عملية القدس المزدوجة تحقق كوابيس جهاز "الشاباك"

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، الليلة الماضية، إن عملية التفجير المزدوجة بالقدس، التي أدت لمقتل إسرائيلي، وإصابة 23 آخرين، وإمكانية ضلوع قطاع غزة فيها، ربما تكون حققت كوابيس جهاز "الشاباك" الذي كان يخشی مثل هذا السيناريو.
عملية القدس المزدوجة تحقق كوابيس جهاز

وأشارت الصحيفة العبرية، في تقرير تحليلي لها، إلی أن "الشاباك" كان باستمرار يبحث عن وجود خلايا محترفة قادرة علی تنفيذ هجمات ستحدث دمارا كبيرا، في حين أن شعبة المخابرات في جيش الاحتلال الإسرائيلي كان قلقها أكثر باتجاه الظواهر الشعبية مثل "عرين الأسود"، والتي أثارت مخيلة جيل الشباب في الضفة الغربية وقوضت سيطرة السلطة الفلسطينية، بينما كان يخشی الجيش نفسه التقليد الذي سينتشر إلی مدن أخری.

 

ونوهت "هآرتس" إلی أن العملية في القدس تشير إلی أنه هجوم منظم تم التخطيط له بعناية والتقديرات إنها خلية إما من الضفة أو شرقي القدس، تقوم بصناعة عبوات ناسفة.

 

وتابعت، "الموجة الحالية بدأت بهجمات في الخط الأخضر قبل 8 أشهر، ومنذ ذلك الحين تحول جيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة في مدن الضفة ومخيماتها، ولكن هذا لم يوقف العمليات المتفردة وكذلك بعض الخلايا المحلية الصغيرة".

 

وواصلت،"كما أن هناك خلايا أكثر تنظيما تديرها المنظمات القديمة مثل حماس والجهاد الإسلامي، وهو ما يدفع المخابرات باستمرار للبحث عن نقطة تحول من خلال حدث معين أو اتجاه جديد قد يجلب الأطراف إلی حدث أكثر خطورة وقوة، كنوع من الانتفاضة الثالثة".

 

وتری الصحيفة العبرية، أن سيناريو اندلاع انتفاضة ثالثة مستبعد ويرجع ذلك أساسا إلی أن عامة سكان الضفة لا ينضمون للأحداث، والجيش والشاباك يعزون ذلك إلی ما يوصف: "تكلفة الخسارة"، وأنه طالما لا يوجد أي إضرار بالعمل في الخط الأخضر والمستوطنات. فإن الغالبية من الفلسطينيين يفضلون سبل العيش الأمن علی مخاطر نشوب صراع واسع النطاق، ولكن لا يوجد ما يضمن ذلك".

 

وتعتبر "هآرتس" في تقريرها، أن أهم نقاط الخطر التي يمكن أن تؤدي إلی مزيد من التدهور، هي القدس مصدر القلق الدائم خاصة في إطار السياق الديني، وبشكل خاص بما يحدث في المسجد الأقصی، كما تشعر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالقلق من الاحتكاك المستمر بين الفلسطينيين والمستوطنين خاصة في مناطق البؤر الاستيطانية بالضفة وتحديدًا نابلس، والمخاوف من سقوط ضحايا أطفال أو نساء علی يد المستوطنين ما قد يثير ردود فعل غير متوقعة".

 

وتطرقت "هآرتس" لإمكانية ضلوع قطاع غزة في عملية القدس وما يجري بالضفة الغربية، لافتة إلی أن [إسرائيل] ستواجه معضلة فيما إذا كانت سترد علی غزة مما يهدد الهدوء والسلام الذي يسود هناك منذ 3 أشهر، مشيرة إلی ما أعلن عنه الشاباك أمس حول اعتقال عامل من غزة خطط لهجوم تفجيري بإيعاز من حركة الجهاد الإسلامي.

 

وقالت: "خاطرت الحكومة المنتهية ولايتها عندما قررت استئناف دخول العمال من قطاع غزة إلی [إسرائيل]، وهذا الحدث (اعتقال العامل) يعرض للخطر سبل عيش 17000 عامل من القطاع، وإلی جانب الهجمات في القدس، وبالنظر إلی الصدمة الإسرائيلية منها، فإن هذا دليل أيضًا علی أننا أمام تصعيد كبير، وهناك شخص ما قرر رفع الرهان". وفق قولها

 

وزادت هآرتس، أن "ضعف سيطرة السلطة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية يمثل قلقًا آخر للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، معتبرة وقوع مثل حدث اختطاف جثة الشاب الدرزي والذي وصفه بالحدث الوهمي رغم استعادة جثمانه بعد وساطات عديدة، يشير إلی الفوضی في جنين والتي تسود هناك كما في الحالة الصومالية".

 

ورأت أن هناك أسباب سياسية تدفع إلی تصعيد محتمل منها تشكيل الحكومة اليمينية الجديدة وهو ما يوضح للفلسطينيين أنه لا توجد فرصة لاستئناف أي مفاوضات سياسية، وفي ظل وجود مجموعة من المستوطنين ضمن وزراء الحكومة وسيكون لهم تأثير علی الموقف السياسي وكذلك الاستيطان.