وأضاف فرحان أن أكثر من 400 ألف فلسطيني في شمال غزة يعيشون تحت ضغوط متزايدة للانتقال إلی الجنوب، ووصف الوضع في شمال القطاع بأنه "مروع". يعاني سكان غزة منذ عام بسبب الهجمات الوحشية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولا يزالون يكافحون لتأمين احتياجاتهم الأساسية من ماء وغذاء ودواء. وشددت الأمم المتحدة مرارًا علی انتهاك القانون الدولي في غزة، مشيرة إلی إغلاق الطرق المؤدية لدخول المواد الغذائية، والهجمات علی العاملين في مجال حقوق الإنسان والسائقين، إلی جانب تأخير ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
في الشهر الماضي، اتهم "مايكل فخري"، المقرر الخاص المعني بحق الغذاء في الأمم المتحدة، إسرائيل بشنّ "حملة تجويع" ضد الفلسطينيين. وكعادتها، نفت إسرائيل هذه الاتهامات، مدعيةً أنها تسمح بدخول كميات كبيرة من المواد الغذائية إلی غزة. ولكن وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، لم تدخل أي مواد غذائية إلی شمال غزة لمدة عشرة أيام علی الأقل، ويواجه مليون فلسطيني هناك خطر المجاعة.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قتل حتی الآن أكثر من 42 ألف شخص في غزة، بينهم 17 ألف طفل. وجراء هذه الهجمات، تم تهجير 90% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عدة مرات. وأدّت الهجمات إلی تدمير 70% من غزة. وكشفت منظمة "مد جلوبال"، المعنية بحقوق الإنسان في المجال الصحي والتي تعمل في غزة منذ عام 2018، أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة أدّت إلی انهيار النظام الصحي في القطاع.
وفي جريمة جديدة، أمرت إسرائيل بإخلاء ثلاثة مستشفيات في قطاع غزة تضم مئات المرضی، في وقت تعاني فيه هذه المستشفيات من نقص حاد في الوقود. وحذر مسؤول في أحد المستشفيات من أن الوضع الكارثي سيزداد سوءًا مع نفاد الوقود وعدم القدرة علی تقديم الخدمات الطارئة.