الإمام الخامنئي أعلن حجّ هذا العام حجّ البراءة و يُجنّ جنون السعوديّين

كان يكفي أن يدعو السيد علي الخامنئي المسلمين إلی اتخاذ الحج هذا العام –علی وجه الخصوص- حج براءة من المشركين، حتی يُجنّ جنون الذباب السعودي ويتخذون من هذه الدعوة المذكورة في القرآن؛ فرصة للهجوم علی السيد القائد وعلی إيران ،علی أن هذه الدعوة هي تهديدا لهم ولأمنهم!
الإمام الخامنئي أعلن حجّ هذا العام حجّ البراءة و يُجنّ جنون السعوديّين

مع تزامن بدء موسم الحج هذا العام مع ما يشهده المسلمون من ارتكاب الصهاينة والأمريكان لأكبر فظاعة بحقّ الإنسانية في قطاع غزة، كان أن أشار السيد الخامنئي إلی خصوصية الحج لهذا العام، مؤكدا علی أن البراءة في موسم الحج هذا العام أكثر بروزاً من أيّ زمن مضی، قائلاً أنّ الحجّ هذا العام هو حجّ البراءة. ليُستثار العصب الفتنوي السعودي، علی إثر ما قاله السيد الخامنئي، ويشرعوا بشن حملة تهديدات صريحة وواضحة ضد الحجاج الذين سيقدمون من إيران.

وكأن الكلام كان موجّها لشخصهم، رغم أن السيد القائد لم يسمِّ سوی الصهاينة والأميركان، مما يضاعف دلائل توظيف الذباب ليس حصرا لصدّ أي كلام يطال أولياءهم من بني سعود، بل ما يطال أمثالهم من الصهاينة أيضا. أتی كلام السيد الخامنئي خلال لقائه القيّمين علی شؤون الحج في جمهورية إيران الإسلامية يوم الإثنين الواقع في السادس من شهر أيار الحالي، ولفت إلی أن البراءة كانت منذ بداية الثورة، ركن جارٍ في الحج، لكن الحج هذا العام هو حج البراءة، نظراً إلی “الأحداث الضخمة والمدهشة التي تحدث في غزة، والتي كشفت أكثر من أي وقت مضی الوجه المتعطش للدماء المنبثق من الحضارة الغربية”. مؤكداً الوجوب علی الحجّاج المؤمنين – سواء كانوا إيرانيّين أو غير إيرانيّين أو من أيّ بلدٍ – أن ينقلوا هذا المنطق القرآنيّ للعالم الإسلاميّ أجمع.

وبالاستناد إلی الآيات القرآنية، اعتبر الإمام الخامنئي ان الكيان الصهيوني هو المصداق التام للعداوة تجاه المسلمين، كما عدّ أمريكا شريكاً لهذا الكيان في جرائمه، وأضاف: «لو لم تكن مساعدة أمريكا، هل يجرؤ الكيان الصّهيوني علی معاملة المسلمين والنساء والرجال والأطفال بهذه الوحشيّة في غزة؟”.

وتابع الإمام الخامنئي الإشارة إلی أن الظالم يشمل من يمدّ يد الصداقة لمرتكب هذه المجازر: إنّ مَن يقتل المسلمين ويشردهم وكلك مَن يسانده، كلاهما ظالمان، وطبقاً للقول الصريح في القرآن، مَن يمدّ إليهم يد الصداقة فهو أيضاً ظالم ومشمول في لعنة الله.

وأوضح قائد الثورة: إن النبي إبراهيم الرؤوف والرحيم والودود كان يشفع في قوم لوط ويستغفر للعاصين وكان يری أنه لا بد من الإحسان إلی الكفار غير المحاربين لكنه في إحدی الحالات يقف ثابتا ويعلن براءته ويقول : “إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ” و “وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ” .

وقال قائد الثورة متسائلا: ولكن من هم الذين اعلن النبي إبراهيم براءته منهم؟ وأوضح ردا علي السؤال : «إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَيٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ». انطلاقا من كل ما سبق، إن براءة هذا العام أصبحت أكثر وضوحًا من أي وقت مضی، وحج هذا العام هو حج البرائة، ويجب علی الحجاج ان يكونوا قادرين علی نقل المنطق القرآني للبراءة إلی العالم الإسلامي بأكمله”، مؤكدا: “بالطبع الجمهورية الإسلامية لم ولن تنتظر الآخرين، ولكن إذا جاءت الأيادي القوية للدول والحكومات الإسلامية للمساعدة والمرافقة، فإن حالة الشعب الفلسطيني المؤسفة لن تستمر”.

ليس خافيا مدی الحرص السعودي علی إبقاء مراسم الحج محصورة في ممارسة الحجاج للشعائر الظاهرية منها، ومساعيها الحثيثة طمس أي بعد اجتماعي أو سياسي لهذه الفريضة. وفي أحدث سلوك من “السلطات السعودية” تؤكد علی ازدواجيتها في منع التعبير عن الآراء التي يعتبرونها “سياسية” فيما يخص فلسطين، إلا أنها تستغل تواجد بعض المعتمرين أو الحجاج في “السعودية” لتقوم بإلقاء القبض عليهم. حيث كشف حساب “مرصد انتهاكات الحج والعمرة” عن اعتقال رجل الأعمال الليبي عبد الرحمن قاجة فور وصوله إلی “السعودية” لأداء مناسك العمرة.

لافتاً المرصد إلی أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة في وتيرة الاعتقالات التي طالت المعتمرين من قبل السلطات السعودية، حيث تم اعتقال الدكتور عبدالله فيصل الأهدل وفهد رمضان في نوفمبر الفائت ولا زالوا رهن الاعتقال التعسفي حتی الآن ضمن الكثير ممن تم اعتقالهم أثناء تأديتهم الحج أو العمرة.