لقد تم سحق حقوق الشعب الفلسطيني تحت جزمة النظام الصهيوني غير الشرعي منذ أكثر من 70 عاما، وقد ارتكب هذا النظام أبشع الجرائم ضد هذا الشعب.
إن العملية العسكرية التي بدأتها قوات المقاومة الفلسطينية ضد المحتلين تحت اسم عاصفة الأقصی صباح يوم السبت 7 أكتوبر الموافق منتصف شهر أكتوبر 1402هـ، كانت استمراراً للحرب التي يشنها المحتلون ضدهم. الشعب الفلسطيني منذ سنوات. يعتبر يوم 7 أكتوبر يوما مميزا في تاريخ العالم المعاصر، وخاصة في تاريخ منطقة غرب آسيا.
خلال عقود احتلال فلسطين لم يتوقف النظام الصهيوني عن ارتكاب أي جرائم ضد الفلسطينيين، وهناك قائمة طويلة من الجرائم التي يرتكبها المحتلون ضد سكان فلسطين الأصليين والعرب.
وفي هذه المناسبة، تعرّفنا علی مدينة خان يونس، واستعرضنا بعضًا من أهم الجرائم التي ارتكبها النظام الصهيوني ضد الفلسطينيين في هذه المنطقة خلال العقود القليلة الماضية، والتي نستعرض تفاصيلها في التقرير التالي:
خان يونس؛ ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في قطاع غزة
تأسست مدينة خان يونس عام 1387م، علی بعد 4 كم من ساحل البحر الأبيض المتوسط، جنوب مدينة رفح، شمال مدينة دير البلح، علی أنقاض قلعة جينيس الأثرية علی يد "يونس نوروزي دوفادار" من حكام المماليك.
وهذه المدينة هي إحدی المحافظات الفلسطينية الستة عشر الواقعة جنوب قطاع غزة، والتي تديرها السلطة الفلسطينية. وبحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2006، بلغ عدد سكانها 280 ألف نسمة. كما أنها ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان واتساعًا في قطاع غزة بعد مدينة غزة.
وبعد الحرب العالمية الأولی تم إخراجها من الحكم العثماني ووضعها في أراضي فلسطين تحت إشراف البريطانيين. وفي قرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة، كان من المفترض أن تكون فلسطين جزءاً من الدولة العربية، التي لم تتشكل أبداً. استولت مصر علی هذه المدينة خلال حرب عام 1948 بين النظام الصهيوني والعرب. ولذلك، تم بناء مخيم خان يونس للاجئين في هذا العام، وكان عدد سكانه في البداية 35 ألف نسمة.
وفي حرب 1956، احتل الصهاينة قناة السويس لفترة، ثم انسحبوا منها بعد وقف إطلاق النار. وفي حرب الأيام الستة عام 1967، احتلها النظام الصهيوني مرة أخری، وأخيراً، مع تشكيل السلطة الفلسطينية، أوكلت إدارتها إلی هذه الحكومة.
مجزرة خان يونس 3/11/1956
وقعت مذبحة خان يونس في 3 نوفمبر 1956 في بلدة خان يونس الفلسطينية ومخيم اللاجئين الذي يحمل نفس الاسم بالقرب منها في قطاع غزة خلال أزمة السويس. وبحسب بيني موريس، أثناء عملية الجيش الصهيوني لإعادة فتح مضيق تيران تحت الحصار المصري، أطلق الصهاينة النار علی مائتي فلسطيني في خان يونس ورفح. ووفقاً لكتاب "مثلث القدر" الذي كتبه نعوم تشومسكي ونقله دونالد نيف، قُتل 275 فلسطينياً في عملية تفتيش وحشية من منزل إلی منزل بحثاً عن المصلين؛ بينما يقال أن 111 شخصاً آخرين استشهدوا في رفح.
