الأبعاد المرئية والخفية لرحلة بلينكن الخامسة إلی الشرق الأوسط

سافر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلی غرب آسيا للمرة الخامسة منذ بداية حرب غزة ويدعي أنه يحاول تحقيق وقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة و تنفيذ اتفاق تبادل الأسری. وهي مهمة يبدو نجاحها، بحسب المحللين، صعبا لأسباب مختلفة.
الأبعاد المرئية والخفية لرحلة بلينكن الخامسة إلی الشرق الأوسط

في ظل استمرار الصراعات العسكرية في جنوب قطاع غزة، بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رحلة جديدة إلی الشرق الأوسط بهدف تحقيق وقف إطلاق النار بين الطرفين. النظام الصهيوني والمقاومة الفلسطينية.الغرب يتجه إلی السعودية ومصر وقطر وأراض. وهذه هي زيارته الخامسة للمنطقة منذ بدء عملية اقتحام الأقصی في 7 أكتوبر.

وتأتي هذه الرحلة في الوقت الذي قصفت فيه أمريكا، بحسب بيانها، أكثر من 80 موقعا لجماعات المقاومة في العراق وسوريا، كما نفذت هجمات علی مواقع أنصار الله في اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

ونشرت صحيفة العربي الجديد تقريرا بهذا الشأن وكتبت: "هدف بلينكن من هذه الرحلة الدورية هو مواصلة المفاوضات للتوصل إلی اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين لدی حماس والتوصل إلی وقف إنساني لإطلاق النار يسمح إرسال المساعدات الإنسانية إلی المدنيين في غزة". ومن المتوقع أن يتابع بلينكن اقتراح وقف إطلاق النار الذي تم تقديمه في اجتماع باريس الذي عقد الشهر الماضي مع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين ومصريين وقطريين. وتضمن الاقتراح القائم علی وقف جديد لإطلاق النار وقف الأعمال العدائية لمدة 6 أسابيع وإطلاق سراح الأسری الإسرائيليين مقابل الأسری الفلسطينيين.

وفي إطار هذه الرحلة، توجه بلينكن أمس إلی الرياض والتقی بولي العهد ورئيس الوزراء السعودي محمد بن سلمان؛ واستمرت الزيارة "أكثر من ساعتين" وتوجهت اليوم إلی القاهرة.

وقال مسؤول أمريكي كبير إن الأولوية الرئيسية لجولة بلينكن هي "إرسال رسالة مباشرة إلی دول المنطقة مفادها أن الولايات المتحدة لا تريد أن تری تصعيدا للصراع". وعن سبب الزيارات المتكررة لوزير الخارجية الأمريكي إلی المنطقة، ذكر أنه "من المهم أن تظهر وتقول [مواقفك] شخصياً".

تفاصيل وجهة نظر مصر بشأن غزة

قالت مصادر مطلعة في مصر لـ”العربي الجديد” إن المسؤولين المصريين سيطلعون الوزير الأمريكي في القاهرة علی تفاصيل رؤية بلادهم للأوضاع في قطاع غزة وإنهاء هذه الأزمة، وموقفهم من الوضع في قطاع غزة. العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا وحدود مصر في محيط سيناء سوف تشرح ذلك بوضوح.

وفي الوقت نفسه، تثير زيارة وزير الخارجية الأميركي تساؤلات حول قدرته علی تحقيق تقدم في عملية التوصل إلی وقف جديد لإطلاق النار بين الطرفين المتحاربين.

وفي حديث لـ"العربي الجديد" قال أحد قادة حماس "عبد الرحمن شافت" إن تأخر الحركة في الرد علی مقترح باريس "يأتي في إطار استكمال المشاورات الداخلية والوطنية من أجل التوصل إلی الصيغة الأفضل" الذي يحقق حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة بعد كل هذه البطولات". ويضمن الصمود والإخلاص.

وأكد: أن "الإطار المقترح يتجاهل المطالب الأساسية لشعبنا والتي لا يمكن تجاوزها، والتشاور حول خطوات وتفاصيل الإطار وإعداد القضايا المطروحة يحتاج إلی مزيد من الوقت".

