أثارت زيارة الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، إلی إسرائيل غضباً عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ تجدد النقاش حول الاتفاق الإبراهيمي ومساراته السياسية والاقتصادية علی مدار العامين الماضيين.
كما اندلع نقاش حول جدوی تلك الزيارة، فبينما أكد نشطاء أن "الإمارات لم تستفد شيئا منذ توقيع هذا الاتفاق".
وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام" إن "وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وصل إلی تل أبيب في زيارة رسمية لإسرائيل، ويرافقه وفد رسمي واقتصادي رفيع المستوی".سمو الشيخ عبدالله بن زايد يصل إلی تل أبيب في زيارة رسمية لإسرائيلhttps://t.co/S8uW9e4vt8
— OFM (@OFMUAE) September 14, 2022
وأضاف بيان الوكالة أن الزيارة ستستمر عدة أيام، "تزامنا مع الاحتفال بمرور عامين علی إبرام الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين الإمارات إسرائيل"، ويبحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خلالها عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وقد رحب موقع إسرائيل بالعربية بوزير الخارجية الإماراتي، ونشر في تغريدة استقبال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للشيخ عبد الله بن زايد في مراسم رسمية.????استقبل الرئيس @Isaac_Herzog معالي وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد بمراسم رسمية في مقره في اورشليم. ووصل معالي الوزير علی رأس وفد رفيع المستوی يضم وزيرة الدولة للشؤون الدولية ريم الهاشمي ووزيرة الثقافة والشباب نورة الكعبي وسفير الامارات لدی إسرائيل @AmbAlKhaja pic.twitter.com/abc3gNi43g
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) September 15, 2022مشهد سيبقی محفورا بالذاكرة! بمؤسسة ياد فاشيم لتخليد ذكری الكارثة والبطولة في اورشليم???????? اليوم معالي الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الامارات ????????يضع اكليلا من الزهور في ذكری 6 ملايين يهودي من ضحايا المحرقة النازية. سلام وتعايش واحترام متبادل@BarakRavid
pic.twitter.com/ibnDoCkQ3v
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) September 15, 2022
معارضون للزيارة
وفور نشر خبر وصول وزير الخارجية الإماراتي إلی إسرائيل، تصاعد الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن جدوی الزيارة، وعن مسار التطبيع الإماراتي مع إسرائيل.هذه اخبار علی الهامش لا يجب اعادة نشرها و ترويجها.. الشريحة الاكبر من الشعب الاماراتي ضد التطبيع، و اذا كانت الدبلوماسية الاماراتية تقتضي وجود اسرائيل ضمن قواعدها الدبلوماسية، فلا يعني ذلك موت القضية الفلسطينية في اذهان القيادة السياسية لابو ظبي، مع الشكر.
— qutaibawazani (@wazaniq) September 15, 2022الكيان اصبح محج للعرب
— Ayache (@Ayache13896469) September 14, 2022
فيما استنكر آخرون "قوة العلاقات الإسرائيلية الإماراتية"، وأشاروا إلی أن "الإمارات تقدم خدمة مجانية لإيران".و سيم " #الامارات ???? عبد الله بن زايد يصل إلي تل الربيع المحتل في زيارة رسمية للكيان #الإسرائيلي ...
هم في حضن إسرائيل و يتحدثون عن الحضن العربي ... المثقوب ...????
— محمٌد الهادي بن صالح (@MOHAMEDELHDIBE3) September 14, 2022وكالة الانباء الاماراتية: وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد يصل الی تل ابيب في زيارة رسمية لاسرائيل.
خدمة مجانية لايران وان كان هناك تفاهمات.. غباء العربان ليس له حدود
— عباس الضالعي (@abbasaldhaleai) September 14, 2022أحمد الشيبة: "حكومة الإمارات تقدم هدايا مجانية لإسرائيل"
في المقابل، قال المعارض الإماراتي أحمد الشيبة إن "الحكومة الإماراتية بتوجهها الآن تقدم هدايا لإسرائيل، وهي بمثابة ترسيخ لدولة إسرائيل وتصفية للقضية الفلسطينية، فإسرائيل تنتهك القانون الدولي في كل ما تفعله في فلسطين وإسرائيل تحتاج مثل هذه الهدايا التي ترسخ من شرعيتها في المنطقة، فقد يصعب عليها الاستمرار نظرا للوضع السيء داخليا وخارجياً".
