ابن سلمان من مصر إلی تركيا و الأردن

جولة إقليمية لمحمد ابن سلمان بين مصر و تركيا والأردن وبدء طي صفحة تهميش ابن سلمان
ابن سلمان من مصر إلی تركيا و الأردن

تأتي زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الإقليمية إلی كل من مصر و تركيا و الأردن قبل ثلاثة أسابيع من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلی السعودية وهذا ما قد يشير إلی بدء طي صفحة تهميش ولي العهد السعودي دولياً بعد جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018 في السفارة السعودية في تركيا.

بالطبع يمكن لأي قارئ و متابع للأحداث الإقليمية في هذه الفترة وعلی الأخص في المنطقة العربية أن يتوقع الكثير من أسباب هذه الرحلات و الزيارات، ولا يخفی علی أحد أن أهم سبب قد تتبعه إحدی الدول من أجل تقوية علاقاتها مع السعودية هو من أجل الدعم الإقتصادي و الإستثماري السعودي فمصر مثلاً لا غنی لها عن المعونات الخليجية عموماً و السعودية علی وجه الخصوص فيما تعاني تركيا في الوقت الحالي من ركود اقتصادي واضح و متزايد حيث أن عجلة الإقتصاد التركية تسير ببطئ شديد وهنا يمكن القول أن هذا الركود الإقتصادي التركي بدأ بعد هجوم تركيا اللاذع و الحاقد علی ابن سلمان بعد أحداث مقتل خاشقجي، ويبقی في آخر الطليعة المملكة الأردنية الهاشمية والتي لا يخفی علی أحد أنها قائمة علی ما تتصدق عليها به بعض الدول و من مساعدات و تمويل سنوي وحماية من قبل الإسرائيليين و الإنكليز.

ولكن هنا يبقی البند الأهم في هذه الرحلات و هو ما يمكن أن يوضح بشكل جلي نشاطات بن سلمان الإقليمية و علی الأخص في هذه الفترة التي تتدافع فيها صفوف المطبعين لكسب رضا إسرائيل وتقديم فروض الطاعة لها. فالقاسم المشترك بين هذه الدول الثلاث (تركيا و مصر و الأردن) هو علاقاتها التطبيعية الوثيقة و الرسمية مع اسرائيل حتی علی مستويات زيارات الرؤساء و رؤساء الوزراء و ووزراء الخارجية في حين تشير الاخبار والانباء المتداولة في المنطقة  الی  اقتراب السعودية من دخول رسمي الی قفص التطبيع خصوصا بعد ان تم الاتفاق علی عبور الطائرات الاسرائيلية الاجواء السعودية القادمة من الاراضي الفلسطينية المحتلة الی دول شرق ووسط اسيا وبالعكس.

و ذلك ما اشار اليه "ديفيد بولوك" الباحث الأميركي في معهد واشنطن للدراسات، الذي اكد ان الرياض سمحت بتحليق الطائرات الإسرائيلية فوق أراضيها خلال العامين الماضيين، وتعاونت مع "إسرائيل" في إطار "القيادة الأميركية المركزية" في المنطقة وهناك حديث عن ترتيبات بشأن وضع جزيرتي "تيران" و"صنافير" المصريتين.

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، لم ينف ما ورد في تقرير "أكسيوس" إلا أنه قال إنه يجب اتخاذ المزيد من الخطوات لإيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.. هكذا (بجرة قلم).