عطوان: في الخريطة الجديدة للمنطقة لن يكون هناك ما يسمی "إسرائيل".

أشار محلل إقليمي بارز إلی أن مسلسل هزائم النظام الصهيوني في عملية اقتحام الأقصی مستمر بقوة، وأكد أن المقاومة غيرت المعادلات وترسم خريطة جديدة للمنطقة لن يكون فيها شيء من هذا القبيل. باسم "إسرائيل".
عطوان: في الخريطة الجديدة للمنطقة لن يكون هناك ما يسمی

أشار "عبد الباري عطوان"، رئيس تحرير صحيفة الرياليوم الإقليمية والمحلل الفلسطيني المعروف، في مقاله الجديد حول عملية اقتحام الأقصی. الجرائم التي ارتكبها النظام الصهيوني وحلفاؤه بحق المدنيين في قطاع غزة وكتبت، بعد أسبوع من النصر المعجزة، وعلی الرغم من سيطرة فصائل المقاومة في قطاع غزة علی أكثر من 35 مستوطنة صهيونية، إلا أن نظام الاحتلال لم يفعل ذلك. ليس لها أي إنجازات عسكرية أو سياسية في هذه الحرب، والشيء الوحيد الذي حققته هو سلسلة من الإخفاقات.

دحر المؤامرات الصهيونية ضد المقاومة

وبحسب المذكرة فإن نظام الاحتلال فشل في إجبار أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة علی ترك منازلهم والتوجه إلی "وطن بديل" في صحراء سيناء أو موقع آخر قد يتم إنشاؤه في الأردن في مرحلة لاحقة. . كما أن حركة حماس التي سعی النظام الصهيوني إلی تدميرها، بدت أقوی وأقوی بكثير من ذي قبل، وازدادت شعبيتها لدی الشعب الفلسطيني. وبهذا دُحرت كل المؤامرات التي حاكها العدو ضد حركة حماس وسعی إلی التحريض العالمي ضدها، وكل حملات التضليل الإعلامية التي شنها ضد المقاومة الفلسطينية، وخاصة أكاذيب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء نظام الاحتلال، ونشر صور كاذبة عن مقتل أطفال إسرائيليين علی يد المقاومة وقطع رؤوسهم، وهو ما ردده أيضا رئيس الولايات المتحدة جو بايدن. وكان لذلك عواقب وخيمة علی مصداقية الإعلام الصهيوني الهشة في جميع أنحاء العالم.

وتابع عطوان، أنه عندما كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي يفتخر بيهوديته وصهيونيته، يتحدث عن انتصار إسرائيل الوشيك في ذروة السعادة، اضطر إلی دعم خطة النظام بعد فشل زياراته لعدد من الدول العربية. العواصم الصهيونية تنسحب إلی صحراء سيناء لتهجير أطفال قطاع غزة وتعلن أن الولايات المتحدة ترفض طلب نقل سكان غزة. كما ادعی أن بايدن طلب من إسرائيل احترام قوانين الحرب.

لقد فشلت الحملة الأمريكية لدعم المحتلين في الحرب علی غزة

وأوضح أن ذلك يعني أن الحملة الأمريكية لدعم تل أبيب وإرسال حاملات طائرات لمساعدة النظام الصهيوني تسير في طريق فشل كبير ولها نتائج عكسية وهي بداية لسلسلة اعترافات الأمريكيين بالفشل التام . إن خطة التهجير القسري لشعب غزة هي أقذر أنواع التطهير العرقي، والتي تدعمها عمليات الإبادة الجماعية والقصف الجوي الوحشي والضوء الأخضر من الحكومة الأمريكية التي أعلنت نفسها "كعبة" حقوق الإنسان وما زالت علی الدوام كان البادئ بالحروب. ويسعی نظام الاحتلال إلی جر واشنطن إلی حرب إقليمية مع إيران وحلفائها في محور المقاومة؛ وهذا في وضع حيث خسرت أمريكا بالفعل حربها الإقليمية في أوكرانيا وهي علی وشك خوض حرب أخری مع الصين في تايوان.

