إنها غزة هاشم .. طائر الفينيق الذي يخرج من تحت الرماد.. تقاوم وستنتصر.

كلمة الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني في الوقفة التضامنية "عدو واحد.. مصير واحد" - 5 يناير 2024
إنها غزة هاشم .. طائر الفينيق الذي يخرج من تحت الرماد.. تقاوم وستنتصر.

مساؤكم أيها الأحبة مقاومة ونصر. نصرٌ مُؤزَّرٌ يتفجر من هناك ... من غزة العزة والكبرياء والشموخ، حيث الصمود والمقاومة والنصر القادمُ المُخَضَّبُ بدماء وأشلاء الشهداء الأطفال والنساء والشيوخ... درب مخضب بدماء الأبطال الذين كتبوا التاريخ في يوم الطوفان، فأنهوا أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، ليس فقط في مستوطنات غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر، بل أيضا في شوارع القطاع الذي يخرج المقاتلون من جَوفِهِ كالقضاء المُبْرَمُ ... يصبّونَ حِمَم بنادقهم، ويحولون فخر صِناعة الدمار والموت "الميركافا" إلی خردة تجرها أذيال الهزيمة.. فيَهْرَع الجُندُ إلی إخفائها عن الأعين ويضعون ألف رقيب كي لا تتسرب الصورة. لكن صُناع التاريخ يقفون كالطَّودِ..... واحد يضع يده علی الزناد وآخرُ يُحدِّقَ بعينه في الكاميرا ليأخُذَ مع آلة القتل آخر صورة لها في الميدان.. إنها غزة هاشم .. طائر الفينيق الذي يخرج من تحت الرماد.. تقاوم وستنتصر.

ففيها ساحة التحام تدك الطغاة وبقايا العروش. والبوصلة التي لا تشير إلی القدس هي بوصلة مشبوهة بحاجة لإعادة توجيه نحو الأقصی.

**

أيها الحضور الكريم،،، نحن اليوم أمام إحتلالٍ تَمَرَّغَ أنفُه في تراب هزيمة 7 أكتوبر، فراح يتصرفُ بِهِسْتِيرْيَا كالثور الهائج الفاقد لتوازنه، المدعوم أميركيا وغربيًّا بتواطئ أغلب مكونات النظام الرسمي العربي.. نظام سقطت عنه ورقةُ النُّوتِ منذ اليوم الأول للطوفان، عندما أشاح بوجهه عن غزة وهي تعتصر من حصار دام ودمار لا نظير له، فالمعابر مغلقة بتفاهمات يقررها الكيان الغاصب...

نحن أمام عدو مُركَّبٍ يُمثّل كلَّ قِوَی الشرّ والعُدوان، لا يتردد من الهروب إلی الأمام للتغطية علی ورطته في غزة، وفَتْح جبهات أخری يرتكب فيها فظائعه، فأقدم قبل أيامٍ علی تنفيذ عملية جبانة خسيسة في الضاحية الجنوبية لبيروت، أستهدف فيها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري ورفاقًا له، في خَرْقٍ فَاضِحٍ للسيادةِ اللبنانية ولقَواعِدِ الاشتباك ومعادلاته هناك، بينما يستمر عدوانه علی القری الجنوبية الصامدة، في محاولات يائسة لإسكات صواريخ المقاومة اللبنانية التي تَدُلُّ مستوطناته وتُوجِعه، إسنادًا لغزة وأهلها.

لقد تَمَرَّسَ الشهيد العاروري في النضال والجهادِ ضِدَّ الاحتلال مُنذُ نُعومةِ أَظَافِرِه، فدخل السجون الصهيونية سنواتٍ طويلةٍ ومَرَّاتٍ عديدة، ثم قرَّرَ الاحتلال إبعاده عن وطنه فلسطين، فَتَنَقَّلَ في الشِتَاتِ من أجل فلسطين والقدس ودُرَّتها المسجد الأقصی، حتی استقر به المقام في بيروت، حيث الجغرافيا الجاذبة للمناضلين، وحيث يطل صالح علی فلسطين كلما هفا قلبه لأرضها المباركة.

