ماذا تعني استضافة قائد الجيش للسلفيّ المتشدد عثمان الخميس؟

نشر الجيش البحريني يوم أمس خبرا مصورا عن لقاء قائد الجيش المشير خليفة بن أحمد آل خليفة، مع رجل الدين السلفي المتشدد عثمان الخميس ومعه عضو مجلس الشوری السلفي عادل المعاودة.
ماذا تعني استضافة قائد الجيش للسلفيّ المتشدد عثمان الخميس؟

ويعرف الخميس (كويتي الجنسية) بتكفيره للطائفة الشيعية التي تشكل في البحرين الغالبية من السكان الأصليين.

وتأتي هذه الاستضافة من قبل قائد الجيش في توقيت حساس حيث يتزايد الحديث الداخلي في البحرين عن حلحلة وضع العلاقات بين الحكم وبين الغالبية الشيعية.

ويلقي هذا الاحتضان الرسمي دعما عاليا من قبل واحدة من أهم المؤسسات العسكرية  لعثمان الخميس، ولِيُلقي من جانب آخر الضوء حول عقيدة الجيش البحريني.

تنتشر عبر الانترنت مقاطع كثيرة للخميس يصف الشيعة بالمشركين، الأمر الذي يُوجب قتلهم وفقا لمعتقدات الجماعات السلفية التي خرجت منها جماعات داعش والقاعدة. عادل المعاودة عضوی مجلس الشوری في البحرين، أحد الوجوه المتورطة في تزويد تشكيلات عسكرية في سوريا بالمال والسلاح، وقد ظهرت له مقاطع أبّان الصراع الطائفي في سوريا وسط مجموعات سلفية مقاتلة منخرطة في الحرب الداخلية هناك.

وظهرت انعكاسات العقيدة العسكرية للأجهزة الأمنية، خلال فترة فرض قانون الطوارئ في البحرين في العام 2011، فقد تشكل مجلس عسكري برئاسة قائد الجيش لقمع الحراك الشعبي، ولم يكتف الجيش باعتقال المواطنين وتعذيبهم بل تعدی ذلك إلی القتل المتعمد، وشارك بشكل مباشر في هدم 38 مسجداً شيعيا، إضافة إلی إزالة كافة المظاهر الدينية والاعتداء علی الحسينيات والمساجد والقبور وكتابة العبارات الطائفية النابية علی الجدران.

لقد تورط الجيش في قتل وتعذيب المواطنين بدعم من قوات درع الجزيرة، وقد خلّف ما لا يقل عن 18 شهيداً إبان فترة الطوارئ بين قتلٍ بالرصاص إلی التعذيب داخل السجون، وقد كشف خليفة بن أحمد آل خليفة عن تولي الجيش مسؤولية التحقيق مع المعتقلين إبان فترة الطوارئ وأنه يمتلك تسجيلات لهذه التحقيقات.
تقرير اللجنة  الملكية البحرينية لتقصي الحقائق (لجنة بسيوني)، وثق 4 حالات تعذيب أشرفت عليها المؤسسة العسكرية أفضت إلی الوفاة، ودعا في التوصية رقم 1722 لإشراك جميع مكونات المجتمع البحريني في تشكيل الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة.

قائد الجيش في العام 2011  كان يرفض إطلاق مسمی مواطنين علی الغالبية الشعبية التي خرجت في دوار اللؤلؤة، ولم ينسَ المواطنون هذه التصريحات حتی خرج المتحدث باسم قوة دفاع البحرين خالد البوعينين في مطلع العام 2014 ليشتم المواطنين الشيعة بأقبح الكلمات ويكفّرهم في محاكاة للفكر الداعشي وبنفس العبارات التي تحتويها إصدارات مديرية الإرشاد الديني بقوة الدفاع.

إن الفكر السلفي المتشدد يسود في أوساط الجيش البحريني الذي يتشكل بغالبيته من المجنّسين الذين يتغذون علی خطاب تكفيري صريح،  ويطبع الجيش علی نفقته كتبًا تحمل طابعا طائفيا تكفيريا، منها "نور التوحيد وظلمات الشرك في ضوء الكتاب والسنّة"،، و"نور السنّة وظلمات البدعة في ضوء الكتاب والسنّة"، للسلفي سعيد علي بن وهف القحطاني.

وكان مسؤول وحدة الحريات الدينية في منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان السيد عباس شبر قد كشف في وقت سابق عن كتاب مطبوع يباع في البحرين بشكل رسمي ويحرض علی قتل الشيعة، حمل عنوان: "القول الحسن فيما يستقبح وعما يُسنّ" دون اتخاذ أي إجراءات ضد مروجيه أو سحبه من الأسواق.

يستضيف الجيش وكذلك الأوقاف السنية خطباء مثل عثمان الخميس، في الوقت الذي تمنع فيه البحرين خطباء ووعاظ شيعة من دخول البلاد بحجة الحفاظ علی الوحدة الوطنية.