توسع الـ'ناتو' يعزز امكانية نشوب حرب عالمية ثالثة؟

من تداعيات الازمة الروسية الاوكرانية الاخيرة تمنيات اطلقها رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون نادبا حظه لان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رجل ولم يكن امرأة.
توسع الـ'ناتو' يعزز امكانية نشوب حرب عالمية ثالثة؟

ما تقدم لم يكن نكتة الموسم، انما هي بالفعل احدی تمنيات جونسون، ان يكون بوتين امرأة وليس رجلا.

قال جونسون ذلك لشبكة التلفزيون الألمانية "زي دي اف" مساء الثلاثاء الماضي، موضحا انه "لو كان بوتين امرأة "وهو ليس كذلك كما هو واضح"، فأنا لا أظن أنه كان سيشن "هذه الحرب الذكورية المجنونة" التي تهدف إلی "غزو" أوكرانيا.

جونسون تناسا خلا تصريحه هذا ان الجنون الحقيقی تركز في محاولات الاتحاد الاوروبي واميركا وحلفهما الـ"ناتو" المتواصلة لتوسيع رقعة اتحادهم ليضم دولا اوروبية شرقية تعتبر تاريخيا ضمن المعسكر الروسي الشرقي.

غير ان المفاجآت الناتوية "الاوروأميركية" في ما يخص الازمة الروسية الاوكرانية لم تنته عند حد "تمنيات جونسون" المتأزمة هذه، والتي تنم عن واقع مرير تعيشه اوروبا واميركا رغم مباشرتهما التضييق علی روسيا قبل وبعد بدء الازمة مع اوكرانيا، حيث جمدت واشنطن وحلفاؤها أصولا روسية بقيمة 330 مليار دولار منذ بدء الأزمة في اوروبا الشرقية، فيما أعلن الرئيس الاميركي جو بايدن أن بلاده ستعزز وجودها العسكري في أوروبا كي يتمكن حلف شمال الأطلسي الـ(ناتو) من الرد علی ما أسماها بـ"التهديدات" الآتية من كافة الاتجاهات وفي كلّ المجالات (برا وجوا وبحرا).

تصريح بايدن اطلقه امس الاربعاء خلال قمة حلف الـ"ناتو" في مدريد، مؤكدا أنه سيتمّ تعزيز الوجود العسكري والإمكانات العسكرية الأميركية في إسبانيا وبولندا ورومانيا ودول البلطيق وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.

الحقيقة ان روسيا طالما دعت حلف شمال الأطلسي الـ(ناتو) والولايات المتحدة إلی "الاستيقاظ" والكف عن مدّ أوكرانيا بالأسلحة، ومن ذلك دعوة وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للحلف الأطلسي) وواشنطن، مطالبا الكف عن مد كييف بالأسلحة "إذا كانا مهتمين فعلا بحل الأزمة الأوكرانية".

الـ"ناتو" يتوسع ليشمل دول أوروبية إضافية

المعروف ان إستراتيجية الرئيس الأميركي جو بايدن تتركز علی الردع وفرض عقوبات لا مثيل لها لمواجهة نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي يتهمه الغرب بالتخطيط لغزو أوكرانيا.

بايدن أكد ان الولايات المتحدة "علی الموعد" و"نثبت أن الناتو ضروري أكثر من أي وقت مضی" وأن واشنطن" سبق وأن نشرت هذا العام "20 ألف عسكري إضافي في أوروبا لتعزيز صفوفنا ردا علی الخطوات الهجومية التي تقوم بها روسيا".

سين المستقبل لبايدن تكررت كثيرا يوم امس في تصريح مقتضب في "الناتو" أمام الصحافة قائلا: "سنُرسل" سربَين إضافيَين" من طائرات إف-35 المقاتلة إلی المملكة المتحدة و"سننشر" قدرات دفاعية جوية إضافية" في ألمانيا وإيطاليا، و"سنزيد" عدد مدمّراتنا في قاعدة روتا البحرية في إسبانيا، الی 6 بدلاا من 4 سابقا، و"سنقيم" في بولندا "مقرا عاما دائما للفيلق الخامس في الجيش الأميركي، و "سنبقي" علی لواء إضافي مؤلف في المجمل من خمسة آلاف عنصر ومقرّه رومانيا، و"سنقوم" بـ"عمليات انتشار إضافية في دول البلطيق".

لا حيادية للناتو.. اوروبا ليست فنلندا

مساء الثلاثاء الماضي، رفعت تركيا الفيتو عن انضمام السويد وفنلندا "المعروفة تاريخيا بحيادها" إلی الناتو.

حول الحيادية، يری الرئيس الاميركي بايدن أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يسعی لان تكون "اوروبا مثل فنلندا" أي جعل الدول الأعضاء في الناتو تتبنی موقفا حياديا، هو تاريخيا موقف دول شمال أوروبا، غير أن بوتين "حسب بايدن" يشهد بخلاف رغبته، توسعا للحلف ليشمل دول أوروبية إضافية.

