يمكن القول إن المشهد الداخلي في المملكة ينتظره سيناريوهيْن: إمّا إقفال ملفّ الأزمة مع إنجاز ما تبقّی من إفراجات وعلی رأسها أمين الشعب الشيخ علي سلمان، وإمّا ترحيلها الی موعد مجهول تتحكّم به ربّما أجندة الإقليم.
ثمّة توقعات توحي بقرب نيل العدد الأكبر من السجناء حريتهم وعلی رأسهم الشيخ سلمان بعد سجنه تعسفيًا وظلمًا 10 سنوات متواصلة. يأتي هذا بعدما أطلق الملك حمد بن عيسی عجلة الإفراجات السياسية في شهر أبريل/نيسان الماضي. حينها بدأ البعض بالعدّ العكسي لقرب استعادة أمين جمعية الوفاق حريّته التي لطالما استحقّها منذ اليوم الأول لنضاله السلمي في سبيل الوصول الی ديمقراطية تمنح حقوقًا طبيعية للشعب.
سيناريو التفاؤل الموعود الشهر المقبل يستند بشكل أساسي الی خطوة الإفراج عن الشيخ سلمان وتبييض السجون وإفراغها من المعتقلين السياسيين، وعودة المعارضة الی المشهد الداخلي بمعنی اندماجها في الساحة الوطنية مجدّدًا بموازاة ترتيب وضع الإقليم ومنه عودة العلاقات البحرينية الإيرانية الی طبيعتها وما يعكسه ذلك من تنفيس في البلد.
قد يحصل ذلك في العيد الوطني، أي في 16 ديسمبر/كانون الأول المقبل، علی غرار الإفراجات السابقة التي كانت تتمّ في الأعياد والمناسبات.
يقابل هذا سيناريو متشائم يقوم بالدرجة الأولی علی التمسّك بمنطق تأزيم الأمور، والإبقاء علی الشيخ علي سلمان في السجن، وترك ملفات المِحنة السياسية علی حالها دون الوصول الی حلّ جذري يؤسّس لمرحلة إيجابية في البلد.
السلطة تُدرك تمامًا أن أيّ حلّ لأزمة الـ2011 يبدأ من اسم علي سلمان. المخارج والتسويات قابلة للتطبيق إن أراد آل خليفة ذلك، وهم يعرفون جيدًا أن تحقيق المصالحة الوطنية لا يكون إلّا بالاستجابة إلی المطالب الشعبية والشراكة في القراريْن السياسي والاقتصادي، والأمن والاستقرار للجميع.