بمناسبة الذكري الثانية عشرة للثورة البحرينية، أكد قادة الثورة في مؤتمر صحفي، علي استمرار النضال الشعبي حتي تحقيق رغبات الأمة البحرينية، وأشار إلي عدد من إنجازات ثورة البحرين التي تم تحقيقها. وأوضح خططه لاستمرارها.
في إطار السياسات السلطوية لنظام آل خليفة، وصلت موجة التطورات في العالم العربي إلي البحرين عام 2011، وطالب أهل هذه البلاد بنيل حقوقهم الدستورية في البلاد من خلال تنظيم احتجاجات سلمية. خلال مظاهرات فبراير 2011 في البحرين حمل المتظاهرون القرآن وتجمعوا في ساحة "اللؤلؤة" في المنامة وهم يرددون شعاري "الله أكبر" و "حان الوقت لسقوط آل خليفة "، طالبوا بتشكيل حكومة قائمة علي التصويت.
عقد قادة ثورة 14 فبراير في البحرين، بمناسبة الذكري العشرين لثورة البحرين، مؤتمرا صحفيا في وكالة مهر للأنباء في العاصمة الإيرانية طهران تحت عنوان "12 عاما من الاستمرار" تحدث قادة الثورة البحرينية بمناسبة ذكري الثورة في 14 فبراير وشرحوا خططهم لاستمرار هذه الثورة وتطرقوا إلي إنجازات ثورة البحرين.
وفي هذا الاجتماع، شارك قادة الثورة البحرينية، ومنهم الشيخ عبد الله الدقاق، والدكتور رشيد الرشيد، وقادة حركة المقاومة البحرينية، وإبراهيم العرادي، مدير المكتب السياسي لتحالف 14 فبراير البحريني، وحضرها الشيخ عبد الله صالح نائب أمين عام الجمعية الإسلامية في البحرين.
في بداية اللقاء أشاد الشيخ عبد الله الدقاق، أحد أبرز المعارضين لآل خليفة، بعشر سنوات من الاستمرار والمثابرة في الثورة للشعب البحريني ضد نظام آل خليفة لتحقيق مطالبهم.
وأضاف: في الأشهر الأخيرة، قدم نظام آل خليفة تنازلات خاصة للنظام الصهيوني، وكان لذلك عواقب سلبية، أولاً: حوّل نظام آل خليفة البحرين إلي فلسطين محتلة ثانية. ثانيًا: أصبح وجود الإسرائيليين وقواتهم العسكرية والأمنية في البحرين تهديدًا للأمن القومي للدول العربية المطلة علي الخليج، ويهدد في النهاية أمن المنطقة بأكملها.
وقال الشيخ عبد الله الدقاق: "نريد حكم نظام شعبي ملتزم بالقانون في البحرين ينهي وجود نظام آل خليفة. لن نتنازل عن الثورة البحرينية حتي تتحقق كل المطالب المشروعة للشعب البحريني، وهذه الثورة لن تنتهي إلا بالنصر النهائي".
واستكمالا لهذا اللقاء أشاد الشيخ عبدالله الصالح بدوره بإنجازات ثورة البحرين وقال: "إن الثورة البحرينية استمرت منذ 12 عاما بين الناس والقادة السياسيين وحتي بين كل المعتقلين السياسيين والمنفيين، ولهب هذه الانتفاضة لن ينطفئ أبدا".
وأضاف: اليوم هناك علاقة قوية بين نظام آل خليفة وآل سعود. لكن هذه العلاقة طرأ عليها تغييرات أدت إلي فسخ الاتفاق بين هذين النظامين بشكل نهائي بسبب تصاعد الخلافات والتوتر بينهما.
وقال نائب الأمين العام لمجموعة العمل الإسلامي في البحرين: "لقد أعلنت بعض الدول العربية الواقعة علي طول الخليج العربي، بما في ذلك قطر، معارضتها للممارسات السياسية القاسية والمتطرفة لنظام آل خليفة".
