راشد بن عبدالله! أنت وعائلتك من دمّر النسيج الاجتماعي للبحرين

سُحب الغاز المسيل للدموع تغطي مناطق بحرينية، لا لشيء يُذكر، فقط لخروج مسيرات تندد بجريمة إسرائيل الشنيعة في اغتيال سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله.
راشد بن عبدالله! أنت وعائلتك من دمّر النسيج الاجتماعي للبحرين

مرة أخری تظهر الأحداث في المنطقة الانقسام العميق بين العائلة الحاكمة في البلاد وبين الشعب البحريني. شعب عربي مسلم يدين المجرم في مقابل عائلة حاكمة تقف إلی جانب الكيان الصهيوني وتدعم مجازره في فلسطين ولبنان.

وتشهد البحرين منذ أكثر من عام احتجاجات متواصلة علی جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وبلغت التظاهرات ذروتها مع استشهاد الشهيد المجاهد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.

ويخشی أن يفتح اغتيال الشهيد نصر الله شهية العائلة الحاكمة في البحرين لمزيد من القمع واستهداف الشيعة علی وجه التحديد، وهو المنهج الذي تصاعد منذ انتفاضة الرابع عشر من فبراير 2011.

وحذّرت وزارة الداخلية القائمين علی المساجد والمآتم من إقامة مجالس عزاء لتأبين نصر الله. وأبلغت الداخلية القائمين علی المؤسسات الشيعية أنها ستتخذ إجراءات أمنية وقانونية قاسية بحق المنددين بالجريمة البشعة.

وقامت المباحث الجنائية (جهاز المخابرات) باستدعاء رؤساء مآتم وأئمة مساجد ونشطاء علی وسائل التواصل للتحقيق معهم بشأن إدانة جريمة اغتيال السيد نصر الله وتعبيرهم عن الحزن لاستشهاده.

وزير الداخلية بدوره أصدر بيانا دعا فيه إلی ما أسماه «تحمل المسؤولية في المحافظة علی أمن الوطن ونسيجه المجتمعي المتماسك القوي"، وليس معروفا ما هي علاقة الأمن بإقامة مجالس العزاء، أما النسيح الاجتماعي المتماسك فقصة أخری.

عن أي نسيج اجتماعي يتكلم وزير الداخلية الذي استخدم وعائلته «الطائفية» وسيلة لمواجهة المطالب السياسية بإنشاء نظام سياسي عادل يكون للشعب فيه كلمته. فهل استهداف الطائفة الشيعية في معتقداتها يعزز النسيج الاجتماعي؟

هل ما تقوم به عائلته من استبدال الشعب عبر عملية تجنيس عشوائية واسعة -نری آثارها اليوم- يحافظ علی النسيج الاجتماعي؟ ألم تتجاهل وزارة الداخلية تجمعات لسوريين مجنسين في مدينة حمد تحتفل بآلام الشعب اللبناني؟

أليس وزير الداخلية وعائلته من أدخل هذه الفئات إلی المجتمع البحريني وقام بتوطينها وتفضيلها علی المواطن الأصيل -شيعيا كان أم سنيا- في التوظيف والبعثات والمعيشة الكريمة؟

إن الوزير الذي استجلب قوات أجنبية من مناطق نزاعات طائفية ملتهبة مثل باكستان وسوريا للعمل في الشرطة البحرينية، وقمع الشعب ومصادرة مواقفه من القضايا المحلية والعربية، آخر من يمكنه الحديث عن النسيج الاجتماعي في البلاد.

لقد أثبتت الوقائع والنتائج بما لا يدع مجال للشك إن سياسات العائلة الحاكمة هي المصدر الرئيسي لتهديد سلامة ونسيج المجتمع البحريني وليس التعاطف مع الشعب الفلسطيني أو اللبناني في وجه الإجرام الصهيوني.

لقد دمّرت سياسة التجنيس وتنشئة وحدات من الجيش والشرطة الأجنبية علی بغض الطائفة الشيعية النسيج الاجتماعي للبحرين، ولا زالت هذه العائلة الحاكمة تُغذي الانقسامات المذهبية في البلاد كسياسة للحفاظ علی امتيازاتها في الحكم والسيطرة علی الثروة.

المصدر: مرآة البحرين