ولفتت نظرة فاحصة إلی أن دول الخليج، بما في ذلك الإمارات التي وصفها وزير الدفاع الأمريكي السابق جيم ماتيس بـ"إسبارطة الصغيرة" بسبب قوتها العسكرية، غير قادرة علی الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الخارجية بالرغم من كونها من بين أكثر الدول شراء للأسلحة المتطورة.
وتعد هذه الدول أقل قدرة من الكيان الصهيوني في إقناع امريكا علی استمرار انخراطها في الشرق الأوسط في الوقت الذي تری فيه واشنطن تحديات الأمن القومي الحرجة في مكان آخر.
ومثل السعودية، لم تطلق الإمارات بعد مشروعًا عسكريًا ناجحًا ولم تنجح في تحصين أراضيها ضد الهجمات الخارجية. وقد انسحبت الإمارات جزئياً من حرب اليمن دون تحقيق أهدافها العسكرية بالرغم من ترك الوكلاء المحليين وراءها، بينما تبحث السعودية عن مخرج يحفظ ماء الوجه.
ولم تستطيع الدولتان الخليجيتان من حماية بنيتهما التحتية ومنشآتهما النفطية من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي يشنها المتمردون وربما إيران نفسها.
ومن المرجح أن الأزمة الأوكرانية أعادت أهمية الشرق الأوسط إلی الواجهة، سواء تعلق ذلك بتنويع إمدادات النفط والغاز لأوروبا، أو تأثير الشرق الأوسط علی الأمن خارج حدوده، أو تداعيات عدم الاستقرار مع صعود شبح أعمال الشغب بسبب أزمة الغذاء في مختلف دول الشرق الأوسط نتيجة ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وعبر الموافقة علی حضور اجتماع بالقرب من منزل "بن جوريون"، الذي يحمله الفلسطينيون المسؤولية عن نكبتهم، كان وزراء الخارجية العرب يؤكدون بشكل أكبر علی القوة الصهيونية في المنطقة. كما تجاهلوا أن العمليات الأخيرة داخل إسرائيل تشير إلی أن الفلسطينيين جزء من المعادلة الأمنية لالكيان الصهيوني والمنطقة كما هو الحال بالنسبة لإيران أو الحوثيين أو "حزب الله".
اضافة إلی ذلك، سيلاحظ الفلسطينيون وغيرهم أنه في الوقت الذي يهيمن فيه الغزو الروسي لأوكرانيا علی عناوين الأخبار، يحتل 3 من المشاركين الستة في القمة - الكيان الصهيوني والإمارات والمغرب - أراضي أجنبية و/أو تدخلوا عسكريًا في نزاعات خارج حدودهم.
وأهمية الكيان الصهيوني لا تكمن في براعتها العسكرية والتكنولوجية وقدرتها علی مواجهة طهران داخل إيران نفسها وكذلك في سوريا والفضاء السيبراني، ولكنها أيضًا الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي يمكنها التباهي بقاعدة دعم قوية في امريكا.
ويشير ذلك أن الكيان الصهيوني هو الكيان الإقليمي الوحيدة الذي ستحتفظ باهتمام واشنطن الكامل مع اتجاه امريكا لتقليص التزاماتها في الشرق الأوسط.
ومن المؤكد أن الكيان الصهيوني يلعب دورًا أكبر ليس فقط في الأمن الإقليمي ولكن في العلاقات بين امريكا ومختلف الدول العربية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بمبيعات الأسلحة.
ومن الواضح انه مع اتجاه امريكا لتقليص تواجدها في الشرق الأوسط، يسعی الكيان الصهيوني لتوسيع نفوذها الإقليمي لتملأ هذا الفراغ جزئيًا علی الأقل.