ومن غير المرجح أن تستسلم تل أبيب لضغوط بلينكن

واعتبر النائب عن المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية مختار الغباشي احتمالية نجاح رحلة بلينكن في تحقيق وقف إطلاق النار أمراً مستبعداً، وقال: "قد يحدث هذا في العالم العربي!".

وأوضح: "من الممكن أن يكون بلينكن يريد الضغط علی إسرائيل للاستسلام لمطالب المجتمع الدولي والحكم العاجل لمحكمة العدل الدولية وطلب المساعدة الضعيفة من العديد من دول العالم لوقف الحرب". في غزة... لكن الحقيقة أن رحلات بلينكن أدت دائما إلی تصعيد الصراعات. رحلاته الأربع السابقة تثبت أنه بعد دقائق من مغادرة بلينكن تل أبيب، بدأت إسرائيل صراعات غير مسبوقة، وهذه هي خطورة زيارة بلينكن".

وأكد: "الأمر ليس سهلا، ما هو ضروري لمنع الوضع من الانفجار هو تحقيق وقف إطلاق النار، لأن ذلك سيؤدي إلی تهدئة الوضع في لبنان، والوضع في البحر الأحمر والمضائق، والجماعات التي تنشط". الولايات المتحدة تقاتل معها في العراق وسوريا». متورط مسترضي.. ومن يمنع تحقيق اتفاق بين المقاومة والإسرائيليين هو بنيامين نتنياهو. يقول لا للمبادرة الفرنسية بأدب، ويتحدث عن الخروج من خان يونس والدخول إلی رفح، وهو ما يعني تصعيد التوترات الإقليمية من خلال خلق توترات جديدة مع مصر. ولا يزال نتنياهو يصر علی مواصلة الحرب، لأنه يعتبر ذلك إنقاذا لنفسه وحكومته.

في المقابل، يقول الكاتب ومحلل القضايا الأوروبية والدولية حسام شاكر: "من الصعب الحديث عن إمكانية التعارض بين مطالب إسرائيل ومطالب المقاومة الفلسطينية. ولا بد من الإشارة إلی أن مطالب ومعايير المقاومة ثابتة وواضحة، في حين أن الجانب الإسرائيلي "لديه خلافات وتناقضات داخلية".

وأضاف: "نتنياهو يعارض باستمرار، فيما يطرح المعسكر السياسي والحربي والفصائل المختلفة في حكومته مواقف متناقضة حول أولوية إخراج الأسری من قطاع غزة". من الصعب الحديث عن قدرة حكومة نتنياهو علی اتخاذ موقف متفق عليه علی الساحة السياسية.

وأوضح أنه من وجهة نظر المقاومة، هناك مسائل غير مقبولة في خطة وقف إطلاق النار المقترحة، لكن من الصعب علی إسرائيل اتخاذ قرار بشأن هذا الاتفاق المزعوم، لأن اتخاذ أي قرار قد يؤدي إلی مزيد من الانقسامات الداخلية. خاصة أن بعض الفصائل الموجودة في الحكومة الإسرائيلية، مثل الوزير بتسلئيل سموتريتش، قد تری في ذلك نوعاً من التنازل وبالتالي قد يؤدي إلی تهديد مستقبل التشكيلة الوزارية الحالية.

من ناحية أخری، قال النائب عن مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية عمرو هاشم ربيع، إن سبب عدم استقرار مفاوضات وقف إطلاق النار يعود إلی مخاوف الجانبين. فمن ناحية، تشعر إسرائيل بالقلق من الشعار الذي أطلقته في بداية الحرب ولم تتمكن من تحقيقه، وهي في وضع من صعد إلی أعلی شجرة ولا يستطيع النزول. ومن ناحية أخری، فهو قلق من المجتمع الدولي وتقليص الدعم وانهيار الحكومة والمعارضة.

وأضاف: لكن الجانب الفلسطيني يشعر بالقلق من ثمن كل هذه التضحيات والتضحيات، ويری أنه يجب دفع ثمن يتناسب مع حجم الأضرار التي لحقت بإسرائيل، كما يشعر بالقلق من شعبيتها بعد المجاعة والحصار الرهيبين. فماذا سيكون الوضع علی الجانب الإسرائيلي؟