بعد الحديث المتواتر والمتعاظم عن مراسم التطبيع بين بعض الدول العربية و إسرائيل لابد أن تتسرب إلی الآذان أهداف وخطط يهودية استيطانية ربما تكون استكمالاً لطموحات اليهود في بسط سيطرتهم علی ما يسمونه وطنهم القومي الممتد من الفرات إلی النيل و لا شك في أن الأطماع التوسعية موجودة لدی اسرائيل و هذا ما يظهر جلياً في ممارساتها من سلب الحقوق للشعب الفلسطيني و سلب و نهب الأراضي لدول الجوار ك مرتفعات الجولان السورية و مزارع شبعا اللبنانية و غيرها مما تم قضمة من أراضي الجيران، ولا شك أن الأطماع الإسرائيلية لن تتوقف عند حدود وطن تمتد من الفرات إلی النيل بل لن تكون هذه إلا بداية لبسط سيطرتهم علی الموقع الإستراتيجي لباقي دول المنطقة و خيرات هذه الدول و ثرواتها.
بالطبع يمكن التكهن بأن هذه الخطط بدأت منذ وقت طويل ولكن الاشعور الجمعي العربي تأخر في التآلف مع هذه الخطط و الأفكار حتی وقت قريب فنری قوافل التطبيع تسير قدماً وهذا ما ينبئ ببداية بسط الإسرائيليين السيطرة علی ما يريدون و بدئ مسير قطار الأحلام اليهودية في المنطقة، لابد لنا هنا أن نشير إلی مشروع الجالية اليهودية الإسرائيلية في المملكة العربي السعودية التي تحتی الآن ما تزال تتزيل قافلة التطبيع هذه فنرةی أن الحاخام اليهودي الصهيوني جاكوب هيتسوغ قد أدلی بدلوه في هذا الخصوص بلا نتردد أو خجل و إنما قالها علی الملاً وبكل وقاحة "أريد أن أقيم جالية يهودية في السعودية أكون أنا حاخامها الأكبر"
قد تذكرنا هذه الطريقة التطفليه في التواجد علی بقعة معينة من الأرض و السيطره عليها لاحقاً ب إسلوب الفايكنغ النورديين في العصور القديمة حيث كان الفايكنغ يسافرون إلی بلدان مختلفة ويزرعون فيها بذرة الفايكنغ لتكبر وتتعاظم يوماً بعد يوم فتصبح في النهاية سيد الأمر وصاحب السلطان فتحكم كل البلاد كما كان الفايكنغ في التاريخ فعلاً حاكمين لكل شمال أوربا علی الرغم من بداياتهم الضعيفة.
وهذا ما يريد أن يقوم به الحاخام اليهودي هيرتسوغ وحقاً أقول : لايخفی علی أحد أن هذه الأطماع هي جل اهتمام هذا الحاخام والتي تتجلی بشكل واضح في تصريحاته وحديثه فهو يصفلنا في بداية الأمر في حالة استعطافية أن يعشق السعودية و يحبها كثيراً و أن حبه للسعودية ليس وليد اللحظة و إنما هو متجزر في قلبه منذ (4 سنوات) ثم يصف أنه زار المملكة عدةً مرات كان آخرها الإسبوع الماضي أما أولها فكان في عام 2021 حيث بدأ وقتها الوصال بين العاشقين و بدأ بتقسيم وقته مذ ذاك الحين بين إسرائيل و السعودية علی التساوي.
بالطبع هذا الحاخام ذو الستة و أبعون عاماً هو أمريكي الأصل وهو رجل أعمال مهتم بشراء و بيع العقارات و(حوار الأديان) فاليهود كما نعلم متعددي الإهتمامات، فهم يهتمون بالصلح و السلام و حقوق الإنسان و في الوقت ذاته يهتمون بالقضاء علی الشعب الفلسطيني و هدم مقدسات المسلمين وقتل الأسری كما صرح عضو الكنيست اليهودي المتطرف بن غفير صباح البارحة 26/07/2022 .
