لم يات 'غودو' لكن 'بايدن' أتی.. رؤية امريكية وموافقة اسرائيلية

"ليس مهما ان تكون يهوديا كي تخدم اسرائيل "بعد ان هبط سلم الطائرة".. انها الكلمات الاولی التي نطق بها لسان جو بايدن في زيارته الاولی لفلسطين بوصفه رئيسا للادارة الامريكية والعاشرة في حياته.
لم يات 'غودو' لكن 'بايدن' أتی.. رؤية امريكية وموافقة اسرائيلية

ولان الرجل يری في نفسه صهيونيا اكثر من قادة تل ابيب فاوحی للجميع في اللحظة الاولی ان الزيارة الهدف منها مصلحة (اسرائيل) اولا واخيرا، فهو جاء يستكمل مشروعا بداه سلفه ترامب عنوانه دمج (اسرائيل ) في المنطقة من خلال اتفاقيات جديدة مع العرب والعين هذه المرة علی السعودية كما قالت القناة ١٢ الاسرائيلية التي اكدت ان السعودية علی مرمی حجر من التطبيع العلني.

لكن البعض في تل ابيب يری ان سعودية إبن سلمان قدمت لهم ما هو اكبر واهم من تطبيع علني في مراسم احتفالية ،قدمت لهم اربع دول علی طبق من ذهب ومجال جوي مفتوح ما حلموا ان تمر فيه طائراتهم وصفقات امنيه سرية وعلنية وتجارة تمر عبر مطارات عربية واستثمارات في المغرب مشتركة بمليارات الدولارات -وهو ما لا يعرفه الا بعض العرب -، اذاً.. ما المانع ان يؤجل احتفال التطبيع العلني بين تل ابيب والرياض الی ان تتاتی الظروف المناسبة؟

في احد الافلام الوثائقية عن العلاقات السعودية الاسرائيلية قال الصحفي الاسرائيلي الشهير يورم بن نور " ليس مهما ان نلتقي في فنادق خمسة نجوم وان ترانا وسائل الاعلام العالمية يكفي ان يعرف كل منا مصالحنا المشتركة وان يعمل لها كي نكون حلفاء " لذلك لا اعتقد ان بايدن وقادة تل ابيب في عجلة من امرهم ، المهم الان تحقيق الاهداف الواضحة وعلی راسها اجبار السعودية علی رفع انتاجها من النفط وان تساهم في حل الازمة العالمية الناتجة عن الحرب الروسية الاوكرانية.

وحتی في اطار القضية الفلسطينية بايدن قدم فهما جديدا للتعامل معها عنوانه "الادارة الامريكية تری والقرار لحكومة تل ابيب".

في الكلمات القليلة التي تطرق فيها بايدن للقضية الفلسطينية قال انه مازال وادارته يؤيدان حل الدولة الفلسطينية الی جانب كيان (اسرائيل ) بوصفه الحل الافضل لـ(إسرائيل) بالطبع وليس للفلسطينيين ، لكن الرجل لم يتطرق لشكل الدولة الفلسطينية او لحدودها ولا لآلية اقامتها.

ما يؤكد نظرية الرؤية الامريكية والقبول الاسرائيلي لاي حل تصريحات مستشار بايدن في تعليقه علی قضية فتح القنصلية الامريكية شرق القدس المحتلة حيث اكد ان ادارة بايدن تريد اعادة فتح السفارة ولكن من الافضل ان يكون هناك قبول اسرائيلي ، اذا ما قدمه الفلسطينييون خلال الاسابيع الاخيرة من تنازلات بهدف انجاح الزيارة بناء علی طلب امريكي لم يحصلوا مقابله سوی علی مئة مليون دولار ستذهب دعما لمشافيهم وزيارة خاطفة الی بيت لحم لن تزيد عن ساعتين .

اما الاحلام الوردية بان الرجل يحمل بين يديه خطة للتسوية او مبادرة فكلها ذهبت ادراج الرياح وليتحول بايدن الی غودو لكن الفارق ان بايدن اتی لكن دون ان يحمل الحلول او حتی ينهي الازمات بعكس غودو الذي ظل الجميع في انتظاره وبنوا في مخيلتهم الحلول التي سيحملها لكن تسدل استار المسرح ولا ياتي غودو المتخيل ، والحلول الامريكية في غير مصلحة (اسرائيل) هي حلول متخيلة .