السيد نصر الله: الكلام للميدان وإذا أرادت امريكا وقف العمليات ضده عليه وقف العدوان علی غزة

الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، يؤكد في كلمة بمناسبة يوم الشهيد، أنّ جبهة الجنوب مع فلسطين المحتلة ستبقی جبهة ضاغطة علی الاحتلال
السيد نصر الله: الكلام للميدان وإذا أرادت امريكا وقف العمليات ضده عليه وقف العدوان علی غزة

أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم السبت، أنّ  ما يجري في غزة من عدوان هو تطور خطير وكبير واستثنائي، مشيراً إلی أنّ هذه الجرائم تعبّر عن الانتقام الاسرائيلي المتوحش.

وفي كلمة له في مناسبة يوم الشهيد، قال السيد نصر الله إنّ "يوم الشهيد، تم اختياره بعد تفجير مقر الحاكم العسكري في صور، وشاهدنا كيف كان وجه شارون أسوداً أمام مبنی الحاكم بعد العملية النوعية التي نفذها أمير الاستشهاديين أحمد قصير".\

وأشار السيد نصر الله إلی أنّ أبرز أهداف جرائم الاحتلال هي إخضاع شعوب المنطقة وإسقاط إرادة المطالبة بالحقوق، مضيفاً أنّ الهدف منها هو دفع الشعوب إلی الاستسلام ونسيان الأرض والأسری والمقدسات وفلسطين.

ورأی أنّ الاحتلال يخاطب لبنان من خلال جرائمه في غزة وقتله المتعمد والوحشي، مؤكداً أنّ "الاحتلال يخطئ مجدداً،  وستفشل كل أهدافه، ومجازر التاريخ ومن بينها دير ياسين تشهد علی ذلك".

ولفت الأمين العام لحزب الله إلی أنّ ثقافة المقاومة تعاظمت جيلاً بعد جيل علی الرغم من المجازر، حتی وصلت إلی العمل العظيم لكتائب القسام في 7 تشرين الأول أكتوبر.

كما أوضح أنّ جرائم الاحتلال علی مدی العقود الماضية وحتی عدوان تموز 2006 لم تجعل اللبنانيين يتخلون عن المقاومة، مضيفاً أنه "علی الإسرائيليين أن ييأسوا من تحقيق أهدافهم وليس شعوبنا التي أثبت خيارها أنه خيار الانتصار والتحرير والكرامة".

وأردف بالقول: "للأسف هناك كتّاب عرب يساعدون بشكلٍ متعمد أو غير متعمد علی تحقيق الأهداف الإسرائيلية، لكن ذلك سيفشل أيضاً"، لافتاً إلی أنّ "العدو يلحق بنفسه الكثير من الخسائر، ومن بينها اتضاح حقيقته الهمجية".

وبحسب ما تابع، فإنّ "الاحتلال وجّه ضربات قاضية إلی مشاريع التطبيع التي يسعی إليها، وموقف شعوبنا الرافض لهذا التطبيع سيكون أشدّ"،واصفاً التحول في الرأي العام العالمي، ولا سيما الغربي كما يحصل في الولايات المتحدة وأوروبا، بالأمر "المهم".

وأشار السيد نصر الله إلی أنّ الاحتلال بات يقع تحت ضغط الوقت، ولم يعد يدعمه إلا النظام الأميركي ومن بعده النظام البريطاني".

كذلك، شدد علی أنّ "من يدير هذه المعركة ويقررها ويخوضها هو الإدارة الأميركية، وكل الضغط يجب أن يتوجه إلی الأميركيين".

وفي ما يخص القمة العربية الإسلامية، أكد أنّ الفلسطينيين يطالبون القمة التي تجمع 57 دولة في الرياض بالحد الأدنی، وبموقف رجل واحد.

ولفت إلی أنّ الفلسطينيين يأملون في أن تتمكن قمة الرياض اليوم من الضغط علی الولايات المتحدة لوقف هذا العدوان، كما يأملون في فتح معبر رفح لنقل المساعدات والجرحی.