علی العموم وكما يقول المثل لا يوحد دخان من دون نار فهذا فلولا أن السعوديين أداروا ظهرهم للقضية الفلسطينية و لتراثهمم الإسلامي لما كان حاخام يهودي يفكر في مثل هذا الأمر ، لقد تحدث الحاخام اليهودي هرتسوغ مطولاً عن أفكاره و طموحاته وأسهب في الشرح وهنا نورد بعضاً من حديثه
"اليهود يأتون إلی المملكة بشكل أساسي للعمل والسياحة، معظم المغتربين الذين يأتون إلی السعودية أطباء ومعلمون وموظفون في كل هذه المشاريع الدولية الضخمة الجارية"، وأضاف: "الآن يستغرق الأمر بضع دقائق عبر الإنترنت للحصول علی تأشيرة زائر". (وهنا يستوقفنا حديثه لنستذكر منع السعوديين لأعداد كبيرة من المسلمين العرب السوريين و اليمنيين من دخول الأراضي السعودية لأداء مناسك الحج).
ويوضح الحاخام أن نسبة معينة من هؤلاء الوافدين من اليهود، فيقول "بحسب الإحصائيات هناك حوالي مئة ألف مغترب أميركي، لنفترض أن اليهود يمثلون واحد بالمئة منهم، هذا يعني أن هناك ألف يهودي في السعودية من الجنسية الأميركية، بالإضافة إلی أن هناك يهودا أيضا من دول أخری مثل المملكة المتحدة وفرنسا وجنوب أفريقيا".
وأضاف "بدأت بالتفكير في السعودية منذ سنوات؛ لطالما فتنتني. والآن، أينما نظرت، هناك نمو سريع، وبنية تحتية، ورعاية صحية، وذكاء اصطناعي، وأمن إلكتروني، لقد اندهشت، لكني تساءلت: من الذي سيهتم باحتياجات اليهود الدينية".
وقال هرتسوغ: "عندما أعيد فتح أبواب السفر، فعلت ذلك، رغم أنه لم يكن لدي أدنی شك في أنني لن أواجه مشكلة في زيارتي هناك بصفتي يهوديا متدينا، ولكن كان من المهم بالنسبة لي أن أظهر هذا للعالم، أن السعوديين ليس لديهم أي مشاكل مع الشعب اليهودي".
بصف هرتسوغ زيارته الأولی بأنها كانت "إيجابية للغاية"، مضيفا "تم الترحيب بي بحرارة هناك".
ولم يتوقف الأمر عند هرتسوغ فقط، بل تعدی الأمر ذلك إلی زوجته عندما عبر هرتسوغ لها عن فكرته، شجعته علی إحداث تغيير في هذا البلد الكبير.
وقال : "تری زوجتي نفسها جزءا من هذا المشروع، لأن هناك الكثير من النساء اليهوديات في السعودية"، مشيرا إلی أنها "علی اتصال بنساء سعوديات".
واعتبر أن زوجته "لديها الكثير لتقدمه للسعوديين فيما يتعلق بالتعليم. العلاقات الأسرية وتمكين المرأة مع الحفاظ علی التقاليد والدين والقيم الأسرية والاعتزاز بها ".
يعبر الحاخام عن ثقته بأن الحكومة السعودية ستمول المراكز اليهودية في البلاد في المستقبل، "إنها مجرد مسألة وقت حتی يمولوا ويبنوا المؤسسات اليهودية في جميع أنحاء المملكة". و من الواضح أن ثقة الحاخام في محلها و أن خطة إنشاء مستوطنة يهودية في السعودية هي خطة ناجحة بحسب المعطيات التي تشير إلها تطورات اليوم في مسير ركب التطبيع العربي مع إسرائل.
وفي النهاية لابد لنا من مقاربة تاريخية بين بدء نشوء دولة اليهود وبداياتها من وعد بلفور لهم بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين علی أنها أرض الميعاد وبين ما يربو إليه اليهود من زرع بذرتهم في السعودية كما صرح الحاخام و غيرها من الدول الأخری كما أشرنا سابقاً عن الفايكنع ، بالطبع فهناك تشابه كبير بالبريطانيين قاموا بحقن اليهود في الجسد العربي وبدأ بتنميتهم و تقويتهم ومن المؤكد أن فكرة النشوء هذه بدأت تطفو علی السطح لتتكرر في أماكن و أزمنة أخری كمستوطنة الحاخام اليهودي في السعودي و التي ينوي إقامتها تحت مسی تغيير المجتمع السعودي المتقبل للأديان حسب تعبيرة ولا شك في أن هذا التعبير هو كذبه موصوفه فلا يخفی علی أحد أن السعودية الوهابية لا مكان فيها للأديان و لا حتی للمسلمين من غير الوهابيين فلا صوت نسمعه لأهلنا الشيعة في السعودية منذ عام 1703 ولا حتی للسنة فالحكم لبني سعود و دعاة الوهابية و كل ما كان سواهم فوق التراب تراب ً.