السلطات السعودية وسياستها العنصرية ضد شيعة القطيف

تستمر السلطات السعودية في سياستها العنصرية والمذهبية ضد أبناء شيعة القطيف لتحرمهم من إقامة شعائرهم الدينية.
السلطات السعودية وسياستها العنصرية ضد شيعة القطيف

لم تكتفي السلطات السعودية من اعتقال العلماء والشباب في القطيف والإحساء من أبناء الشيعة واعدام المئات منهم، بل تسعي إلي تضييق الخناق عليهم أكثر فأكثر.

حيث تمنع السلطات السعودية أهالي القطيف من إقامة مجالس العزاء الحسينية ومراسم عاشوراء وذلك ضمن الحمملة الممنهجة ضد أبناء الشيعة في البلاد.

وهذا ما أكده بعض أبناء القطيف حيث كتب حساب ناشط قطيفي في تغريدة له علي تويتر: جالَ جهاز المباحث في بلدات القطيف ليتأكدوا من تطبيق منع إقامة رفع الرايات الحسينية في الشوارع، وللتأكد من صدي المكبّرات، حيث أصبح بروتوكولاً سنوياً وكأنّه قدرٌ يجب علي المُستضعفين هناك الإذعان له دون اعتراض أو مُمانعة، ضمن برنامجها المتواصل للخناق.

وتفرض السعودية علي أبناء القطيف أشاء تبين الحقد والمذهبية الممنهجة لها حيث فرضت السلطات السعودية، السنة الفائتة علي كوادر المساجد والحسينيات في مدن القطيف تركيب كاميرات في المساجد والحسينيات حسب مواصفات تضعها السلطة، و يجب أن يكون صيانة الكاميرات مرتبطة بعقد صيانة دورية عبر السلطة أيضاً.

 ويفرض إجراء البحث الجنائي بشأن الكاميرات علي المعنيين أن يضمّنوا الطلب اسم إمام الجماعة واسم المؤذن وأسماء الخطباء أيضاً، كما وجهت إنذارات تهدد القائمين علي المساجد بضرورة استصدار صك للمسجد، وأمهلت السلطة ادارات المساجد ما يقل عن 3 أشهر لتنفيذ الإجراء، وفي حال تجاوزت المدة يصار إلي إغلاق المسجد عنوة ويستمر الإغلاق حتي الإنتهاء من استخراج الصك، علما أن المساجد لها وقفيات شرعية بموجب صكوك صادرة عن المحاكم الشيعية التي لم تعد السلطة تعترف بها وتهمش وجودها ودورها عبر تحويلها الي مجرد “دوائر للأوقاف والمواريث”.

اعتقالات بالجملة لأبناء القطيف

ولا تزال السلطات السعودية تمارس سياسة القمع التعسفية حيث اعتقلت أربعة ناشطين من شيعة القطيف والأحساء في يونيو الفائت دون أن توجه لهم أية تهمة، والمعتقلين هم  الشيخ عبد المجيد الأحمد من الأحساء وموسي خنيزي وحسين رجب من نشطاء إعلام القطيف، وحسين مطاوع من نشطاء التواصل الاجتماعي في القطيف.

وتحاكم السعودية المعتقلين من هذا النوع أمام محكمة تفتقد للأنظمة القانونية الدولية، حيث تنتزع الاعترافات بالإجبار ووسط التعذيب.

كما شهدت مدينة الإحساء تصاعد في الاعتقالات في الآونة الأخيرة، حيث اعتقلت قوات الأمن السعودية أكثر من 20 شخص.

وتعتقل السلطات السعودية 20 عالماً دينياً من أبناء القكيف والإحساء الشيعيتين وذكرت مصادر حقوقية، أن النظام السعودي ينطلق في مقاربته استهداف العلماء الشيعة من مبدأ التصويب علي الفكر المتبني من قبلهم وشيطنته درءًا لمخاطر التعاطف المجتمعي وزيادة منسوب التعاضد والالتفاف حولهم.

وارتفع عدد الأرقام المسجلة في السجون السعودية لجهة علماء القطيف والأحساء مع اعتقال الشيخ عبد المجيد بن حجي الأحمد في (24 حزيران/يونيو)، ليبلغ الـ20، والشيخ الأحمد من سكان الأحساء وأحد أساتذة الحوزة العلمية فيها، حيث تم اقتحام منزله ومصادرة هواتفه وجهاز الحاسب الآلي الخاص به.

مجازر بحق شيعة القطيف

قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن إعدام السلطات السعودية 81 رجلا في 12 مارس/آذار 2022 هي أكبر إعدام جماعي في المملكة منذ سنوات علي الرغم من وعودها الأخيرة بالحد من استخدام عقوبة الإعدام. نظرا إلي الانتهاكات المتفشية والممنهجة في النظام الجزائي السعودي، فمن المرجح جدا أنه لم يحصل أيّ من الرجال علي محاكمة عادلة.

قال نشطاء سعوديون لـ هيومن رايتس ووتش إن 41 منهم ينتمون إلي الأقلية المسلمة الشيعية في البلاد، التي عانت طويلا من التمييز والعنف الممنهجَين من قبل الحكومة. ويقضي العديد من الشيعة السعوديين أحكاما مطولة، أو ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام فيهم، أو أُعدِموا بالفعل بتهمة التظاهر إثر محاكمات جائرة بشكل واضح.

واستغلال آل سعود كعادتهم القضايا الدولية مرة آخري لتنفيذ مجازرهم بارتكاب مجزرة إعدام مروعة جديدة بحق شابين من أبناء القطيف، من الأسري الأبرياء وهما "الشهيد محمد خضر العوامي والشهيد حسين علي أبوعبد الله" وذلك بالتزامن مع اغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.