَ من الله تعالی، فصار لهم أن طردوه من بيروت والجنوب في بداية الألفية الثانية، وبعد خمسِ سنوات اضطرّ بفعل المقاومة الباسلة أن يخرج راغمًا من قطاع غزَّة، وجاءت بعدها حربُ تمُّوز لتبدِّد بها المقاومةُ الإسلاميَّة أسطورةَ الجيشِ الذي لا يقهر، وبذلك فشلت العدوّ بعد ما يزيدُ علی السبعة عقود من صناعة الاستقرار لدولته المارقة، وعبثًا حاول بعد هذه الحرب المظفَّرة استعادةَ هيبته وإيهامَ رعاياه أنَّه قادر علی حمايتهم، وإيهامَ داعميه أنَّه قادر علی تمرير مشاريعهم. وشدّد الشيخ صنقور علی أنّ طوفان الأقصی جاء ليضعَ العالم أمام حقيقةٍ طالما تجاهلها، وهي أنَّ هذا الوجود النشاز ذا النزعة الفاشية والعنصريَّة يجبُ أنْ ينتهي، وأنَّه لا مكان للكيانِ الصهيوني وشراذمِه علی أرض فلسطين فيجبُ أنْ يعودوا من حيثُ أتوا.
ائتلاف 14 فبراير: قمّة البحرين لن تحظی بثقة الشعوب الحرّة
ائتلاف 14 فبراير: قمّة البحرين لن تحظی بثقة الشعوب الحرّة
وذكّر أيضًا في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 13 مايو/ أيّار 2024 بالقمع الذي قابل فيه النظام الشعب بعد ثورة 14 فبراير 2011 من قتل واعتقال ونفي، وملء سجونه بآلاف السّجناء السّياسيّين الذين تعرّضوا لأبشعَ عمليّات التّعذيب والتّنكيل. ونوّه المجلس السياسيّ إلی أنّ النّظامَ الخليفيّ ليس له أدنی علاقة بشعب البحرين الأصيل، فالطاغية حمد فقدَ شرعيّته الشّعبيّة والدّستوريّة، وانقطعت صلته بالشّعب منذ أن غدرَ بعهوده ونكثَ بها علی الملأ في العام 2002م، وحوّلَ البلاد إلی مرتعٍ للفسادِ والحُكم الاستبداديّ المطلق. وأكّد للمشاركين أنّ القمّة في «الصّخير» تخضعُ للمراقبةِ والتّنصُّت من أجهزة «الموساد» التي تعبثُ في البلاد انطلاقًا من وكر التّجسّس الصّهيونيّ في المنامة. ورأی أنّ هذه القمّة التي يستضيفها نظامٌ استبداديّ قمعيّ ومطبِّع لا يمكن أن تحظی بأيّ اهتمام وثقةٍ من شعب البحرين ومن شعوب المنطقةِ الحُرّة، داعيًا إلی وقفة صريحة تتوجّه بالدّعم الواضح لحقوقِ الشعب والإشادة بموقفهِ المنحاز لفلسطين ومقاومتها والنّضال من أجل الحقوق العربيّة. وقال المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير إنّ قممَ الحكّام لم تكن يومًا مع شعوب المنطقة وحقوقها، ولم تنتصر لمظلوميّتها وحقّها في الحريّةِ والمقاومة، مشدّدًا علی أنّ النّظام الذي ارتضی حكّامُ العرب أن يستضيفَ قمّتهم الثّالثة والثّلاثين هو ضدّ شعب البحرين وضدّ شعوب المنطقة بالمطلقِ وفي العلن فهو مع الصهاينة بلا أي تردّد. وأكّد أنّ شعبَ البحرين لن يُهزَم ولن يتراجع، ولن يستسلمَ للعجز الرّسميّ، وسوف يُسجّل كلمته وكلمة شعوب المنطقة الحرّة، ويُسمع المشاركين خياره وخيارها في الحريّة والتحرُّر، وأنّهم جميعًا ثابتون صامدون حتّی زوال الكيان الصّهيونيّ والقواعد الأجنبيّة وأنظمة التّطبيع.
عاجل
القوی المعارضة: ندعو المشاركين في القمة العربية للإنصات إلی أصوات شعب البحرين لاطلاق سراح السجناء السياسيين!
القوی المعارضة: ندعو المشاركين في القمة العربية للإنصات إلی أصوات شعب البحرين لاطلاق سراح السجناء السياسيين!