وبعد هذه الحادثة، منع حظر التجول المفروض علی مواطني غزة من جمع جثث زملائهم من سكان القرية، وقام بتفريقها في المنطقة أثناء الليل. وتم نقل المصابين جراء إطلاق النار إلی مدينة غزة لتلقي العلاج من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفي مواجهة الضغوط الدولية، غادر النظام الصهيوني غزة وسيناء في مارس 1957. وبعد وقت قصير، تم اكتشاف مقبرة جماعية في محيط خان يونس، تحتوي علی جثث مقيدة لأربعين رجلاً فلسطينياً أصيبوا بالرصاص في مؤخرة الرأس.
وقدرت مصادر فلسطينية عدد القتلی بـ 415 شخصًا، بالإضافة إلی 57 آخرين في عداد المفقودين أو المفقودين. ووفقا لعبد العزيز الرنتيسي، زعيم حماس، في السنوات التالية، الذي شهد إعدام طفل يبلغ من العمر 8 سنوات وعمه، قُتل 525 من سكان غزة بوحشية علی يد الجيش الصهيوني.
تحويل خان يونس إلی أنقاض من الحجارة والركام
وفي 15 هجرية 1402 الموافق 7 أكتوبر 2023، بدأت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية "اقتحام الأقصی" من غزة جنوب فلسطين، ضد مواقع نظام القدس المحتل، بدعم من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية أغلقت معابر قطاع غزة، وتقصف هذه المنطقة بشكل وحشي. تمر اليوم 9 أشهر علی بدء العمليات البرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة. خلال هذه الفترة، وبعد التدمير المستهدف من قبل جنود النظام الصهيوني، تحولت مدينة خان يونس إلی أنقاض من الحجارة والأنقاض، لن يكون من الممكن العيش فيها مرة أخری لفترة طويلة. لقد مُحيت هذه المدينة بالكامل من جغرافية فلسطين.
سامي العبادلة؛ وبعد عودته إلی المدينة والاطلاع علی حالة منزله في قطاع غزة، قال أحد سكان خان يونس: "لن تجد أي منزل صحي في هذه المدينة. حجم الدمار مروع لدرجة أنه حتی سكان المدينة الذين نزحوا من هنا واضطروا للعودة، أصيبوا بالصدمة من شدة الدمار".
سعيد الفرا؛ وقال مواطن آخر من خان يونس: "عدنا إلی المدينة بفكرة أن نجد متعلقاتنا في منازلنا ومحلاتنا وغرفنا؛ رأينا أن المدينة قد تحولت بالكامل إلی كومة من الركام. ونتيجة لذلك، نخطط للعودة إلی ملجأنا السابق في رفح".
الهجوم علی مدرستي الحناوي والحياة
قوات الاحتلال تهاجم مدرسة الحناوي في منطقة العلم غرب خان يونس. وأدی هذا الهجوم إلی مقتل 14 فلسطينيا وإصابة عدد آخر. واستشهد فلسطيني آخر وأصيب خمسة فلسطينيين في هجوم شنه الاحتلال الصهيوني علی مدرسة الحياة في خان يونس. كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن جيش الاحتلال قصف إحدی المدارس في بلدة عبسان شرق خان يونس 6 مرات.
ولم يسلم مسجد عبد الله عزام أيضًا
بعد ستة وخمسين يومًا من اقتحام الأقصی، تعرضت منطقة الشيخ ناصر، وساحة أبو حامد، ومنطقة الترخيس بالقرب من شارع جلال، وحي المحطة، ومنطقة الكتيبة وسط مدينة خان يونس، لقصف جوي مكثف. كما شهد جنوب مدينة خان يونس هجمات عنيفة من قبل الجيش الصهيوني. كما لم يسلم مسجد عبد الله عزام في الجزء الغربي من مدينة خان يونس من الهجمات.
كما شهد حي الفايز ومنطقة الغوافر ومنطقة المطاحان وشارع العابدين شمال شرق بلدة القرارة في خان يونس قصفاً مدفعياً. كما استهدفت الزوارق الحربية التابعة للكيان الصهيوني المناطق الساحلية لدير البلح. وتعرض مخيم جباليا شمال قطاع غزة لقصف مدفعي مكثف من قبل النظام الصهيوني. وأسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد وجرح العشرات من المواطنين الفلسطينيين.