وبشأن المقاومين في غزة، قال السيد نصر الله إنهم يقاتلون بشموخ، علی الرغم من الواقع النفسي المؤلم، أقوی ألوية النخبة الإسرائيلية، وهو ما يدل علی عجز "إسرائيل".

وشدّد علی أنّ "إسرائيل" لم تحقق أي إنجاز تستطيع أن تقدمه لجمهورها، مشيراً إلی أنّ إبداع المقاومين هو الحاسم، "والرهان اليوم هو علی الميدان".

ووفق السيد نصر الله، فإنّ الاحتلال ما زال عاجزاً عن تقديم صورة "انتصار" له أو صورة "انكسار" للمقاومين، لافتاً إلی أنّ تصاعد المقاومة في الضفة قد يضطر الاحتلال إلی سحب بعض من فرقه من الحدود مع غزة ولبنان.

وفي ملف الدعم اليمني لغزة، اعتبر الأمين العام لحزب الله أنّ مهاجمة القوات اليمنية بالصواريخ والمسيّرات لأهداف إسرائيلية لها نتائج مهمة بعيداً عن عملية الاعتراض لها.

وأكد أنّ الاهمية في مساندة القوات المسلحة اليمنية لفلسطين هي أنها "جيش ومقاومة في آن"، مضيفاً أنّ "العدو اضطر إلی تحويل جزء من دفاعاته الجوية وقببه الحديدية وصواريخ الباترويت من جنوب وشمال فلسطين الی إيلات".

كذلك، رأی أنّ "هجمات القوات اليمنية المباركة أدّت إلی مزيد من الضغط علی حكومة العدو عبر عمليات نزوح مستوطنيه".

أما في ما يخصّ عمليات المقاومة العراقية، أكد السيد نصر الله أنّ هذه العمليات ضد الأهداف الأميركية هي مساندة للفلسطينيين وتخدم فكرة تحرير العراق وسوريا.

وأضاف أنّ الأميركيين اعترفوا بحصول 46 هجوماً علی قواعدهم في سوريا والعراق وإصابة 56 جندياً، مشيراً إلی أنّ عمليات المقاومة العراقية تعبّر عن شجاعة لافتة في وجه الأميركيين الذين تملأ أساطيلهم المنطقة.

وتابع بأنّ الأميركيين أرسلوا تهديدات للضغط علی المقاومة في العراق واليمن ولبنان واستخدموا كل قناة لإيصال الرسائل، مشدداً علی أنه إذا أراد الأميركيون أن تتوقف هذه العمليات ضدهم فعليهم وقف العدوان علی غزة.

وبشأن جبهة سوريا، أشار الأمين العام لحزب الله إلی أنّ سوريا تحمل عبئاً كبيراً جداً، "فبالإضافة إلی موقفها الحاسم هي تحتضن المقاومين وحركات المقاومة وتتحمل التبعات".

ولفت إلی أنّ سوريا تتحمل تبعات ضيق الخيارات الإسرائيلية كما حصل في إيلات المحمية أميركياً وإسرائيلياً وحتی عربياً، مضيفاً أنّ "إسرائيل" احتارت في الجهة التي وقفت خلف الهجوم المسيّر علی إيلات، "فحمّلت حزب الله المسؤولية واعتدت علينا في سوريا".

وفي ما يخص إيران، شدّد السيد نصر الله إلی أنه إذا كان هناك من قوة للمقاومة في لبنان وفلسطين ولحركات المقاومة في المنطقة فهي ببركة قيادة إيران.

وبحسب ما تابع، فإنّ إيران لم تترك دعماً إلا وقدّمته للمقاومة، لتصمد شعوب المنطقة وذلك علی الرغم من كل التهديدات.

وأكد أنّ إيران لا تقرر نيابةً عن حركات المقاومة بل ستبقی "الحامية والمساندة لها". 

وبشأن جبهة لبنان، قال السيد نصر الله إنّ عمليات المقاومة الإسلامية مستمرة علی الرغم من كل إجراءات الاحتلال الوقائية.

