أشار الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة اليوم 17 نوفمبر/تشرين ثاني 2023، إلی أنّ "المقابل لهذه القوَّة التي تشنُّ الحرب ليس جيشاً مجهَّزاً، بل أطفالٌ ونساء وعمال ومزارعون وأطباء ومعلِّمون وصحافيّون"، فـ "المُستهدَف بآلة الحرب هي أجساد هؤلاء الأطفالِ والنساء والآمنين وبيوتُهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومزارعهم وأسواقهم وأقواتهم ومختلف أسباب معاشهم"، قائلاً: "لذلك هي حرب غير تقليديَّة، هي حرب علی الإنسانيَّة".
وأضاف أنّ "هذا العدو ومَن يقف خلفه هو الصانع للإرهاب وهو الرافد له ليس في أرضِ فلسطين وحسب بل في عموم أرجاء العالم الإسلامي"، معتبراً أنّ "بؤر الإرهاب في مختلف مواقعِها صنيعتُه ورجال الإرهاب أدواتُه وأجناده من حيث يشعرونَ ومن حيثُ لا يشعرون"، داعياً الأمة الإسلامية إلی أنْ "تُضاعف من جهدِها للكشف عن واقع هذا العدوّ وداعميه أمام الشعوب الغربيَّة وتعريفهم بمختلفِ الوسائلِ المتاحة أنَّ قادتَهم هم مَن يصنع الإرهاب ويُموِّلُه ثم يرمون به ضحاياه".
وفيما أكد أنّ "هذه الحرب فضحت زيف هذا الإعلامِ الكاذب وأحدثتْ صحوة يتعيَّن علی الأمة الإسلاميةِ البناء عليها بمختلف الوسائل المتاحة"، دعا الأمةِ إلی "التعميق لهذه الصحوة وتعريف الشعوب الغربيَّة أنَّ قادتهم زرعوا في قلبِ العالم الإسلامي عصابةً متوحِّشة ونازيَّة، ومكَّنوا لها بمختلفِ وسائل القوَّةِ الاغتصاب لأرض ليست لهم وتواطئوا معهم علی تشريد أصحاب الأرض وتهجيرِهم قسراً من وطنِهم، وأباحوا لهم الاستحواذ علی منازلِهم ومزارعهم والتدنيس لمقدساتهم".
وذكَّر الشيخ صنقور بأنّ "المجازر وجرائم الحرب المروِّعة التي يشهدها العالم اليوم ما هي إلا حلقة ضمن سلسلة حلقاتٍ من المجازرِ والجرائم تمتدُّ إلی أكثرِ من 7 عقود"، مبيناً أنّ "طوفان الأقصی" لم يكن سوی ردَّة فعلٍ أراد منها الشعب الفلسطيني السعي للدفعِ عن نفسه والاسترداد لأرضه والاستعادة لحقوقه المضيَّعة، حيث لم يجد الشعب الفلسطينيُّ طريقاً لاسترجاعها سوی اعتماد طريق المقاومة والنضال".
وشدّد علی أنّ "طوفان الأقصی" لم يكن تعدِّياً كما يُروِّج لذلك الكيان الغاصب وداعمُوه بل كان دفاعاً ونضالاً يبتغي الشعب الفلسطيني من ورائه الحماية لنفسِه من هذا الكيان المُستبيحِ للدماء، ويبتغي من ورائه التحرير لأرضه المغتصَبةِ والصون لمقدَّساته التي يتعمَّد هذا الكيان الغاصب تخريبَها وتدنيسها إمعاناً في النكاية به وبالمسلمين والاستفزازِ لمشاعرهم والحطِّ من كرامتهم".
وبيّن الشيخ صنقور أنّ "هذا العدوّ الغاشم الذي يُصوِّره الإعلام الغربي الكاذب أنَّه ضحية للإرهاب لم يتورَّع يوماً ما عن الفتك بالآمنين واستهدافِهم بمختلفِ الأسلحة المحرَّمة".
وتساءل الشيخ صنقور: "كم من قرية أبادها عن آخرها فلم يُبقِ منها عيناً ولا أثراً؟ وكم من قرية أجلی عنها أهلَها فلم يَستبقِ منهم طفلاً ولا امرأة وألجئهم بقوةِ النار والحديد علی النزوحِ مشياً علی أقدامهم في هجير الصحراءِ حتی ماتَ الكثيرُ منهم جوعاً وظمأً أو من شدَّة الإعياء؟ وكم هي المدنُ التي هدمَها علی رؤوس ساكنيها ثم أقام علی أنقاضِها مستعمراته ومستوطناتِه بعد أن استقدمَ شراذم اليهود من أصقاعِ الأرض وأسكنَهم في مساكن النازحين ومساكن مَن أزهقت أرواحهم ومزِّقت أشلاؤهم؟".