نصّ البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علی أشرف الخلق والمرسلين محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين
لقد تركت أيُّها القائد العظيم برحيلك إلی جوار ربِّك العظيم جروحاً غائرة لاهبة ثائرة للفراق في قلوب الملايين الواعيّة المؤمنة الطّاهرة، وفرحةً غبيّة جاهليّة في قلوبٍ قذرة يقطنها الشيطان.
رحيلك لن يوقف جهادك فقد خلّفت من صنعك أمّةً جهاديّةً لا تصبر علی ضيم ولا تثلم إرادتها ولا يقطع طريقها إلی النصر العزيز قاطع.
المصابُ عظيم والعزاء كبير لأنّ طريقك طريق الشهادة، ومصيرك الذي سلكت إليه مصير السعادة.
عظّم الله الأجر لجميع ذويك وأحبّائك وعشّاقك من المؤمنين ومنحك المقام الكريم في الشهداء والصالحين وجوار النبي الأعظم وآله الطاهرين.
حييتم قدوة، واستشهدتم قدوة، وستبقون تتخرج علی يديكم الكريمتين مما قدّمتهم من دروس_ علميّة وإيمانيّة وأخلاقيّة وجهاديّة، ودروس في الصلاح والعفّة والتقوی والصدق والإخلاص والوفاء لله ورسوله والمؤمنين والشفقة علی المستضعفين_ تنير دروب السائرين وطرائق الحياة.
معك العقول اليقظة، والقلوب الواعيّة، والأرواح الطاهرة، والأنفس الزكيّة والإرادة القويّة الخيّرة، والحركة الثوريّة المنتصرة للحقّ، والمُناهضة للظلم والباطل والانكسار والانحدار، علی الطريق الذي سلكت، طريق الرسالة والإباء والشرف والجنّة.
اليوم يوم المسؤوليّة الشرعيّة الإلهيّة الكبری التي تحيط بالأمّة -حكومات وشعوب علی كلّ المستويات- في المواجهة الجهاديّة الجادّة لما صارت إليه الصهيونيّة اللعينة من طغيان في سفك دماء الأمّة، وسحق كرامتها، والاستخفاف الشديد بشأنها والتهديد الشامل لوجودها.
اليوم لا عذر لمسلم أن يحتفظ بكلمة، أو جُهد، أو مال، أو دم مما يمكن وفيه نفعٌ للمقاومة والدفاع عن كيان الأمّة وكلّ شبرٍ من أرضها، ولا مجال للتسويف في البذل لذلك كلّه تداركاً للوقت قبل فوات الأوان.
وعلی أصحاب القرار في الجهاد والمقاومة أن يرسموا لشعوب الأمّة طريق مشاركتها العمليّة في المعركة الضارية.
السكوت علی مذابح ومجازر الصهيونيّة لأبناء الأمّة، واغتيالات قادتها، والمواقف المتخاذلة، وقبض اليد عن البذل، والاحتفاظ بالحياة عن النصرة،جرائم كبری.
أمّا مواقف الخيانة والتآمر والدعم للعدو الصهيوني علی مستوی الحكومات والأفراد فهي العداوة البيِّنة للأمّة، والحرب علی الله ورسوله والمؤمنين.
عيسی أحمد قاسم
30 سبتمبر 2024م
26 ربيع الأول 1446هـ