وفي بيانٍ نشرته القوی المعارضة، الأحد 12 مايو، عبرت فيه عن “خيبة أملها من النّظام العربيّ الرّسميّ الذي فشلَ في إدارةِ الأزمات المحليّة، وفي عدم الاستجابة لتطلّعات شعوب المنطقة في المشاركةِ الشّعبيّة وتحقيق العدالة الاجتماعيّة، وقد جاءت أحداثُ ما بعد السّابع من أكتوبر الماضي؛ ليزيد من يأسِ الشعوب إزاء جديّة واستقلاليّة الأنظمة الحاكمة في إدارة ملفّ الدّفاع عن القضايا المصيريّة”. وأكدت “إنّ الحكومة الخليفية التي تستضيفُ القمّة العربيّة هي حكومةٌ مطبّعة و”صديقة” مع كيان العدو، وصدرت عنها – خلال حرب الإبادة في غزّة – تصريحاتٌ رسميّة تتبنّی الرّواية الصّهيونيّة”. وأضافت، “كما تورّطت في مواقف وإجراءات أضرّت بحقوق الفلسطينيين وبأمن المنطقةِ ومصالحها، بما في ذلك مساعدة الكيان الصّهيونيّ في توفير المؤن والبضائع برّا بعد استهداف السّفن المتوجّهة إلی الكيان المحتل”. وبيّنت القوی المعارضة، “أن الحكومة الخليفية تقوم باستغلال انعقاد القمّة للتْغطية علی تطبيعها الخطير مع العدو، والتّستّر علی سياساتها المرتبطة بالمصالح الأجنبيّة، ومعاداة مصالح شعوب المنطقة”. كما عبرت عن الخشية من أنْ تصبح حكومات التّطبيع أكثر تأثيراً علی القرار العربيّ الرّسميّ، وتكون السّبب في تكريس الخذلان والتّفريط في القضايا الكبری، والتّرويج للتّطبيع وتوسيعه علی بقيّة الحكومات عبر الضّغوط والرُّشی. وأشارت إلی “إنّ أداءَ الحكومات المطبّعة – وفي الخليج علی وجه الخصوص – خلال الأشهر الماضية من العدوان علی غزّة؛ يختصر الواقعَ المريرَ والمهين للنّظام العربيّ الرّسميّ، وفشله وعجْزه عن ردْع العدوان علی غزّة وفلسطين المحتلّة والأراضي العربيّة، وامتناعه عن الاستماع لخيار شعوبه في قطْع التّطبيع وإغلاق السّفارات الصّهيونيّة ودعْم الحقّ الفلسطيني في الدّفاع والمقاومة”. كما حذرت القوی المعارضة الحكومة الخليفية بأنّ الفرصة لن تتكرّر، لأنّ ما بعد “طوفان الأقصی” ليس كما قبله، وأنّ زمن الشّعوب قد أتی وأزْهر، وزمن الظّلم والاستبداد والاستعمار قد ولّی إلی سَقر. وختم البيان بدعوة القوی المعارضة التي تمثلت في حركة حق، جمعية أمل، تيار الوفاء الاسلامي وحركة أحرار البحرين، أصحاب الضّمائر الحيّة ممّن سيُشارك في القمّة، إلی مناصرة شعب البحرين والإشادة بخياره الثّابت في الحريّة وفي نصْرة فلسطين وغزّة. كما طالبت هؤلاء بمشاركَة  شعب البحرين  في الضّغط علی الحكومة الخليفية  للكفّ عن الهروب وخلط الأوراق، وتحرير ملف السّجناء السّياسيين من سياسةِ الابتزاز والمساومة، وإنهاء سيطرة الأمن والعسكر علی أمور البلاد، والاستجابة لمطالب الشّعب والقوی الوطنيّة في إنجاز دولةٍ دستوريّة شعبيّة عادلة، كاملةِ الإرادة والاستقلال. ويذكر أنه  بعد أيّام ستعقد القمّة العربيّة الثّالثة والثّلاثين، ولأوّل مرّة، في العاصمة المنامة، في ظلّ مخاضات وأزمات وحروب متواصلة يُعاني منها العالم العربيّ، بما في ذلك الأزمات الدّاخليّة ومشاكل الحريّات وغياب الدّيمقراطيّة، إضافة إلی التّحديّات الناجمة عن العدوان الصّهيونيّ المتواصل، وما يرافقه من ملفّات وجوديّةٍ علی مستوی الهيمنة الأجنبيّة، والتّطبيع، وانتهاك السّيادة الوطنيّة.
كارثة اجتماعية: 660 بحرينياً عاطلاً عن العمل في مجال الطب و1451 أجنبياً يعملون في هذا المجال
كارثة اجتماعية: 660 بحرينياً عاطلاً عن العمل في مجال الطب و1451 أجنبياً يعملون في هذا المجال
وأشارت "الوفاق"، في بيان اليوم الأحد 12 مايو/أيار 2024، إلی أنّ "أرقاماً غير مؤكدة تشير، منذ عام 2023، إلی 600 عاطل عن العمل في التخصصات الطبية المختلفة". وأضافت أنّه "برغم تصريحات وزارة الصحة بشأن خطط البحرنة، تشير الأرقام إلی وجود 1451 ممرضاً أجنبياً يعملون في وزارة الصحة، بعد سنوات من عرض الجهات الرسمية لشواغر التوظيف كإعلانات في الصحف الهندية، في حين يتّجه العديد من الممرضين البحرينيين إلی العمل في القطاع الخاص برغم كفاءتهم".   ولفتت الانتباه إلی أنّ مستشفی الملك حمد الجامعي ينفرد ضمن سياسات خاصة لتوظيف الأجانب، إذ لا تتجاوز نِسَب البحرنة 10 في المئة هناك، برغم الحديث الرسمي عن بحرنة القطاع الطبي". وذكّرت الجمعية بأنّ "وزارة الصحة استعانت، خلال وباء كورونا العالمي (2019-2021)، بمئات الممرضين البحرينيين كمتطوعين ظلُّوا يعملون لمدة 7 أشهر من دون مقابل، في حين وظَّفت الوزارة 588 ممرضاً أجنبياً في الفترة نفسها بعقود مؤقتة وأغدقت عليهم بالمميزات".