الباحثون يحددون عوامل الدم المرتبطة بـ"كوفيد-19" الشديد

حدد العلماء "مؤشرات" فريدة من نوعها في دماء المصابين بفيروس كورونا الوخيم والمميت، ما يمهد الطريق لاختبارات تشخيصية بسيطة لمساعدة الأطباء علی تحديد من سيصاب بمرض خطير.
الباحثون يحددون عوامل الدم المرتبطة بـ

وفي دراسة قادها باحثون في كلية هال يورك للطب وقسم الرياضيات في جامعة يورك، حلل العلماء عينات دم من مرضی كوفيد في المستشفی، واكتشفوا علامات في الدم مرتبطة بالمرضی الذين أصبحوا محتاجين إلی العلاج في العناية المركزة. وقد تؤدي النتائج إلی طرق جديدة لفرز وتقييم مخاطر مرضی "كوفيد-19"، ما يخفف الضغط عن المستشفيات أثناء طفرات العدوی. ومنذ بداية الوباء، عمل العلماء علی فهم كيف ولماذا يؤثر "كوفيد-19" علی الأفراد بشكل مختلف. وحتی المرضی الذين يدخلون المستشفی لديهم احتياجات علاجية مختلفة، حيث تتطلب بعض الحالات الأكثر اعتدالا أكسجينا إضافيا بينما يحتاج البعض الآخر إلی تهوية في العناية المركزة. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ديميتريس لاغوس من كلية هال يورك الطبية بجامعة يورك: "حددت دراستنا عوامل في الدم ترتبط بشكل فريد بالنتائج الشديدة والمميتة لمرضی كوفيد-19 في المستشفی. وتدعم هذه النتائج ملاحظة أن كوفيد-19 هو مرض يتطور علی مراحل ولديه القدرة علی تزويد الأطباء بالمعلومات الحيوية، ما يسمح لهم بتصميم علاجات وفقا لشدة المرض وتحديد المرضی المعرضين لمخاطر عالية في وقت مبكر". وتابع: "الأهم من ذلك، أن النتائج التي توصلنا إليها يمكن أن توفر الأساس لاختبارات جديدة ممكنة في أي مستشفی لأن العينات التي استخدمناها كانت من اختبارات الدم الروتينية التي أجريت بالفعل كجزء من الرعاية القياسية لمرضی كوفيد-19". وشملت الدراسة التي نُشرت في مجلة iScience، اختبار عينات دم من أكثر من 160 مريضا تم إدخالهم إلی المستشفی خلال الموجتين الأولی والثانية من الوباء. وتم إجراؤها بالتعاون مع مؤسسة NHS Foundation Trust وجامعة مانشستر ومستشفيات يورك وسكاربورو التعليمية في مانشستر الكبری. وقام الباحثون بقياس مستويات السيتوكينات والكيموكينات، البروتينات الموجودة في الدم التي تحرك الاستجابة المناعية الساحقة التي لوحظت في مرضی "كوفيد-19"، وكذلك ما يسمی microRNAs، والتي تعكس حالة الأنسجة المريضة. وحددوا مجموعة من السيتوكينات والكيموكينات والـmicroRNAs المرتبطة بنتائج قاتلة من "كوفيد-19". وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة، الدكتورة ناتالي سينوريت، من كلية هال يورك الطبية بجامعة يورك: "في وقت مبكر من الوباء، لاحظ الباحثون مستويات عالية من السيتوكينات الالتهابية، الجزيئات التي تعدل أو تغير استجابة الجهاز المناعي في مرضی كوفيد-19 الذين يعانون من نتائج سيئة. ومع ذلك، فإن ما يسمی بعاصفة السيتوكين كانت موجودة أيضا في المرضی في المستشفی الذين يعانون من نسخة أكثر اعتدالا من المرض. وتوفر النتائج التي توصلنا إليها أساسا علميا لتطوير اختبارات الدم التي يمكن أن تزود الأطباء بمعلومات حيوية حول العلاجات الأكثر فعالية للمريض". وتابعت: "حقيقة أن هذا التحليل يمكن إجراؤه كجزء من اختبارات الدم السريرية الروتينية القائمة بالفعل يمكن أن يوفر لجميع المستشفيات أدوات أفضل لفرز المرضی وتحديد الأفراد الأوائل الذين هم أكثر عرضة للمعاناة من نتائج أسوأ".

المصدر: ميديكال إكسبريس