المشاط: وقف العدوان ورفع الحصار وصرفِ مرتبات الموظفين هو الأساسَ الصحيحَ لأيِّ عملية سلام

أكد رئيس المجلس السياسي الاعلي اليمني مهدي المشاط، أنَّ الأساسَ الصحيحَ لأيِّ عملية سلام -مستقبلاً- هو وقفُ العدوان ورفع الحصار عن اليمن، ابتداءً بالفتح الكلي والفوري لمطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة، وصرفِ مرتبات الموظفين، من إيرادات النفط والغاز.
المشاط: وقف العدوان ورفع الحصار وصرفِ مرتبات الموظفين هو الأساسَ الصحيحَ لأيِّ عملية سلام

قال المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة عيد الأضحي المبارك 1443هـ” إنَّ المرحلةَ التي نعيشها في ظلِّ المتغيرات الدولية والأزمات التي تسبّبت فيها أمريكا، تحتم علينا -دولةً وشعباً- الاستعانةَ بالله والتحرك بكلِّ جدٍّ للعمل والإنتاج والبناء، والاهتمام بالزراعة والاكتفاء الذاتي في المجالاتِ الزراعية والاقتصادية والصناعية؛ للتقليلِ من آثارِ الأزماتِ التي تعمُّ العالمَ، وخاصةً اليمن في ظل العدوان والحصار الأمريكي السعودي”.

وجدد التأكيد علي أنَّ مناصرةَ الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، موقفٌ مبدئيٌّ وديني وإنساني للشعب اليمني، ولا يمكن أن يتغيّر.

كما أكد علي موقف اليمن الثابت إلي جانبِ محور المقاومة، وإدانة كل ما يتعرّض له هذا المحورُ من مؤامرات عسكرية أو اقتصادية، أو سياسية.

وأدان الاعتداءاتِ الصهيونيةَ المستمرَّةَ علي سوريا، وما تتعرَّضُ له من حصارٍ اقتصادي أمريكي جائر.. مؤكدا علي حقَّ سوريا في تحريرِ ما تبقّي من أراضيها المحتلة وكذلك الجولان السوري المحتل.

وتقدم المشاط بالتهنئة إلي قائدِ الثورة السيّد عبدالملك بدرالدين الحوثي والشعب اليمنيِّ في الداخل والخارج، وكافة شعوب الأمة الإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحي المبارك.. سائلاً اللهَ تعالي أن يعيد هذه المناسبة الدينية علي الشعب اليمني والإنسانية جمعاء بالخير واليُمْن والبركاتِ وقد تحقّق لليمن السلامَ والاستقلالَ.

فيما يلي نص الخطاب:

الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلي آله الطاهرين، ورضي اللهُ عن صحابته المنتجبين.

قال تعالي: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَي كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِي) صدق اللهُ العلي العظيم.

يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج:

باسمي ونيابةً عن الزملاء في المجلس السياسي الأعلي، يطيبُ لي أن أتقدَّم بأسمي آيات التهاني وأطيب التبريكات إلي قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-، وإلي أبطال الجيش واللجان الشعبية ورجال الأمن البواسل الباذلين أرواحَهم ودماءَهم في سبيل الله ودفاعاً عن بلدهم وسيادته واستقلاله، كما أبعثها إلي شعبِنا اليمني العزيز في الداخل والخارج، وإلي أمتنا العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحي المبارك، أعاده اللهُ علينا وعليكم بالخير واليُمْن والبركات.

يا أبناء الشعب اليمني العظيم:

لقد جعل اللهُ الحجَّ ركناً من أركان الإسلام لأثره الكبير علي الأمة الإسلامية ووحدتها، حيث يلتقي المؤمنون من كلِّ أنحاءِ العالم في أكبر تجمُّعٍ بشري يتكرُّر سنوياً علي صعيد واحد وفي زمان واحد ومكان واحد، متوجهين بقلوبٍ خاشعة خاضعة متذللة إلي الله سبحانه وتعالي، ملك السماوات والأرض.

فلم يفرض اللهُ سبحانه وتعالي علي عباده أن يحتشدوا كلَّ ذلك الاحتشاد المهيب في زمان واحد ومكان واحد دونما تكون هناك قضية هامَّة دُعوا إليها، وإن من أهم القضايا التي تستفيد منها الأمةُ الإسلاميةُ من خلالِ الحج هي الوحدة، لتكون علي كلمةٍ واحدةٍ في رؤاها ومواقفها، وتؤهلها لتكون أمَّةً قادرةً علي مواجهةِ أعدائها.

وإنَّ من المؤسفِ ما يقوم به النظامُ السعوديُّ من إجراءات للعام الثالث علي التوالي تحد من أعداد الحجيج وتقلِّل من مهابة الحج، وتمنع نسبة كبيرة من الحجاج المسلمين من الوصول إلي بيت الله الحرام، وفي المقابل يسمح بدخول أعداء الأمة اليهود الصهاينة لتدنيسِ المقدّسات.

إنَّ الحجَّ ليس لشعبٍ دونَ شعب ولا لبلدٍ دونَ بلد، هو لكلِّ عبادِ الله، وإنَّ مَنْ يسعي إلي تعطيلِ الحج واستهداف المقدَّسات يرتكب خطيئةً كبري لا يجوز السكوتُ عنها، ويجب علي الأمة أن يكون لها موقف حيال تعاطي النظام السعودي الدائر كليًّا في الفلكِ الأمريكيِّ والإسرائيليِّ.