-ولماذا تعتبرها هدية؟ ألم تستفد الإمارات أيضا من توقيع الاتفاق الإبراهيمي مع إسرائيل؟
"الاستفادة الأكبر كانت لإسرائيل، لأنها تستقبل استثمارات بملايين الدولارات، إضافة إلی تحسين العلاقات مع دولة عربية لها وزنها بطبيعة الحال".
"وفي المقابل، لم تستفد الإمارات من هذه العلاقة اقتصاديا ولا أمنيا ولا عسكريا، بل أصبحت نفسها الآن علی محك تهديدات أمنية كبيرة بسبب وجود إسرائيل في المعادلة".
"فوفقا لتصريحات، هناك ممثل للشرطة الإسرائيلية بشكل رسمي داخل الإمارات. وإذا جئنا علی مستوی آخر فالقضية الفلسطينية تسوء يوما بعد يوم مع زيادة الاقتحامات الإسرائيلية".
-أليس للإمارات حق في اختيار إسرائيل شريكا استراتيجيا لحمايتها من أية تهديدات محتملة؟
"الإمارات قادرة علی تأمين نفسها دون الحاجة إلی إسرائيل، بل إنها لما احتاجت إلی إسرائيل لم تساعدها".
"فعندما تعرضت الإمارات لهجمات من الحوثيين في اليمن، طلبت من إسرائيل مساعدتها بالقبة الحديدية، فرفضت إسرائيل تسليمها للإمارات أو إعطاءها أية تقنية مشابهة، كما وقفت إسرائيل ضد تسليح الإمارات بطائرات إف35".
"هذه كلها حقائق حدثت، فأين الحماية التي يتحدثون عنها، إذ لم تتوفر أي منها منذ توقيع المعاهدة؟ وهل تعجز الإمارات عن شراء هذه الأسلحة من روسيا أو أية دولة أخری، حتی تصبح إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ستحمي الإمارات؟".
-لماذا وقعت الإمارات هذا الاتفاق مع إسرائيل من وجهة نظرك؟
"الحقيقة هناك علامة استفهام كبری. لماذا تقوم حكومة الإمارات بمساندة إسرائيل؟ فلا استفادة اقتصادية تذكر ولا استفادة أمنية".
"لماذا إذا تدعم الإمارات إسرائيل؟ هل تری الحكومة الإماراتية أن إسرائيل هي الملجأ الوحيد من التهديدات الإيرانية؟ ونحن لا نقلل من التهديدات الإيرانية".
"ولكن هناك تهديدات إسرائيلية للعرب أيضا وهي ليست بسيطة. هناك أمر غير مفهوم عن سبب هذا التوجه للحكومة الإماراتية".
- كيف تقرأ المشهد الآن بعد عامين من توقيع الاتفاق الإبراهيمي؟
"حينما أعلنت الإمارات عن توقيع هذا الاتفاق منذ عامين قالت إنها ستوقع الاتفاق من أجل الفلسطينيين وإيقاف الضم، وهو لم يتوقف أبدا، وهناك انتهاكات إسرائيلية يومية في حق أهل القدس ولم يفعلوا شيئا تجاهها".
"فلماذا يحتفلون بالذكری الثانية لتوقيع الاتفاق؟ وكان يجب علی الحكومة الإماراتية أن تستجيب لاستغاثات الفلسطينيين وتنسحب من هذه المعاهدة فورا لتتحمل إسرائيل نتيجة أفعالها".
-هناك من ينتقد العلاقات الإماراتية الإسرائيلية ويصفها بالمبالغ فيها منذ بدء التطبيع بين الجانبين؟
"أنا كإماراتي ليس لدي تفسير. لماذا يتم تمكين دولة مثل إسرائيل، تنتهك القانون الدولي بشكل يومي، اقتصاديا وسياسيا وسياحيا؟".
"فحتی علی مستوی منح تأشيرات دخول الإمارات، المواطن العربي من الدول المجاورة يحتاج إلی تأشيرة ولكن الإسرائيلي يدخل إلی الإمارات دون تأشيرة".
"وهي تصرفات مستغربة من الحكومة الإماراتية، ولا أحد يسأل هذه الحكومة عن أسباب هذا التطبيع وبالتالي تفعل ما تشاء".