بقدر ما تتزاوج إراداتُ الأنظمةِ وهمومُ الشُّعوبِ تتشكَّلُّ المساراتُ النَّاجِحةُ التي تدفع في اتِّجاهِ (إصلاحِ الأوطانِ)، وفي اتِّجاه (حمايةِ الأوطان) من كلِّ التَّشظِّياتِ، والتَّأزماتِ والتَّوتراتِ.
فما أجمل الأوطانِ حينما تتلاقي الإراداتُ: إراداتُ الخيرِ والصَّلاحِ، إراداتُ البناءِ والإعمار، إرادات التآزر والتَّعاون.
وما أجمل الأوطانِ حينما تكونُ مَمْلُوءةً بالمحبَّةٍ والتَّسامح، ومملوءةً بالتَّآلفِ والتَّقاربِ، ومملوءةً بالهدوءِ والاستقرار، ومملوءةً بالرِّضي والاطمئنانِ، ومملوءة بالتَّحاورِ والتَّفاهمِ.
وكم هي الكارثةُ علي الأوطانِ حينما تزدحمُ فيها الكراهيَّةُ والتَّعصُّبُ، وحينما يزدحمُ فيها التَّباغضُ والتَّباعدُ، وحينما يزدحمُ فيها القلقُ والاضطرابُ، وحينما يزدحمُ فيها التَّأزُّمُ والتَّوتُّر، وحينما يزدحمُ فيها اليَّأسُ والإحباط.
هكذا تتشكَّلُ الخيارات في داخلِ الأوطان. تتشكَّلُ الخياراتُ الصَّالحةُ حينما تكون الأنظمة صالحةً والشُّعوبُ صالحةً. وتتشكَّلُ الخيارات الفاسدةُ حينما يغيب صلاحُ الأنظمة، وحينما يغيبُ صلاحُ الشُّعوب أو حينما يغيب صلاح أحدهما.
صحيح أنَّ صلاحَ الأنظمة هو العاملُ الأساسَ والأقوي في صلاحِ الأوطان، بيد الأنظمة كلُّ القُدُراتِ والإمكاناتِ ما لا تملكه الشُّعوب. ويبقي دور الشُّعوبِ مهمًّا. وتبقي المطالبُ العادلةُ للشُّعوب هي الأساس.
ويبقي الحوار بين الأنظمة والشُّعوب هو المنطلق، ويبقي حبُّ الدِّين والوطن هو المرتكز.