الإخوة والأخوات:

نقترب من مرورِ أكثرَ من مائة يوم علي الهدنة التي سعينا بكلِّ مسؤولية لتثبيتها رغم خروقات التحالف ومرتزقته المستمرة والمتواصلة، والتي وضعت الهدنةَ علي مفترق طرق، الأمر الذي قد يتطوّر إلي العودةِ للعمليات العسكرية كنتيجة طبيعية إزاء تنصله عن تنفيذِ الكثيرِ من بنود الهدنة.

إنَّ تحالفَ العدوان ومرتزقته سيقعون في خطأ يصعب عليهم معالجتُه لاحقاً في حال اعتقدوا لوهلة أننا سنفرِّط بتضحيات شعبنا وباستحقاقات معركة التحرر الوطني علي امتداد أكثر من سبع سنوات.

إنَّ قبولَنا بالهدنةِ وتمديدِها هو لتخفيفِ معاناة أبناء الشعب اليمني، وبهدف الوصول إلي حلٍّ شاملٍ ينهي العدوانَ ويرفع الحصارَ بشكلٍ كاملٍ، أما أن يستغل العدوُّ هذه الهدنة لتمديد الحصار فهو أمر مرفوض ولن يقبل به شعبُنا اليمنيُّ تحت أيِّ ظرف كان، وعليه فإنَّ أبواب الهدنة لن تظل مشرعة، ولن نسمح بأن تتحوّل إلي وسيلة يستخدمها العدوان للالتفاف علي صمود الشعب اليمني.

ولقد قدَّمنا خلال الفترة الماضية العديدَ من المقترحات عبر اللجنة العسكرية الوطنية؛ وذلك لفتح الطرقات لتخفيفِ معاناة أبناء محافظة تعز وبقية المحافظات، ولكنها للأسف قوبلت بالتعنت والرفض من قبل دولِ العدوان ومرتزقتهم، وأمامَ هذا التعنت أعلنا في المجلسِ السياسيِّ الأعلي عن مبادرةٍ من جانبٍ واحدٍ، لفتح طريق الخمسين – الستين في تعز، بمناسبة عيد الأضحي المبارك، وتخفيفاً لمعاناة أبناء محافظة تعز، ونحمّل المليشياتِ في مدينة تعز مسؤوليةَ عرقلةِ فتح الطريق، وأيَّ اعتداءٍ علي المسافرين الآمنين فيها وتبعاتِ ذلك، وندعو أبناءَ تعز للدفاعِ عن طريقهم وكشفِ مَنْ يعرقل فتحَهُ.

شعبنا اليمني الصامد والمجاهد:

إنَّ دولَ العدوان بقيادة أمريكا تنتظر بفارغ الصبر أن تكسر شوكتكم عبر الحصار الخانق وتبعاته الكارثية، بل ويتعمّدون وضعَ العراقيل أمام سفنِ المشتقاتِ النفطية في وقتٍ يعاني العالمُ من ارتفاعِ أسعار النفط لتعذيبِ اليمنيين ومساومة الشعب اليمني علي كرامته واستقلالِه، وفي هذا السياق نؤكد أننا سنكون مع ما يحقِّقُ الخيرَ والأمنَ والاستقرارَ لأبناء الشعب اليمني، ولن نألوا جهداً في رفعِ معاناته، ونحمِّل تحالفَ العدوان مسؤوليةَ النهب والعبث بثروات اليمن من النفط والغاز والتي كانت ستسهم في تخفيفِ الأعباءِ وكبحِ غلاءِ الأسعارِ.

وفي الختام نؤكد علي جملةٍ من المواقف:

1) نجدُّد التهاني والتبريكات بهذه المناسبة إلي قائدِ الثورة السيّد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-، وإلي شعبِنا اليمنيِّ في الداخل والخارج، وكافة شعوب أمتنا المسلمة، سائلاً اللهَ تعالي أن يعيدها علينا وعلي الإنسانية جمعاء بالخير واليُمْن والبركاتِ وقد تحقّق لبلدنا السلامَ والاستقلالَ.
2) إنَّ الأساسَ الصحيحَ لأيِّ عملية سلام -مستقبلاً- هو وقفُ العدوان ورفع الحصار عن اليمن، ابتداءً بالفتح الكلي والفوري لمطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة، وصرفِ مرتبات الموظفين، من إيرادات النفط والغاز.

3) إنَّ المرحلةَ التي نعيشها في ظلِّ المتغيرات الدولية والأزمات التي تسبّبت فيها أمريكا، تحتم علينا -دولةً وشعباً- الاستعانةَ بالله والتحرك بكلِّ جدٍّ للعمل والإنتاج والبناء، والاهتمام بالزراعة والاكتفاء الذاتي في المجالاتِ الزراعية والاقتصادية والصناعية؛ للتقليلِ من آثارِ الأزماتِ التي تعمُّ العالمَ، وخاصةً اليمن في ظل العدوان والحصار الأمريكي السعودي.

4) نؤكد أنَّ مناصرةَ الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، موقفٌ مبدئيٌّ وديني وإنساني للشعب اليمني، ولا يمكن أن يتغيّر.

5) نؤكد علي موقفنا الثابتِ إلي جانبِ محور المقاومة، وندين كل ما يتعرّض له هذا المحورُ من مؤامرات عسكرية أو اقتصادية، أو سياسية.

6) ندين الاعتداءاتِ الصهيونيةَ المستمرَّةَ علي سوريا، وما تتعرَّضُ له من حصارٍ اقتصادي أمريكي جائر، ونؤكد حقَّ سوريا في تحريرِ ما تبقّي من أراضيها المحتلة وكذلك الجولان السوري المحتل.

تحيا الجمهوريةُ اليمنية..

الرحمة والخلود للشهداء..

والشفاء للجرحي..

والفرج القريب للأسري..