الشيخ العالي في عاشوراء: واقعة كربلاء أكدت أن النصر لا يتحقق بالحسم العسكري وتصفية الطرف الآخر

قال العلامة الشيخ محمود العالي أن واقعة كربلاء عكست حقيقة بقاء الحق وزوال الباطل وأنها أفرزت مجموعة من السنن في قضية صراع الحق والباطل منها أن النصر ليس هو الحسم العسكري وتصفية الطرف المقابل، وإنما النصر هو في بقاء القيم والمبادئ وتعلق الناس بها وإيمانهم وسعيهم لتحقيقها.
الشيخ العالي في عاشوراء: واقعة كربلاء أكدت أن النصر لا يتحقق بالحسم العسكري وتصفية الطرف الآخر

وفي الخطاب المركزي في ليلة العاشر (الإثنين 8 أغسطس 2022) الذي ألقاه بالقرب من مسجد الخواجة في العاصمة المنامة، أوضح العالي أن عاشوراء أعطت أيضاً تفسيراً جديداً للهزيمة وهي المتمثلة في فشل المشروع المقابل للحق وسقوطه والتبرؤ منه ولو انتصر أصحابه عسكريا وماديا هذا ما عكسته واقعة كربلاء من سنن.

وشدد العالي علی ضرورة إحياء عاشوراء والتمسك بها، لأنها جاءت لإحياء القيم التي أراد المشروع الآخر أن يميتها، محذراً من "المشروع الشيطاني الجاهلي" الذي يواجهه المجتمع والذي يهدف إلی فرض الهيمنة الفكرية والثقافية والسلوكية علی الإنسان، ومشروعه "إبعاد الإنسان عن طاعة الله وإخضاعه تحت طاعة وعبادة الشيطان والتاريخ يعيد نفسه".

وتابع "في عصرنا تعمل الكثير من الجهات علی تحريك مشروع شيطاني جاهلي ليبعد الإنسان عن طاعة الرحمن وعبادة الشيطان، وملامح هذا المشروع واضحة، من ترويج وتشريع للشذوذ الجنسي والرذيلة الأخلاقية، والانحراف السلوكي بذريعة الحريات".

وأكمل "معلم آخر من هذا المشروع الشيطاني الجاهلي العمل علی تدمير كيان الأسرة من خلال طرح مفاهيم مغلوطة عن الأسرة (...) والغرض من ذلك هو هدم كيان الأسرة والذي أدی إلی تدمير الكيان الأسري حتی في البيئات المحافظة".

وحذر العالي أيضاً من المحاولات الرامية إلی "إفساد واقع المرأة من خلال مجموعة من الأمور التشريعية والثقافية بهدف تمرد المرأة علی جميع القيم وأحكام الدين والاستعارة عنها بقوانين وتشريعات لا تری أي مصلحة للمرأة ولا مصلحة المجتمع، بالإضافة إلی دعوات السفور ومحاربة الحشمة والحجاب (...) والعمل علی ترويج الإلحاد وتخصيص ميزانية كما أعلن عنها بعض المسؤولين في بعض الدول أيضاً، والعمل علی ضرب المنظومة الدينية والأخلاقية، وخلق الأزمات الاقتصادية في العالم، ومحاربة الأديان السماوية بشكل واضح وصريح"، مؤكداً أن هذه القضية "تسترعي المزيد من الاهتمام لمواجهة هذا المشروع الشيطاني الجاهلي وتأثيراته علی حياة الإنسان"

وفي ختام خطابه وجه العالي ثلاث رسائل شكر واحدة إلی الشباب وحضورهم في كل المواقع في المساجد والحسينيات والمواكب، منبهاً إلی أنهم من أكثر الشرائح المستهدفة من خلال المشروع الشيطاني، داعياً إياهم إلی رفض هذه المشاريع وتعريتها، وأن يضعوا قدوتهم صحابة الرسول وجعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وأبطال وشبان كربلاء لا مشاهير الإعلام ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي.

كما وجه العالي شكره للفتيات قائلاً إن استهداف هذه الفئة الكريمة لا يقل عن استهداف فئة الشباب "أنتن مستهدفات من خلال الكثير من الأفكار والبرامج، والشعارات المضللة والأفكار المسمومة والدعوات المغلفة التي ظاهرها جميل ولكن باطنها فيها العذاب والنقمة والعقاب (...) أنتن أيتها الفتيات قدوتكن فاطمة وزينب وخديجة، لا تحتاجين إلي اصطناع قدوة ولا إلی استعارة قدوة من الآخرين".

أما رسالة العالي الثالثة فكانت "الشكر الجزيل والثناء المتواصل لكل من ساهم وأعطی من وقته وجهده وماله وفكره ورسمه وفنه وطاقاته لإنجاح هذا الموسم، الشكر الجزيل لجميع الخطباء الأعزاء الكرام علی ما بذلوا وأسهموا في توعية الناس وعلی ما قاموا به من رثاء صادق في حق سيد الشهداء، الشكر لجميع الرواديد والمآتم ومنتسبيها علی ما يقدمونه من خدمات لاستقبال المعزين"، داعياً إياهم إلی الابتعاد من التنافس وتعميق الإخلاص في خدمة الإمام الحسين عليه السلام.

المصدر: مرآة البحرين