في الخريطة الجديدة للمنطقة لن يكون هناك شيء اسمه إسرائيل

وتمضي المذكرة لتقول إن هذا الوضع في أمريكا يمكن وصفه بالمثل الإنجليزي الذي يقول: "مع مثل هؤلاء الأصدقاء ما الحاجة إلی الأعداء". إن حرب المقاومة مع النظام الصهيوني في غزة ستعمل حتماً علی تغيير معادلات القوة وقواعد الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وستعيد رسم خريطة المنطقة بشكل جذري. في هذه الخريطة الجديدة للمنطقة، ربما لن يكون هناك ما يسمی "إسرائيل" في المستقبل القريب جدا. وقد ظهرت أولی بوادر التغيير في المنطقة بفضل انتصار المقاومة الفلسطينية من خلال المظاهرات المليونية التي انتشرت في عام 2016. معظم العواصم العربية، ومثل الاستفتاء كان علی التطبيع والسياسات الرسمية لحكومات الدول الموقعة علی اتفاق التسوية مع الصهاينة، سواء الحكومات التي انضمت حديثا إلی قطار التسوية أو حكومات مثل مصر والأردن وحتی منظمة التحرير الفلسطينية التي وقعت في هذا الفخ من قبل.

وبحسب هذا المحلل الفلسطيني فإن تظاهرات ملايين الدول العربية نصرة لفلسطين تشير إلی حدوث ثورة كبيرة في الروح والرأي العام العربي، مما يعيد المنطقة إلی طبيعتها وأصالة المقاومة؛ حيث تعيد هذه العملية نظام الاحتلال إلی موقعه الأصلي باعتباره عدو الأمة الإسلامية ومصدر الفتن والحروب والقتل وعدم الاستقرار في المنطقة. ومن كان يتصور أن دولة مثل العراق، التي أنفقت واشنطن وحلفاؤها مئات المليارات من الدولارات لإخضاع هذا البلد وضمه إلی محورها، ستحيي عروبته ومكانته الأساسية كدولة في الخطوط الأمامية ضد الإرهاب؟ امريكا واسرائيل .؟

ثورة الرأي العام العربي وعودة الأصالة المقاومة للمنطقة

وفي استمرار هذا المقال رأينا أن العراقيين بكافة فئاتهم وطوائفهم وعشائرهم اتحدوا لدعم المقاومة الفلسطينية وضد جرائم نظام الاحتلال بحق أهل قطاع غزة. وأيضاً من كان يتصور أن يتحرك أكثر من مليون أردني نحو حدود فلسطين المحتلة ويرددون شعار تدمير إسرائيل وأمريكا التي تدعم الأردن سنوياً بـ 1.5 مليار دولار وتمتلك 16 قاعدة عسكرية في هذا البلد. وإلی كل هذا، يجب أن نضيف مظاهرات الدول العربية الأخری في اليمن والجزائر ولبنان وتونس والمغرب العربي وغيرها، والتي لها قائمة طويلة.

وأشار عبد الباري عطوان وأكد علی تعليق محادثات المصالحة بين السعودية والكيان الصهيوني، كما أوقفت السعودية عملية التطبيع مع نظام الاحتلال وأدانت جرائم هذا النظام في قطاع غزة وحملت إسرائيل مسؤولية ما حدث. الحرب وعواقبها. كما أن مصر، برفضها مؤامرة التطهير العرقي للفلسطينيين، عارضت نقل سكان غزة إلی صحراء سيناء وأغلقت حدودها وفتحت مطار العريش لإرسال المساعدات الإنسانية إلی قطاع غزة، متحدية بذلك مطالب الفلسطينيين. الولايات المتحدة ونظام الاحتلال.. وبحسب آخر الأخبار، وعدت الولايات المتحدة مصر بعشرات المليارات من الدولارات للمساعدة في حل الأزمة الاقتصادية في البلاد مقابل توطين أهل غزة في صحراء سيناء، لكن المصريين لم يقبلوا.

وكتب عطوان في نهاية تحليله، نأمل أن تكون هذه المواقف المفعمة بالأمل للحكومات العربية جادة وتؤدي إلی دعم ميداني ملموس لفلسطين. أولاً، إن المقاومة والشعب الفلسطيني بقيادته لن يسمحوا أبداً بحدوث نكبة ثانية، وهم يفضلون الشهادة في وطنهم علی العيش في مخيمات اللاجئين والنازحين في بلدان أخری وتلقي الصدقات من الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها. . إن سلسلة إخفاقات نظام الاحتلال تتواصل بسرعة وتتضاعف. إن الاجتياح البري لغزة، إذا بدأ، سيكون طويلا جدا ومكلفا للغاية بالنسبة للمحتلين، وما رأيناه في 7 أكتوبر (اليوم الأول لعملية عاصفة الأقصی) لم يكن سوی قمة جبل المقاومة.