وفي خطوة جريئة تعزز من امكانية نشوب حرب عالمية ثالثة، دعا حلف شمال الأطلسي السويد وفنلندا يوم أمس الأربعاء للانضمام إلی التحالف العسكري في واحدة من أكبر التحولات في الأمن الأوروبي منذ عقود بعد بدء الأزمة الروسية الأوكرانية الذي دفع هلسنكي وستوكهولم للتخلي عن حياديتيهما التقليديتين.

روسيا تحذر

صحيح ان انضمام دول اوروبية شرقية "السويد وفنلندا" لدول الحلف يعزز من اظهار وحدتها وقوتها، غير أن الدخول الرسمي للبلدين الذي ينبغي أن تصادق عليه برلمانات الدول الأعضاء الثلاثين في الحلف، عملية طويلة تحتاج إلی أشهر، لكنها في النتيجة تشكل تهديدا وتحيا مضاعفا لروسيا.

قبل خمسة ايام وتحديدا في يوم السبت الماضي الخامس والعشرين من حزيران/يونيو الجاري، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الـ"ناتو" بالتضافر لشن حرب علی روسيا وان "الاتحاد الاوروبي والـ"ناتو" يشكلان ائتلافا حديثا للقتال وفي النهاية لشن حرب علی الاتحاد الروسي. سوف نتابع كل هذا عن كثب".

كما رأی لافرورف "أن معاداة الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي لروسيا سوف تتبدد أو تتغير نوعا ما في المستقبل القريب، قائلا: و"حتی أكون صادقا، علی المدی البعيد”.

السؤال هو: هل العالم يتجه بالفعل نحو حرب عالمية ثالثة يسعی لتأجيج أوارها هذه المرة كل من بايدن وحلف الـ"ناتو"؟

السيد ابو ايمان

=====

لناتو يدعو فنلندا والسويد للانضمام ويقول إن روسيا تشكل 'تهديدًا مباشرًا'

بواسطة مجدی علی الدين 29.6.22


اتخذ حلفاء الناتو الثلاثين القرار في قمتهم في مدريد ووافقوا أيضًا علی معاملة روسيا رسميًا علی أنها "التهديد الأكثر أهمية والمباشر لأمن الحلفاء"، وفقًا لبيان القمة.

وقال قادة الناتو في إعلانهم بعد أن رفعت تركيا حق النقض (الفيتو) علی انضمام فنلندا والسويد:"قررنا اليوم دعوة فنلندا والسويد للانضمام إلی عضوية الناتو".

من المرجح أن يستغرق التصديق في البرلمانات المتحالفة ما يصل إلی عام، ولكن بمجرد الانتهاء من ذلك، ستتم تغطية فنلندا والسويد بموجب المادة 5 الخاصة بالدفاع الجماعي لحلف الناتو، مما يضعهما تحت مظلة الحماية النووية للولايات المتحدة.

وقال ستولتنبرج:"سوف نتأكد من قدرتنا علی حماية جميع الحلفاء، بما في ذلك فنلندا والسويد".

في غضون ذلك، من المقرر أن يزيد الحلفاء من وجود قواتهم في منطقة الشمال الأوروبي، من خلال إجراء المزيد من التدريبات العسكرية والدوريات البحرية في بحر البلطيق لطمأنة السويد وفنلندا.

بعد أربع ساعات من المحادثات في مدريد، يوم الثلاثاء، اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوجان مع نظيريه الفنلندي والسويدي علی سلسلة من الإجراءات الأمنية للسماح لدولتي الشمال الأوروبي بالتغلب علی الفيتو التركي الذي فرضته أنقرة في مايو بسبب مخاوفها من الإرهاب.

تأسست منظمة حلف شمال الأطلسي عام 1949 للدفاع ضد التهديد السوفيتي. أعطی الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير / شباط للمنظمة دفعة جديدة بعد الإخفاقات في أفغانستان والخلافات الداخلية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وقال رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز في كلمة"نوجه رسالة قوية الی (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين: لن تفوز".

اتفق الحلفاء أيضًا علی أول مفهوم استراتيجي جديد لحلف الناتو - وثيقة التخطيط الرئيسية - خلال عقد من الزمن. روسيا، التي كانت تُصنف سابقًا علی أنها شريك استراتيجي لحلف شمال الأطلسي، تم تحديدها الآن علی أنها التهديد الرئيسي لحلف الناتو.

وأضاف رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو أن الغزو الروسي لأوكرانيا يمثل"تهديدًا مباشرًا لأسلوب حياتنا الغربي"، مشيرًا إلی التأثير الأوسع للحرب، مثل ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.

أشارت وثيقة التخطيط أيضًا إلی الصين باعتبارها تحديًا لأول مرة، مما يمهد الطريق للحلفاء الثلاثين للتخطيط للتعامل مع تحول بكين من شريك تجاري حميد إلی منافس سريع النمو من القطب الشمالي إلی الفضاء الإلكتروني.

قال قادة الناتو، علی عكس روسيا، التي أثارت حربها في أوكرانيا مخاوف جدية في دول البلطيق من هجوم علی أراضي الناتو، فإن الصين ليست خصمًا، لكن ستولتنبرغ دعا بكين مرارًا وتكرارًا إلی إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي تقول موسكو إنه"عملية خاصة".