بعد توقيع الإتفاقية بين ايران والسعودية والتي تنص علی عودة العلاقات الدبلوماسية، يتحدث الجميع عن مدی تأثير هذه الإتفاقية علی الحرب اليمنية التي دخلت عامها الثامن.
صرح سعيد العجيري خبير في شؤون الشرق الأوسط: أعلنت السعودية وإيران والصين في بيان مشترك بتاريخ 10 مارس من العام الحالي أنه ونتيجة للمفاوضات، اتفقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية علی استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات خلال شهرين.
وقال هذا الخبير في الشؤون الإقليمية: أثارت هذه الإتفاقية غضب الأمريكيين والصهاينة كماهو واضح جدا من كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "نفتالي بينيت"، والذي اعتبر أن الإتفاق الإيراني السعودي تطورا خطيرا لإسرائيل ونصر سياسي ايراني،وأيضا أكدت الوسائط الأمريكية أن هذه الإتفاقية تعد خسارة فادحة لمصالح أمريكا في الشرق الأوسط و تحد جيوسياسي لها وانتصار للصين.
وأوضح: في المقابل اعتبرت الدول العربية هذا الاتفاق خطوة في الاتجاه الصحيح تساعد علی خلق جو ايجابي في المنطقة وعلی الأخص في العراق، سورية، لبنان واليمن.
وأكد العجيري: أن السياسيين و الديبلوماسيين اليمنيين يرحبون بإعادة العلاقات بين البلدان العربية والإسلامية اعتقادا منهم بأنها تساعد علی وقف تدخلات الدول المعادية ومنع مساعيهم في خلق الفوضی والحروب في المنطقة، يمكن ملاحظة هذا من خلال كلام "محمد عبدالسلام" رئيس الفريق التفاوضي في صنعاء من خلال تغريدة نشرها علی توييتر: "تحتاج المنطقة إلی عودة العلاقات الطبيعية بين دولها لكي تستطيع الأمة الإسلامية استعادة الأمن والاستقرار الذين فقدتهما نتيجة التدخلات الخارجية".
وأضاف الخبير في الشؤون الإقليمية: واعتبر التدخلات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة علی رأس تلك التدخلات، وأكد أن تل أبيب وواشنطن يستخدمون مشروع رهاب ايران لخلق النزاعات والعداوات في المنطقة واثارة الحرب في اليمن.
ويری سعيد العجيري أن قراءة بعض الأطراف للاتفاق السعودي الإيراني أنه سيأثر بشكل مباشر علی قضية الحرب اليمنية خاطئة، لأن لصنعاء قرارها المستقل وليس لديها شريك في عملية صنع القرار. وكما رأينا في الاونة الأخيرة حيث أعلن السفير اليمني في طهران "ابراهيم الديلمي" أن ايران سئلت عن القضية اليمنية خلال المفاوضات التي أجريت في بغداد وكان رد المسؤولين الإيرانيين واضح وصريح :"إن عملية اتخاذ القرار بما يخص القضية اليمنية هي في صنعاء وليست في طهران" وإن علاقة ايران مع أنصار الله علاقة أخوية ودية كما أنهم اقتراحو علی الجانب السعودي وقف الحرب علی اليمن.
وأضاف العجيري أيضا: أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن السعوديين سألوا الايرانيين عن القضية اليمنية ولكن كان الرد الايراني أن القرار اليمني هو مسؤولية اليمنيين في صنعاء.
كما صرح الخبير الاقليمي: أن صنعاء تؤيد الدور الوسيط والإيجابي الذي من شأنه إنهاء الحرب اليمنية، لأي دولة كانت بما في ذلك البلد الصديق ايران ،البلد الذي وقف إلی جانب اليمنيين و سعی إلی وصولهم لمتطلباتهم.
وأكد سعيد العجيري اذا كانت الرياض تعتزم تطبيع العلاقات مع صنعاء مثلما أعادة علاقاتها مع قطر وايران وتركية، فيجب عليها الاعتذار من اليمنيين، رفع الحصار عن اليمن، دفع تعويض لجميع المتضررين من الحرب كما يجب عليها أيضا الانسحاب من اليمن دون قيد أو شرط وتفكيك جميع الأحزاب والميليشيات التي قامت بإنشائها وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية اليمنية.