من المستفيد من الهجوم العسكري الأمريكي والبريطاني علی اليمن؟

ووفقاً لتحليل مجلة "إيكونوميست" الإنجليزية، فإن الهجوم العسكري الأمريكي والبريطاني الأخير علی اليمن زاد من ثقل قوة صنعاء وشعبيتها كقوة إقليمية، وفي الوقت نفسه فشل في وقف الهجمات ضد السفن الإسرائيلية.
من المستفيد من الهجوم العسكري الأمريكي والبريطاني علی اليمن؟

 "من غير المرجح أن يتم إيقاف [حركة أنصار الله]، التي خرجت من حرب استمرت 9 سنوات أقوی، من خلال بضع هجمات من قبل قوات التحالف". وشككت مجلة "الإيكونوميست" الإنجليزية في هجمات التحالف الأمريكي والبريطاني علی اليمن بهدف ردع الهجمات ضد السفن الإسرائيلية.

وفي تقرير طويل حول عواقب الهجمات الأمريكية البريطانية الأخيرة علی اليمن، كتبت هذه النشرة أن هذه الهجمات تزيد من قوة اليمن، لأنه قوة في صراع مع القوی العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل والعديد من الدول. البلدان.

ومضی الكاتب قائلا: "لقد أثبتت صنعاء بالفعل قدرتها علی الصمود، عندما صمدت في وجه التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والذي يهاجم اليمن منذ مارس/آذار 2015، عندما اعتقد المسؤولون السعوديون أنها تستطيع الاستيلاء علی السلطة في غضون 6 أشهر". أسبوع الحرب، لكن بعد 9 سنوات ما زالوا يحاولون الخروج من مستنقع اليمن".

وبحسب هذه المذكرة، خلال هذا الوقت، "قاتل السعوديون أكثر من الأعلی" ولكن في النهاية أصبح من الواضح أن "الضربات الجوية غير فعالة في إضعاف اليمن".

وبحسب فابيان هاينز، الباحث الدفاعي والعسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فقد تم تجهيز القوات المسلحة اليمنية بمخزون مختلف من الصواريخ المضادة للسفن التي يصل مداها إلی 800 كيلومتر خلال العقد الماضي، ويوجد حالياً 6 أنواع مختلفة من هذه الصواريخ يمتلكها في ترسانته.

وبحسب صحيفة الإيكونوميست، فإن التحذيرات الغربية والإفصاحات الإعلامية أعطت اليمنيين أسابيع لتحريك وإخفاء أسلحتهم، وكثير منها صغير الحجم ومحمول نسبيا، ومن غير الواضح حاليا مقدار نجاة هذه الترسانة من القصف. وإذا ظلت هذه الترسانة سليمة إلی حد كبير، فمن الممكن أن يوسع اليمنيون نطاق هجماتهم، و"علی المدی الطويل، سوف تكون صنعاء قادرة علی تعويض الضرر" وتزويدها بصواريخ جديدة مضادة للسفن يمكن تجميعها بسهولة. . .

كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن العثور علی أهداف لهجمات الجمعة والسبت في اليمن كان أصعب مما اعتقدت واشنطن، وتراجعت العديد من القدرات العسكرية والهجومية للجيش اليمني بعد الغارة الأميركية. والغارات الجوية البريطانية، ولا تزال سليمة.

وكتبت مجلة الإيكونوميست أن المواجهة مع الغرب تعود بفوائد كثيرة علی حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية، لأن عملها في تطويق إسرائيل نال إعجاب العالم العربي وأثار مشاعر أنصار فلسطين، في وقت كان معظم وكان الحكام العرب يتابعون الحرب في غزة. وهم جالسون وفي مثل هذه البيئة فإن هجمات التحالف الأمريكي ضد اليمن ستؤدي إلی زيادة شعبية أنصار الله في ظل تصاعد العداء ضد واشنطن بسبب دعمها لإسرائيل.

ومن النتائج الأخری لهجمات التحالف الأمريكي علی صنعاء تعزيز موقف حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية في عملية مفاوضات السلام مع المملكة العربية السعودية. ربما قبل سنوات قليلة، دعم السعوديون هجمات الغرب علی اليمن، لكنهم اليوم في موقف حساس ومع الخبرة التي لديهم من حرب 9 سنوات مع اليمن، خوفا من أن يقرر اليمن استهداف الخليج الفارسي. الدول التي تمتلك صواريخ أو طائرات مسيرة، تطلب الهدوء.

وتخلص المذكرة إلی أن واشنطن لا تريد الدخول في صراع طويل آخر في الشرق الأوسط، في حين أن صنعاء ليست قلقة من ذلك، حيث كان أداء قواتها أفضل في الحرب مع التحالف السعودي وقوات الرئيس اليمني السابق. بالإضافة إلی ذلك، فإنهم الآن "مسرورون بالتأكيد لإضافة واشنطن إلی عملياتهم المفتوحة".