في لقاء خاص.. شرعية الإنتخابات الإسرائيلية وعدم الاستقرار السياسي

في معرض الحديث عن شرعية الانتخابات الإسرائيلية أكّد محمد النعيمي الخبير في الشؤون الإقليمية خلال مقابلة مع موقع المنامة أونلاين: تشير استطلاعات الرأي إلی انتصار هش للمعارضة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو، أثناء إجراء الانتخابات البرلمانية الوطنية الخامسة خلال السنوات الأربع الماضية في الأراضي المحتلة.
في لقاء خاص.. شرعية الإنتخابات الإسرائيلية وعدم الاستقرار السياسي

حيث صرّح محمد النعيمي، الخبير في الشؤون الإقليمية، في مقابلة مع موقع المنامة أونلاين: علی الرغم من أن تحالف المعارضة المتمحور حول حزب الليكود برئاسة نتنياهو يتصدر القائمة، إلا أن استطلاعات الرأي تظهر أن هذا التحالف لا يمكنه أيضاً كسب الأصوات اللازمة لتشكيل حكومة قوية ومستقرة، ونتيجة لذلك، سيتم تشكيل حكومة تحالفية هشة أخری في الأراضي المحتلة.

وتابع: سيصوت الصهاينة للقوائم في هذه الانتخابات، وأي حزب يحصل علی 3.25 % علی الأقل من الأصوات، سيحصل علی مقاعد في الكنيست علی أساس نسبة الأصوات التي فاز بها. تجدر الإشارة إلی أن إجمالي عدد مقاعد الكنيست الإسرائيلي هي 120 مقعداً.

 

وأضاف الخبير في الشؤون الإقليمية، في إشارة إلی خوف السلطات الإسرائيلية من المقاومة: ستجري هذه الانتخابات في ظل إجراءات أمنية مشددة خوفاً من عمليات المقاومة الفلسطينية. حيث أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية أن الأجهزة الأمنية التابعة لهذا الكيان تخشی تنفيذ قوات المقاومة الفلسطينية لعمليات ضد الصهاينة رداً علی الجرائم الصهيونية ولإعتقادها بعدم شرعية الانتخابات الإسرائيلية، بالتزامن مع وقت الانتخابات.

وبناءً علی ذلك، أعلنت القناة السابعة التابعة للكيان الصهيوني مؤخراً أنه في أعقاب تصاعد التوترات خلال الأيام الأخيرة، أصدرت الأجهزة الأمنية التابعة للكيان الصهيوني 100 تحذير حول نيّة المقاومة الفلسطينية القيام بعمليات ضد الصهاينة في الضفة الغربية، وهو رقم غير مسبوق.

فرصة نتنياهو لرئاسة الوزراء في ظل أزمة شرعية الانتخابات الإسرائيلية

الانتخابات الإسرائيلية

وفي إشارة إلی الإحصائيات المنشورة من بعض استطلاعات الرأي، أضاف محمد النعيمي: تشير نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجراها معاهد "ميدغام" و "إيبانيل" إلی أن عدد مقاعد التحالف الحاكم بوجود يائير لابيد ورئيس الوزراء الحالي ووزير الحرب بيني غانتس في هذه الانتخابات سيكون 56 مقعداً وسيحصل تحالف المعارضة بزعامة نتنياهو علی 60 مقعداً، وهذا يدل علی استمرار المأزق السياسي في الكيان الصهيوني بعد إجراء خمس انتخابات خلال السنوات الأربع الماضية. وبناءً علی ذلك، لا يمكن لأي حزب أو تحالف الحصول علی المقاعد اللازمة لتشكيل حكومة قوية وشاملة. 

وشدد كذلك علی عدم الاستقرار في إسرائيل وقال: عدم الاستقرار السياسي في الكيان الصهيوني ليس فريداً من نوعه خلال السنوات الأخيرة. فمنذ عام 1996، أجری هذا الكيان انتخابات كل 2.6 سنة بشكل متوسط، وتغيرت 36 حكومة خلال 74 عاماً من تاريخ الكيان. ولاستيعاب هذا العدد بشكل أفضل، تجدر الإشارة إلی أنه خلال هذه الفترة الزمنية، شهدت أمريكا 14 رئيساً فقط.

