عاجل
أشار الخبير في شؤون غرب اسيا الدكتور خليفة الشروقي: إلی أن السعوديين تلقوا الدعم من إسرائيل، أمريكا والدول الأوروبية وبعض دول الخليج العربية علی جرائمهم في اليمن ، وقال: يجب علی السعودية البقاء في مستنقع اليمن وتحمل المزيد من الفضائح العالمية والعسكرية والاقتصادية باهظة الثمن.
في مقابلة له مع موقع المنامة أونلاين حول الأحداث اليمنية قال الدكتور الشروقي: تقسم أحداث الأزمة في اليمن والهجوم الوحشي لآل سعود علی أراضيها وتدميرالبنية التحتية والخدمية بالكامل إلی ثلاثة مراحل. في المرحلة الأولی لقد كان هجوما شاملا حيث تقدمت قوات العدوان السعودي ووصلت إلی حدود صنعاء ونجحت في تشكيل تحالفا دوليا ضد اليمن، واستولت علی معظم الأراضي اليمنية فكانت هذه المرحلة مرحلة صدمة، والمرحلة الثانية كانت "المقاومة والمواجهة والوقوف والردع"، حيث تم وقف تقدم القوی الغازية والتحالف الدولي، أما المرحلة الثالثة فشملت توازن القوی علی مستوی القوات البرية والمواجهات الجوية التي هي عبارة عن الصواريخ الباليستية وصورايخ كروز، حيث وجه الجيش اليمني واللجان الشعبية إلی جانب أنصار الله ضربات قاتلة للمنشآت العسكرية والحيوية والاقتصادية السعودية.
وقال الشروقي: بالطبع إن بعض هذه الضربات وجهت للامارات ولكن معظم الضربات تم توجهيها للمنشآت النفطية وشركة "أرامكو" السعودية العالمية، وبعد هذه المراحل تم طرح موضوع وقف إطلاق النار والتفاوض.
كما أشار أيضا إلی وساطة الأمم المتحدة واجتماع الوفدين العماني والسعودي بكبار المسؤولين اليمنيين، وقال: السؤال الذي يطرح نفسه هو ما سبب استمرار السعودية في هجماتها واعتداءاتها واتخاذها الإجراءات التي من شأنها حصاراليمن وإغلاق مطار صنعاء؟ في هذا الصدد ، لا بد من القول أن السعوديين وبعد خيبة أملهم في المفاوضات وتحملهم تكلفة باهظة، أصبحوا من أجل التمكن من احتلال الأراضي اليمنية وهزيمة الحوثيين والقضاء علی جماعة أنصار الله، يتكبدون المزيد من التكاليف يوما بعد يوم، حتی أصبحت تكلفة الحرب اليمنية ضارة جدا للسعودية حيث إنها قد أعلنت عدة مرات أنه بسبب عجز الميزانية قاموا بعرض بعض أسهم شركة النفط "أرامكو" للبيع.
وأشار الدكتور الشروقي إلی أن السعوديين تفاوضوا مرتين مع اليمنيين بوساطة من الأمم المتحدة وفي كلا المرتين تم الإعلان عن وقف إطلاق النار لمدة شهرين، حيث قال: في هذا الصدد نص الاتفاق علی أنه يجب علی الطرفين احترام بنود وقف إطلاق النار، لكن المملكة العربية السعودية لم تلتزم حتی بـ 10٪ من بنود الاتفاق، وفي المرة الثالثة أي في الوقت الحالي، كان أنصار الله أكثر قسوة قليلا وقاموا بتمديد مدة وقف إطلاق النار من شهرين إلی 6 أشهر اذا التزمت السعودية به. ويتم في هذه المرحلة أيضا التحضير لبدأ حوارات ومفاوضات يمنية - يمنية.
و تابع قائلا: إن السبب في استمرار السعودية لعدوانها هو أن السعوديون يريدون إجراء المفاوضات من موقع قوة فلا يريدون القول إننا هزمنا ونرغب بالتفاوض ونطالب باتفاق وقف إطلاق نار ولكن الأمر هو كذلك فعلا.
وأضاف: لو كان السعوديين متأكدين من انتصارهم في اليمن، لاستمروا في الحرب ولمدة عشرين سنة أخری، لكنهم يعرفون أنهم وقعوا في فخ حرب استنزاف، حتی أصبحت مثل جرح نازف فإن الميزانية العسكرية، النفقات السياسية والضغط الداخلي والدولي والإقليمي يثقل كاهلهم.
وفي إجابته عن سؤال لماذا تعلن السعودية الآن وقف إطلاق النار بتشجيع من الأمريكيين وبوساطة الأمم المتحدة؟ قال: نحن نعلم أنه قبل عام بدأت الحرب بين أوكرانيا وروسيا، فمنذ بداية هذه الحرب نشأت أزمة تصدير النفط والغاز وأزمة غذاء حول العالم، حيث أن الدول الأوروبية تدير مؤسساتها وشركاتها بصعوبة لأن الكثير من الشركات الأوروبية الغربية كانت بحاجة إلی الغاز الروسي، فعلی سبيل المثال ، يمكننا ذكر دولة بولندا، التي تم قطع الغاز عنها وعليهم توفير الغاز والنفط الذي يحتاجون إليه من أمريكا أو أي دولة أخری بأربعة أضعاف السعر.
وفي النهاية، ختم الدكتور الشروقي قائلا: علی السعودية أن تبقی في مستنقع اليمن، فكلما طالت مدة بقائها في هذا المستنقع زادت الفضيحة عالميا وازدادت التكاليف العسكرية والاقتصادية التي ستتحملها، وإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقبل بأي حال من الأحوال ادعاءات السعوديين الكاذبة وغير الصحيحة، بل علی العكس، فإن السعوديين هم الذين لم يوفروا حتی الدعم الإسرائيلي لمساعدتهم علی جرائمهم