جثث متحللة تحت الأنقاض
كما أفاد جهاز الدفاع المدني بغزة في بيان له: أنه "تم انتشال جثث 15 شهيداً من مختلف الأعمار، بينهم بعض الأطفال، من تحت الأنقاض نتيجة اعتداءات الاحتلال الصهيوني علی مناطق متفرقة من مدينة خان يونس". وهذه الجثث تعود للفلسطينيين الذين استشهدوا خلال عدوان الجيش الصهيوني علی هذه المنطقة. وكانت الجثث المذكورة متحللة أو علی وشك التحلل بسبب بقائها علی الطرقات وتحت الأنقاض.
عقب انسحاب قوات الاحتلال من مناطق في قطاع غزة، انتشل جهاز الدفاع المدني في غزة، جثث 409 شهداء في خان يونس ومجمع مستشفی الشفاء ومحيطه في مدينة غزة من تحت الأنقاض. أفاد عدد كبير من سكان غزة عن اختفاء أبنائهم وأحبائهم خلال احتلال الكيان الصهيوني لمختلف مناطق هذا القطاع. كما لا تزال جثث العشرات من الشهداء تحت أنقاض المنازل المدمرة.
إخلاء آخر مستشفی نشط في خان يونس
وفي يوم الثلاثاء 12 يوليو، وبعد ساعات من إصدار جيش الاحتلال أمراً لسكان المناطق الشرقية لمدينة خانيونس بالإخلاء هناك، بذريعة إطلاق الصواريخ من داخل هذه المدينة باتجاه مستوطنات قطاع غزة، هاجمت مقاتلات الاحتلال الصهيوني ونفذت قوات النظام هجمات عنيفة علی مناطق متفرقة من مدينة خانيونس. وأدی القصف الإسرائيلي المكثف علی هذه المدينة إلی سقوط ثمانية شهداء وأكثر من 30 جريحاً، تم نقلهم إلی مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة.
وفي هجوم جيش الاحتلال علی مجموعة من المدنيين بالقرب من تقاطع المطهان شمال خان يونس، استشهد وأصيب عدد من المواطنين. كما استشهد جراء قصف حي قيزان في رشفان جنوب مدينة خانيونس، شخص وأصيب ثلاثة أشخاص. واستشهد عدد من المواطنين في عبسان وخزاعة بخانيونس، فيما فشلت فرق الإنقاذ في الوصول إلی المصابين. يبدو وضع النازحين في خان يونس حزيناً، إذ أن معظمهم من الأطفال الذين ينامون في العراء. وتظهر مقاطع فيديو متداولة علی مواقع التواصل الاجتماعي، نازحين يقضون الليل في الشوارع.
وشهد المستشفی الأوروبي بغزة، آخر المستشفيات النشطة في محافظة خان يونس، عملية إخلاء للمرضی واللاجئين والمعدات الطبية بعد أن أمر الاحتلال بإخلاء المناطق والأحياء الشرقية.
وأظهرت لقطات مصورة، إخلاء أجنحة كاملة في المستشفی الأوروبي بغزة، بما في ذلك أجنحة المرضی وخيام النازحين استعدادًا للانتقال إلی مناطق جديدة. وأعلن الجيش الصهيوني إخلاء مناطق القرارة وبني سهيلة وعبسان وخزاعة والفخاري والشوكة والنصر فوراً. ويعد المستشفی الأوروبي في غزة أحد المناطق التي تلقت أوامر المحتلين.
اكتشاف مقبرة جماعية
انتشلت قوات الطوارئ في غزة جثث 50 فلسطينيا من المقبرة الجماعية بمجمع ناصر الطبي في خان يونس. وأعلن الدفاع المدني في غزة في بيانه، عن انتشال جثامين 50 فلسطينياً استشهدوا علی يد قوات الاحتلال التابعة للكيان الصهيوني من المقبرة الجماعية. وستواصل فرقنا عمليات البحث وانتشال بقية الشهداء خلال الأيام المقبلة، حيث لا يزال هناك عدد كبير منهم.