أكد المعارض البحريني علي رفض الشعب البحريني لإقامة علاقات دبلوماسية بين نظام آل خليفة والنظام الصهيوني ووجود الصهاينة في أرضهم وعبروا بجدية عن معارضتهم لهذه القضية مرات عديدة.
وأشاد عبد الله الصالح بإنجازات ثورة البحرين وأكد علي ضرورة استمرار هذه الثورة وقال: "علينا أن نخيب آمال أعدائنا بمواصلة هذه الثورة، فعدونا هو نظام آل خليفة وداعمه الأساسي نظام آل سعود الداعم للأقلية. من خلال استمرار انتفاضتنا، سنخيب أمل أمريكا والنظام الصهيوني وسنحقق أهدافنا .
كما قال الدكتور راشد الرشاد في استمرار هذا اللقاء: "إن الشعب البحريني حاضر علي نطاق واسع في ميدان إقامة مسيرة الذكري الثانية عشرة للثورة البحرينية. البحرينيون يريدون إنشاء جيش شعبي ولن يتخلوا عن هذا المطلب".
ووصف تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بأنه خطير وأضاف: "هذا الموضوع سيكون له تداعيات أمنية كثيرة. ومن هذه النتائج إنشاء ميناء صهيوني علي ساحل البحرين، وهو أمر بالغ الخطورة".
واصل راشد الرشاد تعداد إنجازات ثورة البحرين وقال إن أهم إنجاز لها أنها كشفت عن السياسات المزدوجة لدول الغرب. من بين الإنجازات الأخري للثورة البحرينية القضاء علي شرعية نظام آل خليفة، مما أظهر أن المجتمع الدولي يدعي زوراً دعم الديمقراطية وأنه في الواقع يقف إلي جانب الديكتاتوريين. أما الإنجاز الثالث فكان خلق إجماع وطني فريد بين الأمة علي رفض حكم نظام آل خليفة.
وأعرب إبراهيم العرادي عن أمله في انتصار الثورة البحرينية في المستقبل، وأعلن أنه في هذا اليوم سنؤكد مرة أخري علي استمرار هذا المسار وندعم الشيخ عيسي قاسم القائد الروحي للثورة البحرينية. وقال: نحن نرفض وجود الصهاينة في بلادنا ونعارض أي تطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني.
وتشهد البحرين انتفاضة شعبية ضد نظام آل خليفة منذ 14 فبراير 2011. شعب البحرين يطالب بالحرية وإقامة العدل وإزالة التمييز وإنشاء جيش منتخب في بلاده. النظام السياسي في البحرين، مثله مثل الممالك الأخري في الخليج، هو نظام استبدادي وله طبيعة استبدادية وقبلية. الدستور في هذا البلد هو مجرد وثيقة رمزية والسلطات لها صلاحيات تتجاوز الدستور وهي عمومًا غير مسؤولة أمام الشعب عن أفعالها وسلوكياتها .
يُعتبر النظام الحاكم في البحرين حكومة بالوكالة تخضع لسيطرة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ولا يُسمح لها عمليًا باتخاذ قرارات مستقلة في السياسات الداخلية والخارجية ويهدف إلي تهميش إنجازات ثورة البحرين. كما تتولي المملكة العربية السعودية دورًا سياديًا بارزًا في البحرين وبطريقة ما تخضع البحرين لحكم آل سعود في مختلف المستويات الأمنية والاقتصادية والجغرافية والسياسية.
استهداف نشطاء حقوقيين وإعلاميين وصحفيين ومستخدمي الإنترنت وإصدار أحكام إعدام جائرة ومحاكمات جماعية وحل أحزاب سياسية واعتقال واسع النطاق للمعارضين وخاصة الشيعة من الإجراءات القمعية لنظام آل خليفة بعد ثورة 14 شباط / فبراير.