آيةالله قاسم: حصول شيءٍ من الحقّ لا يعني العدل

أكد آية الله الشيخ عيسی قاسم أنّ "ما حدث من خطوة الإفراجات في البحرين في اليومين السابقين يعتزُّ بها المؤمنون".
آيةالله قاسم: حصول شيءٍ من الحقّ لا يعني العدل

واعتبر آية الله قاسم، في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الفطر المبارك، يوم الجمعة 12 أبريل/نيسان 2024، أنّ "هذه الانفراجات، التي أخذت إطاراً ما زال ضيّقاً، وهذه الخطوة الانفراجيّة المحدودة، إنّما هي من استمرار عمليّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله".

وبيّن آية الله قاسم أنّ "ما أدخل السجناء السجن وهو جهادهم وحمايتهم للإسلام واعتزازهم بالكرامة الإنسانيّة وإصرارهم علی المطالبة بالحقوق، وشعورهم بذواتهم الشريفة العاليّة - الشرف المقتبس أو المُنعكس من روح الإسلام، وهو الذي أخرجهم من السجن"، فـ "دخلوا عزيزين بهذا الانتماء وبهذه العقليّة والنفسيّة والشعور المتدفّق بالإيمان والشعور بالعزّة والكرامة، هذا الذي أدخلهم السجن شرفاء أعزّاء كراماً، يُفدّيهم الشعب، هو الذي أخرجهم أيضاً من السجن في وضع من العزّة والكرامة والشموخ وعدم الانكسار".

وجزم بانّه "لن يجد أحد علی وجه الأرض طريقاً للعزّة والكرامة وحفظ الشرف والعدل والشعور بالإباء والشعور بالشموخ والشعور بالقوّة، ولن يوجد عدل ولا علم صحيح، ولا اجتماع صحيح، ولا بنية حياتية صحيحة إلّا وأنْ يكون المنطلق هو الإسلام، وأنْ يكون المنهج العملي هو الإسلام".

وقال آية الله قاسم: "إذا طالعنا مستقبلنا فعلينا أن ندرس قيمة الإسلام في ذاته وقيمة المبادئ الأخری لنری حقَّ هذه الأمور من باطلها، ولنبحث عن أكبر مصدر للقوّة، التي تبني ولا تهدم، التي تقيم العدل وتهدم الباطل، التي تنشر الأمن وتقضي علی الخوف، هذه القوّة لن نجد لها مثيلاً كما فيه عطاء الإسلام، وكما أُهِّل للإسلام من ربِّ العالمين إلی أن يُعطي ما يُعطي".

واعتبر أنّ "هذا الشيء هو الذي فرح له المؤمنون كثيراً، هو جزءٌ بسيطٌ من حقّهم المسلوب"، مشدّداً علی أنّ "الحقّ لا يقفُ طلبه حتّی يتمّ بأكمله".

واستدرك آية الله قاسم بقوله إنّ "حصول شيءٍ من الحقّ لا يعني العدل"،  مؤكداً أنّ "العدل أن يتمّ إعطاء ذي الحقّ حقّه، وأن يُقام العدل كما هو وبتمامه".

وشدّد علی أنّ "الشيء الذي يحصل من النصر اليوم أو غداً يجب أنْ يدفعنا في اتّجاه الأمام بدرجة أكبر وأصلب وبدرجة من الجدّية أضعاف ما نحنُ عليه".

واوضح أنْ "العروق يجب أنْ لا تلين والقدم أنْ لا تلين، وأنْ لا يقنع القلب، وأنْ لا يتلهّی الإنسان المؤمن بشيءٍ صَغُر أو كَبُر من النصر وقبل أنْ يتمّ النصر الشامل".

وتابع قائلاً: "لسنا طلاّب فوضی، ولسنا ممن ليس يقدّر الأمور، ولسنا نريد الفتنة في الأرض، ولا إتعاب المجتمع الإنساني".

ولفت الانتباه إلی أنّ "هناك صورتان أو حالتان لقيام العدل: إمّا أن يقوم العدل - وهو طريق صعب وكلّ الطرق لإقامة العدل صعبة - عن طريق التحاور مع شرط أنْ تكون الانطلاقة بقصد العدل وبقصد الأمن الصحيح الشامل، وبقصد الهداية الشاملة، وبقصد ضمان السعادة - وَلْيُقارِن المقارن بين سعادةٍ في الدنيا محدودة وسعادةٍ في الآخرة لا أمد لها ولا حد".

وأشار إلی أنّ "المنطلق هو الأمن للجميع، العدل للجميع، الهداية للجميع، العزّة للجميع، الكرامة للجميع، أنْ يعمَّ الأرض الهدی، أنْ تكون كلمة الله في الأرض هي العليا، وأنْ يكون الطريق إلی ذلك هو الحوار، والرجوع إلی العلم، والرجوع إلی الحكمة"، معتبراً أنّ "هذا طريقٌ لا يفضله طريق، ولا يرتفع إلی قيمته طريق، ولكن الحياة في الغالب لا تمشي هكذا، والأشقياء في الأرض كثيرون، فإذا امتنع هذا الطريق، فلا تنازل عن طريق البذل والجهاد والتضحية والسعي العنيد في سبيل إقامة الحقّ، ولا سبيل إلا {أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة} بمعناها الشامل، بالمعنی الشامل للقوّة، وعلی كلّ المستويات، وعلی كلّ الأصعدة".

وختم آية الله قاسم كلمته بالقول: "إذا كان هناك طلاّب سلام فنحن من أوّل طلاّب السلام، وحين نريد قوّة لا نريدها لشقاء الإنسان وإنّما نريدها لعزّة وراحة الإنسان ولأمانه ولكرامته ولعزّته ولشبعه، ونريدها له لا لدنيا قصيرة فقط، لا نريد السعادة للإنسان للدنيا فقط وإنّما السعادة الكبری هي للآخرة علی أنْ لا يكون شقاءٌ ما أمكن وبكلّ جدٍّ في هذه الحياة الدنيا لنفسٍ واحدة علی الأرض إلّا نفسٌ تأبی إلاّ أن تشقی".