العلامة الصنقور: فما عاد من رجاءٍ يُرتَقب إلا ممَّن عقدوا العزمَ علی مساندة أهل غزة - أيًّا كان الثمن

العلامة صنقور في خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق عليه السلام: كلُّ ما جری بمرأی ومسمعٍ ممَّن يُنتظر منهم النخوة والحميَّة، فما عاد من رجاءٍ يُرتَقب إلا ممَّن عقدوا العزمَ علی مساندة أهل غزة - أيًّا كان الثمن - بما يُتاح لهم من إمكانيات، وصدقوا فيما وعدوا فأبلوا بلاءً عظيمًا يرضاه اللهُ تعإلی
العلامة الصنقور: فما عاد من رجاءٍ يُرتَقب إلا ممَّن عقدوا العزمَ علی مساندة أهل غزة - أيًّا كان الثمن

حول ملفِ البطالة والذي ما زال يراوحُ مكانه بل هو يزداد تعقيدًا بمرور الوقت، فطبيعةُ هذا الملف حين عدم المبادرةِ لمعالجته الجذريَّة تقتضي ازدياد أعداد العاطلين وأشباهِ العاطلين فيصبحُ مثقلًا بالكثير من العوائق والعقبات.

والمعالجاتُ التي يخرج بها علينا بعضُ المسئولين لو قبلنا بأنَّها جدِّية لكنَّ الواقعَ والأيام أثبتت عدمَ جدواها في حلحلة هذا الملف، فما زال العاطلون يقبعونَ في بيوتهم وما زال أشباهُ العاطلين يتجرَّعون مرارة الترقُّب أملًا في أنْ يحظوا بوظائفَ تليقُ بتخصُّصاتِهم وقدراتِهم وتكفي أجورُها لسدِّ عوَزهم وتأمين العيش الكريم لهم خصوصًا وأنَّ هؤلاء العاطلين وأشباهَهم يجدونَ أنَّ هذه الوظائف التي يرونَ في أنفسِهم القدرةَ علی شغلِها يشغلُها الأجنبيُّ والعمالةُ الوافدة والتي هي في ازديادٍ ملفتٍ دون أفقٍ يبعث علی الرجاء في تقليصِها والاستعاضةِ عنها بالكوادر الوطنيَّة.

حول غزَّة التي مازالت تنزفُ، ومازال العدوُّ الصهيوني المتوحِّش يُعربدُ في أحيائها يقتلُ الأطفالَ والنساءَ والآمنين دون أنْ يرفَّ له جَفنٌ، ويهدمُ البيوت علی ساكنيها، ويقصفُ المستشفيات والمدارس ومقرَّات الإيواء بالأسلحة المحرَّمة وُيشدِّد من حصاره وتجويعه ومنعِه لإغاثتهم بشيءٍ من الماءِ والدواءِ والغذاء،

كلُّ ذلك بمرأی ومسمعٍ ممَّن يُنتظر منهم النخوة والحميَّة، فما عاد من رجاءٍ يُرتَقب إلا ممَّن عقدوا العزمَ علی مساندة أهل غزة - أيًّا كان الثمن - بما يُتاح لهم من إمكانيات، وصدقوا فيما وعدوا فأبلوا بلاءً عظيمًا يرضاه اللهُ تعإلی ويرتاحُ له الضمير ويُمجِّده التأريخ فقدَّموا الشهداءَ والجرحی علی طريق القدس، وتكبدوا الجليلَ من العناء والجُهد صابرينَ محتسبينَ غيرَ عابئينَ بأساطيل الدولِ النافذةِ وبوارجِهم واعتداءاتهم

حتی ضاقت إسرائيلُ وداعموها من جهادِهم وبسالتِهم وحُسنِ أدائهم ذرعا، ودبَّ الوهن والخوار في نفوسِهم، ولن يتوانی هؤلاءِ الصادقون عن المزيدِ من النكاية بالعدوِّ والاستهدافِ لمصالحِه وأجنادِه وعتادِه ومقرَّاته ما لم يرعوي عن غيِّه وعدوانِه عن أهل غزَّة الكرام.

ورائدُهم في مُصابرتهم وثباتِهِم قولُ الله تعالی: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾.

أختمُ بالإشارة إلی المُقترَح المستهجَن دينيًا وشعبيًا من جعل الأحد بدلًا من يوم الجمعة عطلةً رسميَّة، ولا يعدو هذا المقترح التنكرَ عن قصدٍ أو غيرِ قصد لهويَّة البلد الدينيَّة والارتهانَ للأعراف الغربيَّة والتي – بالمناسبة – لم تقبلْ التخلِّي عن اعتمادِ الأحد عطلةً رسمية انسياقًا مع الدين الذي تُؤمن به شعوبُها.