لماذا لا تسمح البحرين بإقامة حملات الدعم والتضامن مع غزة؟

قبل أيام أصدرت ما يقرب 30 منظمة من منظمات المجتمع المدني في البحرين بما فيها جمعيات سياسية محسوبة تقليدياً علی الموالاة، بياناً استنكرت فيه منع السلطات البحرينية إقامة حملات الدعم والتضامن مع غزّة وشعب فلسطين.
لماذا لا تسمح البحرين بإقامة حملات الدعم والتضامن مع غزة؟

وجددت الجمعيات خلال بيانها تكرار مطالبتها بإلغاء اتفاقات التطبيع مع الكيان الصهيوني، لكن بيانها لم يصل - كما كان متوقعا - لصفحات الصحف الرسمية، فضلاً عن نقاشه في أروقة الدواوين ومراكز صنع القرار في البلاد.

لقد طرح البيان الصادر عن "المبادرة الوطنية البحرينية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني" تساؤلاً جوهرياً حول المنع المستمر من قبل السلطات للترخيص لأي حملات دعم وجمع أموال وتضامن مع غزة، باستثناء مسيرة يتيمة في مدينة المحرّق بعد أسابيع من العدوان الغاشم علی قطاع غزّة.

وجدير بالذكر هنا القول أن كل الفعاليات المعارضة والمناهضة للكيان والمؤيدة للمقاومة والشعب الفلسطيني علی الأرض وفي الشوارع (باستثناء مسيرة المحرّق اليتيمة)، هي فعاليات غير مرخّصة عرّضت عشرات المواطنين للملاحقة الأمنية والقضائية.

للإجابة علی هذا السؤال يكفي الإشارة إلی حفلة الفرقة الغنائية "مارون  5" المزمع عقدها في مسرح الدانة بعد أيام فقط، علی الرغم من الدعوات المتزايدة المطالبة بوقفها، خصوصاً وأنها من الفرق المؤيدة لإسرائيل، والتي سبق لها أن أقامت حفلاً غنائياً فوق قرية الجريشة التي تعرضت للتطهير العرقي في نكبة 1948، بالإضافة لمواقف مغنيها الرئيسي آدم ليفين الداعمة بشكل مطلق للكيان.

إن هذا الحدث يجيبنا علی التساؤل باختصار، إن هذه الأسرة التي تحكم البلاد اليوم قررت الوقوف بشكل شبه مطلق مع الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة في حربهم ضد غزّة وكل من يتضامن معها في المنطقة، وما انضمام البحرين إلی التحالف البحري لمواجهة الجيش اليمني الذي أغلق المضائق بوجه السفن المتجهة إلی الكيان إلا خير دليل علی ذلك.

تصر أسرة آل خليفة علی تحدي مشاعر الشعب دون اكتراث، هي لا تقرأ التاريخ، ولا تنظر إلی الملكيات التي انفصلت عن شعوبها وكيف انتهی بتلك الملكيات المطاف، هي تكرر الأخطاء ذاتها، وتظن واهمةً أن
الارتماء في أحضان الولايات المتحدة والكيان العنصري البغيض سيثبت أركان حكمها، كم هي مخطئة هذه الأسرة.

المصدر: مرآة البحرين