وأوضح أنه علی الرغم من المسيرات المسلحة للعدو، وهي سلاح جديد لم تكن في عدوان تموز، فإنّ العمليات مستمرة وهي بمثابة عمل استشهادي.

كذلك، لفت إلی أنه حصل ارتقاء في عمليات المقاومة علی مستوی العمل الكمّي وفي نوعية السلاح، كاستخدام المسيرات الهجومية ونوع الصواريخ، مضيفاً أنّ المقاومة بدأت باستخدام صواريخ "بركان" التي يصل وزنها إلی نصف طن في عملياتها.

وأشار الأمين العام لحزب الله إلی وجود ارتقاء في عمليات المقاومة في لبنان ضد الاحتلال في العمق في فلسطين المحتلة، مؤكداً أنّ الإعلام الإسرائيلي اعترف بوصول أكثر من 350 مصاباً إسرائيلياً، بينهم إصابات خطيرة إلی المشافي.

وتابع قائلاً إنّ المقاومة الإسلامية أبلغت العدو بشكلٍ رسمي أنها لن تتسامح مع استهداف المدنيين، مؤكداً أنّ المقاومة تدخل يومياً مسيّرات استطلاع إلی عمق فلسطين المحتلة وصولاً إلی حيفا، وبعضها يعود والآخر لا يعود.

كذلك، لفت إلی أنّ الاحتلال اعترف بارتفاع منسوب هجمات المقاومة، وبالتالي ارتفع منسوب القلق لديه، مضيفاً أنّ ارتفاع منسوب القلق لدی لكيان الاحتلال أدی إلی ارتفاع منسوب التهديدات للبنان.

وشدد السيد نصر الله علی أنّ جبهة الجنوب مع فلسطين المحتلة ستبقی جبهة ضاغطة، مشيداً بالبيئة الحاضنة للمقاومة.

وأشار إلی أنّ هناك موقف عام في لبنان متضامن مع غزة ومؤيد أو متفهم لعمليات المقاومة، باستثناء بعض الأصوات التي تعتبر "شاذة".

وأوضح أنّ الموقف العام في لبنان هو "موقف مساند، ويجعل جبهة الجنوب جبهة فاعلة ومؤثرة".

وبحسب ما تابع، فإنّ سياسة حزب الله في المعركة الحالية هي "الميدان، الذي يفعل ويتكلم ثم نحن نعبر عن التطورات"، مضيفاً: "نحن في معركة الصمود والصبر وتراكم الإنجازات، والوقت الذي تحتاجه المقاومة والشعوب ويلحق الهزيمة بالعدو".

كما اعتبر السيد نصر الله أنّ التضحيات المتراكمة هي التي تؤدي إلی قبول العدو بالهزيمة والاعتراف بها وممارسة فعل الهزيمة، مشيراً إلی أنّ "العدو بات متخبطاً، وهذا التخبط ينعكس من خلال التصريحات المتضاربة لنتنياهو".

ورأی أنّ "الوقت ليس لمصلحة العدو"، مشيراً إلی وجود "فشل ميداني في إخضاع غزة وتحول في الرأي العالمي وخشية لديه من توسع الجبهات".

وشدّد علی أنّ "كل العوامل، ومن بينها أيضاً ملف الأسری، ستضغط علی العدو، وعلينا الاستمرار في ذلك"، مؤكداً أنّ "أعظمنا تحملاً هم شعب غزة".

وتابع السيد نصر الله بأنه "يجب أن يفشل العدو في تحقيق كل أهدافه علی الرغم من المجازر التي يرتكبها"، معاهداً "كل شهدائنا بالمضي في هذا الطريق لحفظ أهدافهم ومراكمة إنجازاتهم للوصول إلی النصر الآتي، وهو آتٍ آت".

كذلك، أكد أنه بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، "إسرائيل" هي غير "إسرائيل" السابقة، وهذا ما ستثبته المرحلة المقبلة.