ماذا يحدث في "غوانتانامو" بغزة؟

ومع كشف صحيفة "هآرتس" عن معتقل الصهاينة الرهيب في جنوب قطاع غزة والتعذيب الشديد الذي يتعرض له اللاجئين الفلسطينيين، قدمت منظمة حقوقية أدلة جديدة علی الإعدام الميداني لهؤلاء الأسری.
ماذا يحدث في

"يتم احتجازهم في أماكن مثل أقفاص الدجاج والديكة في الهواء الطلق، دون ماء وطعام، ومقيدين ومعصوبي الأعين خلال النهار". هذا هو تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن المدنيين الذين اختطفهم جنود إسرائيليون من قطاع غزة ونقلوهم إلی ثكنة في جنوب فلسطين المحتلة منذ أسابيع.

ودعت هذه المنظمة الحقوقية، يوم الثلاثاء 19 ديسمبر/كانون الأول، إلی إجراء تحقيق دولي محايد في قضية المدنيين الفلسطينيين المحتجزين في قطاع غزة، وأعلنت أن الأدلة التي جمعها تقرير الأمس لصحيفة "هآرتس" العبرية بشأن الإعدام الميداني لـ "الأسری الفلسطينيين" "في ثكنة "سعدية تيمان" الواقعة في المسافة بين بئر الصباح وقطاع غزة، قيد التحقيق، الأمر متطابق تماماً".

وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الجيش الإسرائيلي يدعي أن المعتقلين يشتبه في تورطهم في عملية اقتحام الأقصی، وبعد التحقيق معهم، إذا ثبت عدم تورطهم في هذه العملية، فسيتم إطلاق سراحهم وإعادتهم إلی المسجد الأقصی. قطاع غزة.

لكن المنظمة اعتبرت هذا المعسكر الإسرائيلي بمثابة "غوانتانامو" جديد يتم فيه استجواب السجناء الفلسطينيين من صغيرهم إلی كبيرهم وأعينهم وأيديهم مقيدة في منطقة مسيجة. وفي ساعات الليل، تضاء الأضواء أيضًا علی رؤوسهم.

وكان النظام الصهيوني قد اختطف 1200 مدني فلسطيني من المناطق السكنية والملاجئ التي أنشئت لإيواء النازحين منذ بداية التوغل البري في قطاع غزة. وفي السابع من ديسمبر/كانون الأول بث التلفزيون الصهيوني صوراً لعشرات الفلسطينيين في قطاع غزة، وأعلن أن هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يجلسون عراة علی الأرض في برد الشتاء المبكر، تم أسرهم خلال عملية شمال قطاع غزة. وتم نقلهم إلی مراكز الاعتقال الإسرائيلية.
وبعد نشر هذه الصور التي أعادت للأذهان، بحسب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، معاملة تنظيم داعش لأسراه في سوريا والعراق، ادعی جيش الاحتلال أن هؤلاء الأشخاص هم من قوات حماس، لكن هذا بحسب العديد من المحللين والمراقبين. مجرد محاولة للاستفادة من تل أبيب، وبعد أسابيع كانت الحرب. خاصة وأن بعض هؤلاء الأسری قالوا بعد إطلاق سراحهم إن المحتلين أجبروهم علی حمل السلاح وقاموا بالتقاط صور لهم لإعطاء الانطباع بأن الأسری ليسوا مدنيين.

"تعرض كبار السن للضرب المبرح والمعاملة المهينة، وكانت أيدينا وأرجلنا مقيدة حتی أثناء نقلنا إلی مركز الاحتجاز، وإذا طلب منا أحد أي شيء، كانوا يقابلون بالعنف والشتائم. وشاهدت بأم عيني أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار بشكل مباشر علی خمسة من المعتقلين وقتلوهم". وهذه مجرد واحدة من الشهادات المسجلة في منظمة هيومن رايتس ووتش الأورومتوسطية.

كما أكدت صحيفة هآرتس وفاة بعض هؤلاء الأسری بسبب ظروف الاعتقال القاسية. إلا أن هذه الصحيفة لم تقدم إحصائيات دقيقة بهذا الخصوص، وكتبت: أحد المعتقلين، والذي كان يعمل سائقا في قطاع غزة، كان بحاجة إلی الرعاية الطبية، التي حرم منه، وتوفي في النهاية.