وأشار الخبير في الشؤون الإقليمية إلی عدم شرعية الانتخابات الإسرائيلية وسياسييها أيضاً، وقال: أقل من نصف المشاركين في الانتخابات يعتبرون الخيارات المتاحة لرئيس الوزراء يمكن الاعتماد عليها. كما وأن أقل من نصف العرب الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، والذين يشكلون حوالي خمس سكان إسرائيل، يعتزمون المشاركة في الانتخابات، وهذه الإحصائية لا تختلف كثيراً بين شرائح المجتمع الصهيوني الأخری.

عدم الاستقرار السياسي في ظل الأزمات الداخلية والخارجية

 

قال محمد النعيمي: إن هذه الانتخابات ستجری في ظل الأزمات الداخلية الواسعة للكيان الصهيوني والتحديات الخارجية التي تواجه هذا الكيان، لا سيما التحدي المتمثل في التعامل مع المقاومة المتزايدة للفلسطينيين. حيث إن مراكز الفكر ووسائل الإعلام التابعة للكيان الصهيوني لا تخشی الآن فقط من خطر تصاعد قوة المسيرات والصواريخ والالتفاف الشعبي لفصائل المقاومة في غزة، بل إنها تخشی أيضاً من تهديدات أكثر خطورة؛ تهديدات نادرة وحتی غير مسبوقة في تاريخ الكيان الصهيوني الزائف منذ تأسيسه.

وأضاف: الانتفاضة التي نشأت في شمال الضفة الغربية خاصة نابلس وتسلّح شباب هذه المنطقة، إلی جانب فقدان شرعية السلطة الفلسطينية باعتبارها الذراع المسيطرة للكيان الصهيوني تبدلت الآن لتهديد خطير لأمن المستوطنين والجنود المتمركزين علی الحواجز، ونشهد كل يوم مقتل وجرح عدد من الجنود الصهاينة علی أيدي شبان فلسطينيين وخاصة المجموعة المقاومة الناشئة حديثاً عرين الأسود.

وتابع هذا الخبير قائلاً: المؤسسات الفكرية والجنود الصهاينة هم الآن أكثر اهتماماً بالأزمات الداخلية داخل الأراضي المحتلة من اهتمامهم بالتطورات خارج جغرافية الأراضي المحتلة؛ وخلال الآونة الأخيرة، اعترف خمسة من وزراء الحرب في الكيان الصهيوني، بمن فيهم إيهود باراك، وغابي أشكنازي، وبيني غانتس، وموشيه يعلون، وغادي إيزنكوت، في مقابلة مع القناة 12 لهذا الكيان، بأن "وجود إسرائيل مهدد من الداخل".

الانقسام في الشارع الإسرائيلي

كما وأكّد: يعتقد جميع الرؤساء الحاليين والسابقين للأجهزة الأمنية للكيان الصهيوني، من الموساد إلی الشاباك، أن الخطر الأكبر علی مستقبل الكيان الصهيوني هو خطر فقدان الإسرائيليين وحدتهم والانقسام إلی قسمين علمانيين و متدينين (الحريديم والصهيونية).

واعترف محمد النعيمي: الآن، في ظل ظروف وجود تهديد حزب الله اللبناني في شمال الأراضي المحتلة، وتهديد الضفة الغربية في الشرق وتهديد غزة في الجنوب الغربي، فإن الهيكل المحطم للكيان الصهيوني ينتظر الأيام الصعبة والسيئة التي سوف تنتظره بعد انتخابات اليوم.

وأوضح متابعاً: تجري هذه الانتخابات فيما لا تعتبر الفصائل الفلسطينية المناضلة، تغيير حكومة الكيان الصهيوني تغييراً في السياسات العنصرية والعدوانية لهذا الكيان، وخاصة تجاه الفلسطينيين، ويؤكدون أن الصهاينة بأي ميل لهم وأي نهج سياسي، لديهم وجهة نظر واحدة في العدوان علی الشعب الفلسطيني، والتجارب الماضية أثبتت أن الحوار لا يقود إلی شيء، وأن المقاومة الشعبية والمسلحة ضد المحتلين يجب أن تستمر، ليس فقط لأخذ حقوق الشعب الفلسطيني، ولكن أيضاً لطردهم تماماً من الأراضي الفلسطينية.