مجلة الغارديان؛ انهيار الكيان الصهيوني من الداخل

وأشارت "غارديان" في تحليل لها إلی الصراع المتزامن بين جيش النظام الصهيوني وحماس وحزب الله وأيضا في الهجوم علی الضفة الغربية، فيما تطرقت إلی نقاط ضعف هذا النظام داخل الأراضي المحتلة، وشددت علی أن الحكومة الصهيونية وفي الوقت نفسه، تم إهمال الانقسام الاجتماعي والسياسي الذي نشأ نتيجة لهذه الحروب المتعددة الأطراف.
مجلة الغارديان؛ انهيار الكيان الصهيوني من الداخل

في السنوات الأخيرة، كان التنظيم الرئيسي لاستراتيجية الجيش الإسرائيلي يعتمد علی فكرة أنه من غير المرجح أن تضطر إسرائيل إلی القتال بقوات برية تقليدية. لأن الجيش الإسرائيلي، استناداً إلی تجاربه من حرب لبنان الثانية عام 2006 والصراعات السابقة في غزة، خلص إلی أن أعداءه الرئيسيين هم "الجيوش المشتتة ذات الصواريخ".

وأضاف التقرير: "المفهوم العملياتي للنصر" الذي تناوله المخططون في هذا السيناريو كان يتصور أن إسرائيل تخوض حروباً صغيرة، لكنها في الوقت نفسه ذكية وحاسمة وسريعة. ولكن الآن، وبعد مرور ستة أشهر علی الحرب في غزة، أصبحت فكرة أن تل أبيب عازمة علی شن حرب سريعة وصغيرة موضع تساؤل جدي. وعلی الرغم من وعود القادة الإسرائيليين، لا تزال حماس موجودة في غزة والعديد من كبار قادتها علی قيد الحياة. ومن ناحية أخری، فإن الحملة الإسرائيلية في هذه المنطقة عالقة وليس لها أهداف محددة.

وكتبت صحيفة الغارديان عن سلوك الإسرائيليين في غزة: إن الطريقة التي تقاتل بها إسرائيل منذ 7 أكتوبر جعلتها غير قادرة علی الحفاظ علی الدعم الدولي السابق لهذا النظام. إن المستوی الواسع من الدمار والخسائر في صفوف المدنيين في هذه المنطقة يظهر أيضاً أن الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة لم تكن ذكية علی الإطلاق. ومن ناحية أخری، علی الحدود الشمالية، أدی تبادل إطلاق النار المستمر مع حزب الله، وهو قوة أقوی بكثير من حماس، إلی إجبار إسرائيل علی إجلاء المدنيين من المنطقة. ويتقبل معظم المخططين العسكريين الإسرائيليين الآن أن حزب الله قد يلحق ضرراً جسيماً بالنظام في صراع واسع النطاق.

وتوقع تامير هيمان، الرئيس السابق للمخابرات في الجيش الإسرائيلي، مباشرة بعد 7 أكتوبر، في مقابلة مع مجلة فورين بوليسي، بعض التحديات التي ستواجهها إسرائيل في حرب متعددة الجبهات. وزعم أن إسرائيل قادرة علی إدارة أكثر من جبهة. ولكن هايمان قال: "المشكلة ليست في الجيش الإسرائيلي. المشكلة داخل البيت . المشكلة هي الضرر الذي لحق بالمجتمع الإسرائيلي ومقاومة المجتمع الإسرائيلي. موضوع المشكلة الاجتماعية هو المرونة والدفاع الداخلي.

وكتب التقرير: إن القضية الرئيسية بالنسبة لإسرائيل هي أنه علی الرغم من صحة التنبؤ بالطبيعة الشبكية للصراعات التي قد يواجهها هذا النظام، إلا أن الواقع الفعلي لخوضها كان أكثر إرباكًا واستنزف الموارد العسكرية والاجتماعية. وفي الوقت نفسه، فإن حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، الذين اتخذوا ذات يوم خطوات ضد إيران، فرضوا الآن عقوبات جديدة لمعاقبة المستوطنين المتطرفين، ويشيرون إلی أن هذه الإجراءات العقابية من المحتمل أن تتزايد.

واختتمت صحيفة الغارديان بالإشارة إلی أن إسرائيل متورطة في حملة فوضوية متعددة الجوانب أصبحت أهدافها غير واضحة بشكل متزايد: لم يعد المراقبون يتساءلون عما إذا كانت إسرائيل لديها القدرة علی القتال علی جبهات متعددة. والسؤال الآن هو: لأي غرض يفعل ذلك؟ وبأي ثمن؟