رحل شهيدًا علی طريق القدس، فجاء الخبر لأُمِّه .. أجمل الأمهات، التي تَلَقَّتْ نَبَأَ استشهاده فبكت دمعتين ووردةً.. ولم تَنْزَوِي في ثياب الحداد، بل زَفَّتْهُ عريسًا لِلْجَنَّةِ مع الشهداء والصديقين.

إننا ندين بأشد العبارات إغتيال الشهيد العاروري ونستنكر جريمة العدو النكراء. ونتذكر أن الشهيد ناضل أيضا من أجل الوحدة الفلسطينية، بشهادة قادة كلّ الفصائل، فأكثر ما نحتاجه اليوم هو وحدة الموقف ووحدة البندقية المصوبة نحو عدو غادر .... وحدة لم تعد تَرَفًا، بل ضرورةً مُلِحةً للدفاع عن أهلنا المحاصرين في غزة والضفة الغربية وأراضي الـ48.. حماية البندقية المقاتلة بالوحدة الوطنية الفلسطينية الميدانية وتحصينها من قبل الشعوب العربية وأحرار العالم الذين يَهبُّون مناصرين، رفضًا للعدوان والمطالبة بِوَقْفِهِ فورا.

**

إن شعار هذه الفعالية التضامنية هو: "عدو واحد .. مصير واحدٌ " .. شعار يتجسد بوحدتنا جميعًا هنا في البحرين، علی أرضية "فلسطين تجمعنا"، وباستمرار دعمنا للمقاومين في فلسطين وكل الساحات، وهُم يواجهونَ بَرابِرَة العصر ونَازِيّيه الجُدد، والفاشِيِّينَ الذين لا يترددون عن سرقة أعضاء الشهداء .. بل وخطف الأطفال الرضع وترحيلهم إلی المستوطنات في سقوط أخلاقي جديد رغم محاولات الإحتلال إخفاء وجهه النازي الذي تكشفت حقيقته، كما تكشفت حقيقة المتعاونين معه والداعمين له سِرا وعلانية.

إن هذا الإحتلال هو عدو للأمة جمعاء ويتصرف علی هذا الأساس، ومصير الأمة واحد. فليست فلسطين وحدها التي يريد العدو احتلالها وإخضاعها، إنما كل الدول العربية مستهدفة؛ سوريا ولبنان ومصر والأردن والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي.... كلنا مستهدفون من المحيط إلی الخليج، والكيان لا يُفرّق بيننا إلا في بعض التفاصيل. فهو يرانا "كحيوانات بشرية".. كلنا، حكام ومحكومون، وعلينا أن نتوحد ضدَّه وهو يَتَغَوَّلُ في إجرامه، وذلك بوقوفنا موحدين مع فلسطين وأهلها .. فَإِمَّا أن ننهض جميعًا أو يقتلوننا فُرَادَی وجَمَاعات.

واجب علينا العمل موحدين علی مقاطعة داعمي الكيان الصهيوني والاستمرار في مناهضة التطبيع والمطالبة بإلغاء اتفاقياته المشينة.

"سَنَظَلُّ نَحْفُرُ في الجدار

إِمَّا فَتَحْنَا ثَعْرَةً لِلنُّورِ

أو مُتنَا علی وَجْهِ الجِدار".

ونؤكد علی ثباتنا بحضورنا الكثيف في مثل هذه الفعاليات. فَرَغمِ الصِّعَابِ إِلا أَنَّ "لحظةً في الظلام لا تسلبنا النظر والبصيرة والإيمان بالمستقبل الذي هو بلا شك للشعوب الحرة.

المجد والخلود للشهداء

الشفاء العاجل للجرحی والمصابين....

عاشت فلسطين.. والخزي للمتخاذلين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.