جاء مقتل الضابط في الجيش الإسرائيلي في ظروف لا تزال غامضة وغير مألوفة أيضا.
القتيل الإسرائيلي ليس شخصية مجهولة أو مغمورة بل يشغل منصبا متقدما في منظمة حياد المتطرفة وهو الذي توعد بإعادة الإستيطان في غزة.
وعبر بحث سريع عن هوية تلك المنظمة يتبين أنها من أشد المنظمات الإسرائيلية تطرفا وتضم عشرات الآلاف من الأفراد المنظمين تنظيما عسكريا.
السؤال ما الذي كان يفعله هذا الزعيم المتطرف في دبي وما هي المجالات التي تنشط فيها منظمته في دول طوق التطبيع (الإمارات والبحرين والمغرب) وبالتالي فالسؤال الثاني كم عدد أفراد تلك المنظمة الذين يحضون بإقامة شبه دائمة في البحرين أو المغرب وما هي نشاطاتهم الأمنية والسياسية وكيف ستؤثر تلك الأنشطة علی أمن واستقرار تلك البلاد التي يترددون عليها؟
عمليا فقد ساعدت اتفاقيات التطبيع علی تحويل اراضي البحرين أو دبي إلی ساحات تصفية حسابات خطرة؛ إذ أصبح تردد الجنود الإسرائيليين إلی البحرين ودبي مألوفا لقضاء الإجازات العسكرية بعد سلسلة الجرائم ضد الإنسانية التي أقرتها المحكمة الجنائية الدولية وبات وجودهم يغري كثير من الأطراف المشتبكة سياسيا وعسكريا مع إسرائيل.
فهل تقوی أنظمة هزيلة وضعيفة علی تحمل مثل هذه التصفيات علی أرضها؟
لقد قيل الكثير عن خطورة التطبيع علی البلاد وعن خطورة الانكشاف الأمني جراء التمادي المفرط في التطبيع والانحياز الكامل لإسرائيل من قبل أنظمة الحكم في البحرين والامارات وها نحن نشهد اولی المخاطر الذي تم إطلاق التحذير بشأنها منذ اليوم الأول الذي وقعت فيه تلك الاتفاقيات والشؤم الذي ستجلبه معها.
الذي سيحدث أن إسرائيل ستفرض علی أنظمة الحكم في البحرين ودبي إجراءات لحماية مواطنيها علی حساب المصالح القومية للبحرين والإمارات وسوف تخضع تلك الأنظمة لتلك الإجراءات بما يزيد من تورط البحرين والامارات في المستنقع الإسرائيلي.
لعل قصر الصافرية سيجد نفسه مسؤولا منذ اليوم عن حماية كل سائح اسرائيلي خصوصا وأن الكثير منهم يلاحقون قضائيا لارتكابهم جرائم حرب في غزة والحادث الذي تعرض له أحد الجنود الإسرائيليين في قبرص وملاحقته قضائيا لولا تدخل سفارة بلده هناك يعطي صورة لمستقبل اتفاقيات التطبيع وشبكة الافخاخ التي ينسجها داخل كل بلد يقدم علی التطبيع.
لقد خسر بيت الحكم شرعيته السياسية داخليا وانقلبت عليه حتی الجماعات الموالية له؛ فضلا عن قوی المعارضة.
والخشية الان أن يتحول التطبيع إلی ما تحولت إليه قوات البرامكة والأتراك في النصف الأخير من الدولة العباسية حتی اضطر الخليفة لبناء مدينة خاصة بهم.
الكاتب: عباس المرشد