الشيخ صنقور يحذّر من فتنة تغيير المناهج التعليمية

حذّر خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز غرب العاصمة المنامة، الشيخ محمد صنقور، من الفتنة بين أطياف المجتمع التي يسبّبها "التعريض في المناهج التعليمية ووسائل الإعلام والتمييز وتجاهل لحاجات المجتمع"، مشيراً في الوقت نفسه إلی أنّ "إغلاق ملف السجناء يسهم في تعزيز اللُّحمة الوطنيَّة وشيوع أجواء التفاؤل".
الشيخ صنقور يحذّر من فتنة تغيير المناهج التعليمية

وقال الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة اليوم 9 فبراير/شباط 2024، إنّ "الآية المباركة {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} تُحذِّر من الفتنة والتي منها الشقاق والنزاع والتباغض المفضي إلی التراشقِ بين أطياف المجتمع، من طريق السخرية والتوهين لبعضِهم البعض أو وتبادلِ التُّهمِ والتشكيك في النوايا والمقاصد أو الإغراء والتحريض أو التعريض بوطنيَّة مَن لا ترتضي مذهبه العقائدي أو الاجتماعي".

وحذّر من أنّ "كلَّ ذلك وشبهه يكون من تبعات وآثارِ التباغض الذي ينبغي أنْ يُنزِّه أبناء الوطنِ الواحد قلوبهم من التلوُّث به".

ونبّه إلی أنّ "ذلك هو ما يقتضيه الإيمان بالله تعالی وقرآنه والالتزام بتعاليمه وقيمه السامية، وهو ما يقتضيه الحرص علی مصلحة الوطن واستقرارِه وتقدُّمه والارتقاء به إلی ما يطمح له كلُّ محب لوطنه حريص علی أنْ ينعم بالخير والرخاء".

وتابع قائلاً: "الآية المباركة حين تحذِّر من الفتنة فإنَّها تحذِّر من الأسباب المنتجة لها، لذلك يَحْسُن بنا التحرِّي لأسباب الفتنة لكي نعمل جاهدين علی تجنُّبِها أو التخلِّي عنها لو ابتُلينا بها".

وأردف قوله: "مِن تلك الأسباب الهمز واللمز والنبز والتعريض في المناهجِ التعليميَّة أو وسائل الإعلام، ووسائل التواصل، ومنها التمييز في المعاملة والفرص، ومنها الإغفال والتجاهل لحاجات المجتمع وضروراته، ومنها التشدُّد في الموارد التي يكون التسامح فيها أبلغ في تعزيز الاستقرارِ وتقوية اللُّحمة الوطنية"، فـ "منها الإصغاء للمأزومين وتحريضهم، ومنها عدم الاستيعاب لواقعِ المجتمع وتنوُّعِه، وأنّ ذلك لا يضرُّ بوحدته وتماسكه إذا أحسنّا إدارته علی قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات، ومنها الشعور باليأس والإحباط من تحسُّن الوضع المعيشي".

وجدّد الشيخ صنقور تحذيره من أنّ "كلَّ ذلك وشبهه يبذر في الأوطانِ بذور الشقاق، ومع مضي الوقت تستشري وتتجذر عروقها وتغلُظ فتمتصُّ خيرات الأرض وتبسط أغصانها القاسية والمبعثرة علی سطحها ولا تنتج سوی الأشواك والرديء من الزروع، فالحرص علی الأوطان من تداعيات الشقاق والفتن يقتضي المبادرة لمعالجة ما يُنتجها ويتسبَّب في وقوعها".

ولفت الانتباه إلی "ملفات يسهم إغلاقها وتجاوز آثارها في تعزيزِ اللُّحمة الوطنيَّة وشيوعِ أجواء التفاؤل، وعلی رأسها ملفُّ السجناء ومَن ألجأتهم الظروف إلی الخروج من الوطن والذين أُسقطت جنسيتهم علی خلفيَّة أحداث العقد الماضي".

وبيّن أنّ "معالجة هذه الملفّات الإنسانيّة يُعلي من شأن الوطن في الأوساط الدوليّة، ويؤكد اقتداره علی استيعاب أبنائه، ويُطيِّب النقوس ويُنعش الأجواء ويقود إلی المزيد من الاستقرار".

وذكر الشيخ صنقور أنّ "ممّا يُعزِّز الوحدة الوطنيَّة ويشدُّ من أواصرها هو استحضار المشتركات بين أبناء الوطن، وعلی رأسها الدين الحنيف وقِيَمه والعمل علی تأكيد حضوره في الأوساط والمحافل والبرامج والقرارات ونبذ ما يناقضه ويُضعِف من فاعليته".

وأشار إلی أنّ "من المشتركات التي يُسهِم استحضارها في تعزيز أواصرِ الوحدة الوطنيَّة هي قضايا الأمَّة المحوريَّة وعلی رأسها القضية الفلسطينيَّة والتضامن الفاعل مع أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، والذي يسعی العدو الصهيوني الغاشم من أجل التصفية الكاملة لقضيته".

وقال الشيخ صنقور: "أظهرت الحرب علی غزة والإبادة الواسعة التي أوقعها بحقِّ أبنائها أنّ هذا الكيان المتغطرس لا يعرف معنی السلام إلا بالقدر الذي ينزل فيه الآخرون طواعيةً عن كامل حقوقِهم ومقدراتهم"، مضيفاً أنّ "ليس من شيءٍ يعبأ به هذا الكيان سوی مصالحه الشخصيَّة والتمريرِ لمشروعه التوسُّعي، فلا يحجزه عن ذلك عهد، ولا يُثنيه عن المضي في طريقه لغاياته ومآربِه الخبيثة أيُّ اعتبار ديني أو إنساني، فليس من شيءٍ يخشاه ويحول دون تماديه في غيِّه سوی النضال والثبات في طريق الاسترداد للحق أيَّاً كانت كلفته".