الشيخ الصنقور: العدالة الاجتماعيَّة تعني الإصلاح للمؤسسات ومحاربة الفساد

أكد خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز بغرب العاصمة المنامة، الشيخ محمد صنقور أنّ ما يقعُ علي أهل غزة الكرام من ظلمٍ شنيع تضجُّ منه السماء لم يكن ليقع لو كان المجتمع الإنساني ينعم بالعدالة الاجتماعيَّة
الشيخ الصنقور: العدالة الاجتماعيَّة تعني الإصلاح للمؤسسات ومحاربة الفساد

وقال الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة اليوم 1 مارس/آذار 2024، إنّه بعدم وجود العالة الاجتماعية للفلسطينيين "صار لإسرائيل أنْ تُفحِش في غيِّها واستهتارِها بالأرواح والدماء غير مبالية ولا مُتحسِّبة واثقة بأنّ ثمة مَن يَحميها ويرعي مصالحها ويدرأَ عنها المساءلة والإدانة".

وأشار الشيخ صنقور إلي أنّ "العالم بأسره الذي يزعم أنَّه يحتفل بيوم العدالة الاجتماعية يقف عاجزاً عن كبح جماح هذه الطغمة المارقة، بل يقف عاجزاً عن إيصال المساعدات الإنسانية إلي شعب منكوب لا مأوي له يحميه من البطش ولا يجد ما يسدُّ به رمقه وما يداوي به جرحاه".

واستغرب أن "تتضافر الجهود الدولية لإيصال المَدَد من الغذاء والعتاة والسلاح لكيان إسرائيل الغاصب والمعتدي ثم يتلكّؤون عن إيصال أبسط المساعدات لشعب غزة المظلوم، بل ويعلنون الحرب علي كل من دفعته الحميَّة إلي مساندة بني جلدته من أبناء غزة الكرام".

وشدّد علي أنّ "ما وقع عند دوار النابلسي في قطاع غزة من استهداف متعمَّد بالأسلحة الثقيلة للمدنيين والنساء والأطفال المحتشِدين انتظاراً لتلقّي مساعداتٍ إنسانية فراح جرّاء هذا الاستهداف المشين، (مخلّفاً) المئات من الشهداء والجرحي، ما هو إلّا مثال صارخ ضمن آلاف الأمثلة المعبرة عن الطبيعة المتوحشّة لكيان اسرائيل الغاصب ودليل ساطع علي ما يرتكبه هذا الكيان من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني المظلوم، الذي تأبي دول الغرب إدانته بل وتعمل جاهدة علي إنكاره والتستُّر عليه".

من جهة ثانية، أكد الشيخ صنقور أنّ "العدالة الاجتماعية تعني التسامح وخلق أجواء التعايش المُفضي إلي تعزيزِ الثقة والتعاونِ علي البرِّ والخيرِ والصلاح والإصلاح".

وقال: "لو التزم المجتمع الإنساني بالعدالة الاجتماعية وعمِل صادقاً علي إرسائها لكان في عافية من الحروب والصراعات والآفات الاجتماعية المدمِّرة كالفقرِ والطبقيَّة والبطالة والجريمة، ولما تهيّأ لذوي المشاريع التوسُّعية الاستحواذ علي مقدَّرات الناس وخيراتهم والتحكم في مصائرهم، ولما تهيّأ لها احتلال البلدان واغتصاب أراضيها وثرواتها واستضعاف أهلها أو تهجيرهم والسفك لدمائهم، والهتُّك لمقدساتهم والتدمير لأحيائهم وأسبابِ معاشهم".

وأضاف أنّ "العدالة الاجتماعيَّة تعني فيما تعني الإنصاف وتكافؤ الفرص في مختلف الشؤون، والتوفير لفرص العملِ اللائق وحماية الفقراء والمعدمين وذوي الحاجات الخاصَّة، وتعني الإصلاح للمؤسسات ومحاربة الفساد والتشريع للقوانين الرادعة عن مقارفتِه والتأسيس للآليات القادرة علي كشف الفساد وملاحقته، وتعني العدالة الاجتماعيَّة نبذ الطائفية والازدراء، والعمل علي شيوع ثقافة احترام الخصوصيَّات الدينية والمذهبية، والوقوفَ علي مسافة واحدة من جميع مكوِّنات المجتمع".