قال الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة يوم 10 نوفمبر/تشرين ثاني 2023، أنّ "ما تختاره الصهيونية العالمية من قِيمِ الدين وتشريعاتِه فهو من الدِّين وما لا يروقُ لها من قِيم الدين وتشريعاتِه يتعين علی الأمةِ نبذُه والتخلِّي عنه".
ولفت الانتباه إلی أنّ "الصهيونية العالمية تسعی بمختلف مؤسساتها إلی مسخِ الدِّين الإسلاميّ والاستعاضةِ عنه بدينٍ آخر يحمل اسم الإسلام ولكنَّه إسلام غير الإسلامِ الذي جاء من عند الله تعالی، إسلام يتماهي والقيم التي تخدمُ مخططات الصهيونيَّة العالميَّة"، منبهاً إلی أنّها "قد خطتْ في هذا الاتِّجاه خطواتٍ واسعةً تكلَّلَ الكثيرُ منها بالنجاح".
وأكد أنّ "القضية الفلسطينية وحدها التي تقف عائقاً دون التمرير لمجمل مشاريعِها وذلك لأنَّها قضيَّة فاقعة لا يشقُّ علی عامَّة الناس التفطُّن إلی مستوی الظلم الذي مورس في سبيل التصفيةِ لها"، داعياً إلی أن "تظلَّ هذه القضيةُ حاضرة في الوجدان الشعبي بمرارتِها وحرارة الدم الذي يَغلي في علی امتداد تأريخِها وبشاعةِ العدوان الذي وقعَ علی أهلها".
وشدّد الشيخ صنقور علی أنّ "استحضار هذه القضيَّة بما تحمل في طيَّاتِها من مآسٍ وفظائع هو خير سبيل للكشف الجليّ والفاقع عن حقيقة النظام العالمي الذي تقوده الصهيونيَّة العالميَّة".
وقال: "إنَّ هذا النظام العالمي الذي يُروِّج لما يُسمَّی بـ "الديانة الإبراهيميَّة" ويعمل علی تحسين صورتِها هو ذاتُه النظام الذي يذبحُ أطفال فلسطين، والنظام الذي يروج للمثليَّةِ والإباحيَّة والتحلُّل هو ذاتُه النظام الذي يقصفُ المدارس والمستشفيات والملاجئ، والنظام العالميّ الذي يصمُ الإسلام وتشريعاتِه بالتشدُّدِ والعنف هو ذاتُه النظامُ الذي يفتكُ بالشعبِ الفلسطينيِّ ويحتلُّ أرضَه ويستبيحُ مقدَّساتِه ويستحوذُ علی خيراتِه بالقهرِ والغلبة".
وأضاف أنّ "النظام العالمي الذي يزعم أنَّه الراعي لحقوق الإنسان والعدالةِ الاجتماعية هو ذاتُه النظامُ الذي يُمالئ المحتل في بغيه وعدوانه وتوحُّشِه وقسوتِه المتناهية، وهو ذاتُه الذي موَّل البناء لجدار الفصل العنصري وسوَّغ للمحتل فرض الحصار الخانق علی أهل غزَّة وحرمانهم حتی من الماء والغذاء والوقود".
وتابع قوله: "إنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة بما تحملُ في رحمِها من مآسٍ وفظائع هي أقصرُ الطُرقِ للكشف عن زيفِ النظامِ العالمي وكذبِه ونفاقِه وهي أمثلُ الطرقِ للتثبُّت من عدمِ مصداقيَّتِه في مجمل ما يزعمُه ويتبجًّحُ به من شعارات كاذبة وملغَّمة"، مشدداً علی أنّ "القضية الفلسطينية محوريَّةٌ لأنَّها واحدٌ من أهمِّ روافدِ الوعي والبصيرة والقادرة علی قطع العذرِ وإقامة الحجةِ علی المنبهرين بزخارف الشعارات الماكرة، ولهذا يجبُ أنَّ تظلَّ حاضرةً في الوجدانِ والمحافلِ والإعلامِ والمدارسِ والمعاهد".
وذكر الشيخ صنقور أن "هذه القضيَّةُ هي التي أفلتت ببركة صمود أهلِها وجهاد المقاومة الإسلاميَّة من مكر النظام العالمي وحبائله فصارت سبباً في تعثُّر مشاريعِه الرامية إلی مسخِ هوية الأمةِ"، مؤكدا أنّها "سوف تكون سبباً في اختراق المنظومة الإعلاميةِ والثقافية التي حشر النظامُ العالمي الشعوبَ الغربية في دائرتها التي يتوهمُ أنَّها حصينة، إنَّ القضية الفلسطينية قادرةٌ علی اختراق هذه المنظومة المضلِّلة إذا أحسنتِ الأمةُ توظيفها".
وبيّن أنّ "الأمة علی اختلاف مذاهبِها ومشاربِها وتوجُّهاتِها لا ترتاب في حقانيّة هذه القضية، ولهذا فهي محورية وهي قضية جامعة لأنَّها عابرة لمختلف الطوائف والمذاهب والمتبنيات، ولهذا ينبغي أنْ يُتَّخذ منها وسيلة للتقارب والتآزر ونبذِ الشقاق والنزاع والتراشقِ الذي يُضعفُ من جذوة هذه القضية ويُسهمُ في التقليل من أثرِها، وقد يُسهمُ في تصفيتها".
وأشار إلی أنّ "الصهيونيَّةُ العالمية تُدرك حجمَ تأثيرِ هذه القضية علی التقويض لمشاريعها التوسُّعية في كلِّ الاتجاهات، ولهذا تعمل جاهدةً ليل نهار علی إغواءِ الإمة وإلهائِها عن هذه القضية من طريق الشحنِ الطائفي واستحضارِ ما يبعثُ علی الشقاق، فهي أنجعُ وسيلة لإلهاءِ الأمة عن قضيتِها المحورية والمنعِ من تأثيرها علی تماسك الأمة وتلاحمِها والمنتجِ للحيلولة دون التمريرِ للمشاريع الراميةِ لمسخِ هويةِ الأمة والهيمنةِ علی مجملِ مفاصلِها".