النظام الخليفيّ ينجرّ «منصاعًا» وراء أسياده ليكون كبش فداء في مواجهتهم مع اليمن

أجری وزير الخارجيّة الأمريكيّ «أنتوني بلينكن» ما وُصف بالزيارة المفاجئة وغير المعلنة للبحرين يوم الأربعاء 10 يناير/ كانون الثاني 2024، ضمن جولته في منطقة الشرق الأوسط، بحثًا عن حلفاء يدعمون مخطّطات إدارته الإجراميّة في المنطقة ولا سيّما في اليمن
النظام الخليفيّ ينجرّ «منصاعًا» وراء أسياده ليكون كبش فداء في مواجهتهم مع اليمن

هذه الزيارة «المفاجئة» اختصرت الموقف الأمريكيّ تجاه النظام الخليفيّ إذ إنّ الأمريكان يرون فيه «البيدق» الضعيف في لعبتهم، يسيطرون عليه كيفما يشاؤون ويجعلونه في المقدّمة ليتلقّی عنهم الضربات.

اللافت أنّ بلينكن التقی مباشرة، ومن دون مواربة، رأس الهرم الخليفيّ المدعوّ «حمد عيسی الخليفة»، وتمخّض عن هذا اللقاء أن ثبّت النظام قراره بالانضمام إلی التحالف الدوليّ في البحر الأحمر لمواجهة اليمن «فعليًّا» علی أرض الواقع، ليكون الشريك العربيّ الوحيد للولايات المتّحدة في مواجهة اليمن، وحماية مصالح الكيان الصهيونيّ.

لم ينشر الإعلام تفاصيل عن كيفية إقناع بلينكن لحمد، أبالتهديد والوعيد أم بالوعود والإغراءات؟ لكن تصريح «بلينكن» بأنّ النظام الخليفيّ حليف مهمّ وحاسم للولايات المتّحدة، فهو يستضيف الأسطول الأمريكيّ الخامس، وهو شريك في التّحالف الدوليّ البحري ضدّ اليمن، قد يُفهم علی أنّه ترضية لحمد الذي رضخ للمرّة الثانية للأمريكيّ مطيعًا إيّاه طاعية عمياء.

ليل الخميس- الجمعة (11-12 يناير/ كانون الثاني الجاري) أعلنت أمريكا شنّ عدوان عسكريّ علی اليمن بالتعاون مع بريطانيا وبدعم عددٍ من الدول بينها النظام الخليفيّ، الذي حلّ في المرتبة الثانية في تعداد الحلفاء، كترضية ثانية، حيث جاء مباشرة بعد أستراليا وسبق كندا، وهولندا، والدّنمارك، وألمانيا، ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبيّة.

سيّدا النظام الخليفيّ من العرب «النظامان السعوديّ والإماراتيّ» استغلّا زجّه في هذا العدوان عنهما ليخرج السعوديّ بتصريح أعرب فيه عن قلقه البالغٍ مما أسماه «العمليّات العسكريّة» التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجويّة التي تعرّض لها عدد من المواقع في الجمهوريّة اليمنيّة، ودعا إلی ضبط النفس وتجنّب التصعيد في ظلّ ما تشهده المنطقة من أحداث، أمّا الإماراتي فهو أيضًا أعرب عن قلقه ولكن ليس من الهجمات الأمريكيّة- كما يفترض- بل من تداعيات الاعتداءات علی الملاحة البحريّة في منطقة باب المندب والبحر الأحمر.

بالعودة إلی النظام الخليفيّ والبحرين، لا يختلف اثنان في وعي قائد حركة أنصار الله «السيّد عبد الملك الحوثي» فهو يری «آل خليفة في البحرين عبيد للصهاينة»، وهم لا يمثّلون شعب البحرين الثائر والعزيز والمظلوم، فهم فقط المتورّطون في مفاسد وجرائم أخضعتهم لليهود الصهاينة، بينما موقف شعب البحرين هو موقف شريف ونزيه وعظيم تجاه الشعب الفلسطينيّ، ولعلّ هذا أحد أسباب عدم الردّ اليمنيّ – حتی الآن- علی النظام الذي أباح البحرين لقاعدة الأسطول الخامس وافتتح وكرًا للصهاينة في المنامة، وهما من الأهداف المباحة لحركة أنصار الله التي أخذت قرار الردّ علی الضربات الأمريكيّة أينما ومتی شاءت.

المعارضة في البحرين ومن خلفها أبناء الشعب بكلّ أطيافه أعربوا عن رفضهم كلّ هذه المقامرات التي ينجرّ إليها النظام الخليفيّ «منصاعًا» وراء أسياده ليكون كبش فداء في مواجهتهم مع اليمن، بل أكّدوا استنكارهم للاعتداءات الأمريكيّة ووقوفهم إلی جانب الشعب اليمنيّ، فهل يعي النظام الخليفيّ أيّ مستنقع رمی نفسه فيه؟ وألا يدرك أنّه بمخاضه سيلد فأرًا؟