والواجب الأقل حاليا للبحرين هي قطع العلاقات مع الكيان المحتل الصهيوني

البحرينيون بدورهم ليسوا استثناءً، لقد خرجوا في مسيرات عفوية، ومن المتوقع أن تخرج مسيرات حاشدة اليوم للتنديد بما حصل، مع تعالي أصوات المواطنين الداعين لطرد سفير كيان الاحتلال من أرض البحرين.
والواجب الأقل حاليا للبحرين هي قطع العلاقات مع الكيان المحتل الصهيوني

أدی القصف الهمجي البشع من آلة الحرب الصهيونية الذي استهدف مستشفی المعمدانية في قطاع غزة إلی سقوط ما لا يقل عن 1300 شهيد وفق آخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية منتصف ليل أمس (الثلاثاء 17 أكتوبر 2023) فيما يتوقع ارتفاع حصيلة المجزرة المروعة مع انتشال مزيد من الجثث من قبل الجهات المتخصصة.

ولهذه المجزرة تأثير وتبعات بالطبع، فقد أدت منذ الساعات الأولی من وقوعها إلی نزول عشرات آلاف المواطنين العرب في بلدانهم أمام سفارات الكيان أو راعيه الأمريكي، كما شملت التظاهرات عدداً من الدول الغربية، حيث تداعی الناس للتظاهر والتنديد بهذه البشاعة المحضة.

والبحرينيون بدورهم ليسوا استثناءً، لقد خرجوا في مسيرات عفوية، ومن المتوقع أن تخرج مسيرات حاشدة اليوم للتنديد بما حصل، مع تعالي أصوات المواطنين الداعين لطرد سفير كيان الاحتلال من أرض البحرين.

من جانبها فقد أصدرت الخارجية البحرينية بياناً أدانت فيه ما حصل، مقدمةً تعازيها "لأسر وذوي الضحايا وأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق"، في بيان أقل ما يقال عنه أنه بلا إحساس، ولا يرقی لهول الحدث.

ولو صدر هذا البيان من الجارة السعودية أو الكويت أو قطر، لكان يمكن أن له وجه قبول، حيث أن هذه الدول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع العدو، وأقصی ما تملكه إجراء الاتصالات للتشاور مع قادة المنطقة والعالم وإصدار البيانات.

لكن البحرين دولة مطبعة مع الكيان، ولقرار التطبيع تبعاته وآثاره بالتأكيد. لقد قرر النظام خلافاً لرغبة الشعب أن يسير في التطبيع، وادعی حينها أن هذه الخطوة تهدف إلی خدمة القضية الفلسطينية، إلا أن النتائج كانت عكسية، جرأت الاحتلال علی الإيغال في جرائمة التي شهدت زيادة ملحوظة منذ توقيع اتفاقيات العار.

إن كانت السلطة صادقة فعلاً في استنكارها لما حصل، ومتضامنة بالفعل مع الأشقاء الفلسطينيين، فعليها بالأفعال وعوضاً عن بيانات الاستنكار والإدانة والكلام الإنشائي. إن السلطة يمكنها طرد سفير الاحتلال تعبيراً عن استنكارها واحتجاجها علی ما حصل، وإن المسؤولية هنا لا تقع علی وزارة الخارجية ولا وزير الخارجية الذي لا يعتبر أكثر من موظف ينفذ ما يطلب منه، بل علی رأس هرم الدولة، ملك البلاد وابنه ولي العهد رئيس الوزراء، وهما من يمكنهما اتخاذ مثل تلك القرارات.

إن بقاء سفارة الكيان القاتل مفتوحة في البحرين، هو إهانة لنا جميعاً كبحرينيين، وإن كانت الأسرة قررت التخلّي عن هويتها القومية والإسلامية، فلتحافظ علی كرامتها التي صار الإسرائيليون يبصقون عليها مع كل صاروخ يطلق أو كل قنبلة تلقی علی رؤوس إخواننا في غزة.

المصدر: مرآة البحرين