عاجل
أمريكا تحاول إحياء داعش بعد ثلاث سنوات من اغتيال قادة النصر
أمريكا تحاول إحياء داعش بعد ثلاث سنوات من اغتيال قادة النصر
تسعی الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إلی إنشاء داعش من جديد ودعمه وتقويته لتنفيذ خططها الخبيثة في المنظقة وضرب الأمن والاستقرار الذي لطالما سعت اليها من اجل بسط سيطرتها علی ثروات ومقدرات العديد من الدول وابقائها في حالة انعدام الأمن لضمان هشاشتها والتحكم بأمرها واستخدامها كدمية تخدم مصالحها فقط. ويأتي ذلك بعد سنتين من استهداف أمريكا لللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أو مهدي المهندس وعدد من المرافقين علی طريق مطار بغداد في الثالث من كانون الثاني عام 2020 . حيث بدأت محاولات اعادة تنظيم داعش سنة 2022 و لحد ما يقرب من نهايتها ضمن المناطق الكردية في سوريا و العراق، والتي تتلقی دعماً مباشراً من الولايات المتحدة الأمريكية حيث تدعي أمريكا لليوم حمايتها للأكراد ودعمهم وذلك علی حساب الانظلاق من مناطقهم للسيطرة علی بقية أنحاء البلاد في سوريا والعراق وهذا ما تحاول تحقيقه اليوم أيضاً بعد المشاكل التي حصلت في ايران حيث تستقطب العديد من الاكراد لتدريبهم وتجهيزهم من اجل خوض حرب ضد النظام الحاكم في إيران. وبدأت هذه المحاولات في العشرين من شهر كانون الثاني/يناير في بدايات عام 2022 و ذلك في سجن الصناعة في مدينة الحسكة السورية.   و لكن تصدت قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة التحالف الدولي لهذا المخطط الداعشي حيث استمرت الاشتباكات عدة أيام، إلا أن التنظيم سقط مرة أخرة و تكررت صورة استسلام مسلحي داعش في الحسكة كما تم الأمر في الباغوز. كما كان من بين محاولات داعش للظهور و العودة كانت في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان العراق قبل عدة أيام أي في أواسط شهر كانون الأول/ ديسمبرمن عامنا الحالي، حيث كانت التحضيرات هذه المرة أكبر و أكثر اتساعاً من تحضيرات محاولة السيطرة علی سجن الصناعة في مدينة الحسكة، ولكن قوات الأمن الكردية في السليمانية استطاعت أن تكتشف أمر الإمارة التي يعد لها داعش في الجبال المحيطة بالسليمانية و أقضيتها و نواحيها، فتم اعتقال العشرات من أفراد التنظيم و بالتالي تم إفشال مخطط آخر كانت الغاية منه العودة إلی خارطة القوة و النفوذ. أما آخر المحاولات فقد كانت اليوم في الرقة في السادس و العشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2022 وذلك داخل مدينة الرقة التي كان التنظيم قد أعلنها عاصمة له أثناء خلافته المزعومة، حيث تبنی التنظيم الهجوم الذي تم تنفيذه من قبل مجموعة من الانتحاريين ووصف القادم بالأدهی و الأَمَرّ. وتأتي محاولات أمريكيا وحلفائها اعادة احياء تنظيم داعش بعض اغتيالها لقائد فيلق القدس ونائب رئيس الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهدس والذي كان لهما دور هام في القضاء علی التنظيم ودحره بالكامل من الأراضي السورية والعراقية. حيث ساهم قائد فيلق القدس الشهيد قاسم سليماني بتحرير جميع المناطق السورية والعراقية من براثن داعش الإرهابي والقضاء عليه في الكامل. لا سيم في دير الزور السورية وكردستان العراق التين تعدان من أهم معاقل هذا التنظيم الإرهابي. فشخصية الشهيد سليماني بعثرت مشاريع الحكومات الغربية وخططهم وقضت علی وجودهم الخبيث في المنطقة. حيث كانت حرب لبنان أول مواجهة جدية بين الشهيد سليماني وجبهة الاستكبار، وقد ادی هناك دوراً مهماً للغاية في هزيمة الكيان الصهيوني وداعميه في حرب الأيام الـ33، وتبع ذلك وصول مشروع «الشرق الأوسط الكبير» إلی طريق مسدود. يقول صفاء الدين تبرائيان، وهو مترجم كتاب «صفحات مجهولة من حرب تموز 2006»، عن دور الشهيد سليماني في انتصار حزب الله في حرب الـ33: «سمعت من السيد حسن نصر الله قوله إن دور الحاج قاسم في انتصارنا في الحرب كان أعظم حتی من دور الحاج عماد مغنية». كذلك، أدی الشهيد سليماني دوراً رئيسياً في التجهيز والتقوية لجبهة المقاومة في فلسطين. قبل بضع سنوات، قال الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين»، زياد النخالة: «القوة والإمكانات التي حققتها غزة اليوم هي نتيجة الجهود الكبيرة للشهيد سليماني. بدأت الخطوة الإستراتيجية للواء سليماني بإرسال الصواريخ والأسلحة إلی قطاع غزة، وكانت هذه المسألة معجزة... عمل اللواء سليماني شخصياً في هذا المسار وسافر إلی دول عدة ووضع الخطط والتحضيرات لإيصال هذه الأسلحة». يقول أحمد عبد الهادي، وهو ممثل «حماس» في لبنان: «فكرة هذه الأنفاق في غزة التي يبلغ مجموع طولها أكثر من 360 كيلومتراً كانت من شخصين: الشهيد الحاج عماد مغنية والشهيد الحاج قاسم سليماني ».   لكن خطوته الأساسية كانت إدارة حلف المقاومة ضد تنظيم داعش الإرهابي لمواجهة مخططات جبهة الاستكبار، الشجرة الخبيثة التي يبّس الشهيد سليماني ورفاقه جذورها فأعادوا الأمن والاستقرار إلی دول المنطقة. كان دور الشهيد سليماني في القضاء علی «داعش» مهماً جداً ومصيرياً لدرجة أنه طوال السنوات الماضية اعترفت بذلك مراراً حتی وسائل الإعلام الأمريكية مثل Newsweek وBusiness Insider وDeWeek وغيرها. كلما حاول بعض المسؤولين الأمريكيين أن ينسبوا إلی أنفسهم الفضل الرئيسي في القضاء علی «داعش»، واجهوا ردوداً حاسمة من الخبراء والأساتذة الجامعيين المختصين في المجال الدولي. علی سبيل المثال، رد البروفيسور أديب مقدم، وهو أستاذ في جامعة لندن، علی مساعي ترامب لنسب الفضل في القضاء علی «داعش»، بالقول: «إيران والقوات الجوية الروسية هي التي وجهت الضربات الرئيسية والأساسية إلی "داعش"، وكان قاسم سليماني العقل المدبر لهذه الخطوات» وهذا ما أكد القائد الأعلی في ايران السيد علي الخامنئي بقوله: "أحبطت مخططات أمريكا في العراق وسورية ولبنان بمساعدات ونشاطات هذا الشهيد [سليماني] العزيز. الأمريكيّون يرغبون أن يكون العراق مثل النظام الطاغوتي الإيراني – النظام البهلوي في إيران في زمن الطاغوت – أو النظام السعودي اليوم... العناصر العراقية المؤمنة والشجاعة والشباب العراقيين والمرجعية في العراق وقفت بوجه هذه الأمور، وقام الحاج قاسم (رضوان الله تعالی عليه) بمدّ يد العون لهذه الجبهة التعبويّة كمستشار نشط وساعدهم وتصرف هناك كداعم كبير".