لعمليات فصيل المقاومة الإسلامية في البحرين أبعاداً عديدة، سواء علی صعيد المنطقة؛ تطال الموقف الحقيقي لأبناء الخليج المطبّعة أنظمتها علانية أو سرّاً مع “إسرائيل”. بما في ذلك إرسال رسالة مفادها أن الفعل المُقاوم غير محصور جغرافيّا، ولكن مدياته واسعة تصل عموم المنطقة بما في ذلك الدول المطبعة مع “إسرائيل”.
إضافة إلی ما سبق، لدخولها خط المواجهة؛ أبعاد علی صعيد محور المقاومة، عبر الإعلان عن ذراع جديد له وأنه جاهز ومستعد للنزول الی ساحة المواجهة مع الحلف الصهيوأمريكي وأدواتهم من الأنظمة العميلة حين تحين ساعة الصفر.
استهدفت “سرايا الأشتر” بعمليتين منفصلتين، الأولی لمقر الشركة المسؤولة عن النقل البري في الكيان الصهيوني (Trucknet)، في مدينة أم الرشراش في فلسطين المحتلة (إيلات)، يوم الثلاثاء 27 أبريل 2024، باستخدام طائرات بدون طيار. مشاهد من استهداف المقاومة الإسلامية في #البحرين – سرايا الأشتر – مقر الشركة المسؤولة عن النقل البري بالكيان الصهيوني (تراك نت –Trucknet) في مدينة أم الرشراش في #فلسطين_المحتلة (#إيلات) بالطيران المسيّر.
وأما العملية الثانية فقد أعلنت عنها المقاومة الإسلامية في البحرين “سرايا الأشتر” في الرابع من الشهر الجاري، عبر استهداف هدف حيوي في مدينة أم الرشراش في فلسطين المحتلة (إيلات). وأوضحت سرايا الأشتر أن الاستهداف تم ” في يوم الخميس تاريخ 2 مايو 2024، بواسطة الطيران المسيّر انتصارًا لشعبنا المقاوم في غزة”. وأكدت المقاومة الإسلاميّة في البحرين أنها لن توقف عملياتها إلا ” برفع الحصار ووقف العدوان عن الشعب الفلسطيني المقاوم في قطاع غزة”.
لم تقف دلالات هذه العمليات عند حدّ توجيه الرسائل إلی كيان الإحتلال، بل كانت الرسالة ثلاثية الأبعاد: إلی النظام الخليفي، كيان الاحتلال وأميركا.
فقد أرسلت المقاومة الإسلامية في البحرين برسالة بالغة الدلالة إلی أمريكا، حيث تحتضن البحرين قاعدة قيادة الأسطول الأمريكي الخامس. الرسالة مفادها أنه إذا كان ذراع المقاومة البحراني قد نجح في ضرب العمق الإسرائيل فإن قاعدة الأسطول الامريكي في الجفير أقرب في حال حاولت امريكا تحريك أدواتها في المنطقة ضد فصائل محور المقاومة.
وقد أتت العملية تزامناً مع تأكيدات أميركية بمضيّها تشكيل حلف عسكري في المنطقة مساند لإسرائيل، ولو أتی تحت مسمّيات “تعاون عسكري” تعزّز من خلاله القدرات العسكرية لأذرعها في المنطقة. فما أعلنه بلينكن بعد اجتماعه في الرياض مع وزراء خارجية التعاون، لا شك أنه سيُعاد قراءة المشهد بعد ظهور سرايا الأشتر وتدشينها أولی عملياتها البطولية ضد الكيان الصهيوني المؤقت.
كما أن ما لا شك فيه أن آل خليفة الذين يريدون جعل البحرين قاعدة عسكرية متقدمة للكيان الصهيوني لمواجهة إيران قد استوعبوا الآن بأن قوات سرايا الأشتر هي التي ستواجههم من عقر دارهم. خاصة أنه سبق وأن زعم كثيرون بأن سرايا الأشتر في البحرين مجرد يافطة إعلاميةمحاولين تثبيط مفعولها، ولكن اتضح اليوم ان سرايا الاشتر قوة حقيقة ضاربة وانفضح زيف وخطأ تقدير وتقييم تلك الادعاءات ومن يقف وراءها.
وما حملته العمليات من رسائل للداخل البحراني، تمظهر في صورة الشبان الأربعة التي أُلصقت علی أجنحة المسيرات. الشبان هم الشهداء رضا الغسرة، مصطفی يوسف، محمود يحيی وأحمد الملالي.
الشهيد رضا الغسرة كان قد نفّذ عمليات بطولية عديدة كان آخرها عملية الهروب من أكبر معتقلات البحرين سجن جو والمدجج بالحراسات وأجهزة المراقبة والكاميرات، والواقع في منطقة نائية جنوب شرق البحرين في ١ يناير ٢٠١٧ في عملية عرفت بعملية “سيوف الثأر”. وقد نجحت عملية “سيوف الثأر” في أولی مراحلها بتحرّر الشهيد رضا الغسرة مع صديقه حسين البناء وثمانية معتقلين آخرين، وذلك بعد إقسام الشهيد الغسرة علی الثأر لشهداء القطيف والبحرين في أن يجعل ذكری استشهاد الشيخ النمر كابوساً علی آل خليفة وآل سعود.
وفي يوم الخميس 9 فبراير2017 فجعت البحرين بجريمة بشعة نفذتها السلطات البحرينية بتصفية 3 شبان في عرض البحر من بينهم الشهدين رضا الغسرة، ومصطفی يوسف كما اعتقلت حينها 7 آخرين من رفاقهم بعد محاولتهم مغادرة البحرين للإفلات قبضة السلطة التي تمارس أبشع صور التنكيل والتهميش والإفقار ضد الشعب الأصيل بكل فئاته.