السعودية تسجن 10 مصريين لمحاولتهم تنظيم ندوة في ذكری حرب أكتوبر

حكمت محكمة سعودية علی 10 مصريين من النوبة بالسجن لمدّة يصل بعضها إلی 18 عاماً، لمحاولتهم تنظيم فعالية لإحياء ذكری حرب أكتوبر 1973 في العاصمة الرياض قبل ثلاثة أعوام.
السعودية تسجن 10 مصريين لمحاولتهم تنظيم ندوة في ذكری حرب أكتوبر

قضت محكمة سعودية، اليوم الإثنين، بسجن عشرة مصريين من النوبة لمدّة يصل بعضها إلی 18 عاماً، لمحاولتهم تنظيم فعالية لإحياء ذكری حرب أكتوبر 1973 في العاصمة السعودية الرياض قبل ثلاثة أعوام، علی ما أفاد قريبان للمتهمين لوكالة "فرانس برس".

 

وقال أحدهما، طالباً عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية: "أشعر بغضب شديد من الظلم الشديد الذي تعرّض له أهلنا"، بعد إدانة الرجال العشرة بتهم "تكوين جماعة بدون ترخيص" و"تشكيل جماعة إرهابية".

 

وكان حساب "شروق مصر" الصحافي المتخصص بتتبع حقوق الإنسان، في "تويتر"، ذكر في وقت سابق أنّ "10 مصريين نوبيين بينهم كبار سن ومرضی بأمراض مزمنة محتجزون منذ عامين لدی السلطات السعودية ، محذراً من أنهم عرضة لحكم بالسجن المطول".

 

وأوضح أنّه تمّت محاكمتهم "لمجرد انضمامهم لجمعيات نوبية في الرياض وتنظيم احتفالية أحياءً لذكری أبطال حرب أكتوبر النوبيين، وسط تجاهل تام من السلطات المصرية".

 

كما أكّد مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، في وقت سابق، أنه "خلال عامين من الاحتجاز، تعرض المصريين النوبيين المحتجزين لشتی أنواع سوء المعاملة، وتم حرمانهم من الحق في الزيارات والمراسلات. وحينما حاول ذويهم التواصل مع مسئولين حكوميين مصريين، من ضمنهم وزيرة الهجرة السابقة ومساعد وزير الخارجية، والمجلس القومي لحقوق الإنسان ومجلس الوزراء".

https://twitter.com/Orient21ar/status/1579481375400677385?ref_src=twsrc^tfw|twcamp^tweetembed|twterm^1579481375400677385|twgr^bc9d4f59f4c5e7f06e264f4d8293f22e761550ac|twcon^s1_c10&ref_url=https://www.almayadeen.net/news/politics/D8A7D984D8B3D8B9D988D8AFD98AD8A9:-D8B3D8ACD986-10-D985D8B5D8B1D98AD98AD986-D8A8D8B9D8AF-D985D8ADD8A7D988D984D8AAD987D985-D8AAD986D8B8D98AD985-D986D8AFD988D8A9-D981D98A-D8B0D983D8B1D989-D8ADD8B1D8A8

 

 

وأشارت إلی أنّ "قائمة المحتجزين تضمّ الـ 10 مواطنين مصريين من مختلف القری النوبية، بعضهم تجاوز عمره 65 عاماً، ويعاني معظمهم من أمراض مزمنة تستوجب رعاية طبية دورية، وهم جميعاً أعضاء في جمعيات نوبية مستقلة في السعودية، تأسست منذ سنوات كوسيلة للتواصل والترابط بين أبناء النوبة في السعودية، ولا تستهدف ممارسة أي نشاط سياسي أو حزبي".

 

وحمّلت منظمات حقوقية السلطات المصرية والسعودية المسؤولية عن حياة المعتقلين.

https://twitter.com/DAWN__EGYPT/status/1564209735305465856?ref_src=twsrc^tfw|twcamp^tweetembed|twterm^1564209735305465856|twgr^bc9d4f59f4c5e7f06e264f4d8293f22e761550ac|twcon^s1_c10&ref_url=https://www.almayadeen.net/news/politics/D8A7D984D8B3D8B9D988D8AFD98AD8A9:-D8B3D8ACD986-10-D985D8B5D8B1D98AD98AD986-D8A8D8B9D8AF-D985D8ADD8A7D988D984D8AAD987D985-D8AAD986D8B8D98AD985-D986D8AFD988D8A9-D981D98A-D8B0D983D8B1D989-D8ADD8B1D8A8

 

 

خلفية القضية

وتعود خلفيات هذه القضية إلی أواخر سنة 2019، حيث اعتزمت مجموعة من "الجمعيات النوبية" في الرياض عقد ندوة يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول حول المحاربين النوبيين الذين شاركوا في حرب أكتوبر 1973، وتم تصميم لافتة بصورهم، ومن أبرزهم الصُّول الراحل أحمد إدريس، وهو الذي اقترح فكرة تشفير المراسلات الحربية باللغة النوبية، وقد ساهمت فكرته في تأمين المراسلات المصرية خلال الحرب، وكذلك المشير الراحل محمد حسين طنطاوي بصفته أحد الضباط الذين شاركوا في الحرب.

 

في 28 سبتمبر/أيلول 2022، أُحيل المصريون الـ10 في جلسة محاكمة خامسة للمقاضاة أمام المحكمة الجزائية المختصة في الرياض، والتي تتهمها منظمة العفو الدولية بأنها تُستخدم "منذ عام 2011 بصورة ممنهجة لمقاضاة الأشخاص بناءً علی تهم مبهمة، غالباً ما تساوي بين الأنشطة السياسية السلمية والجرائم المرتبطة بالإرهاب". 

 

وبحسب صحافي مصري، اعتقل الأمن السعودي يومها رئيس الأسرة النوبية عادل سيد، ورئيسها السابق فرج الله يوسف، بالإضافة إلی مستأجِر مقر الأسرة النوبية ومسؤول صفحتها علی الفيسبوك ومصمم اللافتة، كما تمت مداهمة مقر الندوة في ذات الوقت، وكان بداخله خمسة أشخاص اعتُقلوا جميعاً.

 

وبعد الإفراج عنهم في المرة الأولی،قامت القوات السعودية بإعادة اعتقال العشرة في 14 و15 يوليو/تموز 2020، واستولت الأجهزة الأمنية علی الهواتف والحواسيب، ولم يستطع ذووهم معرفة أماكن احتجازهم حتی ورد الاتصال الأول من أحد المعتقلين بأسرته في ديسمبر/كانون الأول 2020، وهم اليوم معتقلون في سجن عسير، في مدينة أبها، التي تبعد 950 كم عن العاصمة الرياض.