العلماء يكشفون عن أنسجة يهاجمها فيروس كورونا!

وجدت دراسة جديدة أن فيروس كورونا يصيب الخلايا الدهنية وبعض الخلايا المناعية الموجودة في الدهون.
العلماء يكشفون عن أنسجة يهاجمها فيروس كورونا!

وأفادت "نيويورك تايمز" أن فيروس كورونا SARS-CoV-2 قد يصيب بشكل مباشر الخلايا الدهنية والخلايا المناعية المحددة الموجودة في الأنسجة الدهنية. وفي دراسة حديثة نُشرت في قاعدة بيانات bioRxiv في 25 أكتوبر، أجری العلماء تجارب علی الأنسجة الدهنية التي حصل عليها من جراحات السمنة، لمعرفة ما إذا كان يمكن إصابة الأنسجة بفيروس كورونا. ووجدوا أن الخلايا الدهنية، المعروفة باسم الخلايا الشحمية، يمكن أن تصاب وتطور مستوی منخفض من الالتهاب. ووجدوا أيضا أن الخلايا المناعية الموجودة داخل الأنسجة الدهنية، والتي تسمی الضامة، أصيبت أيضا بالعدوی وأطلقت استجابة التهابية أكثر كثافة. وبالإضافة إلی هذه التجارب، فحص الفريق الأنسجة الدهنية للمرضی الذين ماتوا بسبب عدوی "كوفيد-19" ووجدوا جزيئات فيروس كورونا في الدهون التي تحيط بأعضاء مختلفة. ويمكن للفيروسات مثل فيروس نقص المناعة البشرية والإنفلونزا أن تنحرف في الأنسجة الدهنية، كطريقة للاختباء من جهاز المناعة؛ قال العديد من الخبراء لصحيفة "تايمز" إن فيروس SARS-CoV-2 يمكنه نظريا أن يفعل شيئا مشابها، ما يجعل الدهون خزانا للفيروس. ولم تُراجع الدراسة الجديدة أو تُنشر في مجلة علمية حتی الآن، ولكن بافتراض أن نتائجها تصمد أمام التدقيق، "خلاصة القول"، يمكن للفيروس أن يصيب الخلايا الدهنية بشكل مباشر، كما قال فيليب شيرير، العالم الذي يدرس الخلايا الدهنية في مركز يو تي ساوثويسترن الطبي في دالاس، والذي لم يشارك في الدراسة. ومنذ الأيام الأولی للوباء، واجه الأشخاص المصابون بالسمنة خطرا أكبر للإصابة بأعراض حادة تتطلب دخول المستشفی والموت من "كوفيد-19"، حسبما أفادت "لايف ساينس" سابقا. وحاول عدد من النظريات تفسير سبب زيادة الدهون من خطر نتائج "كوفيد-19" السيئة. وبالنسبة للمبتدئين، يمكن للدهون الزائدة في البطن أن تضغط علی الحجاب الحاجز وبالتالي تقيد تدفق الهواء في الرئتين؛ إذا كان الناس يكافحون بالفعل للحصول علی ما يكفي من الأكسجين في رئتيهم في يوم جيد، فقد يكون حالهم أسوأ ضد المرض، وفقا لما ذكرته مجلة Science. وبالإضافة إلی ذلك، تميل دماء الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة إلی التجلط بسهولة أكثر من أولئك الذين لديهم مستويات دهون منخفضة - وهي مشكلة رئيسية أخری في سياق "كوفيد"، والتي يمكن أن تؤدي إلی تجلط الدم علی نطاق واسع. وبالإضافة إلی ذلك، مع تراكم الدهون في الجسم، تتسلل الخلايا الدهنية إلی الطحال ونخاع العظام والغدة الصعترية، حيث يُنتج العديد من الخلايا المناعية. وهذا يمكن أن يضعف جهاز المناعة عن طريق تقليل عدد وتقويض فعالية الخلايا المناعية المنتجة. وأفادت Science أن الدهون الزائدة يمكن أن تحفز أيضا التهابا مزمنا منخفض الدرجة في جميع أنحاء الجسم، حيث تطلق الخلايا الدهنية مواد التهابية تسمی السيتوكينات والبلاعم تفعل الشيء نفسه، في محاولة لإزالة الخلايا الدهنية الميتة من الجسم. وفي حين أن كل هذه العوامل قد تؤدي إلی تفاقم نتائج "كوفيد-19" للأشخاص الذين يعانون من السمنة، فهناك الآن دليل جديد علی أن الفيروس يصيب الخلايا الدهنية بشكل مباشر. وقالت كبيرة الباحثين الدكتورة كاثرين بليش، أخصائية المناعة وأستاذة الطب في كلية الطب بجامعة ستانفورد، لـ"التايمز": "قد يساهم هذا في الإصابة بمرض خطير".

المصدر: لايف ساينس